8 جوانب يختلف فيها سفر المرأة عن الرجل
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
هل تساءلت يومًا لماذا لا تتشابه تجربة السفر بين المرأة والرجل؟ وهل سبق لك أن لاحظت كيف تُروى رحلات السفر بصوتين مختلفين؟ فبينما ينطلق الرجل نحو المغامرة، قد تجد المرأة نفسها تفكّر في الأمان، أو تخطط لتفاصيل لم تخطر للرجل على بال.
فالسفر، رغم كونه تجربة إنسانية مشتركة، لكنه يحمل عوالم متباينة؛ فوراء كل رحلة حكاية تتشكل وفق توقعات المسافر ودوافعه.
في هذا المقال، نستكشف كيف تؤثر هذه الفروق على تجربة السفر لنفهم كيف يعيش كل من الرجل والمرأة مغامرته الخاصة.
من يسيطر على عالم السفر؟النساء المحرك الأول للسفر رغم الصورة النمطية التي ترسم الرجل كمسافر دائم، تكشف بعض الدراسات العكس: النساء يتخذن 80% من قرارات السفر العائلي والفردي حول العالم، وتُقدر قوتهن الشرائية في المجال بـ15 تريليون دولار.
وفي الولايات المتحدة، تُهيمن النساء على 63% من سفر الترفيه، وفي إحدى الدراسات شكّلت النساء 85% من المسافرين المنفردين. هذه الأرقام تكشف تحوّلًا واضحًا في خريطة السفر العالمية.
وفي مفاجأة أخرى، وفقا لتقرير نشرته مجلة فوربس الأميركية، فإن 64% من المسافرين حول العالم هنّ من النساء، في حين أن الرجال لا يشكلون سوى 36%، هذه الفجوة الواسعة تطرح التساؤل التالي؛ لماذا تُسافر النساء أكثر؟ ترى المرأة في السفر فرصة للتحرر من القوالب النمطية، واستعادة السيطرة على وقتها وقراراتها.
إعلانووفقا لاستطلاع رأي، قالت 22% من النساء إنهن يسافرن للاستمتاع بالحرية في اتخاذ القرار، و15% لاختيار الوجهة بشكل مستقل. اللافت أن كثيرات يفضلن السفر بمفردهن، كخيار مريح لا يرتبط بموافقة الآخرين. بل إن 60% من المسافرات المنفردات في إحدى الدراسات في عام 2022 كنّ متزوجات وهن يسافرن دون أزواجهن، وأرجعت المشاركات ذلك إما لعدم اهتمام الأزواج بالسفر (42%)، أو لاختلاف الرغبات والتفضيلات (40%).
أما دوافع السفر، فتتراوح بين الهروب من ضغوط الحياة اليومية، والرغبة في العناية الذاتية، وإعادة شحن الطاقة. بعض النساء أيضا يتمتعن بمهارات تخطيط مالي أكبر، أو يستفدن من الأموال الموروثة والمدخرات، خصوصا مع ارتفاع معدل أعمار النساء في بعض الدول.
لكن اللافت أن كثيرا من النساء أظهرن رغبة شديدة في السفر الفردي تحديدا؛ حيث يسهل التعرف على أشخاص جدد، ويمنحهن مساحة أكبر للتفاعل والانفتاح على تجارب جديدة. باختصار، لم يعد السفر بالنسبة للمرأة مجرد رحلة للراحة أو الترفيه، بل تحول إلى أداة لاكتشاف الذات وتوسيع العلاقات، والانفصال المؤقت عن أدوارها التقليدية في الحياة اليومية.
الرجل وأريكته علاقة يصعب منافستها!رغم أن الرجال غالبا ما يكونون في وضع مادي أفضل يسمح لهم بالسفر؛ إلا أن الأرقام السابقة تُظهر أن النساء هن من يسافرن أكثر، بل ويتجاوزن العقبات المالية من أجل تلبية شغفهن بالترحال. المفارقة هنا أن القدرة لا تعني الرغبة دائمًا؛ فالرجال، كما تشير بعض التحليلات الساخرة، ببساطة يفضلون الراحة والبقاء في المساحة الآمنة الخاصة بهم.
كما كتبت إحدى النساء منشورا في إحدى مجموعات السفر النسائية في منشور بعنوان "لماذا لا يسافر الأزواج؟": لا تأخذ الأمر على محمل شخصي، الرجال ببساطة يسافرون أقل! فهم يفضلون العودة إلى الأماكن المعروفة، بينما نبحث نحن عن وجهات جديدة وتجارب مختلفة".
إعلان هي تبحث عن ذاتها وهو عن المغامرةتختلف دوافع السفر بين النساء والرجال بشكل لافت، وغالبًا ما ترتبط هذه الأسباب باهتماماتهم وتجاربهم الحياتية. ففي حين تميل النساء إلى السفر بدوافع تتعلق بالاستقلالية، الراحة النفسية، والبحث عن الذات، غالبًا ما تختلف دوافع الرجال بشكل واضح. فالرجال أكثر ميلًا إلى السفر بدوافع المغامرة، أو لأغراض مهنية، أو لكسر الروتين اليومي من خلال أنشطة مليئة بالإثارة والتحدي.
كما يفضل الرجال عموما الوجهات التي سبق لهم زيارتها، حيث يشعرون بالراحة في المألوف، في مقابل ميل النساء لاكتشاف أماكن جديدة وتغيير المشهد.
هذه الفروقات لا تعني بالضرورة أن أحد الجنسين أكثر شغفا بالسفر من الآخر، لكنها تكشف عن اختلافات عميقة في الطريقة التي ينظر بها كل من الرجل والمرأة إلى فكرة السفر: المرأة ترى فيه تحررا، والرجل يراه تجربة أو تحديا.
التخطيط للسفر: من الرابح؟تميل النساء إلى التخطيط المُسبق والتنظيم الدقيق لضمان الأمان والراحة، وهذا أحد الأسباب الذي قد يفسر تفوّق النساء في معدلات السفر. فالإحصاءات تشير إلى أن النساء يتخذن نحو 80% من قرارات السفر، من اختيار الوجهة وحتى حجز الطيران والإقامة. لا تترك النساء شيئًا للصدفة فهن يبحثن بعناية عن أفضل أماكن الإقامة، المطاعم المناسبة، والأنشطة التي تناسب أذواقهن.
في المقابل، يميل الرجال إلى العفوية في التخطيط، وغالبًا ما يُركزون على الجانب الترفيهي أو المغامرات الرياضية، دون التعمق في تفاصيل الوجهة. كما النساء يبدأن التخطيط قبل الرحلة بفترة أطول، بهدف تجنب المفاجآت، واستغلال العروض والخصومات، بينما يفضل كثير من الرجال الرحلات المفاجئة أو السريعة، ما يجعلهم أقل التزاما بالتحضيرات الدقيقة.
إعلانوعلى صعيد أدوات التخطيط، نجد أن النساء يعتمدن على التكنولوجيا بشكل أكبر، بينما يثق الرجال غالبا بتوصيات الأصدقاء أو منتديات الدردشة مثل "ريديت" (Reddit) ومواقع متخصصة في المغامرات.
السفر الفردي مقابل الجماعييختلف مفهوم السفر بين الرجال والنساء عندما يتعلق الأمر بالسفر الجماعي مقابل السفر الفردي. فالنساء، عند السفر مع صديقاتهن أو برفقة نساء أخريات، يعشن تجربة غنية باللحظات المشتركة والذكريات الجماعية، فالرحلة بالنسبة لهن هي احتفال بالروح الجماعية، حيث تتضاعف متعتهم بالمشاركة.
من ناحية أخرى، يفضل الرجال غالبًا السفر الفردي أو مع زملاء العمل، فهم يعتبرون السفر الفردي فرصة للتركيز على الذات، الهروب من ضغوط الحياة، وربما لممارسة مغامرة أكثر حرية من القيود الاجتماعية.
هذا الاختلاف يعكس الطريقة التي يرى بها كل منهما للمغامرة: بالنسبة للرجل السفر الفردي هو تعبير عن الحرية الذاتية؛ بينما ترى المرأة في السفر الجماعي وسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية وتقاسم التجارب والمخاوف، خصوصًا في الأماكن الجديدة.
خيارات الإقامة والسلامةعندما يتعلق الأمر بالسفر تُولي النساء أهمية أكبر لعوامل الأمان عند اختيار وجهات السفر والإقامة. وفقًا لتقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية فإن النساء يواجهن تحديات فريدة عند السفر بمفردهن، مما يجعلهن يفضلن وجهات تُعتبر آمنة ومن هنا يختلف الأمر. غالبا ما تكون النساء أكثر تحفظا في اختيار أماكن الإقامة حيث يفضلن الفنادق أو أماكن إقامة توفر مستويات عالية من الأمان، مثل الأماكن التي تتمتع بتقييمات عالية من حيث الأمان على منصات الحجز عبر الإنترنت.
على عكس ذلك، يميل الرجال إلى أن يكونوا أكثر مرونة في خيارات الإقامة، حيث يفضلون أحيانا الإقامة في أماكن أقل تكلفة. وقد لا تكون أولويتهم في اختيار الإقامة مرتبطة بالأمان بقدر ما تكون متعلقة بالراحة أو قربها من الأماكن التي يرغبون في استكشافها.
إعلانوأما من ناحية السلامة، فإن النساء يقمن بالتحقق من التقييمات والتعليقات عبر الإنترنت بشكل أكثر دقة لضمان سلامتهن أثناء الرحلة. وفي المقابل قد لا يولِي الرجال نفس الاهتمام الزائد بالأمان، ويركزون على تجربة السفر بشكل عام، مثل الأنشطة أو الفرص المغامرة التي تقدمها الوجهات.
الأنشطة المفضلة: مغامرة أم ثقافة؟تختلف تفضيلات الأنشطة بين الرجال والنساء في السفر بشكل ملحوظ، ففي حين يفضل الرجال الأنشطة المغامرة مثل تسلق الجبال وركوب الأمواج، تفضل النساء الأنشطة الثقافية والطبيعية.
وتُظهر الأبحاث أيضا أن النساء غالبا ما يبحثن عن تجارب ذات طابع شخصي وتعلمي مثل زيارة المتاحف وحضور الفعاليات الثقافية، بينما يركز الرجال بشكل أكبر على الأنشطة الرياضية والمغامرات.
كما أن النساء يفضلن التفاعل الاجتماعي أكثر مثل لقاء الأشخاص الجدد وشراء السلع المحلية. وعلى الرغم من هذه الفروقات يبقى الطعام المحلي عنصرا مشتركا بين الجنسين، حيث يهتم حوالي 89% من النساء و83% من الرجال بتجربة المأكولات التقليدية كجزء أساسي من رحلتهم.
الفروق عند الإنفاق والميزانيةبطبيعة الحال، هناك اختلافات واضحة في أنماط إنفاق الرجال والنساء أثناء السفر، مع بعض المعلومات المثيرة للاهتمام؛ فعلى سبيل المثال أظهر دراسة نشرت في 2020 أن النساء ينفقن بنسبة 47% أكثر على الإقامة مقارنة بالرجال، وتميل النساء إلى تخصيص ميزانيات أكبر للملابس والتسوق في الأسواق الحرة، في حين يُفضل الرجال إنفاق الجزء الأكبر من ميزانياتهم على الطعام والمشروبات.
هذا الاختلاف يعكس رؤى مختلفة للسفر: بين من ترى فيه تجربة متكاملة تستحق الاستثمار، ومن يركز على جوانب معينة دون غيرها.
التصوير وتوثيق الذكرياتتقوم وسائل التواصل الاجتماعي بدور محوري في تجربة السفر لدى النساء، يفوق بكثير نظيره لدى الرجال. ويبرز هذا التفاوت خصوصًا في التفاعل النشط أثناء الرحلات، حيث تُقبل النساء على توثيق تجاربهن من خلال الصور ومشاركة اللحظات عبر منصات مثل إنستغرام، فيسبوك، ومنصة "بنتراست" (Pinterest) وغيرها.
في المقابل، يميل بعض الرجال إلى استخدام منصات مثل يوتيوب وريدت، حيث يفضلون مشاركة محتوى تحليلي أو معلوماتي أكثر عمقا كالمراجعات المفصّلة، لكن مشاركتهم لتجارب السفر تكون أقل مقارنة بالنساء.
إعلانلكن دور وسائل التواصل لا يقتصر على التوثيق والإلهام فحسب بالنسبة للمرأة، بل يمتد إلى تعزيز الإحساس بالأمان، حيث أن استخدام النساء لتلك المنصات يمنحهن طمأنينة أكبر وإحساس بالمشاركة خلال السفر بمفردهن.
تعكس هذه الفروقات اختلافات واضحة في التوجهات الرقمية بين الجنسين؛ إذ تميل النساء إلى التفاعل الاجتماعي وسرد القصص، بينما يركز الرجال على المحتوى المعرفي أو الترفيهي. ورغم هذه الاختلافات يظل التصوير الفوتوغرافي نشاطا مشتركا بين الجنسين، إذ يعتبره 75% من النساء والرجال عنصرا أساسيا في توثيق الرحلة وصناعة الذكريات.
الحقيبة مرآة للفرق بين الجنسينربما لا يوجد رمز أوضح لاختلاف أساليب السفر بين الرجل والمرأة من شكل الحقيبة التي يحملها كل منهما ومحتوياتها. فحقيبة المرأة -في الغالب- أكبر حجمًا، وقد تتعدد حقائبها، حتى في الرحلات القصيرة! ليس لأنها تُبالغ، بل لأنها تفكر في كل التفاصيل: من الضروري والأساسي، إلى الاحتمالات غير المتوقعة.
فهي تسافر بكل ما يعكس شخصيتها واحتياجاتها؛ بين كتاب للقراءة، وكريم واقٍ للشمس، ومستلزمات عناية شخصية وتجميل، ورداء لكل وقت في أيام رحلتها، ومفكرة لتدوين لحظاتها، وحتى الأدوية والطعام، مع ترك مساحات فارغة في الحقائب للهدايا والتذكارات المتنظرة من الوجهة القادمة. فالأنثى مستعدة لكل احتمال، وتحب أن تخلق من رحلتها تجربة متكاملة.
أما حقيبة الرجل فهي تشبه طريقة تفكيره عند السفر: خفيفة، عملية، لا تحمل إلا الحد الأدنى من الأشياء، والاعتماد على ما توفره اللحظة. قميص إضافي، شاحن، ونظارة شمسية قد تكون كافية لرحلة بأكملها، فهو يميل للبساطة، ويترك المجال للارتجال والمغامرة.
في النهاية، سواء كنت من أنصار الحقيبة الكبيرة أو الصغيرة، المليئة بالتفاصيل أو المقتصرة على الأساسيات، تظل الرحلة تجربة فريدة يعيشها كل شخص بطريقته، ويعود منها بحكاية خاصة لا تشبه سواه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الرجل والمرأة ذکاء اصطناعی بین الجنسین تجربة السفر النساء إلى أن النساء السفر بین عند السفر من النساء فی السفر فی حین
إقرأ أيضاً:
موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
أُطلقت طائرة هجومية إلكترونية من طراز Growler مزودة بأربعة صواريخ AGM-88 مضادة للإشعاعات في مهمة، في الوقت الذي لا تزال فيه الدفاعات الجوية الحوثية تُشكل مشكلة.
ظهرت صورٌ نادرةٌ لطائرة هجوم إلكتروني من طراز EA-18G Growler، تتضمن أربعة نماذج من صاروخ AGM-88E الموجه المتطور المضاد للإشعاع (AARGM)، أو ربما صاروخ AGM-88 عالي السرعة المضاد للإشعاع (HARM) الأقدم، وذلك خلال عملياتٍ جارية ضد أهدافٍ حوثية في اليمن، وفق لموقع الحرب الأمريكي ووفق موقع "War zone".
وبينما لا تزال تفاصيلُ الدفاعات الجوية الحوثية والرادارات وأجهزة الاستشعار المرتبطة بها غامضةً، تُؤكد الصورُ استمرارَ التهديد الذي تُمثله. سنُقدم قريبًا تحليلًا مُعمّقًا للدفاعات الجوية الحوثية. مع ذلك، تجدر الإشارة أيضًا إلى إمكانية استخدام صاروخ AARGM ضد أهدافٍ أخرى مُحددة، بما في ذلك أهدافٌ أرضيةٌ غير مُرتبطةٍ بالدفاعات الجوية.
نُشرت الصور الاثنين الماضي على شكل فيديو نشرته القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) على موقع X. يُظهر هذا الفيديو طائرة EA-18G Growler التابعة لسرب الهجوم الإلكتروني 144 (VAQ-144)، "البطارية الرئيسية"، وهي تُطلق من على سطح حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان (CVN 75). بالإضافة إلى الصواريخ الأربعة المضادة للإشعاع، تحمل الطائرة أيضًا صاروخين من طراز AIM-120 المتقدم متوسط المدى جو-جو (AMRAAMs) وثلاثة خزانات وقود خارجية سعة 480 جالونًا.
صورة مقربة لصاروخين مضادين للإشعاع أسفل الجناح الأيمن لطائرة VAQ-144 EA-18G. لقطة من شاشة القيادة المركزية الأمريكية.
تُرى طائرات EA-18G بانتظام وهي تحمل صاروخين مضادين للإشعاع تحت أجنحتها، بما في ذلك في العمليات ضد الحوثيين، على الرغم من أن مجموعة من أربعة صواريخ أقل شيوعًا بكثير. عادةً ما تُخصص المحطات الأخرى لوحدات التشويش المختلفة التي تحملها طائرة غرولر، والتي يُمكنك الاطلاع عليها بمزيد من التفصيل هنا. ومع ذلك، لا يزال هذا حمولة ثابتة، وإن كانت نادرة، لطائرتي EA-18G وF/A-18E/F سوبر هورنت. حتى طائرة F/A-18C/D القديمة يُمكنها حمل صواريخ مضادة للإشعاع على محطاتها الخارجية تحت الأجنحة أيضًا.
تُطلق نفس الطائرة VAQ-144 EA-18G من حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس. ترومان (CVN 75). لقطة شاشة من القيادة المركزية الأمريكية.
ظهرت طائرات EA-18G في عمليات ضد الحوثيين بحمولات أخرى مثيرة للاهتمام، حيث حصلت طائرات غرولر على قدرات صواريخ جو-جو موسعة من خلال خيارات إضافية لحمل صواريخ AIM-120 AMRAAM. هذه الأسلحة مُصممة أساسًا لمواجهة طائرات الحوثي المُسيّرة فوق البحر الأحمر وحوله.
في غضون ذلك، شوهدت طائرات F/A-18E/F المتمركزة على حاملات الطائرات وهي تحمل مجموعة واسعة من الذخائر جو-أرض خلال هذه العمليات. وتشمل هذه الذخائر سلاح المواجهة المشترك AGM-154 (JSOW) وصاروخ الهجوم الأرضي المواجهة AGM-84H - الاستجابة الموسعة، والمعروف باسم SLAM-ER. أما ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs) الأكثر شيوعًا، والتي شوهدت أيضًا وهي تُجهّز طائرات سوبر هورنت التي تضرب أهدافًا في اليمن، والمجهزة تحديدًا بأجسام قنابل "خارقة للتحصينات".
السؤال المهم الذي تثيره هذه الصور الأخيرة هو أنواع الأهداف التي تُلاحق باستخدام هذه الصواريخ المضادة للإشعاع الثمينة.
يدير الحوثيون دفاعات جوية أرضية، وعلى الرغم من أن أنواع الرادارات وأجهزة الاستشعار التي يستخدمونها لكشف الأهداف وتوجيهها غير معروفة على نطاق واسع، إلا أنها تُشكّل تهديدًا كبيرًا بلا شك. وعلى وجه الخصوص، فقد ألحقوا خسائر فادحة بطائرات MQ-9 بدون طيار - ففي الشهر الماضي، ذكرت صحيفة ستارز آند سترايبس أن المسلحين اليمنيين أسقطوا 12 طائرة من طراز Reaper منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، نقلاً عن مسؤول دفاعي أمريكي لم يكشف عن هويته.
دأب الجيش الأمريكي على استهداف الرادارات التي تمتلكها المجموعة، بما في ذلك رادارات مراقبة السواحل البحرية المستخدمة لاستهداف السفن. في الوقت نفسه، يبرز مستوى التهديد الذي لا تزال تُشكله هذه الدفاعات الجوية مع وصول قاذفات الشبح B-2 في العمليات الجارية، بالإضافة إلى الاستخدام المستمر للذخائر البعيدة باهظة الثمن.
على الأرجح، هذه الصواريخ هي صواريخ موجهة مضادة للطائرات (AARGM)، وهي تطوير مباشر لصاروخ HARM الأقدم، المصمم أساسًا لقمع وتدمير الدفاعات الجوية للعدو. يمكن استخدام هذا بشكل دفاعي لحماية الأصول الجوية الأخرى أو تحديدًا لمهاجمة الدفاعات الجوية بشكل استباقي. يمكن لصاروخ AARGM الوصول إلى أهداف على بُعد أكثر من 80 ميلًا والوصول إلى سرعات تزيد عن ضعف سرعة الصوت.
التكوين الأساسي لصاروخ AARGM AGM-88E. Orbital ATK
يختلف صاروخ AARGM عن صاروخ HARM من نواحٍ عديدة، حيث يتميز بقدرته على إصابة رادار التهديد بدقة عالية حتى مع توقفه عن إصدار الإشعاع. قد يُغلق مُشغِّل الدفاع الجوي للعدو راداره أثناء الهجوم، لكن الصاروخ AARGM سيظل قادرًا على ضربه بدقة متناهية. حتى لو كان المُرسِل مُتحركًا وبدأ بالتحرك بعد إغلاقه، يظل الصاروخ AARGM قادرًا على ضربه، مُوجَّهًا بباحث راداري نشط يعمل بموجات المليمتر.
بفضل قدرته على توجيه ضربات دقيقة من مسافة بعيدة، يلعب صاروخ AARGM دورًا ثانويًا كسلاح هجومي سريع الاستجابة ضد أهداف غير مرتبطة بالدفاع الجوي. في هذا السيناريو، يُبرمج الصاروخ لضرب إحداثيات محددة بدلًا من التركيز على الانبعاثات. تجعله سرعته العالية ومداه أداةً فعالةً جدًا لاستهداف الأهداف بدقة وحساسية زمنية في هذا النوع من المواجهات.
في العام الماضي، أثناء نشر حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور (CVN-69) في منطقة الأسطول الخامس الأمريكي، أكدت البحرية لـ TWZ أن أول استخدام قتالي لصاروخ AARGM كان من صاروخ E/A-18G نُشر على متن تلك السفينة الحربية.
وفي الوقت نفسه، أكدت لنا البحرية أن صاروخ EA-18G مُخصص لطائرات VAQ-130 "Zappers"، من حاملة الطائرات دوايت دي. أيزنهاور، قد استخدم صاروخ AARGM لتدمير طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Mi-24/35 Hind في اليمن.
بالنسبة لهدف غير باعث للإشعاعات مثل "هيند"، من المرجح أن يكون أحد عناصر "سلسلة التدمير" البحرية أو المعلومات الاستخباراتية السابقة للمهمة قد رصد الهدف، واستُخدم صاروخ AARGM لتدميره أثناء وجوده على الأرض، مستخدمًا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS/INS) للوصول إلى الهدف، ثم توجيهه نحوه باستخدام رادار الموجات المليمترية.
وبناءً على طلب بموجب قانون حرية المعلومات (FOIA)، تلقت TWZ تأكيدًا لبعض أنواع الأهداف الموضحة في "علامات التدمير" على طائرات EA-18G محددة شوهدت على متن حاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور العام الماضي. ومن بين هذه الأهداف، أشار أحدها إلى تدمير مروحية (هيند المذكورة آنفًا)، واثنتان إلى طائرات مسيرة حوثية أُسقطت فوق البحر الأحمر، أما الستة المتبقية فكانت رادارات حوثية غير محددة.
يُعدّ التكوين الصاروخي المضاد للإشعاعات الثقيل وغير المعتاد لطائرة EA-18G المذكورة أحدث مؤشر على أن الدفاعات الجوية للحوثيين أكثر تطورًا مما يعتقده الكثيرون، وأنهم بعد كل هذه الأشهر ما زالوا يشكلون تهديدًا تُركّز البحرية الأمريكية بوضوح على القضاء عليه.
ترجمة خاصة بالموقع بوست