قراءة نقديّة لاهوتيّة في لحن قبطيّ يُتلى في خميس العهد: «يا يهوذا يا مخالف الناموس»
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يقول الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ ينطلق التحليل من نصّ طقسي يُتلى في خميس العهد، ويتضمّن المقطع التالي:
“يا يهوذا يا مخالف الناموس، بالفضة بعت سيدك المسيح لليهود مخالفي الناموس… باراباس اللص المسجون أطلقوه، والسيد الديان صلبوه… وضعوك في قبر يا من أقام لعازر من القبر”.
ثانيًا: تحليل لاهوتي ولغوي1.خيانة يهوذا والتعميم ضد “اليهود مخالفي الناموس”
في هذا المقطع، تتحوّل خيانة يهوذا من حدثٍ فرديّ إلى إدانة جماعية لليهود كأمة. هذا التعميم يتعارض مع تعليم الكنيسة الكاثوليكية التي رفضت في وثيقة Nostra Aetate (الفقرة ٤) تحميل الشعب اليهودي بأكمله مسؤولية صلب المسيح، مؤكّدة أن خطيئة يهوذا لا ينبغي أن تُسقط على أمّة كاملة، بل تُفهم في سياقها الفردي والإنساني.
يشير المقطع إلى إطلاق باراباس وصلب المسيح، كما ورد في إنجيل متّى (27: 15–26)، لكن بطريقة تزرع الإدانة بدل الغفران. هذا التناول يتجاهل روح المغفرة التي نطق بها المسيح نفسه على الصليب: “يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون” (لوقا 23: 34).
ثالثًا: لماذا يُعدّ هذا النص مرفوضًا لاهوتيًّا اليوم؟لأنه يُعمّم خطيئة فرديّة (يهوذا) على شعب كامل
يناقض رسالة الغفران التي تمثّل جوهر المسيحية
يخالف التعليم الرسمي للكنيسة، كما ورد في التعليم المسيحي الكاثوليكي (597–598): “الكنيسة لا تُحمّل اليهود آنذاك ولا اليوم مسؤولية موت يسوع.
يوكد البابا بندكتوس السادس عشر ذلك بقوله: “ليس الشعب اليهودي هو المسؤول عن صلب المسيح… بل خطيئة الجميع، وأنا أيضًا أتحمّلها.”
رابعًا: ضرورة مراجعة النصوص الطقسية
الكنيسة مدعوّة اليوم لمراجعة نصوصها الطقسية القديمة، ليس من منطلق الإلغاء، بل بهدف تنقيتها من كل تعبير قد يُستغل لتأجيج الكراهية. فمثل هذه النصوص قد تُستخدم لأهداف سياسية، كما فعل النظام النازي حين استثمر الكراهية الكامنة في بعض الخطابات المسيحية تجاه اليهود لتبرير جرائمه.
بين تراث الإيمان وخطابات الكراهيةإن النصوص الليتورجية، إن لم تُقرأ بنظرة نقديّة ولاهوتيّة، قد تتحوّل من وسائل للنعمة إلى أدوات لتغذية الانقسام والكراهية. دعوتنا اليوم أن نكون أمناء لصورة المسيح الغافرة، لا للموروثات التي تُشوّه تلك الصورة. لقد غفر المسيح حتى لصالبيه، فكيف نُصرّ نحن على إدانة جماعيّة لا تمتّ لروحه بصلة؟
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس خميس العهد
إقرأ أيضاً:
ما حقيقة الفيديو المتداول لـاستهداف مقر الموساد بصاروخ فرط صوتي من اليمن؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتشر مقطع فيديو عبر الشبكات الاجتماعية بزعم أنه يُظهر لحظة اشتعال النيران في مقر جهاز الموساد الإسرائيلي جراء استهدافه "بصاروخ فرط صوتي من اليمن".
تزامن انتشار الفيديو مع تبني الحوثيين في اليمن إطلاق صواريخ ضمن أنشطة عسكرية تربطها الجماعة بتطورات الحرب في قطاع غزة. إلى جانب إلى استهدافها السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر. في وقت صعّدت الولايات المتحدة حملتها الجوية العسكرية في اليمن منذ منتصف مارس/آذار، بأمر من الرئيس دونالد ترامب.
وجمع الفيديو مئات الآلاف من المشاهدات وعشرات الآلاف من التفاعلات عبر مختلف المنصات الاجتماعية. ورافق الفيديو تعليق مٌضلل يقول: "استهداف مقر الموساد الإسرائيلي بصاروخ فرط صوتي من اليمن".
وأظهر المقطع نيران مشتعلة في مبنى، بينما يُسمع صوت يبدو أنه لمراسل صحفي يقول إن "دعيني أشير إلى هذا الخبر العاجل، إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن مبان قد أصيبت وتعرضت لإصابات مباشرة من هذه الصواريخ في مدينة تل أبيب، الدفاعات الجوية الإسرائيلية تطلق الصواريخ بكثافة، وكذلك نسمع دوي الانفجارات في كل مكان"
وأظهر تحقق موقع CNN بالعربية من الفيديو أنه قديم، ولا يرتبط بتطورات التصعيد في اليمن والأنشطة العسكرية الأخيرة للحوثيين.
ويعود الفيديو إلى حريق اندلع في 23 ديسمبر/كانون الأول 2023 في "مستشفى أنكورا" في مدينة حيدر آباد جنوبي الهند. وهناك العديد من المقاطع للحادث التي تتطابق مشاهدها مع المقطع المتداول حاليًا بسياق مٌضلل.
آنذاك، أرجعت إدارة المستشفى الهندي سبب الحريق إلى ماس كهربائي، وأنه تمت السيطرة عليها دون حدوث إصابات، بحسب تقارير وسائل الإعلام الهندية.