أكد الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، أن زيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي نعمة عظيمة في حياة كل مسلم، ومطلب روحي يتوق إليه قلب كل محب صادق، مشيرًا إلى أن لهذه الزيارة آدابًا وسننًا ينبغي أن يتحلى بها الزائر حتى تكون زيارته مقبولة ومثمرة.

وأوضح الشيخ الطلحي، خلال حلقة برامج مع الناس، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن تصحيح النية هو أول ما ينبغي للمسلم فعله عند عزمه على زيارة المدينة المنورة، متسائلًا: هل نيتك زيارة المسجد النبوي فقط أم زيارة سيد السادات وخير البريات؟، مشددًا على أن زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الطاعات وأفضل الغنائم الروحية، داعيًا إلى أن تكون النية مخلصة وممتلئة بالشوق والمحبة.

وأضاف: أدب الزائر في حضرة النبي هو مفتاح القبول، فمن قصد المدينة المنورة يجب أن يدخلها بطهارة وسكينة وزينة، وأن يكون في أبهى هيئة، فقد قال تعالى: «خذوا زينتكم عند كل مسجد».

وتابع: عند الوصول إلى الحرم النبوي الشريف، يُستحب أداء ركعتين تحية المسجد، ثم الدخول من باب السلام والتوجه إلى المواجهة الشريفة، حيث يُسلَّم على النبي صلى الله عليه وسلم بأدب وصوت خفيض، قائلاً من قلبه: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا حبيب الله، جزاك الله عن أمتك خيرًا، أشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده.

وأشار إلى أن المسلم بعد السلام يكثر من الدعاء والتوسل إلى الله، مستشهدًا بقول الله تعالى: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا، مؤكدًا أن المسلم يستشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم عند ربه ليرزقه المغفرة والقبول.

وبيّن الشيخ الطلحي أنه يُستحب كذلك السلام على الصحابيين الجليلين، أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قائلًا: السلام عليك يا خليفة رسول الله، السلام عليك يا أمير المؤمنين، جزاكما الله عنا خير الجزاء.

وأكد على استحباب الاعتكاف في المسجد النبوي، والإكثار من النوافل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بحديثه الشريف: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.

وتابع: الصلاة على النبي في المدينة لها طعم لا يُوصف، ومذاق روحي لا يُضاهى، فهي شوق المحب، وراحة القلب، ونور لا يغرب.. فصَلّوا عليه وسلِّموا تسليمًا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: برامج المسجد النبوي مع الناس أحمد الطلحي النبی صلى الله علیه وسلم السلام علیک

إقرأ أيضاً:

المسارعة إلى الخيرات من أعظم العبادات

إن المسارعة إلى الخيرات من أخلاق سيد الخلق سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته الأبرار، وربما يأتيك الخير لأنك تمنيته للغير، وإن إطعام الطعام من أعظم أبواب الخير، ومن الأقوال الشائعة: "لقمة في فم جائع خير من بناء جامع"، وخاصة في وقت الأزمات الاقتصادية وصعوبة المعيشة على الفقراء.

ونحن عندما تطرق أسماعنا كلمة "عبادة" فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا الصلاة والصيام والزكاة، وغيرها من العبادات، ورغم عظم شأن هذه العبادات وكبير فضلها إلا أن هناك عبادات أصبحت خفية ـ ربما لغفلة الناس عنها - وأجر هذه العبادات في وقتها المناسب يفوق كثيراً من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة "جبر الخواطر".

إن جبر الخواطر خلق إسلامي عظيم يدل على سمو نفس، وعظمة قلب، وسلامة صدر، ورجاحة عقل، يجبر المسلم فيه نفوساً كسرت وقلوباً فطرت وأجساماً أرهقت وأشخاصا أرواح أحبابهم أزهقت، فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها، لذا يقول الإمام سفيان الثوري: "ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم".

ومما يعطي هذا العبادة جمالاً أن الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسنى وهو اسم الله "الجبار" وهذا الاسم بمعناه الرائع يطمئن القلب ويريح النفس فهو سبحانه الذِي يجبر الفقر بالغنى، والمرض بالصحة، والخوف والحزن بالأمن والاطمئنان، فهو جبار متصف بكثرة جبره حوائج الخلائق. وطلب الجبر من الله كان من دعاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كان يقول بين السجدتين: "اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني". (سنن الترمذي).

وجبر الخواطر هى عبادة يسيرة، ليس شرطا أن تبذل فيها مالا، أو جهدا، فيمكن أن تتحقق بابتسامة، بمسحة على رأس يتيم، بتواضع مع الغير ورفع الحرج عنهم،.. وهكذا "جبر الخواطر" من أعظم العبادات، لذا كان من ثواب فاعلها أن يكافئه الله عز وجل بجبر خاطره، ويكفيه شر المخاطر.

وقد حثنا الإسلام على التنافسِ في الخيرات والتسابق إلى فعلِ الطاعات والقربات، وقد تضافرت نصوص كثيرة مِن القرآن والسنة في هذ الشأن، قال تعالي: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (آل عمران: 133)، وقالَ سبحانَهُ: " سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (الحديد: 21)، ومدحَ الله تعالى أنبياءه بهذه الصفة الحميدة فقالَ: "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" (الأنبياء:90) وقال بعد ما مدح المتصفين بالأعمال الصالحة مِن عباده الصالحين: "أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" (المؤمنون: 61)، وأمرنا بذلك فقال: "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة 148)، وقال: "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" (المطففين: 26). وقال: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" (الواقعة: 10 - 12).

قال ابن القيمِ - رحمه الله -: السَّابِقُونَ في الدُّنْيا إلى الخَيْراتِ هُمْ السَّابِقُونَ يومَ القَيامةِ إلى الجنَّاتِ"، فسارع أخى الكريم إلى الخيرات وبادر إلى الطاعات: "وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (المزمل: 20).

والنبي صل الله عليه وسلم ربى أصحابه على المنافسة والمسابقة إلى الخيرات، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا".

أسألك سبحانك أن تجعلنا من المسارعين إلى الخيرات فى الدنيا ومن السابقين إلى الجنات فى الآخرة.. اللهم آمين.

مقالات مشابهة

  • دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة.. احرص عليه في جوف الليل
  • المسارعة إلى الخيرات من أعظم العبادات
  • ماذا فعل النبي عند العواصف الترابية والرياح .. تأسوا بسنته الشريفة
  • هل ثبت عن النبي الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • تسجيل صوتي مسيء لمقام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يُفجّر اشتباكات مسلحة بـ”جرمانا” السورية
  • خطر جسيم.. أمين الإفتاء يحذر من الفهم الخاطئ لحديث استفتِ قلبك
  • خالد الجندي يشكر الرئيس السيسي: دعا لعودة المساجد لما كانت عليه في زمن النبي
  • لا تتعجل.. 3 بشائر أخبر عنها النبي في حالة عدم إجابة الدعاء
  • قصة المحكي الشعبي: خاطف خضر عليه السلام
  • وصايا الرسول قبل موته.. أمور مهمة أوصى بها النبي فاغتنمها