تحليل: تخريب متعمد من الإمارات لجهود إنهاء الحرب في اليمن
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
وبحسب المراقبين أوقعت السعودية نفسها في مأزق وذلك بسبب عوائق سياسية وميدانية تضعها في وجهها أبوظبي، مدعومةً من واشنطن وتل أبيب.
ويقول الكاتب الصحفي اللبناني حسين إبراهيم إن السعودية تقف على مفترق طرق في ما يتعلق بالحرب اليمنية، في ظل عجزها عن تقديم ما يتوجب عليها للتوصل إلى اتفاق سلام مع الحوثيين يُخرجها من المأزق الذي أوقعت نفسها فيه، وذلك بسبب عوائق سياسية وميدانية تضعها في وجهها أبوظبي، مدعومةً من واشنطن وتل أبيب.
وتساءل إبراهيم “هل ستتخذ السعودية قراراً كبيراً بالخروج من تحالف العدوان، الأمر الذي سيُعد أكبر تحد سعودي لواشنطن ربما في تاريخ العلاقات بين البلدَين، أم ستبقى في هذا التحالف وتُخاطر بانهيار الهدنة واحتمال تعطيل المشاريع الكبرى لولي العهد، محمد بن سلمان؟”.
ما لا ريب فيه أن التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب هو مصلحة حيوية سعودية، ويتوقف عليه مستقبل المملكة نفسها ومصير المشاريع الكبرى لحاكمها الفعلي، ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي لم يَعُد بالإمكان تصور نجاح خطته «رؤية 2030» من دون سلام في اليمن.
العقبة الأساسية أمام السعودية لنيل ما تريد في اليمن، تتمثل في التخريب الأميركي – الإماراتي، الذي يمنعها من الاستجابة لمتطلبات الاتفاق، والذي يضعها أمام خيارين كلاهما مر:
– الأول هو الخروج من تحالف الحرب، والتصرف بمعزل عن الرغبة الأميركية، وهذا إذا حصل سيكون أكبر تحد لواشنطن منذ إقامة العلاقات السعودية – الأميركية قبل ثمانين عاماً، ويتجاوز بكثير الصد السعودي للأميركيين المتمثل في عدم تلبية مطالبهم النفطية وتطوير العلاقات مع الصين وروسيا.
ما يجري على الأرض اليمنية، وتحديداً في الجنوب، يشير إلى أن الأميركيين، بالتعاون مع الإمارات، لن يدَعوا السعودية تُحقق ما تريد، وهذا ما يفسر التصاعد الكبير في ما بات يمكن تسميته بـ”الأزمة” في العلاقات السعودية – الإماراتية، والتي يتزايد خروجها إلى العلن.
وأبرز ما في جديد تلك الأزمة، الهجوم العنيف الذي شنه عضو مجلس الشورى السعودي السابق، الأكاديمي محمد آل زلفة، على الإمارات، حين قال في مقابلة تلفزيونية إن أبوظبي ركزت على قضايا تخص انفصال جنوب اليمن عن شماله.
وذلك قبل أن “تنسحب عسكرياً بطريقة غير محسوبة، وتترك السعودية تقاتل الحوثي وحدها”، مضيفاً إن “أبو ظبي، كما يبدو، ذهبت بعيداً في مشاريعها أكثر من قدراتها، وأكثر من إمكانياتها”.
وجاء الرد الإماراتي على ذلك الاتهام سريعاً وعنيفاً عبر الصحف الموالية لأبوظبي، مثل صحيفة العرب التي وصفت تصريحات آل زلفة بـ”المستفزة”، واستنكرت الصمت الرسمي السعودي عنها، معتبرة أن تحركه يوحي بأنه “ضمن مناخ عام بدأ يتشكل منذ أشهر في المملكة ويفتح الباب أمام إطلاق مثل هذه التصريحات”.
أيضاً رد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، الذي قال إن “مواقف بلاده اتسمت دائماً بالشجاعة والأصالة والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها كل لا يتجزأ. وتبقى مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء راسخة ومستمرة. والإمارات لا تتغير وتسمو فوق منطق القيل والقال”.
وجاء رد الأكاديمي الإماراتي المقرب من الحكم، عبد الخالق عبد الله، أكثر وضوحاً، إذ كتب أن “آل زلفة كان يمدح الإمارات وأشاد بنجاحها في تحرير عدن سابقاً، فما الذي جعله ينقلب على مواقفه؟”.
واعتبر هذا “تناقضاً يعكس وجهة نظر آخرين وليس وجهة نظر شخصية معزولة”، محيلاً متابعيه إلى مقالة صحيفة العرب.
ا تَقدم، فضلاً عن تحركات المقاتلين الموالين للإمارات في جنوب اليمن وشرقه، مؤشر إلى أن الأزمة في العلاقات السعودية – الإماراتية، توشك على الانفجار، وأن كلاً من الدولتين صارت تنظر إلى دور الأخرى على أنه نقيض لدورها ولاغٍ له.
لكن الأهم أن الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، ما كان ليتجرأ على تحدي ابن سلمان، لولا أن الأميركيين ومِن ورائهم الإسرائيليون يشدون ركبتَيه، وهو ما يعمق مأزق السعودية ويضغط عليها لاتخاذ قرار كبير في ما يتعلق بالحرب اليمنية.
ولا سيما أن الطرف الآخر لن ينتظر طويلاً قبل أن يقلب الطاولة في وجه تحالف الحرب بكل أطرافه، إذا لم تفضِ المفاوضات إلى ما يُخرج اليمنيين من الوضع الذي أوصلهم العدوان إليه.
الرياض، في المقابل، ليست مكتوفة الأيدي، وهي تحاول السيطرة على التحركات الإماراتية في الجنوب، لكن ما تواجهه هو أن التدخل الإماراتي من الأساس لم يكن في السياق نفسه الذي سار عليه التدخل السعودي، وكان الهدف منه تحقيق مصالح نظام أبوظبي البعيدة المدى على حساب السعودية.
وهو ما يجعل الإمارات حالياً قادرة على تفجير الأزمات في وجه جارتها، سواء من خلال التلاعب بالكهرباء وتحميل الرياض مسؤولية أزمتها لإثارة سخط الرأي العام الجنوبي عليها، أو من خلال السيطرة على الجزر اليمنية الاستراتيجية، بمساعدة عسكرية من واشنطن وتل أبيب، لتعطيل أي عملية سلام من خلال التحكم بخطوط الإمداد.
"امارات ليكس"
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
هآرتس: حان وقت إنهاء الحرب بغزة وألّا ننتظر ترامب لإتمام الصفقة
قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الخميس، 26 ديسمبر 2024، إنه حان الوقت لوضع حد لهذا الكابوس بإنهاء الحرب في غزة ، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، مقابل عودة كافة الرهائن.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس مستعدا لهذا الأمر، مشيرة إلى أن نتنياهو أعلن في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال هذا الأسبوع، أنه لن يوافق على "صفقة رهائن تنهي الحرب طالما بقيت حماس في السلطة في غزة".
وتابعت: "فضلاً عن ذلك، هناك نقاط خلاف إضافية قد تؤدي إلى نسف حتى الاتفاق الجزئي: الانسحاب الكامل من معظم ممر فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر)، ومسألة مروان البرغوثي (القيادي بحركة فتح والمعتقل في إسرائيل) وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، لذا فإن الالتزام الذي يعبر عنه نتنياهو ليس أكثر من مجرد كلام".
وتابعت: "في الواقع عاد فريق التفاوض الإسرائيلي من قطر، وما زالت عائلات الرهائن تتساءل عما إذا كانت المحادثات قد انهارت، أو ما إذا كان عليهم وأحبائهم الذين يقبعون في الأسر أن يستمروا في المعاناة حتى يؤدي دونالد ترامب اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل".
وأردفت الصحيفة: "في كل مرة تظهر فيها أي آمال ملموسة في التوصل إلى اتفاق، تظهر متغيرات جديدة، سواء كانت ممر فيلادلفيا أو تنصيب ترامب، التي تبرر المزيد من التأخير".
واعتبرت الصحيفة "السبب الحقيقي وراء عدم رغبة نتنياهو في التوصل إلى اتفاق هو خوفه من أن يؤدي (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير و(وزير المالية) بتسلئيل سموتريتش إلى تحطيم ائتلافه" أي إسقاط الحكومة الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أنه "يجب علينا أيضًا ألا ننتظر ترامب لإتمام الصفقة مع حماس".
وقالت: "أظهر نتنياهو أنه عندما يريد حقًا التوصل إلى اتفاق، فإنه سيفعل ذلك حتى على حساب إنهاء الحرب والعودة إلى الوضع الراهن قبل الحرب، حتى لو كان بعيدًا عن المثالية، كما فعل مع لبنان".
المصدر : الأناضول