قال الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن سقيا الماء عنوان الرحمة وآية الإحسان وصدقة مباركة طيَّب الأرواح ريها وأحيا النفوس قطرها وكانت سقاية الحاج مأثرة من مآثر العرب ومفخرة من مفاخرهم.

سقاية الحاج 

واستشهد " البدير " خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال اعملوا فإنكم على عمل صالح ثم قال لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه يعني على عاتقه وأشار إلى عاتقه ، منوهًا بأن الماء هبة البارئ الكريم أنزله وجعله سقياً للخلق يتخللُ ويتسلسل وينهمر.

وأضاف أنه ينصب فتخضرّ بغدرانه الأرض ويضحك بتهتانه الروض يروي الهضاب والآكام ويحي النبات والسّوام ويسقي الخلق والأنام يبوح بأسراره صفاؤه ويلوح بإعجازه نقاؤه وينطق بآيته سهولته وعذوبته وإرواؤه وكل شراب وإن رقّ وصفا وعذب وحلا فليس يعوّض منه ولا ينوب عنه.

الماء حياة الأنفس

وأوضح أنه لما كان الماء حياة الأنفس كانت العرب تستعير في كلامها الماء لكل ما يحسن منظره وموقعه ويعظم قدره ومحله فتقول ماء الوجه وماء الشباب وماء النعيم وصدق الله ومن أصدق من الله قيلاً : ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) الآية 30 من سورة الأنبياء.

ونبه إلى أنه يندب سقيا الماء في كل زمان صيفاً وشتاءً ولكنه في صفحة الحر وصمخته آكد استحباباً وسقاية الماء والصدقة به وتبريد الأكباد الحرَّى وإرواء الصدور العطشى التي أصابها سعار العطش والتهابه وإنقاذ الأكباد الصادية في البيداء الخالية وإسعاف النفوس الظامئة في وهج الأيام القائظة من أفضل الصدقات وأجل القربات.

صدقةٌ أعظم أجرًا

واستشهد بما قال صلى الله عليه وسلم " ليس صدقةٌ أعظم أجرًا من ماء " ، وإذا شربتم الماء النقي الهني الروي فتذكروا فقراء المسلمين الذين يسكنون المعطشة تذكروا من لا يجدون إلا الماء الآسن الآجن الذي لا يشربه أحد من نتنه وتغير لونه ورائحته وإذا فتحتم الصنابير في بيوتكم فانثج الماء الزلال السلسال ثجًا .

وأوصى، قائلاً: فتذكروا من يسيرون يوماً وليلة وأكثر يبحثون عن الماء تذكروا من أجبرهم الجفاف ونضوب الآبار على ترك منازلهم وقراهم قد أصابهم من العيش ضفف وجفف وشظف وتلف وهم يستسقون فضل المحسنين فاستنقذوهم وأعينوهم ، لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم .. رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا الدنيا فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل " .
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطيب المسجد النبوي خطبة المسجد النبوي

إقرأ أيضاً:

المجاهد بللو الحاج سليمان بن محمد في ذمة الله 

انتقل الى رحمة الله المجاهد بللو الحاج سليمان بن محمد ، الذي قضى حياته في خدمة العلم وتعليم الأجيال والجهاد في سبيل الجزائر ، وكان نموذجًا في الإخلاص والبذل.

وُلد المرحوم الحاج سليمان بللو في 17 مارس 1936 بمدينة غرداية انتقل إلى مدينة تبسة عام 1941 وهو في الخامسة من عمره، حيث نشأ وترعرع مع إخوته وسط بيئة تمزج بين القيم العريقة والتربية الصالحة.

بدأ مشواره التعليمي الرسمي في عام 1942، وبرز بتفوقه في المدرسة الإضافية الفرنسية (L’École Supplémentaire Française) بتبسة. بعد ذلك، اجتاز امتحان مرحلة التعليم المتوسط في مدينة قسنطينة عام 1951، حيث واصل تألقه العلمي.

مع اندلاع الثورة التحريرية، تشبّع الحاج سليمان بللو بروح الوطنية، وعمل جاهدًا لدعم المجاهدين والمساهمة في الثورة. تحولت عائلته إلى معقل لدعم الثوار من خلال توفير المؤونة واللباس وجمع التبرعات. كما واصل دوره التربوي كمدرس في مدينة الونزة (تبسة) رغم ظروف الاحتلال.

هذا وتشيع جنازة المرحوم غدا الجمعة بعد العصر بمقبرة الشيخ بابا السعد غرداية

مقالات مشابهة

  • ليس بالمراكب والأقدام.. خطيب المسجد الحرام: السباق إلى الله بالقلوب والأعمال
  • خطيب المسجد الحرام: التعصب حجاب غليظ يحول بين الحق وصاحبه
  • خطيب المسجد النبوي: الوحي هو نور من الله على الرسول وبه تحيا القلوب والأرواح
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • إنقاذ تسعة أشخاص بعد غرق سفينة هندية كانت متجهة إلى اليمن في بحر العرب
  • المجاهد بللو الحاج سليمان بن محمد في ذمة الله 
  • الإفتاء تكشف عن سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
  • خلال 2024.. أكثر من مليون ساعة تطوعيّة لخدمة قاصدي المسجد النبوي
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته