في مشهد درامي يعكس تصاعد التوتر بين شركات التكنولوجيا الكبرى والجهات التنظيمية الأمريكية، صعد مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا” مالكة فيسبوك، إلى منصة الشهود يوم الإثنين الماضي، أمام المحكمة الفيدرالية في واشنطن للدفاع عن شركته ضد اتهامات بالاحتكار قد تهدد مستقبل إمبراطوريته الرقمية.

وخلال اليومين الأولين من محاكمة لجنة التجارة الفيدرالية FTC، كشف عن رسائل داخلية تعود إلى عام 2018، أقر فيها زوكربيرج بإمكانية تفكيك منصات ميتا، مشيرا إلى أن إنستجرام كان يأكل من نجاح فيسبوك، وأنه من الحكمة التفكير في استباق "ما قد يحدث" في غضون خمس إلى عشر سنوات.

 ميتا في ساحة المحكمة .. اتهامات بالاحتكار ومطالبات بتفكيك الشركةبعد 15 عاما.. ميتا تطلق تطبيق إنستجرام لأجهزة آيباد 


في إحدى هذه الرسائل، كتب زوكربيرج لكبار المسؤولين في الشركة:"بدأت أتساءل ما إذا كان فصل إنستجرام هو السبيل الوحيد لتحقيق عدد من الأهداف المهمة، بما في ذلك التوقف عن تنمية التطبيق بطريقة تؤثر على شبكة فيسبوك."

هذه الرسائل ظهرت للعلن مع انطلاق المحاكمة، حيث تسعى لجنة التجارة الفيدرالية لتفكيك شركة ميتا، بحجة أن استحواذها على إنستجرام (2012) وواتساب (2014) منحها سيطرة احتكارية على سوق وسائل التواصل الاجتماعي.

قصة استحواذ فيسبوك على إنستجرام وواتسابقصة استحواذ فيسبوك على إنستجرام وواتساب

في عام 2012، عندما قرر مارك زوكربيرج، دفع مليار دولار للاستحواذ على تطبيق مشاركة الصور "إنستجرام"، سخر كثيرون من هذه الخطوة ورأوها ضربا من الجنون.

قال حينها مقدم برنامج "ذا ديلي شو" جون ستيوارت ساخرا: “مليار دولار؟ من أجل تطبيق يفسد صورك؟”، ووصف الصفقة بأنها "سخيفة جدا"، في وقت كانت فيه غالبية الناس ترى أن إنستجرام مجرد تطبيق بسيط يعرض الصور عبر فلاتر ملونة.

بعدها بعامين، عاد زوكربيرج ليفتح محفظته مجددا، لكن هذه المرة بشكل أكبر بكثير، حين وافق على شراء تطبيق التراسل "واتساب" مقابل 19 مليار دولار، ورغم أن التطبيق كان يحظى بشعبية هائلة عالميا، إلا أنه كان شبه مجهول في الولايات المتحدة.

لم يكن أحد يعلم آنذاك ما إذا كانت تلك الصفقات ستثمر، لكنها مع مرور الوقت أصبحت تعد من أذكى وأكثر الاستثمارات نجاحا في وادي السيليكون.

محاكمة تكسر حدود الزمن

زوكربيرج، الذي كان أول الشهود في محاكمة تاريخية لمكافحة الاحتكار، سبق وأن نفى أن تكون تلك الصفقات قد أضرت بالمنافسة، بعد أن اتهمته ترى الحكومة الأمريكية أن استحواذ فيسبوك التي أصبحت تعرف حاليا باسم “ميتا”، على إنستجرام وواتساب كان تحركا احتكاريا يهدف إلى القضاء على المنافسين المحتملين.

ولكن أظهرت مرافعات اللجنة مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني القديمة، أبرزها رسالة عام 2012 بين زوكربيرج والمدير المالي آنذاك ديفيد إيبرسمان، ناقشا فيها أسباب شراء إنستجرام، والتي كشفت أن من دوافع الاستحواذ "تحييد المنافس"، رد زوكربيرج مؤكدا أن هذا كان أحد الأسباب بالفعل.

كما أقر زوكربيرج خلال الجلسات أيضا أنه كان قلقا من صعود تطبيقات المراسلة الآسيوية مثل WeChat وLINE، ووصفها في رسالة عام 2013 بأنها تحاول بناء شبكات اجتماعية لتحل محل فيسبوك.

من مخاطرة إلى نجاح ساحق

اليوم، أصبح إنستجرام وواتساب يشكلان جزءا لا يتجزأ من قلب أعمال “ميتا”، حيث يساهمان في تشكيل المحادثات العالمية في مجالات الرياضة، السياسة، الأخبار، والثقافة، ويخدمان مليارات المستخدمين.

ومع ذلك، تعتمد القضية إلى حد بعيد على فرضيات وسيناريوهات بديلة يصعب إثباتها، ماذا كان سيحدث لو لم يتم الاستحواذ على واتساب وإنستجرام؟ هل كانت ستظهر تطبيقات منافسة أقوى؟ هل كان يمكن لواتساب أو إنستجرام أن يهددا هيمنة فيسبوك؟.

محاولة تسوية مرفوضة وضغوط سياسية

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن زوكربيرج حاول تجنب المحاكمة عبر دفع تسوية بقيمة 450 مليون دولار، بعيدا عن المبلغ الذي طالبت به اللجنة والبالغ 30 مليار دولار، غير أن رئيس اللجنة الجديد، أندرو فيرجسون، رفض العرض واعتبره غير جدي.

كما أفادت الصحيفة بأن زوكربيرج قاد حملة ضغط محمومة شملت محاولات للتقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتفادي المواجهة القضائية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: زوكربيرج إنستجرام وواتساب المزيد على إنستجرام وواتساب ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

القبض على المتهم ببيع المخدرات على فيسبوك

كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ملابسات قيام أحد الأشخاص بالترويج لبيع المواد المخدرة من خلال حسابه الشخصى عبر مواقع التواصل الإجتماعى.

بالفحص تم تحديد وضبط مستخدم الحساب (عاطل- مقيم بدائرة قسم شرطة أول السلام بالقاهرة)، وبحوزته (هاتف محمول بفحصه تبين إحتوائه على أثار ودلائل تؤكد على إدارته للحساب المشار إليه – كمية من مخدر الحشيش – سلاح أبيض) .. بمواجهته إعترف بحيازته للمواد المخدرة وإدارته للحساب المشار إليه للإتجار بها .

تم إتخاذ الإجراءات القانونية.

طباعة شارك المخدرات بيع المخدرات فيسبوك

مقالات مشابهة

  • ميتا تشن حربا على المحتوى العشوائي في فيسبوك
  • بيرين سات تشعل التريند من جديد.. شائعة حمل تثير غضب زوجها وتُعيد مسلسل العشق الممنوع للأضواء
  • أزمة وقود خانقة في سقطرى.. والمواطنون يتهمون الشركات الإماراتية بالاحتكار 
  • احتقان في قطاع الصيد بالجنوب واتهامات موالاة أباطرة البحر تلاحق الدريوش
  • القبض على المتهم ببيع المخدرات على فيسبوك
  • القضاء يحسم لصالح هالة صدقي.. واتهامات شاليمار تحفظ
  • بمليار و157 مليون ريال.. هيئة الشهداء تبدأ صرف إعاشة أبريل لأبناء الشهداء والمفقودين
  • الكويت تقترب من استثمار ودائع بـ 4 مليارات دولار لدى البنك المركزي المصري
  • فقد 2% من قيمته أمس.. أسعار الذهب العالمية تعود للارتفاع
  • بديل CapCut.. إنستجرام تطلق تطبيق Edits لتعديل مقاطع الفيديو