أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الإسلام فتح باب الخير واسعا، حيث يقول الحق سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، ليبين أن العبادة بمفهومها الواسع تشمل كل وجوه الخير، فمعنى أن تكون عبدًا لله أن يجدك حيث أمرك وأن لا يجدك حيث نهاك في كل فعل أو ترك، وأبواب الخير كثيرة منها قضاء حوائج الناس.

جاء ذلك خلال كلمة وزير الأوقاف - بخطبة الجمعة بمسجد ناصر بمدينة بنها بمحافظة القليوبية - تحت عنوان "قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب"، بحضور عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، ومعالي المستشار عمر مروان وزير العدل، والسيد محمد القصير وزير الزراعة، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، واللواء نبيل سليم مدير أمن القليوبية، والدكتور الخان بولوخوف سفير دولة أذربيجان.

وأضاف أن قضاء حواج الناس من أهم القربات إلى الله تعالى، وهو إما أن يكون واجبًا محددًا يأثم من يتركه أو يخل به، وإما أن يكون مندوبًا أو مستحبًا يثاب من يفعله، وقد يكون قضاء حوائج الناس ماليًّا، وقد يكون خدميًّا، فالجانب المالي محدد بالزكاة التي هي ركن كالصلاة، فمن لم يؤد زكاة ماله كتارك الصلاة سواء بسواء، وأما الجانب الخدمي فكل من كلف أو تولى عملا عاما أو خاصا، وكل من يتقاضى راتبًا مقابل القيام على خدمة من خدمات الناس، أيًّا كان وضعه كالطبيب في مشفاه، والمعلم في المدرسة، والموثِّق والخبير وكل من يقدم خدمة وجب عليه أداء حقها وقتًا وأداءً، فإن أخل بالوقت أو بالأداء كان آثمًا، لأنه يتقاضى أجره وراتبه على أداء هذه الخدمة.

وأشار إلى أن أداء الواجب بتفان وإخلاص أمر ثوابه عظيم، وإن قصر في أدائها فهو يأكل سحتا بمقدار تقصيره، وعلى أصحاب الأموال أن يؤدوا زكاة أموالهم، فإذا ما أدى الإنسان الخدمة الواجبة والزكاة الواجبة انتقل بعد ذلك إلى الفضل والسعة وهو باب الصدقات والإحسان.

وأكد وزير الأوقاف أن الإسلام جعل قضاء حوائج الناس والتكافل المجتمعي في منزلة عاليه، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ"، مشيرا إلى أنه إلى جانب الأديان فالفطرة الإنسانية السوية تدعو إلى قضاء حوائج الناس.

وفي ختام خطبته، هنأ وزير الأوقاف أبناء محافظة القليوبية وأهلها الكرام بعيدها القومي، متمنيًا لهم ولمصرنا العزيزة كل توفيق وتقدم وازدهار.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزير الأوقاف محافظ القليوبية محافظة القليوبية حوائج الناس قضاء حوائج الناس وزیر الأوقاف

إقرأ أيضاً:

الوقف.. «الصدقة الجارية»

حثّ الإسلام على الصدقة، والصدقة الجارية، ووعد بالمثوبة لفاعلها، واستمرار الأجر له بعد رحيله عن الدنيا، وإن الوقف يُعد من الصدقات الجارية، فأصله ثابت، وعطاؤه مستمر لا ينقطع، ويقصد به التقرب إلى الله تعالى، ذلك أن الوقف تبرع دائم بعقار أو مال، والتنازل عن ملكيته لله تعالى، فلا يجوز بيع العين الموقوفة ولا هبتها ولا التصرف بها، بل يحبس أصلها وينفق من ريعها وعائداتها في المصارف الشرعية التي حددها الواقف. 
يسهم الوقف في أعمال البر والخير والإحسان، وخدمة المجتمع وتنميته، كالوقف لبناء المساجد وصيانتها والعناية بها، ووقف الأيتام والفقراء، ورعاية المرضى، وطلبة العلم، وكبار السن، وأصحاب الهمم، والحفاظ على البيئة، والرفق بالحيوان، ونحو ذلك من وجوه الخير والإحسان.
ولبيان الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة، يقول الله - عز وجل- في محكم تنزيله: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْر وَأَعْظَمَ أَجْراً)، «سورة المزمل: الآية 20»، وقال الله سبحانه وتعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، «سورة آل عمران: الآية 92». وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، (صحيح مسلم 1631).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن سعد بن عبادة رضي الله عنه توفيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ قال: «نعم»، قال: فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها، «صحيح البخاري 2756».
ويحظى الوقف داخل دولة الإمارات العربية المتحدة باهتمام بالغ من القيادة الرشيدة، وتحرص الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف دائماً على إحياء سنة الوقف والدعوة له وتنميته، والتبصير بأهدافه وفق أساليب معاصرة تتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية، مما يؤدي إلى تقوية ينابيع الخير في النفوس، وتجسيد مبادئ التكافل الاجتماعي، ويفتح آفاقاً تنموية للعمل الخيري بما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع.
ونحن مدعوون للمساهمة في إحياء سنة الوقف لنحقق التعاون على البر الذي أمرنا الله تعالى به، فقال عز من قائل: (... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ...)، «سورة المائدة: الآية 2»، ولنحرص أشد الحرص على المشاركة في تنمية الوقف الخيري لنحقق قول الله تعالى: (... وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة الحج: الآية 77». ومما سبق يتبين لنا أن الوقف من أعمال البر التي حثّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من الصدقات الجارية أصلها ثابت، وثوابها دائم لا ينقطع، فهي تنفع الإنسان في حياته وبعد مماته، كما أن أعمال البر تتفاضل بحسب حاجة الناس وعموم النفع، حيث يتميز الوقف بأنه يحافظ على أصل المال وينميه، ويرسخ قيم الإسلام ومبادئه في التصدق والبر والإحسان.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى المبادرة بالإنفاق وعدم التسويف، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قال: «أَنْ ‌تَصَدَّقَ ‌وَأَنْتَ ‌صَحِيحٌ ‌شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الغِنَى، وَلَا تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ». 
وحثّ الإسلام على الإنفاق وجعل ثوابه عظيماً، ووعد الله من تصدق وأنفق بالخلف والعوض، قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ ‌يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَا ‌مِنْ ‌يَوْمٍ ‌يُصْبِحُ ‌العِبَادُ ‌فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا». 

أخبار ذات صلة حمدان بن محمد: قيمة الأصول الوقفية في دبي ترتفع إلى 11.1 مليار درهم حمدان بن محمد يلتقي عدداً من أصحاب المبادرات الخيرية في دبي

مقالات مشابهة

  • وأينما زُرِعتَ فأثمِر ..!!
  • هل يجوز قضاء صلاة التراويح لمن فاتته ؟.. الإفتاء تجيب
  • رمضان.. شهر البركة
  • من الناس من يحب لك الخير على مزاجه
  • الصيام.. مدرسة إيمانية تهذب النفوس وتسمو بالأخلاق
  • خطيب المسجد الحرام: في بعض الأحيان يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل
  • وكيل الأزهر: الصيام تدريب للنفس للوقوف على حدود الله تعالى
  • الوقف.. «الصدقة الجارية»
  • وزير الأوقاف: نحتسب ضحايا حادث قطار الإسماعيلية شهداء وندعو لأسرهم بالصبر
  • «هشام عبد العزيز»: قضاء حوائج الناس من أعظم القربات إلى الله