عاش جمهور الكاف مساء أمس الخميس 24 أوت 2023 على وقع موسيقات من تونس والعالم جمعت بين الموسيقى الكلاسيكية والعصرية والأغاني بعديد اللغات التونسية والغربية في مزيج بين الكلمة الملتزمة والراب والقصائد الشعرية المغناة واستحضر الحاضرون تاريخ المنسيات وامتد العرض لنحو الثلاث ساعات.

 محمد الهادي بن صالح المڤري إيقاع الكاف

افتتح السهرة المسرحي البحري الرحالي بعرض فيديو تكريم الهادي بن صالح المڤري من عرش مقرة ولد الطبلة والدربوكة وعدة آلات موسيقية وجمع الهادي بن صالح المڤري بين الوتري والشعبي للإيقاعات المسرحية وغاص في وديان الطبوع وعاصر وتعامل مع الدكتور صالح المهدي مرجع الموسيقى التونسي الذي أنتج معه أكبر مجمع وزّانة إيقاع وكانت بداية الانطلاق مما جعله محل إشادة من شيوخ المالوف من بينهم البشير الذيب والحبيب عمار.

وقد ترك الهادي بن صالح المڤري من حلمته موروثا يردد إيقاعاته عدة فنانين في عروض بالمهرجانات هذا وقد كان له بصمة فور دخوله المسرح من باب الكبير من خلال فرقة الكاف مع عيسى الحراث وخديجة السويسي و محمد العربي القلمامي ومجموعة مسرحية "عطشان يا صبايا" وغيرهم ......

مع فيديو توثيقي تاريخي حي بالإيقاعات والحكايات التي سردها المسرح  البحري الرحالي، عاش الجمهور عبق الموروث الغنائي وثراء تاريخ المسرح والفن في فخر برجالات الكاف وبالتحديد للفنان الهادي بن صالح المڤري صاحب حلم" المنسيات".

'نوار الملح' نفس جديد لمهرجان منفرد في توجهه

وفي العرضين الموسيقين تمتع جمهور الكاف الحاضر من كافة الفئات الاجتماعية بانتاجات الفنان ياسر جرادي وفرقته( عازف Guitareهادي الفاهم والملحن والمنتج وعازف BATTERIE سيف الدين هلال وعازف ال Guitare basse ايمن هداوي التي رواح فيها بين أغاني الحب والوطن والنقد لعدة مظاهر اجتماعية الموزعة بإيقاعات كلاسيكية تونسية ممزوجة بآلات غربية منها أغنية "نسمع فيه يغني" في تكريم لروح الشهيد شكري بلعيد و"فايسبوك" ونرجعلك ديما" وأغنية "فرقة الحمائم البيض" و"إن شخت كالجذع يوم" وشبيك نسيتيني" إهداء لروح الشهداء مبروك السلطاني وعائلته وأغنية "خلصني" التي تعبر عن حقوق المضطهدين من الشغالين.

واعتبر ياسر الجرادي في تصريح لموزاييك أن مهرجان "نوار الملح" قد يكون منطلق ثورة ثقافية حقيقية ونفس جديد لتحقيق ابرز طلبات ثورة تونس ومنها خاصة تحقيق العدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن المهرجان يحمل مشروعا لتحرير المواطن وعودة الأغنية الملتزمة وإذكاء ملكة الفعل النائمة في أرواح الأخرين حسب المفكر نيتشه لبناء وطن متوازن كما يحبه التونسيون بعيدا الأغنية التجارية.

واختتمت السهرة لينا بن علي التي اعتبرت أن فكرة المهرجان مميزة ونموذجية لفئات من الشعب المحرومة من الموسيقى البديلة والملتزمة التي تظهر صدق والتزام الفنان مع نفسه أولا ومع جمهوره واعتبرت أن لقاءها بجمهور الكاف لقاء مع العائلة لأنها أصيلة منطقة الشمال الغربي مشجعة الدورة الأولى.

وقدمت لينا بن علي باقة من أجمل الأغاني التي راوحت فيها بين الكلمات التونسية والجزائرية والانجليزية والاسبانية بصوت قوي ومتمكن ومن بين الأغاني التي استمتع بها الجمهور من خلال أغنية 'تشي غيفارا" ووهران  وإنتاجها الخاص "مالي ومالهم" .

 

هناء السلطاني

 

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

تسلل ألماني في منطقة الجزاء الدولية!

كتب جورج شاهين في" الجمهورية": لا يمكن تجاهل دور المخابرات الألمانية الخارجية (بي. إن. دي) في كثير من العمليات الدولية والاقليمية الكبرى التي ساهمت في إنجازها بأشكال مختلفة. لكن أبرزها واكبرها حجماً ما جرى في منطقة الشرق الاوسط، وهي تلك التي خطّطت لها وتعهّدت بتنفيذها بنَفَس طويل، عندما أنجزت بسرّية تامة اكبر عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل و"حزب الله" مطلع تموز 2008، نتيجة جهود بُذلت على مدى عامين، احتسبت أولى التحضيرات لها إبان وقبيل نهاية حرب تموز 2006، فيما كان العالم منهمكاً بوضع حدّ لها إلى حين صدور القرار 1701 في 12 آب 2006.
وتأسيساً على هذا الإنجاز الذي عدّ تاريخياً قياساً الى ما انتهت إليه عملية التبادل في 16 تموز 2008، بالإفراج عن "أغلى الاسرى" سمير القنطار الذي أمضى 30 عاماً في السجون الاسرائيلية، ومعه اربعة أحياء من عناصر الحزب وجثث 199 فلسطينياً من "مقبرة الأرقام"، وكل ذلك مقابل جثتين لجنديين إسرائيليين خُطفا في 12 تموز من ذلك العام. وهو ما ادّى إلى بناء قناة عميقة من الثقة بين الطرفين ما زالت مفتوحة الى اليوم. وهو ما أعطى الزيارة الاخيرة لنائب رئيس المخابرات الألمانية الخارجية أولي ديال الى لبنان قبل أيام، ولقاءه مع نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ومسؤولين آخرين طابعاً استثنائياً وسط تكتم شديد رافق الزيارة وما تلاها من نتائج.
لكن المراجع العليمة لفتت إلى انّ هذه الزيارة ليست الاولى، ولن تكون الأخيرة. فهو كان في بيروت قبل فترة أعقبت الزيارة الاولى لوزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك في 9 شباط الماضي، وقبل زيارته التي تلت الثانية لها في 25 حزيران الماضي، بهدف التشاور مع قيادة الحزب في ما سُمّي خفض التوتر على الحدود الجنوبية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنع الحرب الشاملة في المنطقة على خلفية منع تورط دول أخرى بعيدة عن المنطقة فيها، بما فيها ايران. والتي ربما استدرج تدخّلها قوى دولية اخرى سبق لها ان شاركت في التصدّي للصواريخ والمسيّرات الايرانية ليل 13 – 14 نيسان الماضي، ومنع 95 % منها من بلوغ أهدافها في اسرائيل، بعد اسبوعين على الغارة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق.
وفي انتظار معرفة الظروف التي حالت دون تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري للوزيرة الالمانية موعداً للقاء معها خلال زيارتها الثانية، بقي صعباً البحث في ما دار من تفاصيل في لقاءات المسؤول الألماني، فاقتصر الحديث على تسريبات ضئيلة، وقيل إنّه نقل اقتراحات تتعدّى السعي الى وقف للنار في غزة وانعكاساته المحتملة على الجنوب. وقيل انّ للزيارة أهدافاً بعيدة المدى تتخطّى ما يتم تداوله اليوم لجهة ما يسمّى "اليوم التالي" للحرب. وانّ لدى الجانب الألماني مشاريع اخرى تعني المرحلة اللاحقة التي تتجاوز ما هو مطروح على مستوى مجلس الأمن الدولي وجهود الخماسية العربية ـ الدولية من اجل لبنان ومسألة انتخاب الرئيس، لتطاول مستقبل المنطقة.
وأضافت التسريبات، انّ المسؤول الألماني تجنّب الحديث عن التطورات الآنية والتهديدات الاسرائيلية، مع اشارته الى انّه يعلم أنّ الخيارات الديبلوماسية ما زالت مفضّلة لدى جميع الاطراف، وانّ الضغوط الدولية ستحول دون توسع الحرب. ولكن في المقابل، على "حزب الله" ان يعزّز هذه الجهود بالتعاون المسبق مع اي مشروع لوقف الحرب في غزة، متجنّباً المطالب التعجيزية. ولذلك فقد حمل معه اقتراحات بمشاريع عدة يمكن البحث فيها لاحقاً، ومنها على سبيل المثال ما يمكن ان يكون عليه شكل العلاقات بين اسرائيل وجاراتها، وخصوصاً إن استؤنفت برامج التطبيع في المنطقة لتنحو عندها إلى سلام شامل يعزز الإعتقاد بضرورة التفكير ببناء مشاريع تعزز الثقة بين دول المنطقة واستنهاض اقتصاداتها بما فيها الدولة الفلسطينية المقبلة، ان توصل العالم الى الإقرار بـ "مشروع الدولتين" قبل ان تقول المانيا رأيها فيها.
وبناءً على ما تقدّم، خلصت المراجع الديبلوماسية الى استنتاج مفاده انّ هناك عملية "تسلّل المانية" تحت جنح الحراك الدولي الخاص بلبنان، في انتظار اللحظة التي تتكشف فيها خططهم لمستقبل المنطقة. فهم على اقتناع بقدرتهم على اللعب في منطقة "الجزاء الدولية"، وخصوصاً على مقربة من الشِباك الفرنسية والأميركية، فألمانيا على تواصل مع الدولتين وإسرائيل والمجموعة الخليجية والعربية، وعلى تنسيق تام في شأن عدد من القضايا الدولية.
 

مقالات مشابهة

  • أن تصبح الموسيقى عينيك.. قصة العازفة إسراء عبد الفتاح ذات الأنامل الذهبية
  • لمحبي الفن.. كل ما تريد معرفته عن مهرجان الموسيقى والمسرح بالعلمين
  • صابر وأسرته «عايشين مستورين» بسبب حياة كريمة: «الحلم بقى حقيقة»
  • الأحد.. ندوة عن الموسيقى والصوت في السينما بجمعية النقاد
  • تسلل ألماني في منطقة الجزاء الدولية!
  • بعد نجاح العتاولة.. طارق لطفي يتعاقد على «منتصر القرش»
  • ياسر العطا يحدد (4) شروط للتفاوض مع الدعم السريع
  • النائب ياسر الهضيبي: الحكومة الجديدة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة
  • غرفة القاهرة: فصل التجارة الخارجية عن وزارة الصناعة يصب في صالح المصدرين
  • شعبة المصدرين: فصل التجارة الخارجية عن وزارة الصناعة في صالح المصدرين