فلسطينية تفوز بجائزة الصحافة العالمية عن صورة طفل شوهته غارة إسرائيلية
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فازت صورة مؤلمة لطفل فلسطيني عمره 9 سنوات اثر تعرضه لبتر ذراعيه في هجوم اسرائيلي على غزة ، بجائزة صورة العام الصحافية العالمية لعام 2025 ، الصورة التقطتها الصحفية سمر أبو العوف .
الطفل الفلسطيني شوهته غارة إسرائيليةوتظهر الطفل "محمود عجور"، الذي كان يبلغ من العمر تسع اعوام ، في وضع مؤثر لفقد جزء حيوي من جسمه وهو بتر ذراعيه نتيجة انفجار في المنطقة التي يقطن فيها والصورة لحساب صحيفة نيويورك تايمز، الصورة فازت في حفل توزيع الجوائز في أمستردام يوم الأربعاء الماضى، ومن شدة تأثير الصورة جعلتها تفكر في أطفالها الأربعة وقالت "عندما أرى محمود، أفكر فيه كما لو كان ابني".
نزحت أبو العوف من قطاع غزة وهي الأن تسكن فى مجمع الشقق في الدوحة بقطر نفس المكان الذى يعيش محمود مع عائلته، وأفادت "اعتدت أن أراه ينظر إلى الأطفال يلعبون، واعتدت أن أشعر بألمه"، وذلك فقا لما نشره موقع ارت نيوز.
مواقف وعبر لقصة صورة مؤلمةقامت سمر أبو العوف بالتقاط صور لمحمود عجور ، بناء علي طلبه حيث كانت الشمس تشرق على منزلهم ، إن الطريقة التي يضيء بها الضوء رأس الصبي وكتفيه تعطي انطباع بتمثال نصفي كلاسيكي.
وأوضحت مديرة جائزة صور الصحافة العالمية، جمانة الزين خوري في الحفل: "هذه صورة تتحدث بصوت عالى ، إنها تحكي قصة صبي واحد، ولكنها تحكي قصة حرب أكثر نطاق سيكون لها تأثير لأجيال".
الطفل محمود عجوروقامت أبو العوف بتوثيق حياة الكثير من الجرحى من سكان غزة الذين تلقوا العلاج خارج فلسطين بينما تقدم ما يقارب من 59320 صورة لجائزة صور الصحافة العالمية لهذا العام، والتي دخلت الآن عامها السبعين، إذ قام ما يقرب من 4000 مصور من 141 دولة صورا بالتقدم لتلك المسابقة وبالرغم من ذلك تم اختيار تلك الصورة الفائزة بصعوبة وتقنية كبيرةبالنسبة للحكام.
صورة طفل فلسطيني تفوز بجائزة الصحافة العالميةوأفادت لوسي كونتيسيلو، رئيسة لجنة التحكيم العالمية، في بيان: "عندما بدأت لجنة التحكيم العالمية في اختيار المتنافسين المختلفين على الجائزة، بدأنا بفرز واختيار عدد من المجموعات لكل منطقة من المناطق الست، وكشفت ثلاثة مواضيع من تلك المجموعة التي تحدد إصدار جائزة صور الصحافة العالمية لعام 2025 وهي " الصراع والهجرة وتغير المناخ، والتى تقدم طريقة أخرى للنظر إليها هى قصص الصمود والأسرة والمجتمع".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جائزة الصحافة العالمية طفل فلسطيني عن صورة طفل الصحافة العالمیة
إقرأ أيضاً:
الفانتازيا وتاريخ النكسة.. صلاة القلق تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية
فاز الروائي المصري محمد سمير ندا بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الـ18 الخميس عن روايته "صلاة القلق" الصادرة عن منشورات ميسكلياني، والمكتوبة بقالب سردي جريء يمزج الفانتازيا بالتاريخ، ويعيد مساءلة نكسة 1967 وما تلاها من "وهم السيادة" وزمن الشعارات.
وقال سمير ندا في كلمة مسجلة قبل إعلان النتيجة "صلاة القلق هي روايتي الثالثة، هي تتحدث عن فكرة اختطاف العقول، وفكرة تشكيل الوعي الجمعي لمجموعة من البشر بطريقة مغايرة للتاريخ".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المترجم سامر كروم: لماذا يحب العرب الأدب الروسي؟list 2 of 2فرید عبد العظیم: كيف تتحول القصة القصيرة إلى نواة لمشروع روائي متنوع؟end of listوأضاف "هؤلاء الأشخاص، وكأنما سُرق منهم الزمن الحقيقي وعاشوا في زمن مواز.. هل كان هذا لمصلحة هذه المجموعة من الناس أم خلاف ذلك؟ هذا ما تكشف عنه الرواية وشخصياتها".
وقالت الأكاديمية المصرية منى بيكر رئيسة لجنة تحكيم الجائزة لهذه الدورة: "هي رواية يتردد صداها في نفس القارئ، وتوقظه على أسئلة وجودية ملحة، تمزج بين تعدد الأصوات والسرد الرمزي بلغة شعرية آسرة تجعل من القراءة تجربة حسية يتقاطع فيها البوح مع الصمت والحقيقة مع الوهم".
وأضافت: "رواية لها أبعاد تتخطى الجغرافيا وتلامس الإنسانية والمشترك، رواية اختارها جميع أعضاء لجنة التحكيم بالإجماع".
عام 1977، في قلب صعيد مصر، تقع قرية "نجع المناسي" المعزولة عن العالم، محاطة بما يعتقد أهلها أنه حقل ألغام لا يُمكن عبوره، يفصلهم عن المجهول. لا يعرف سكان النجع شيئا عن الخارج سوى أن هناك حربا مستمرة منذ نكسة يونيو/حزيران 1967، وأن العدو الإسرائيلي يحاول التوغل عبر قريتهم، التي يُنظر إليها كخط الدفاع الأول على الحدود.
إعلانالنافذة الوحيدة التي تطل على العالم الخارجي هي "خليل الخوجة"، ممثل السلطة، التاجر الوحيد، وناشر صحيفة محلية بعنوان "صوت الحرب". يحتكر الخوجة كل شيء: المعلومة، والسلعة، وحتى مصير أبناء القرية عبر إشرافه على عمليات التجنيد في الحرب.
ذات يوم، يهوي على القرية جسم غامض، نيزك؟ قمر صناعي؟ لا أحد يعرف على وجه اليقين، يعقبه وباء غريب يشوّه ملامح سكان النجع، بمن فيهم الأطفال حديثو الولادة، ووجد القرويون أنفسهم وقد تحوّلت رؤوسهم إلى رؤوس سلاحف، وتبدأ يد مجهولة في كتابة خطايا الناس على الجدران، بينما يبتدع إمام المسجد "صلاة جديدة" سماها "صلاة القلق"، باعتبارها طقسا روحيا يُبشّر بالخلاص من المحنة والنجاة من الوباء.
8 شخصيات مختلفة تتناوب على رواية الحدث، كل منها تحمل زاويتها الخاصة، وذكرياتها، وشكوكها. معا، تشكّل هذه الأصوات فسيفساء حكائية مدهشة تُعيد تركيب السرد وتفككه في آن.
تجربة إبداعيةفي حواره السابق مع الجزيرة نت قال ندا، الذي نشأ في بيت يحتفي بالأدب والثقافة: "في طرابلس، كانت أمي تقرأ علينا قبل النوم كتب محمد حسنين هيكل… خريف الغضب وسنوات الغليان.. وكانت مكتبة أبي هائلة تحوي المثير من أمهات الكتب.. تلك كانت حكايات طفولتي.. كنت أراقب طقوس الكتابة لدى والدي، وهو يُملي، وأمي تكتب… تلك كانت بيئتي".
تجربته الإبداعية، المتأثرة بتنقلاته بين مدن مثل بغداد وطرابلس، انعكست في أعماله السابقة، خاصة روايته "بوح الجدران"، التي جاءت كاستعارة أدبية لحياة والده، بينما شكلت "صلاة القلق" تحررا من تلك الظلال، كما يقول: "صلاة القلق كُتبت في منأى عن ظل أبي… عشت مع شخصياتها لسنوات، وكان فراقهم مؤلما".
وعند سؤاله عن دور الروائي في مواجهة تزييف الوعي، يجيب ندا من دون مواربة: "دور الكاتب أن يُلقي بالحجارة في المياه الراكدة، لا ليحسم، بل ليوقظ". معتبرا "الكاتب لا يملك حلّ الأزمات، لكنه يملك أن يلفت النظر إلى مواضع القلق، كما حاولت في الرواية".
من الضروري أن يمتلك الكاتب الجرأة على إلقاء الحجارة في البحيرات الراكدة، هو لن يحل الأزمات العربية بكتابته، لكنه يلفت الانتباه، ويصوّب نظر القرّاء في موضع محدد يختاره لكتابته، مثل كيفية السيطرة على الوعي الجمعي لفئة من الناس كما جاء في صلاة القلق بصورة تمزج الفانتازيا بالتاريخ الموثّق، هذه وضعيّة شائعة في دول العالم الثالث، وقد سبقني بالكتابة عنها الكثير من عظماء الأدب عالميا وعربيا، لكنني حاولت إعادة طرح الأمر من خلال زاوية مختلفة، وبطريقة أتمنى أن يجدها القارئ مختلفة كما تمنّيت.
النكسة والنكبةوهو لا يتردد في ربط "صلاة القلق" بالواقع العربي المَعيش، إذ يرى أن النكسة لم تكن نهاية مرحلة، بل "أسلوب توكيد للنكبة"، وأن "جرح النكبة لم يندمل حتى يُقال إنه نُكئ مجددا… بل هو نزف دائم".
جرح النكبة، وجرح النكسة، والجراح الآخذة في الاتساع في هذه اللحظات، كلها لم تزل نازفة، النكبة ليست ندبة حتى تنكأ وتُحرّك وتُستعاد، هي نزف دائم منذ أكثر من 70 سنة، أما النكسة في رأيي فليست سوى أسلوب توكيد للنكبة، وإعلان مكتمل يرسّخ حدوثها، واستحالة إعادة الوضع لما كان عليه قبل مايو/أيار 1948
الرواية تبني عالمها عبر 8 أصوات روائية مختلفة، يروون جميعا الحدث ذاته من زوايا متباينة. تجربة تتطلب مهارة فنية عالية لضمان التمايز النفسي والفكري، وهو ما يعلّق عليه ندا قائلا: "كانت مغامرة كبيرة… نوّعت الأصوات فكريا أكثر من تنويعها لغويا، لأن لذلك تفسيرا داخل النص. الرهان كان على القارئ الصبور".
ويحضر صوت عبد الحليم حافظ بقوة في الرواية، لا كمجرد خلفية غنائية، بل كصوت يُجسّد المرحلة الناصرية، كما يوضح المؤلف: "عبد الحليم هو سفير تلك الحقبة العروبيّة… صوت آمن به الجيل واحتفى به. وكان موته موتا للصوت المعبّر عن المرحلة، أزاح الغمامة والغشاوة عن أبصار المُختطفة عقولهم، فكان ما كان".
إعلانافتتاحية الرواية التي تبدأ بجملة: "استيقظ الشيخ أيوب المنسي صباح اليوم، فلم يجد رأسه بين كتفيه"، أثارت مقارنات فورية مع كافكا وساراماغو، لكن ندا يرى أن روح جورج أورويل كانت الأشد حضورا، مع تركيز خاص على تزييف الوعي الجمعي: "الواقع العربي المرصود في الرواية كابوسيٌّ… ربما لا يكفي له كافكا وأورويل وساراماغو مجتمعين".
هذا الواقع العربي المرصود في زمن الرواية، ربما يعجز أورويل وكافكا وساراماغو مجتمعين عن الإحاطة بكابوسيّته. أردت لمفتتح الرواية أن يحيل القارئ إلى تصور رجل فقد رأسه المعتاد، بعدما استحالت كرأس السلحفاة بفعل الوباء الغامض، لم أشأ محاكاة شخصية جريجور سامسا، والقارئ أدرك ذلك منذ الصفحة الأولى.
ويشرح الوباء الغامض الذي يصيب القرويين بأنه "وباء القلق"، أما الوباء، كما يضيف، "فقد وُجد ليلخّص الوضع العربي آنذاك، فهو وباء القلق، الشعور بالخوف من الآخر، حالة اللايقين تجاه كل شيء، هو مزيج من مشاعر خبرها العرب عقودا من الزمن، وقد جاءت الرواية لتدعو القارئ إلى التخلص من هذا الوباء/القلق، من خلال استعادة الحق في قراءة التاريخ الفعلي، والتيقّن من ماهيّة الحقيقة".
وترشحت للجائزة هذا العام 124 رواية من 20 دولة وصلت 16 منها للقائمة الطويلة في يناير/كانون الثاني.
واختيرت 6 روايات للقائمة القصيرة في فبراير/شباط حصلت كل منها على مكافأة مالية قدرها 10 آلاف دولار. وتبلغ القيمة المالية للجائزة التي يرعاها مركز أبو ظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي 50 ألف دولار.