58 قتيلا في أكثر الغارات الأميركية دموية على اليمن
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - أعلن أنصار الله الحوثيون في اليمن الجمعة 18ابريل2025، مقتل 58 يمنياً في ضربات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، في الهجوم الأكثر دموية ضد اليمنيين.
وذكرت قناة المسيرة التابعة لانصار الله الحوثيين أنّ الضربات أسفرت أيضا عن أكثر من 120 جريحا، ونشرت مقاطع فيديو تظهر ألسنة اللهب تضيء السماء فوق الميناء مساء الخميس.
أعلن الجيش الأميركي الخميس أن قواته دمّرت الخميس ميناء رأس عيسى في إطار قطع الإمداد والتمويل عن انصار الله الحوثيين، الذين يسيطرون على مساحات واسعة من أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وتأتي الغارات، الأخيرة في سلسلة غارات قاتلة بدأت الشهر الماضي بأوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عشية استئناف واشنطن المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي في روما.
وأفادت قناة المسيرة التابعة لانصار الله الحوثيين نقلا عن مكتب الصحة في الحديدة بغرب اليمن بسقوط "58 شهيدا و126 جريحا في حصيلة غير نهائية".
وكانت حصيلة سابقة تشير إلى سقوط 38 قتيلا وإصابة 102 اخرين.
ولا يمكن فرانس برس التأكد من هذه الحصيلة في شكل مستقل.
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم الحركة على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّ أنصار الله الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.
وتتعرض مناطق أنصار الله الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية يحملون الولايات المتحدة مسؤوليتها، منذ أعلنت واشنطن في 15 آذار/مارس إطلاق عملية عسكرية ضد أنصار الله الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وجاءت الحملة الجوية الأميركية عقب تهديد أنصار الله الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية بعدما قطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني في 18 آذار/مارس، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين.
ومنذ 15 آذار/مارس، استأنف أمصار الله الحوثيون أيضا هجماتهم على السفن العسكرية الأميركية وإسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية الأميركية على منصة إكس أن "قوات أميركية تحرّكت للقضاء على هذا (المرفق الذي يشكل) مصدر وقود لانصار الله الحوثيين وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم لإرهاب المنطقة بأسرها منذ أكثر من عشر سنوات".
أضافت القيادة المركزية الأميركية أن السفن "استمرت في إمداد الوقود عبر ميناء رأس عيسى" رغم تصنيف واشنطن هذا العام لانصار الله الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، دون تحديد مصدر الوقود.
- "لم يتركوا مكانا إلا وضربوه" -
وفي لقطات بثتها قناة المسيرة التابعة لانصار الله الحوثيين فجر الجمعة وقدمتها على أنها "أولى صور العدوان الأميركي" على الميناء النفطي، أضاءت كرة من النار المنطقة التي توجد فيها سفن، بينما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق ما يبدو أنه حريق.
وقال أحد الناجين من الضربات على الميناء لقناة المسيرة "كنا نعمل وفوجئنا بالصواريخ فوقنا من العدوان، كنا نهرب والصواريخ تلاحقنا، لم يتركوا مكانا إلا وضربوه".
بدأت الضربات الأميركية على أنصار الله الحوثيين في كانون الثاني/يناير 2024 في عهد الرئيس السابق جو بايدن، لكنها استؤنفت وتضاعفت في عهد ترامب.
وأنصار الله الحوثيون جزء من "محور المقاومة" الإيراني، الذي يضم أيضًا حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وكلاهما تضرر بشدة من الحروب مع إسرائيل واغتيال كبار قادته. وصفت إيران الضربات بأنها "همجية"، بينما نددت بها حماس ووصفتها بأنها "عدوان غاشم".
السبت، ستواصل الولايات المتحدة وإيران محادثاتهما الهادفة إلى كبح جماح البرنامج النووي الإيراني، عقب تحذيرات من أنها تقترب أكثر فأكثر من التوصل لسلاح نووي.
وقال محمد الباشا، وهو مستشار مقيم في الولايات المتحدة، فرانس برس إنّ "العمليات العسكرية في اليمن ترسل إشارة واضحة إلى طهران".
وأضاف: "الرسالة اليوم لا لبس فيها: الولايات المتحدة لا تستهدف فقط الأصول والأفراد العسكريين أنصار الله الحوثيين، بل أيضًا بنيتهم التحتية الاقتصادية".
وكانت آخر حملة أميركية اندلعت ردا على تهديدات انصار الله الحوثيين باستئناف الهجمات على الشحن الدولي احتجاجا على منع إسرائيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مرة جديدة صباح الجمعة اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، ما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار في "عدة مناطق".
- "الموت لأميركا!" -
وفي صعدة، معقل أنصار الله الحوثيين في شمال اليمن، هتف مئات الأشخاص "الموت لأمريكا! الموت لإسرائيل!" في احتجاجات نظمها الحوثيون، وفق ما أظهرته لقطات بثتها قناة المسيرة.
على صعيد منفصل، اتهمت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس بأن "شركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية (...) تدعم بشكل مباشر الهجمات الإرهابية الحوثية المدعومة من إيران على المصالح الأميركية".
ولم تقدم بروس في البداية تفاصيل عن طبيعة دعم الشركة لانصار الله الحوثيين، لكنها أشارت لاحقا إلى "شركة صينية تقدم صور أقمار اصطناعية للحوثيين".
وأدت هجمات أنصار الله الحوثيين إلى شلل حركة الملاحة عبر قناة السويس، وهو شريان مائي حيوي تمر فيه عادة حوالى 12% من حركة الملاحة العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
أكثر من 480 قتيلا في ولاية شمال دارفور السودانية منذ 10 نيسان/ابريل
الخرطوم - أكدت الأمم المتحدة الجمعة25ابريل2025، مقتل أكثر من 480 مدنيا في ولاية شمال دارفور في غرب السودان خلال الأسبوعين الماضيين، منددة بالأعداد "المرعبة" من الوفيات والعنف الجنسي الواسع النطاق.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها تأكدت من مقتل 481 مدنيا على الأقل في شمال دارفور منذ العاشر من نيسان/أبريل "رغم أن العدد الفعلي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير".
غدت ولاية شمال دارفور ساحة معركة رئيسية في الحرب التي اندلعت في 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وأوضحت الأمم المتحدة أن "ما لا يقل عن 210 مدنيين، بينهم تسعة من العاملين في المجال الطبي" قتلوا في مخيم زمزم للنازحين بين 11 و13 نيسان/أبريل.
كما شملت الحصيلة "129 مدنيا على الأقل" قتلوا بين الأحد والخميس من هذا الأسبوع في مدينة الفاشر ومنطقة أم كدادة ومخيم أبو شوك للنازحين.
وأضافت المفوضية أن "التقارير أفادت بوفاة العشرات بسبب نقص الغذاء والماء والرعاية الطبية" في مرافق احتجاز تديرها قوات الدعم السريع أو "أثناء السير لأيام في ظروف قاسية في محاولة للفرار من العنف".
أسفرت الحرب في السودان عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت في ما وصفته وكالات الإغاثة بأكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.
وقالت مفوضية حقوق الإنسان الأممية إن القتال في شمال دارفور أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين، كثر منهم نزحوا سابقا من منازلهم أثناء النزاع.
وأضافت أن النازحين "يواجهون ظروفا قاسية وسط قيود مستمرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة".
كما حذّرت من تجدد "الهجمات ذات الدوافع العرقية التي تستهدف مجتمعات محددة" في دارفور.
وشهد إقليم دارفور حربا اندلعت عام 2003 وخلفت عشرات الآلاف من القتلى واتسمت بهجمات على جماعات عرقية.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في بيان إن "العدد المتزايد من الضحايا المدنيين والتقارير الواسعة النطاق عن العنف الجنسي أمر مروع".
وأضاف أن المفوضية "استمعت إلى روايات عن خطف أشخاص من مخيم زمزم للنازحين وعن اغتصاب نساء وفتيات وفتيان أو اغتصابهم جماعيا هناك أو أثناء محاولتهم الفرار من الهجمات".
وأعرب تورك أيضا عن قلقه البالغ إزاء استمرار الهجمات على العاملين في المجالين الإنساني والطبي.
وتابع أن "أنظمة مساعدة الضحايا في العديد من المناطق على وشك الانهيار، والعاملون في المجال الطبي أنفسهم معرضون للتهديد، وحتى مصادر المياه تعرضت لهجمات متعمدة".
وشدّد على أن "معاناة الشعب السوداني يصعب تصورها، ومن الأصعب استيعابها، ومن المستحيل قبولها بكل بساطة".