الجزيرة:
2025-04-30@22:40:47 GMT

نووي إيران أولوية لترامب بعد تعثره بغزة وأوكرانيا

تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT

نووي إيران أولوية لترامب بعد تعثره بغزة وأوكرانيا

وسط تعذر الوفاء بوعوده الانتخابية بإحلال السلام سريعا في غزة وأوكرانيا، يتحول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تحد آخر قد لا يقل صعوبة: كبح البرنامج النووي الإيراني المستمر في التطور.

وتخطط إدارة ترامب لعقد جولة ثانية من المحادثات مع إيران غدا السبت في روما، وهو أمر لم يكن كثيرون يتصورون حدوثه بالنظر لسنوات العداء الطويلة التي تعود لولاية الرئيس الجمهوري الأولى عندما انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وتبنى سياسة "أقصى الضغوط" على الجمهورية الإسلامية عبر فرض عقوبات لشل البلاد.

ورغم أنه لا أحد يستبعد احتمال إحراز تقدم بعد اجتماع عُقد في  سلطنة عمان السبت الماضي ووصفه الجانبان بأنه إيجابي، فإن المفاوضين لا يرفعون سقف توقعاتهم بتحقيق إنجاز سريع في الخلاف المستمر منذ عقود.

وأفاد مصدر مطلع على اجتماع عقد بالبيت الأبيض يوم  الثلاثاء بأن النقاش حول بنود اتفاق نووي إطاري محتمل لا يزال في مراحله المبكرة للغاية بين مساعدي ترامب. وقال مصدران مطلعان على تفكير البيت الأبيض إن الجانبين قد يتوصلان إلى اتفاق مؤقت قبل التوصل إلى اتفاق أكثر تفصيلا.

وتفاقِم تهديدات ترامب المتكررة بقصف المواقع النووية الإيرانية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق التوتر الإقليمي الذي يكتنف الجهد الدبلوماسي.

إعلان

وقد يعني هذا أن ترامب، الذي تعهد في خطاب تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني بأن يكون "صانع سلام"، يمكن أن يدفع الولايات المتحدة إلى صراع جديد في الشرق الأوسط.

وقال ترامب أمس الخميس إنه ليس في عجلة من أمره لضرب إيران،  وشدد على أن المفاوضات هي خياره الأول.

وذكر ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيسة الوزراء  الإيطالية جورجا ميلوني "إذا كان هناك خيار ثان، فأعتقد أنه سيكون سيئا للغاية بالنسبة لإيران. أعتقد أن إيران ترغب في الحوار. آمل أن يكونوا كذلك. سيكون الأمر جيدا للغاية لهم إذا فعلوا ذلك".

ويتكوف وعراقجي

ويقود فريق التفاوض الأميركي ستيف ويتكوف وهو صديق لترامب ومستثمر عقارات لا يملك خبرة دبلوماسية سابقة ويصفه بعض المحللين بأنه "مبعوث الإدارة لكل شيء". وقد جرى تكليف ويتكوف بالتوصل إلى  اتفاق مع إيران، بالإضافة إلى إنهاء حربي غزة وأوكرانيا اللتين لا تزالان مستعرتين.

وعلى الجانب المقابل من الطاولة يجلس وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وهو مفاوض محنك يخشى بعض الدبلوماسيين الغربيين من أنه سيستغل تواضع خبرة ويتكوف.

وقال جوناثان بانيكوف، المسؤول السابق بالمخابرات الوطنية  الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، عن مهمة ويتكوف "الحاجة لتحقيق موازنة بين غزة وأوكرانيا وإيران ستمثل تحديا من منظور القدرة الذهنية لأي شخص".

وأضاف بانيكوف، الذي يعمل حاليا مع مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية في واشنطن، أن "هذا ينطبق بشكل خاص على إيران، نظرا لكمية التفاصيل الفنية والتطورات التاريخية والاعتبارات الجيوسياسية الإقليمية والتعقيدات الأوسع نطاقا".

ويتمتع ويتكوف بمصدر مميز للقوة التفاوضية: وجود خط مباشر بينه وبين ترامب، وهو أمر ينبغي أن يرسل بإشارة للإيرانيين بأنهم يتلقون آراء الرئيس من شخص يثق به.

إلا أن الأيام وحدها هي التي ستظهر ما إذا كان هذا سيساعد حقا جهود الإدارة لإبرام اتفاق.

إعلان ما المطلوب من إيران؟

أضافت تعليقات ويتكوف نفسه في الأيام الماضية المزيد من الضبابية لسياسة حافة الهاوية التي ينتهجها ترامب مع إيران. فقبيل محادثات السبت الماضي، قال لصحيفة وول ستريت جورنال إن الخط الأحمر سيكون "تسليح" البرنامج النووي الإيراني في تراجع على ما يبدو عن مطلب ترامب بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.

وقال لاحقا لفوكس نيوز مساء الاثنين إنه قد يُسمح لإيران بـتخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض ولكن فقط مع تدابير تحقق صارمة، قبل أن يبدو وكأنه يتراجع عن ذلك يوم الثلاثاء عندما قال في منشور على موقع إكس إنه يتعين على إيران "التخلص" من برنامجها للتخصيب.

وردا على ذلك، قال عراقجي يوم الأربعاء إن "مبدأ التخصيب غير قابل للتفاوض".

ويبدو أن العقوبات القاسية المفروضة على إيران ساهمت في دفعها إلى طاولة التفاوض. لكن طهران، التي طالما نفت الاتهامات الغربية والإسرائيلية بأنها تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، تتعامل مع المحادثات بحذر فهي متشككة إزاء ترامب وإزاء آفاق التوصل لاتفاق.

وبعد انسحاب ترامب خلال ولايته الأولى من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، تجاوزت الجمهورية الإسلامية بشكل كبير القيود التي كان ينص عليها الاتفاق فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم وصار لديها مخزونات على مستوى عال من النقاء الانشطاري وهو ما يقربها من المستوى المطلوب لصنع رؤوس حربية نووية.

سجل دبلوماسي متباين

سلط إعلان ترامب المفاجئ في السابع من أبريل/ نيسان بشأن استئناف المحادثات مع إيران الضوء على الدور المركزي الذي يلعبه ويتكوف في السياسة الخارجية للإدارة.

ويُنظر لسجل ويتكوف حتى الآن على أنه متباين. فالرجل لم يفلح في إبرام اتفاق بين روسيا وأوكرانيا اللتين تخوضان حربا منذ 3 سنوات. ولكن قبل تولي ترامب منصبه بفترة وجيزة، ساعد في إبرام اتفاق طال انتظاره لوقف إطلاق النار في غزة، وانهار الاتفاق لاحقا.

إعلان

ويُبقي العمل العسكري الأميركي أو الإسرائيلي المحتمل ضد إيران منطقة الشرق الأوسط تحت ضغط.

وتمكنت إسرائيل من إضعاف النفوذ الإقليمي لإيران بشدة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأثبتت أنها قادرة على ضرب المواقع النووية الإيرانية لإحباط ما تعتبره تهديدا وجوديا.

وبعد أن باغته قرار ترامب بالتفاوض مع إيران، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لنزع السلاح النووي على غرار الاتفاق الذي وقعته ليبيا في عام 2003، وهو اتفاق من غير المرجح إلى حد كبير أن تقبله طهران.

وقالت مصادر خليجية إن دول الخليج، التي تشعر بالقلق من اندلاع حرب أخرى في الشرق الأوسط، تأمل في استمرار المفاوضات لكنها تشعر بالقلق من استبعادها من العملية.

ويشير بعض المحللين إلى أنه على الرغم من العقبات الهائلة التي تعترض طريق إبرام اتفاق مع إيران فإن التوصل إلى اتفاق ثنائي بين الولايات المتحدة وإيران قد يكون أقل صعوبة بالنسبة لترامب من التوصل إلى سلام دائم بين الأطراف المتحاربة في غزة وأوكرانيا.

وقالت لورا بلومنفيلد محللة شؤون الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة بواشنطن "عندما تكون طرفا في اتفاق نووي، ستستطيع الولايات المتحدة فرض قدر من السيطرة"، مضيفة أن الطرفين "مستعدان ومتحمسان لإنهاء التوتر النووي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات غزة وأوکرانیا الشرق الأوسط التوصل إلى إلى اتفاق مع إیران

إقرأ أيضاً:

إحباط إسرائيلي من مواصلة أمريكا التفاوض مع إيران والعجز عن وقف ضغوط ترامب

أعربت أوساط الاحتلال عن خيبة أملها، مع استئناف المفاوضات الأمريكية الإيرانية، وسط عاجزة عن وقف ضغوط الرئيس دونالد ترامب من جميع الجبهات، وترويجه لنظام عالمي جديد في ‏حركة مستمرة.

الجنرال إيتان بن إلياهو القائد الأسبق لسلاح الجو، أكد أن "المبادرات المفاجئة التي يطلقها ترامب لا ‏تأتي متتالية، بل تظهر في وقت واحد، حتى قبل أن تكتمل مبادرة ما، تظهر أخرى، وتطفو على السطح، ففي غزة ‏أعلن خطة لتهجير سكانها، وجعلها مكانا أفضل، ثم واصل الضغط لإنهاء الحرب، وإعادة الرهائن، كما بدأ ‏يضغط بقوة على الرئيسين بوتين وزيلينسكي لإنهاء حرب أوكرانيا، فيما أشعل رفع الرسوم الجمركية حربا تجارية ‏ضد العالم أجمع، ولم يفوّت فرصة الاستيلاء على غرينلاند، وتحديد أسعار العبور عبر قناة بنما". ‏

وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" ان "ترامب يسعى لتنفيذ كل هذه المبادرات ‏بالتوازي، فيما تتمتع المفاوضات مع إيران بأهمية حاسمة بالنسبة لدولة الاحتلال، التي وقّعت اتفاق وقف إطلاق ‏النار في غزة في يناير، لكنها انسحبت منه كي لا تنتقل للمرحلة الثانية، واستأنفت العدوان، ونجح نتنياهو بإقناع ‏ترامب بإعطائه المزيد من الوقت بزعم أن الضغط العسكري سيجبر حماس على إعادة الرهائن دون الاضطرار ‏لوقف العدوان، والانسحاب من القطاع، وقد أبدى ترامب من الناحية الظاهرية، اقتناعا بذلك، ولو مؤقتاً".‏

وأكد أن "ترامب رغم أنف نتنياهو توجه مباشرة لإيران، ودعاها لمفاوضات مباشرة، وهي تُصرّ كشرط ‏مسبق على مواصلة تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض (6.37 بالمئة)، لأنه الحد الأدنى الضروري بالنسبة لها ‏للأغراض السلمية، رغم انها تدير مفاعلاً نووياً لإنتاج الطاقة منذ سنوات عديدة بدعم من الروس، وأعلنت واشنطن ‏أنها ستقبل هذا الشرط الإيراني، وهذا خبر سيء للاحتلال، لأن الاتفاق الذي سيوقع بينهما مماثل، وربما مطابق ‏للاتفاق الذي وقعه الرئيس باراك أوباما في 2015، رغم أن الفارق بين الأعوام سيكون كبيراً". ‏



وأوضح ان "التخوف السائد في تل أبيب من مفاوضات واشنطن وطهران أنها تأتي مُنطلقة من النهج ‏التجاري الذي يحرك ترامب في عالم الدبلوماسية، فهو يسعى في كل اتفاق للحصول على الفوائد الاقتصادية، ‏ولتحقيق هذه الغاية، وبعيداً عن أهمية توقيع الاتفاق النووي، فإن الأهم هو الواقع الذي سيستيقظ عليه العالم في ‏اليوم التالي للتوقيع، لأنه قبل اكتمال اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا، من المقرر أن يتم التوقيع على اتفاق ‏بين كييف وواشنطن لدعوتها للاستثمار بإنتاج الموارد الطبيعية على أراضيها". ‏

وأكد أن "ما يزيد الأخبار السيئة في تل أبيب أنه بعد اجتماعين فقط بين طهران وواشنطن، ظهرت تقارير ‏عن أجواء إيجابية وتسريبات عن نية الأخيرة الاستفادة من الاتفاق للاستثمار بإنتاج واستخراج الموارد الطبيعية ‏الغنية بها إيران، مع العلم أنه قبل خمسين عامًا، تمتع الطرفان بعلاقات سلمية، ورأت فيها واشنطن أصلًا ‏استراتيجيًا في المنطقة، واليوم أصبح هذا الاهتمام أعظم". ‏

وختم بالقول أن "التوصل لاتفاق نووي سريع مع إيران، بمباركة روسيا، سيساعد الولايات المتحدة في ‏صراعها على النفوذ مع الصين، ويؤدي لنهاية فورية للقتال في غزة، وإعادة الرهائن لديارهم، ويمهد الطريق لتوقيع ‏اتفاق فوري للتطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال".‏

مقالات مشابهة

  • خبير إسرائيلي: اتفاق نووي أميركي إيراني يتشكل ونتنياهو ينتظر
  • إحباط إسرائيلي من مواصلة أمريكا التفاوض مع إيران والعجز عن وقف ضغوط ترامب
  • عراقجي: أي اتفاق نووي بين طهران وواشنطن سيختلف عن 2015
  • لم يعد كافيًا.. إيران: لن نوقع اتفاقًا نوويًا مع أمريكا مماثلا لما كان في 2015
  • ترامب: سنتوصل لاتفاق مع إيران دون إسقاط القنابل
  • ترامب متفائل باتفاق قريب مع إيران حول برنامجها النووي.. ونتنياهو يطالب بتفكيك بنيتها التحتية بالكامل
  • ترامب: سنتوصل إلى اتفاق مع إيران دون الحاجة إلى إسقاط القنابل
  • ترامب متفائل بالتوصل لاتفاق مع إيران ونتنياهو يطالب بتفكيك برنامجها النووي
  • ترامب: اتفاق قريب مع إيران دون الحاجة لإسقاط القنابل
  • نتنياهو يجدد دعوته إلى تفكيك برنامج إيران النووي بشكل كامل