مع وزير المالية داخل الغرف التجارية بالولايات !!
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
■ إشارتنا بالأمس إلي تضارب وتكاثر الرسوم الاتحادية والولائية والمحلية والمسكوت عنها تجاه قطاع الدواجن بالسودان عامة والولاية الشمالية خاصة أحدث ردود فعل واسعة من بينها مانقله لي أحد المخلصين من أبناء الولاية الشمالية راجياً أن تصل صرخته إلي وزير المالية د. جبريل إبراهيم والذي يجد نفسه يقاتل مليشيات التمرد في الفاشر ومليشيات الرسوم في ولايات السودان المختلفة .
■ مما علمته أنّ الغرفة التجارية بالولاية الشمالية سبق لها فرض رسوم لدعم المجهود الحربي .. وتحت هذا الشعار النبيل تم فرض رسوم علي كل الشاحنات والحافلات بالولاية الشمالية .. تحصيل هذه الرسوم يتم عبر الغرفة التجارية هناك ..
■ تم تخصيص 20% من هذه الرسوم لدعم الخدمات بمنطقة تحصيل الرسوم .. ولأنه لا أحد من أهل المصلحة هناك يعلم كم تبلغ قيمة الرسوم المتحصلة من كل منطقة فإنه لايمكن معرفة كم من المال يتم تخصيصه للخدمات ذلك أن الرسوم يتم تحصيلها بعيداً عن أوجه التحصيل المعروفة وبعيداً عن الدورات المستندية المعمول بها في حال تحصيل رسوم للمصلحة العامة ..
■ تواجه مرافق المياه والصحة بالولاية الشمالية أزمات متلاحقة بسبب التخريب الذي أحدثته مليشيات التمرد بضربها لمولدات ومحولات الكهرباء القومية والولائية بالشمالية .. وهنا يتساءل المغلوبون علي أمرهم بالولاية : أين نسبة ال20% التي قالت الغرفة التجارية هناك إنه سيتم تخصيصها لخدمات المواطنين عند الأزمات؟!
■ هل مايحدث بسبب رسوم الغرفة التجارية بالشمالية يحدث مثله في بقية الولايات؟! .. وهل تسمح وزارة المالية بتحصيل رسوم لدعم المجهود الحربي بعيداً عن ولاية ومراقبة ومعرفة وزارة المالية ؟!
■ عند د. جبريل الخبر اليقين ..
عبد الماجد عبد الحميد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الغرفة التجاریة
إقرأ أيضاً:
لماذا ينقنق زغاوة المالية ويتمدد بصمت زغاوة الشمالية
لماذا ينقنق زغاوة المالية ويتمدد بصمت زغاوة الشمالية :
المفاصلة بين شقي الكيزان ١٩٩٩م كانت في أحد أبعادها نزاعا بين كيزان الشمال النيلي (الشمال الجغرافي لا الثقافي) وبين كيزان دارفور زرقتها بالتحديد، الأمر الذي يجعل أهم أجهزة الحركة الأمنية الأمن الشعبي الذي كان تحت الصافي نور الدين من منواشي ينزح شرقاً إلى النيل فشمالاً ليصبح شركة ضمان اجتماعي وسياسي لمجتمعات محدودة في شمال السودان (ومنواشي هذه هي المدينة التي دارت فيها معركة منواشي بين الزبير باشا و السلطان سليمان قرض وانتهت بمقىل الأخير وضم دارفور للسودان التركي المصري لأول مرة في التأريخ)
بينما كان الترابي يلهو بأرستقراطية سودان ٥٦ وينازع الأسر الأم درمانية والاتحادية على الجاه، ويمارس الترف الآيديولوجي على أفندية الخرطوم، ويعالج عقدة (المهدية) التي فشل فيها جده ونجح فيها نسيبه، ويخاف من جون قرنق أن يسقط راية التوحيد في بلاد النيلين لم يخطر بباله أن أتباعه لهم محركات أخرى، دوافع عصبية وأخرى طبقية كما تحدث بذلك ابن خلدون ثم ماركس وهو أمر بديهي لكل عاقل ينظر للواقع نظرة موضوعية
بينما الترابي ابن الجزيرة لا عصبية له حتى من أهله فهو من خلفية مفرطة التمدن، بشقيه المحلي و الأفندي،
فكانت عصبية أبناء مزارعي الشمال أنضج وأكثر استعداداً لوراثة دولة ٥٦، فأطاحت بالترابي و كيزان الغرب الذين لم يلتفوا حول الترابي بالضرورة إيماناً بالفكرة وإنما ليكون جسراً لهم محتملا إلى الدولة والنادي السياسي ، ما عدا أفندية الشريت النيلي الذين خرجوا مع الترابي حباً لشخصه فهو عامل تماسكهم النفسي
بل إن كيزان الشمال رغم أن الترابي شيخهم في الدين وأبوهم الاجتماعي، وابن عمهم إثنياً ، إلا أنهم أنكروا كل ذلك فطعنوه في أصله و عرضه و معتقده، وأصبحوا هم حزب الدولة الجديد، وصار المؤتمر الوطني الوريث الرسمي للاتحاد الاشتراكي لجعفر نميري
المهم، الحرب الطاحنة بين كيزان البحر و كيزان الغرب غير العربي بدأت من قبل المفاصلة منذ داوود يحيى بولاد الذي قالها صراحة (وجدت العرق أقوى من الدين) والعرق بالطبع ليس أقوى من الدين الإسلامي ولكنه بالتأكيد أقوى من دين الترابي، الإسلام البرجوازي الذي ترعرع في كنف البرجوازية المالية في بنك فيصل قبل الحكم و أموال النفط بعد المفاصلة و أخيراً وزارة المالية بعد السقوط
كما أن كيزان البحر أكلوا أموال النفط (كما قال الترابي : أكلوا الأموال أكلا عجيباً) فها هم كيزان الغرب ، بالتحديد الزغاوي منه بعد أن بلغ أشده يحتكرون وزارة المالية للسنة السادسة على التوالي، لا يلهيهم عنها انقلاب ولا حرب، ربما حتى يجمعوا ما يوازن قروش النفط ليتساووا مع إخوتهم السابقين وربما هذا هو العدل والمساواة المقصودان
بينما لم يتبق من كيزان البحر إلا الناجي مصطفى و المصباع، يتسولون الرضا و الإعجاب من الشاشات،
وهذا سبب ورجغة زغاوة المالية، هو أنهم أبناء حركة أفندية دولجية، يؤمنون بأنهم هم الدولة و أن الدولة هم، و الحدود الرمادية المتآكلة بين وزارة المالية و الحركة و القبيلة و الأسرة، هي نفسها الحدود المتآكلة بين الدولة و الحركة الإسلامية و المؤتمر الوطني وبعض مكونات الشمال في ظل الإنقاذ، مع فارق التمدن و الأناقة السياسية النيلية مقابل هذه الفجاجة البدائية إن جاز التعبير، ولكن هذا لا يعني أن حركة المالية و الزغاواة لن تصبح أكثر خبثاً وتأنقا في سياستها وخطابها
لذلك خطاب كيكل الذي وكز فيه المالية اعتبرته الحركة عدوانا شخصياً تجاهها، و الحركة كحركة أفندية لا تستطيع العيش إلا في قلب مؤسسات الدولة المركزية ، على خلاف حركة مناوي (زغاوة الشمالية) فهي حركة زغاوة أولاد بلد، شعبوية، يجوز في هذا السياق مقارنتها بدرع السودان كما قارننا حركة المالية و الزغاواة ببراؤون، وهذه المقارنة في وجه واحد مع كل الاختلافات في باقي الأوجه الواضحة للعيان
لا يريد مناوي أن يقفز بالزانة رأسياً إلى الدولة المركزية، وإنما فقط عبر بوابة دارفور، فهو زغاوي خلا لا زغاوي كلية مثل جبريل ود. خليل، وهو يعلم أن هذا هو الأصلح له إن لم يكن الأصلح مطلقاً، فحيازة إقليم أمر أكثر ديمومة و استقراراً من حيازة وزارة، كما أن الإقليم يمكن أن يتمدد أفقياً إلى الأقاليم المجاورة الخالية من مليشيات الخلا، وعلى رأسها إقليم الشمالية المتاخم لمصر، ومصر أحد أهم وجهات الصادر الحيواني و النباتي الذي ينتجه إقليم دارفور، غير ما في الإقليم الشمالي نفسه من أغراض يطلبها مناوي، و مناوي إذن لا يورجغ كثيراً فهو عالم بنفسه و موقعه و أجندته، ويعرف من يصادم ومتى وأين، وليس مصاباً بلوثة الأفندية الملازمة لحركة المالية و الزغاواة،
عبد العظيم منصور البنا
إنضم لقناة النيلين على واتساب