صحيفة الخليج:
2025-04-30@21:23:45 GMT

شرطة دبي تنقذ 54 طفلاً محصورين خلال شهرين

تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT

دبي: سومية سعد
كشف العقيد عبدالله علي بيشوه، رئيس قسم الإنقاذ البري في الإدارة العامة للنقل والإنقاذ بشرطة دبي، ل«الخليج»، عن أن فرق الإنقاذ المختصة أنقذت 54 طفلاً كانوا محصورين، داخل مركبات أو منازل أو مصاعد، منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية فبراير.
أوضح بيشوه أن معظم حالات انحصار الأطفال في المنازل تعود إلى الإهمال، وقلة الوعي، وانعدام الانتباه من قبل أولياء الأمور، مشيراً إلى أن سيناريوهات الحوادث في الفلل السكنية تتكرر بشكل ملحوظ، حيث يدخل الطفل إلى غرفة أو حمام ويغلق الباب من الداخل من دون أن يتمكن من فتحه مجدداً، خاصة إن كان صغير السن.


وأكد أهمية تعامل الأهل بهدوء في مثل هذه المواقف، وتجنب إثارة الذعر لدى الطفل، محذراً من الخطر الكبير الذي يشكّله وجود شرفة أو نافذة على ارتفاع عالٍ داخل الغرفة، إذ قد يحاول الطفل التوجه نحوها، ما يعرّضه للسقوط.
وفي ما يتعلق بانحصار الأطفال داخل السيارات، أشار العقيد بيشوه إلى أن الإهمال هو السبب الرئيسي، حيث يُترك الطفل أحياناً داخل السيارة وهي في وضع التشغيل، ما قد يؤدي إلى حوادث خطِرة، خصوصاً مع وجود سيارات تعمل بنظام الأزرار التي قد يتمكن الطفل من العبث بها، وبالتالي تحريك السيارة، أو حتى التعرض للاختناق إذا تُرك بمفرده في داخلها.
وأضاف أن الدولة سجلت في السنوات الأخيرة عدة حالات اختناق ووفاة لأطفال تُركوا في السيارات، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى تكثيف حملات التوعية، مؤكداً تحميل الشخص المسؤول عن الطفل المسؤولية القانونية في حال وقوع أي ضرر نتيجة الإهمال، وقد يتم توجيه تهمة تعريض حياة الغير للخطر، خاصة في حال تكرار المخالفة. وأشار بيشوه إلى أن شرطة دبي، تتعامل بسرعة كبيرة مع جميع البلاغات، لكن بلاغات انحصار الأطفال تحظى بأولوية قصوى، حيث يتم التواصل الفوري مع ذوي الطفل منذ لحظة تلقي البلاغ، وتقديم الإرشادات اللازمة لحين وصول الفرق المختصة.
وفيما يخص حوادث انحصار الأطفال في المصاعد، لفت إلى أن بعض الأهالي يتركون أبناءهم يذهبون بمفردهم إلى الجيران أو المحال القريبة مستخدمين المصاعد، وهو ما قد يعرّضهم لمخاطر، منها انحصار داخل المصعد أو التحرش من قبل ضعاف النفوس، داعياً أولياء الأمور إلى توخي الحذر ومرافقة أطفالهم دائماً حفاظاً على سلامتهم.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات شرطة دبي إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف نُعيد الطفل إلى الطبيعة؟

 

 

ريتّا دار **

 

 

في خضمّ الحياة الرقمية المتسارعة أصبحت الأجهزة الذكيّة تحتلّ مكان المساحات الخضراء؛ حيث يعيش الأطفال اليوم بعيدين عن أبسط أشكال التواصل مع الطبيعة، ما يهدّد توازنهم النّفسي والجسدي، والسّؤال الّذي يفرض نفسه هنا: كيف نُعيد أطفالنا إلى أحضان الطّبيعة قبل أن تفقد مكانتها في وجدانهم؟

تشير الدّراسات إلى أنّ غياب الطّبيعة عن حياة الطّفل ليس تفصيلًا هامشيًّا، بل يؤثّر بشكل مباشر على نموّه وسلوكه. فقد كشف تقرير المجلس العربيّ للطفولة والتّنمية لعام 2020 أنّ 70% من الأطفال العرب يقضون أوقات فراغهم في استخدام الأجهزة الإلكترونية، بينما تقلّ نسبة مشاركتهم في أنشطة بيئية أو رياضيّة في الهواء الطّلق إلى أقلّ من 20%.

وعلى الصّعيد العالميّ، تؤكد منظمة الصّحة العالميّة أن قضاء الأطفال وقتًا منتظمًا في الطّبيعة يحسّن المزاج العام، ويخفض مستويات التوتّر، ويعزز مهارات التّركيز والتعلّم.

كما أظهرت مراجعة علميّة نشرتها مجلّة علم النّفس الأمامي عام 2019 أنّ التّفاعل مع البيئة الطّبيعية يُسهم في تحسين القدرات الاجتماعيّة والحدّ من السّلوكيات العدوانية لدى الأطفال.

وفي هذا السياق نؤكّد أن "العودة إلى الطّبيعة" ليست ترفًا تربويًّا؛ بل ضرورةً حيويةً لصناعة جيلٍ متوازنٍ نفسيًا وجسديًا.

لم تغفل الدّراسات أهمية النشاطات البيئية المباشرة؛ إذ أثبتت دراسة جامعة كولومبيا البريطانية أنَّ زراعة الأطفال للنباتات، حتى في بيئات حضريّة صغيرة، تعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية والانتماء، وغرس قيم التعاون والمثابرة.

أما في سلطنة عُمان، فقد أطلقت وزارة التربية والتعليم مبادرة "المدارس الخضراء"، التي تهدف إلى غرس الوعي البيئي في نفوس الطلاب عبر أنشطة عملية مثل الزراعة المدرسية وإعادة التدوير، مما يُعزز العلاقة بين الطفل والبيئة المحيطة به.

ورغم ما قد يبدو من تحدّيات، إلّا أنّ العودة إلى الطبيعة لا تتطلب إمكانيات ضخمة أو استثنائية. يكفي تنظيم نزهة أسبوعية إلى حديقة قريبة، أو مشاركة الطفل في زراعة نبتة بسيطة مثل الحبق أو النعناع على شرفة المنزل؛ والاحتفال بإنجازاته الصغيرة باستخدام بعضٍ مما زرعه والثّناء عليه وتشجيعه. كما يمكن تخصيص "ركن أخضر" في المنزل حيث يتابع الطفل نمو النباتات ويتعلم الصبر والرعاية.

تلعب القدوة دورًا جوهريًا في تشكيل علاقة الطفل بكل ما حوله. الطفل الّذي يرى والديه يهتمّان بالبيئة سيتبنّى هذا السلوك بالفطرة وسيتعلّم أن الأرض كائن حيّ يمنحنا الحياة.

توصي منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أيضًا بإدخال أنشطة الزراعة البسيطة ضمن الحياة اليومية للأطفال، لترسيخ مفاهيم الاستدامة والمسؤولية البيئية.

إنَّ إعادة الطفل إلى الطبيعة أصبحت مسؤولية حقيقية تقع على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع بأسره؛ فلنعمل على أن تبقى الطبيعة جزءًا حيًّا في حياة أطفالنا، لا مجرّد صورة رقمية تمرّ عبر الشاشات.

***********

المصادر:

تقرير المجلس العربي للطفولة والتنمية 2020

منظمة الصحة العالمية (WHO)

مراجعة علمية بمجلة علم النفس الأمامي 2019  (Frontiers in Psychology)

دراسة جامعة كولومبيا البريطانية.

مبادرة المدارس الخضراء، وزارة التربية والتعليم في سلطنة عُمان.

منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).

** كاتبة سورية

مقالات مشابهة

  • سامح حسين يعلق على قضية الطفل ياسين
  • “الأعلى للإعلام” يهيب بالصحف الالتزام بكود أخلاقيات نشر أخبار الجرائم خلال تغطية قضايا الأطفال
  • الأعلى للإعلام يضع ضوابط لتغطية قضايا الأطفال
  • خبراء يؤكدون: التعليم المبكر يصنع طفلاً متمكناً
  • وزارة العدل اليمنية: 2303 شهداء وجرحى منهم 214 طفلاً و67 امرأة جراء العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن
  • الأردن .. 1.09 مليار دينار الإيرادات الضريبية خلال أول شهرين من 2025
  • تفاصيل واقعة الاعتداء الجنسي على طفل داخل إحدى المدارس المصرية
  • متخصصون في أدب الطفل: الخيال قوة سحرية تعزز قدرات الأطفال وتثري قصصهم
  • كيف نُعيد الطفل إلى الطبيعة؟
  • الطفل الزجاجي.. حين يصير الإهمال الأسري طريقًا للموت الرقمي|تفاصيل