ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رتبة سجدة الصليب على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة" عاونه فيها المطارنة بولس الصياح، حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان_حريصا الأب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفعاليات والمؤمنين.

 

وبعد تلاوة الاناجيل ورتبة سجدة الصليب القى البطريرك عظة بعنوان:"هوذا عبدي الذي اعضده" (اشعيا 42 : 1). قال فيها: "نبؤة اشعيا هذه تنبّأ بها عن يسوع الذي خدمنا كعبدٍ، مخلصًا  ايانا والبشرية جمعاء بآلامه وصلبه. وبهذا اظهر لنا محبته التي لا حدّ لها. رتبة دفن المسيح هي احتفال واقرار بمحبته اللامتناهية. انه العبد المتألم وهو ايضًا العبد المنتصر، كما تنبّأ اشعيا ايضًا : "هوذا عبدي يوفّق ويتعالى ويرتفع ويتسامى جدًا" (اشعيا 52 : 13). هو الإله خلّصنا بخدمته لنا. خلّصنا مجانًا لأنه أحبّنا اولًا. خدمنا ببذل حياته من اجلنا. حبّه حمله الى تقديم ذاته لأجلنا، حاملًا كل خطايانا وخطايا البشرية جمعاء. والآب عضده في تحمّل آلامه. الرب خدمنا حتى في تحمّل الأوضاع الأكثر ألماً بالنسبة الى من يحب، ونعني بها : الخيانة والتخلّي.

الخيانة

يسوع اختبر الخيانة من التلميذ الذي باعه بثلاثين من الفضّة، ومن التلميذ الذي خانه، ومن الشعب الذي حوّل الهوشعنا بإصلبه (متى 27 : 22)، ومن خيانة السلطة الدينية التي حكمت عليه بالصلب ظلمًا، ومن خيانة السلطة السياسية التي غسلت يديها. وهو الذي بادل بالحب. فكم كان مؤلماً على قلب الله الذي هو الحب حتى النهاية.

فلنلقِ نظرة على ذواتنا، فنجد الكثير من عدم الأمانة، الكثير من الازدواجية. فكم من نوايا حسنة خنّاها ؟ وكم من مقاصد صالحة خنّاها ؟ الرب يعرف قلوبنا احسن منا، ويعرف كم نحن ضعفاء وغير ثابتين. ويعرف كم مرة نسقط وبأي صعوبة ننهض، وكم يصعب علينا الشفاء من بعض الجراح.

لكن الرب يأتي لمعونة ضعفنا، ليشفينا من خياناتنا، كما وعد بلسان النبي هوشع: "انا اشفيهم من عدم امانتهم، واحبّهم بسخاء" (هوشع 14 : 5). لقد شفانا آخذاً خياناتنا، ومخلصنا منها. وهكذا نرفع نظرنا الى المصلوب ونقول : "هذه عدم أمانتي، انت أخذتها. وها انت يا يسوع تواصل خدمتك بمحبتي، وتعضدني، وأنا أسير الى الأمام".

التخلّي

وعاش يسوع التخلّي المرّ من الجميع، فصرخ من على صليبه :"الهي، الهي، لماذا تركتني؟" (متى 27 : 46). لقد تألم من تخلّي خاصته الذين هربوا. ولكن لم يبقَ له إلاّ ابوه. والآن من عميق وحدته، ولأول مرة يسميه "الهاً" لا "أبًا". ويصرخ اليه بصوت عظيم : "لماذا انت ايضًا تركتني؟". انهم بالحقيقة كلمات المزمور 22 : 1، اعتمدها يسوع للدلالة انه حمل بصلاته التخلّي الكبير. بل يبقى في الواقع انه اختبر التخلّي الأعظم الذي ذكره الإنجيليون بكلماته الأصلية".

وتابع: "لماذا كل هذا؟ مرةً ثانية نقول احتمل هذا التخلّي من اجلنا، من اجل خدمتنا. فعندما نشعر بتخلٍّ، نتذكر ان المسيح اختبر التخلّي الكامل لكي يكون متضامنًا معنا. فعل كل ذلك من اجلي، من اجلك، من اجلنا جميعًا، فعله ليقول لنا : "لا تخف، لست لوحدك. انا اختبرت كل هذا الألم لأكون دائمًا بقربك". هكذا خدمنا يسوع حتى احتماله الخيانة والتخلّي، ويقول لكل واحد منا : "تشجّع! افتح قلبك على حبّي، تشعر بتعزية الله الذي يعضدك. المسيح خدمنا حتى اختبر الخيانة والتخلّي. نحن موجودون في هذا العالم لنحب الله والآخرين. فلا قيمة للحياة إن لم تكن للخدمة. ذلك ان الحياة تُقاس بالحب، كما ان المصلوب يُقاس بمحبة الله لنا. فلنسأل الله نعمة العيش من اجل الخدمة. لقد علّمنا يسوع من على صليبه كيف نحوّل الخيانة والتخلّي بأربعة أمثلة:

- فيما كان صالبوه يغرزون المسامير في يديه ورجليه، كان يسوع يصلي لأجلهم : "يا أبتِ، اغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون" (لو 23 : 34). هكذا توسّل الى ابيه ملتمسًا الغفران لصالبيه. وارتضى ان يموت عن المجرمين.

- فيما كان المجرمان اللذان صلبا مع يسوع يجدّفان عليه قائلين: "ان كنت انت المسيح، نجِّ نفسك ونجّنا نحن ايضًا. ثم تاب لص اليمين ووبّخ رفيقه، وقال ليسوع:"اذكرني يا سيّدي متى أتيت في ملكوتك". فكان جواب يسوع: "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23 : 39-54). هذا ثمن التوبة، مصالحة وغفران بدون حدود وبدون سؤال.

- فيما بطرس خان يسوع خوفًا وبكى بكاءً مرًا، وحده يوحنا ظل امينًا حتى الصليب. فلما رآه يسوع مع امه مريم، سلّمها يسوع امومتها ليوحنا، وسلّم يوحنا بنوّته لها :"يا امرأة هذا ابنكِ، ويا يوحنا هذه أمك" (يو 19 : 26-27). فأصبحت مريم، في قمة الألم، ام المسيح الكلي، اي الكنيسة.

- لما مات يسوع، طعنه أحد الجند بحربة في صدره حقدًا، فأجاب يسوع الميت بالدم والماء اللذين سالا من صدره، لجهة قلبه. فكانا علامة حبّه ورحمته (راجع يو 19 : 23 – 24)، التي قرأت فيها الكنيسة علامتي المعمودية (بالماء) والقربان (بالدم). فكان ميلاد الكنيسة من صدر يسوع المطعون بالحربة.

- ولما اجتمع عظماء الكهنة والفريسيون لدى بيلاطس، يطلبون حرسًا على القبر لئلا يأتي تلاميذه ويسرقونه، كان قائد المئة الوثني يعترف، عندما اسلم يسوع الروح وانشق حجاب الهيكل من فوق الى أسفل، اعترف بإيمانه بيسوع قائلاً: "بالحقيقة ان هذا كان ابن الله" (متى 27 : 50- 54)".

وختم الراعي: "فلنصلِ الى المسيح الرب كي يجعلنا نحوّل بالحب والخدمة كل شرّ الى خير، وكي نتتلمذ دائمًا وفي كل لحظة من حياتنا للمسيح المصلوب تكفيرًا عن خطايانا، والقائم من الموت لتبريرنا. له المجد والشكر والتسبيح مع ابيه وروحه القدوس، الآن والى الأبد، آمين". مواضيع ذات صلة خلوة بين رئيس الجمهورية والسفير البابوي بعد رتبة سجدة الصليب Lebanon 24 خلوة بين رئيس الجمهورية والسفير البابوي بعد رتبة سجدة الصليب 18/04/2025 13:35:39 18/04/2025 13:35:39 Lebanon 24 Lebanon 24 وصول رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون إلى جامعة الروح القدس الكسليك للمشاركة في رتبة سجدة الصليب لمناسبة الجمعة العظيمة Lebanon 24 وصول رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون إلى جامعة الروح القدس الكسليك للمشاركة في رتبة سجدة الصليب لمناسبة الجمعة العظيمة 18/04/2025 13:35:39 18/04/2025 13:35:39 Lebanon 24 Lebanon 24 عبد المسيح: نسجد بخشوع أمام صليب الرب المتألم حاملين معه آلام لبنان Lebanon 24 عبد المسيح: نسجد بخشوع أمام صليب الرب المتألم حاملين معه آلام لبنان 18/04/2025 13:35:39 18/04/2025 13:35:39 Lebanon 24 Lebanon 24 الراعي ترأس رتبة الغسل في حاريصا Lebanon 24 الراعي ترأس رتبة الغسل في حاريصا 18/04/2025 13:35:39 18/04/2025 13:35:39 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً صباح اليوم... شعارات وكتابات تُفاجىء سكان مُخيّم البداوي Lebanon 24 صباح اليوم... شعارات وكتابات تُفاجىء سكان مُخيّم البداوي 06:31 | 2025-04-18 18/04/2025 06:31:08 Lebanon 24 Lebanon 24 خلوة بين رئيس الجمهورية والسفير البابوي بعد رتبة سجدة الصليب Lebanon 24 خلوة بين رئيس الجمهورية والسفير البابوي بعد رتبة سجدة الصليب 06:03 | 2025-04-18 18/04/2025 06:03:42 Lebanon 24 Lebanon 24 قانا: مجزرة لا تزال تحدُث… وذاكرة لا تُصالح! Lebanon 24 قانا: مجزرة لا تزال تحدُث… وذاكرة لا تُصالح! 06:00 | 2025-04-18 18/04/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 توقيف 4 مطلوبين في الميناء Lebanon 24 توقيف 4 مطلوبين في الميناء 05:40 | 2025-04-18 18/04/2025 05:40:01 Lebanon 24 Lebanon 24 مسيرة لمناسبة الجمعة العظيمة في بعلبك Lebanon 24 مسيرة لمناسبة الجمعة العظيمة في بعلبك 05:06 | 2025-04-18 18/04/2025 05:06:55 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد شطب عضوية سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين.. فنانة سورية تعلق: ما بطيقها لكن قرار غبي (صورة) Lebanon 24 بعد شطب عضوية سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين.. فنانة سورية تعلق: ما بطيقها لكن قرار غبي (صورة) 10:35 | 2025-04-17 17/04/2025 10:35:11 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور... هكذا علّقت سلاف فواخرجي على إلغاء عضويتها من نقابة الفنانين في سوريا Lebanon 24 بالصور... هكذا علّقت سلاف فواخرجي على إلغاء عضويتها من نقابة الفنانين في سوريا 07:00 | 2025-04-17 17/04/2025 07:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 غادرت قبل أشهرٍ... إعلاميّة تعود إلى "الجديد" (فيديو) Lebanon 24 غادرت قبل أشهرٍ... إعلاميّة تعود إلى "الجديد" (فيديو) 06:37 | 2025-04-17 17/04/2025 06:37:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بعمر الـ65.. ممثلة تعود إلى الغناء بعد غياب فمن هي؟ Lebanon 24 بعمر الـ65.. ممثلة تعود إلى الغناء بعد غياب فمن هي؟ 13:29 | 2025-04-17 17/04/2025 01:29:51 Lebanon 24 Lebanon 24 بإطلالة رائعة.. ممثلة سورية معروفة تعلن خطوبتها (صور) Lebanon 24 بإطلالة رائعة.. ممثلة سورية معروفة تعلن خطوبتها (صور) 08:32 | 2025-04-17 17/04/2025 08:32:28 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 06:31 | 2025-04-18 صباح اليوم... شعارات وكتابات تُفاجىء سكان مُخيّم البداوي 06:03 | 2025-04-18 خلوة بين رئيس الجمهورية والسفير البابوي بعد رتبة سجدة الصليب 06:00 | 2025-04-18 قانا: مجزرة لا تزال تحدُث… وذاكرة لا تُصالح! 05:40 | 2025-04-18 توقيف 4 مطلوبين في الميناء 05:06 | 2025-04-18 مسيرة لمناسبة الجمعة العظيمة في بعلبك 05:00 | 2025-04-18 الكرة في الملعب النيابي... هل يقرّ قانون رفع السرية المصرفية تمهيداً لنهضة مالية؟ فيديو ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 18/04/2025 13:35:39 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) 04:17 | 2025-04-14 18/04/2025 13:35:39 Lebanon 24 Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو) Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو) 01:42 | 2025-04-12 18/04/2025 13:35:39 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من نقابة الفنانین سلاف فواخرجی تعود إلى التخل ی

إقرأ أيضاً:

حاجة غريبة.. زاهى حواس يرد على خرافة دفن السيد المسيح تحت الهرم

رد الدكتور زاهى حواس عالم الآثار على الشائعات التى انتشرت مؤخرا بشأن وجود 3 أعمدة أسفل الهرم بعمق 168 والشائعات التى تقول إن المسيح دفن تحت الأهرامات. 

وأكد زاهى حواس خلال حواره مع برنامج “مساء دى ام سى”، المذاع عبر قناة “دى أم سى”، أنه لا يوجد علميا ولا توجد التكنولوجيا التى يمكن من خلالها استكشاف 168 مترا تحت الأرض. 

دفن السيد المسيح أقدس أيام السنة.. كيف تحتفل الكنائس بأسبوع آلام السيد المسيح؟ستائر سوداء وألحان حزينة.. ما لا تعرفه عن أسبوع آلام السيد المسيح؟في جمعة ختام الصوم.. كنيسة الشهيدة دميانة تستقبل السيد المسيح بالسعف| فيديو وصورثنائيات في أمثال السيد المسيح (6) .. اِغفِر واِرحَم.. في اجتماع الأربعاء

وعن شائعة دفن السيد المسيح تحت الهرم عقب زاهى حواس قائلا: "حاجة غريبة أرد أقول أى".

وعن الشائعات التى تفيد بأن الأهرامات بنيت لتوليد الكهرباء والطاقة، رد زاهى حواس قائلا: " لا يوجد دليل واحد عن هذا الأمر، الأهرامات كانت مشروع قومي لمصر آنداك".

مقالات مشابهة

  • هل سيرأس البطريرك الراعي القداس غدا؟
  • الرئيس عون من روما: وجودي هنا اليوم لأجدد التأكيد على الدور الروحي والرسالي الذي يحمله لبنان
  • ميشال عون قدم التعازي الى السفير البابوي وزار بكركي مطمئنا الى صحة البطريرك الراعي
  • عوده بمناسبة تجديد هيكل السيدة العذراء: فلنملك الرب على قلوبنا ولنسر في الطريق المؤدي إليه مهما كان صعبا
  • سلام قدّم التعازي بوفاة البابا فرنسيس... واطمأن إلى صحة الراعي
  • حكم نسيان الإمام سجدة التلاوة في الصلاة وما يجب فعله
  • عبد المسيح : هل تكون بداية المحاسبة مع اقرار قانون رفع السرية المصرفية؟
  • العبسي غادر الى الفاتيكان للمشاركة في جنازة البابا.. واطمأن الى صحة الراعي
  • حاجة غريبة.. زاهى حواس يرد على خرافة دفن السيد المسيح تحت الهرم
  • جامعة دمشق: ورشة عمل لتوسيع التعاون مع الدفاع المدني السوري في ‏مجالات التوعية والخدمة المجتمعية