بعد أكثر من 4 سنوات.. مصر تشهد أول تخفيض لأسعار الفائدة وخبير يشرح الأسباب
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
لأول مرة منذ أكثر من أربع سنوات، البنك المركزي يتخذ قرارًا جريئًا بخفض أسعار الفائدة بمقدار 2.25%، في خطوة تعكس توجهًا جديدًا في السياسة النقدية يواكب التغيرات الاقتصادية محليًا ودوليًا. في هذا التقرير سنسلط الضوء على أبعاد هذا القرار، وتوقيته، وتأثيره المحتمل على الاقتصاد المصري.
قرار تاريخيأعلن البنك المركزي، عبر لجنة السياسة النقدية، خفض سعر الفائدة بمقدار 225 نقطة أساس، ليصل إلى 25% للإيداع و26% للإقراض، وهو أول خفض منذ نوفمبر 2020.
كان آخر خفض قد شهدته السياسة النقدية في نوفمبر 2020 بنسبة 0.5% فقط، لكن منذ ذلك الحين اتخذ البنك المركزي نهجًا أكثر تشددًا بهدف كبح جماح التضخم، خاصة في ظل أزمات اقتصادية عالمية، وتذبذبات في الأسواق الناشئة.
التضخم يتراجع والاقتصاد يتنفسجاء هذا الخفض في وقت شهد فيه الاقتصاد المحلي بوادر تعافٍ واضحة، أبرزها التراجع في معدل التضخم السنوي، والذي هبط إلى 12.8% في فبراير الماضي، مقارنة بـ24% في يناير. ورغم عودة الارتفاع إلى 13.6% في مارس نتيجة ضغوط موسمية مرتبطة بشهر رمضان، خصوصًا في أسعار الفاكهة التي قفزت بنحو 23.6%، فإن التضخم الأساسي تباطأ إلى 9.4%، وهو ما اعتُبر مؤشرًا إيجابيًا على استقرار نسبي للأسعار.
توقيت دقيق وقرار مؤثرأكد الدكتور هاني الشامي، أستاذ الاقتصاد بجامعة المستقبل، أن خفض الفائدة بمقدار 225 نقطة أساس يُعد خطوة ضرورية ومناسبة في هذا التوقيت، واصفًا القرار بأنه "بالغ الأهمية في ظل تعقيدات اقتصادية محلية ودولية متشابكة".
وأشار الشامي إلى أن خفض الفائدة سيدفع النشاط الاقتصادي نحو التعافي، ويشجع على ضخ رؤوس الأموال في قطاعات إنتاجية متنوعة، بعيدًا عن أدوات الدين ذات العائد المرتفع.
انعكاسات إيجابية على البورصة والاستثمارالقرار يحمل في طياته تأثيرات مباشرة على سوق المال المصري. فبحسب الشامي، فإن خفض الفائدة سيدفع العديد من رؤوس الأموال إلى التحول من أدوات الدين ذات العوائد المرتفعة نحو الاستثمار في الأسهم، ما يعزز من حجم السيولة في السوق ويرفع من أداء المؤشر الرئيسي للبورصة. ويتوقع أن يعاود المؤشر اختبار قمته التاريخية المسجلة في الربع الأول من العام الماضي عند مستوى 34,489 نقطة، خاصة في ظل عودة المؤسسات المالية إلى الشراء وزيادة التدفقات على الأسهم القيادية.
دوافع القرار
ورغم الارتفاع الطفيف في معدل التضخم السنوي في مارس إلى 13.6%، يرى الشامي أن الأسباب موسمية بالأساس، خاصة مع ارتفاع أسعار الطعام والفواكه بنسبة 23.6% خلال شهر رمضان. ومع ذلك، فإن تباطؤ التضخم الأساسي يدعم وجهة النظر القائلة بأن هذه الضغوط مؤقتة، وليست مؤشرًا على موجة تضخمية طويلة الأمد.
في هذا السياق، يأتي القرار كإجراء استباقي يوازن بين الحاجة إلى تنشيط الاقتصاد، وتحقيق الاستقرار النقدي، وهو ما يُظهر توازنًا ملحوظًا في سياسات البنك المركزي تجاه التحديات الداخلية والخارجية.
في النهاية، يُعد قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة إجراءً استباقيًا مدروسًا، يعكس توازنًا دقيقًا بين السيطرة على التضخم وتحفيز النمو الاقتصادي. كما يعكس قدرة البنك على التفاعل مع المؤشرات الاقتصادية المتغيرة، والسعي نحو تحقيق استقرار نقدي يُعزز مناخ الاستثمار دون التضحية بأهداف الاستدامة المالية.
الأنظار تتجه الآن إلى نتائج هذا القرار خلال الأشهر المقبلة، ومدى تأثيره على مؤشرات الاقتصاد الكلي، من الاستثمار والتوظيف إلى معدلات التضخم والنمو، في وقت تحتاج فيه مصر إلى خطوات جريئة لدعم تعافيها الاقتصادي.
لكن في المجمل، فإن القرار يعكس رغبة حقيقية في دفع عجلة النمو، وجعل بيئة الاستثمار أكثر جاذبية، مع الحفاظ على توازن دقيق في التعامل مع التحديات الاقتصادية المعقدة التي تواجه مصر والعالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البنك المركزي أسعار الاقتصاد الفائدة نوفمبر البورصة المزيد البنک المرکزی أسعار الفائدة
إقرأ أيضاً:
بعد تخفيض الفائدة| الاستثمار في الذهب أم الشهادات البنكية؟.. خبير يُجيب
في عالم متغير تحكمه تحركات الأسواق وأسعار الفائدة، تبرز القرارات المصرفية كأحد العوامل الأساسية التي ترسم ملامح الاستثمار والادخار للأفراد. ومع إعلان تخفيض العائد على الشهادات الادخارية الجديدة، بدأ الكثيرون يتساءلون عن تأثير هذا القرار على مدخراتهم وخططهم المالية. في هذا السياق، يقدم لنا الدكتور عادل المسدي قراءة وافية للقرار، مدعومة بنصائح عملية تساعد على فهم التغيرات واختيار المسار الأمثل للمستقبل المالي.تفاصيل القرار.. تخفيض على الشهادات الجديدة فقط
أوضح الدكتور عادل المسدي، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال بجامعة طنطا، أن التخفيض الجديد سيُطبق على الشهادات التي ستصدر بعد تاريخ القرار، بينما ستستمر الشهادات القائمة بالعوائد القديمة حتى نهاية مدتها دون أي تغيير.
وأشار المسدي إلى أن الهدف الرئيسي من الاستمرار في طرح شهادات العائد هو الحفاظ على السيولة داخل النظام المصرفي، ومنع انجراف الأموال نحو الدولار أو الذهب، بما يساهم في دعم استقرار الاقتصاد الوطني.
خلفيات اقتصادية| التضخم يتراجع والسياسات تتغيريرى المسدي أن خفض الفائدة يعد مؤشرًا إيجابيًا على تراجع معدلات التضخم، مما يستدعي المواطنين إعادة تقييم خططهم الادخارية والاستثمارية. فالاستثمار في شهادات الادخار يظل مناسبًا لمن يبحثون عن دخل ثابت ومنخفض المخاطر، في حين أن الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا على المدى الطويل لمن يتحملون تقلبات السوق ولا يعتمدون على الدخل الشهري.
كما أشار إلى أن تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية مثل استقرار سعر الصرف وانخفاض معدلات التضخم، يجعل الإبقاء على العوائد المرتفعة أمرًا غير مبرر كما كان في الفترات السابقة.
نصائح استثمارية.. توزيع الاستثمارات بين الشهادات والذهبفي ظل هذه التغيرات، ينصح المسدي بتوزيع الاستثمارات بين الشهادات الادخارية والذهب لتحقيق التوازن بين الأمان والعائد. فمن الحكمة، بحسب المسدي، تخصيص جزء من الأموال في الشهادات لضمان دخل ثابت، وجزء آخر في الذهب للتحوط ضد أية تقلبات اقتصادية مستقبلية.
كما حذر من الاعتماد الكلي على الذهب، خاصة في ظل التذبذب الحالي في أسعاره وعدم وضوح اتجاهات السوق، مؤكدًا أن الشهادات ما تزال خيارًا أكثر استقرارًا في الفترة الراهنة.
تفاصيل أسعار الفائدة الجديدة في البنك الأهلي المصريبعد قرار الخفض، أصبحت أسعار الفائدة على الشهادات الادخارية الثلاثية في البنك الأهلي المصري كالتالي:
الشهادة البلاتينية بعائد ثابت: مدتها 3 سنوات، بعائد سنوي ثابت 19.5%، يصرف شهريًا.
الشهادة البلاتينية بعائد متدرج (صرف سنوي): 28% في السنة الأولى، 23% في السنة الثانية، 18% في السنة الثالثة.
الشهادة البلاتينية بعائد متدرج (صرف شهري): 24% للسنة الأولى، 20% للسنة الثانية، 16% للسنة الثالثة.
أسعار الفائدة الجديدة في بنك مصرأما بنك مصر، فقد أعلن عن تخفيض الفائدة على شهاداته الثلاثية كالتالي:
شهادة القمة: بعائد سنوي ثابت 19.5% يصرف شهريًا.
شهادة ابن مصر (عائد متناقص شهري): 24% في السنة الأولى، 20.5% في السنة الثانية، و17% في السنة الثالثة.
شهادة ابن مصر (عائد متدرج ربع سنوي): 25% في السنة الأولى، 21% في الثانية، و17% في الثالثة.
شهادة ابن مصر (عائد متدرج سنوي): 28% في السنة الأولى، 23% في الثانية، و18% في الثالثة، مع صرف العائد سنويًا في نهاية المدة.
يمكن شراء الشهادات من كافة فروع البنكين، أو عبر القنوات الإلكترونية المتاحة، مثل الإنترنت البنكي، الموبايل البنكي، التطبيقات الإلكترونية، أو حتى عبر ماكينات الصراف الآلي (ATM)، مما يسهل على العملاء الحصول عليها في أي وقت ومن أي مكان.
في النهاية، يعكس قرار تخفيض الفائدة على الشهادات الجديدة واقعًا اقتصاديًا متغيرًا يفرض على الجميع مراجعة استراتيجياتهم الادخارية والاستثمارية بعين الحكمة والمرونة. وبين شهادات الادخار المستقرة والذهب كملاذ طويل الأمد، تظل الفرصة متاحة لتحقيق توازن ذكي يحمي المدخرات ويعزز من العوائد المستقبلية. وكما هو الحال دائمًا، فإن حسن التخطيط المالي يبقى مفتاح الأمان والاستقرار مهما تغيرت الظروف.