عدن((عدن الغد))خاص.

في دراسة جديدة جمعت بين الموروث النحوي القديم والنظريات اللغوية الحديثة، وبخاصة النظرية التوليدية التحويلية والنظرية الوظيفية؛ نوقشت أطروحة الدكتوراه الموسومة بالاقتصار في النحو في ضوء الدرس اللساني الحديث، في كلية الآداب بجامعة عدن، للباحثة لينا عبيد السبيعي المدرسة في جامعة أبين، بإشراف أستاذ الدراسات اللغوية في جامعة عدن، الأستاذ الدكتور أحمد عبداللاه عوض البحبح.

وقد أشاد المناقشان الأستاذ المشارك الدكتور عارف الكلدي، والأستاذ المشارك الدكتور صالح العولقي، بالجهد العلمي الرصين المبذول في الأطروحة، وبالمنهجية النوعية البعيدة عن التقليد؛ بالربط بين الموروث النحوي والنظريات اللغوية الحديثة، في سياق التيسير النحوي.

نالت الأطروحة درجة الامتياز بجدارة واستحقاق في جوٍّ علميٍّ مهيبٍ حضره أقرباء الباحثة وزملاؤها، وجمعٌ من المهتمين والمتخصصين.

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

خان الخليلي والجمالية.. كيف تصنع الأحياء القديمة صورة مصر الحديثة؟

شهد حي الجمالية وخان الخليلي، وهما من أعرق أحياء القاهرة التاريخية، زيارة خاصة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في جولة تعكس اهتمام الدولة المصرية بإبراز كنوزها التراثية والتاريخية، وتؤكد على البُعد الحضاري لمصر كجسر ثقافي بين الشرق والغرب.

وجاءت الزيارة في توقيت هام، حيث تسعى مصر إلى تعزيز السياحة الثقافية وتسليط الضوء على الأحياء القديمة التي تمثل هوية البلاد، وتؤرخ لتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين، وقد حظي حي الجمالية وخان الخليلي، في هذه المناسبة، باهتمام خاص من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لما يحمله من قيمة رمزية وثقافية فريدة.

الجمالية.. حيّ يروي حكاية وطن

يقع حي الجمالية في قلب القاهرة، ويُعد من أقدم أحيائها، إذ يضم بين جنباته كنوزًا معمارية تعود إلى عصور الفاطميين والمماليك والعثمانيين، هو أكثر من مجرد حي شعبي؛ إنه سجل حيّ لتاريخ المدينة، ومتحف مفتوح للعمارة الإسلامية، لا تزال الشوارع تحتفظ بطابعها التراثي، والأسواق تعجّ بالحركة، والمآذن تزين الأفق في مشهد لا يتكرر كثيرًا في مدن العالم.

حظيت المنطقة بأهمية كبيرة، فهي من المناطق النادرة التي تجتمع فيها مراحل تطور التراث المعماري الإسلامي، فنجد الآثار التي تعود للفاطميين مثل مساجد الأزهر والأقمر والحاكم بأمر الله، ونجد آثاراً نادرة تعود للعصر الأيوبي مثل المدرسة الكاملية، وآثار تعود لعهد المماليك مثل مجموعة قلاوون، وتضم أيضاً آثاراً عثمانية مثل أعمال عبدالرحمن كتخدا، فالجمالية منطقة جامعة لسلسلة التاريخ، وتضم تنوعاً معمارياً لا مثيل له يعكس تطور كل الفنون الإسلامية.

وعلى مدار السنوات كانت الجمالية ملتقى للفنانين من كل المجالات، فهي مكان ذو طاقة دافعة للإبداع، فالتجوال في الشوارع العريقة وسط الأبنية التاريخية يلهم المبدع كثيراً من الأفكار التي يستلهم منها في كل مجالات الإبداع، سواء الكتابة أو الفنون التشكيلية، وغيرها.

يحتفظ الحي بمكانته أيضًا في وجدان المصريين، كونه ارتبط بأعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل للآداب، والذي وُلد ونشأ في هذا المكان، وقد تحولت الجمالية إلى مسرح حيّ لأعماله الروائية، التي جسدت بواقعية مذهلة الحياة الشعبية، والصراعات الإنسانية، والقيم الاجتماعية في مصر.

خان الخليلي.. سوق التاريخ وروح القاهرة

إلى جوار الجمالية يقع خان الخليلي، السوق الأشهر في القاهرة، والذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، عندما أنشأه الأمير "جُهاركس الخليلي" كمركز تجاري كبير، اليوم، لا يزال خان الخليلي يحتفظ بطابعه الأصيل، حيث تتراصّ المتاجر الصغيرة التي تعرض المشغولات اليدوية، والفضة، والنحاس، والعطور الشرقية، والتحف الإسلامية، في مشهد آسر لا تخطئه عين.

ويُعد خان الخليلي من أبرز المعالم السياحية والثقافية في القاهرة، حيث يستقبل يوميًا الزوار من كل أنحاء العالم، فضلًا عن كونه ملتقى للأدباء والمثقفين، خاصة في "قهوة الفيشاوي" التي طالما جلس فيها نجيب محفوظ، وكبار المثقفين المصريين والعرب.

يبلُغ عُمر حيّ «خان الخليلي» العتيق، 600 عام، حيثُ يُعتبر واحدًا من أقدم الأسواق في أنحاء المحروسة والشرق الأوسط، وما زال مُحتفظًا بمعماره القديم مُنذُ عصر المماليك، فلم يتأثر خان الخليل بعوامل الزمن، وظل مُلهمًا للأدباء والفنانين، فيحرض أخيلتهم دائمًا على الإبداع، مثلما كتبَ، نجيب محفوظ، روايتهُ «خان الخليلي» من وحي أجواء الحي القديم، واصفًا إياه بـ: «ستجِد في الشارع الطويل، عمارات مربعة القوائم تصل بينها ممرات جانبية تقاطع الشارع الأصلي، وتزحم جوانب الممرات والشارع نفسه بالحوانيت؛ فدكان للساعاتي وخطاط وأخر للشاي، ورابع للسجاد وخامس للتحف وهكذا».

رسائل الزيارة

الزيارة الرئاسية المزدوجة حملت رسائل متعددة، أبرزها التأكيد على أن مصر لا تملك فقط الأهرامات والمعابد، بل تمتلك قلبًا نابضًا بالحضارة في أزقة القاهرة القديمة، كما تعكس دعم الدولة لمشروعات التطوير والترميم التي تهدف للحفاظ على الهوية المعمارية والتاريخية للمنطقة، مع مراعاة البعد الإنساني والتراثي.

وتُعد هذه الجولة رسالة انفتاح ثقافي وسياحي، تعزز من مكانة مصر كوجهة متكاملة تجمع بين التراث الإنساني العريق، والواقع الحضاري المتجدد.

ويعتبر حي الجمالية وخان الخليلي ليسا مجرد موقعين أثريين، بل هما مرآة لروح القاهرة القديمة، وذاكرة وطن لا تزال تنبض بالحياة، وزيارة الرئيسين للمكان لم تكن فقط تقديرًا للتاريخ، بل دعوة للعالم للعودة إلى جوهر مصر، حيث يتعانق الماضي بالحاضر في مشهد لا يُنسى.

مقالات مشابهة

  • بعد الحديث عن أسر جنود صينيين يقاتلون ضد أوكرانيا... بكين تنفي اتهامات كييف وتؤكد "لا أساس لها"
  • الدرس انتهى لموا الكراريس.. حتى لا ننسى ذكرى مذبحة مدرسة بحر البقر
  • من عبد الحليم إلى فؤاد حداد.. كيف وثق الفن مجـ زرة بحر البقر؟
  • "تربية نوعية" جامعة المنصورة تناقش رسالة دكتوراه توظف العلاج بالموسيقى لخفض الألكسيثيميا لدى أطفال التوحد
  • رئيس جامعة القاهرة: نشهد نقلة نوعية في التعاون العلمي والثقافي مع فرنسا
  • المحكمة الاقتصادية تحدد مصير هدير عبد الرازق بالفيديوهات الخادشة خلال أيام
  • رئيس جامعة القاهرة: كلمة ماكرون تمثل نقلة نوعية في مسار التعاون العلمي والثقافي
  • المشدد 15 عاما للمتهمين بتزوير خطاب هيئة التنمية الصناعية بالقليوبية
  • خان الخليلي والجمالية.. كيف تصنع الأحياء القديمة صورة مصر الحديثة؟
  • دستور السودان لعام 2025 الموقع في نيروبي يحرر العلمانية من الموروث الشعبوي الغوغائي للتنظيم الدولي الدولي للاخوان المسلمين ؟!