التضخم الأساسي يسجل تراجعًا لرقم أحادي لأول مرة منذ 3 سنوات.. البنك المركزي يوضح الأسباب
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
أصدر البنك المركزي تقريره الشهري الذي كشف عن تطورات ملف التضخم في البلاد خلال مارس 2025. وبينما حملت الأرقام بعض الارتفاعات الطفيفة، فإن الطابع العام للتقرير يدعو إلى التفاؤل، مع تسجيل التضخم الأساسي لأول رقم أحادي منذ ثلاث سنوات، وسط تراجع نسبي في الضغوط السعرية الشهرية باستثناء بعض الارتفاعات الموسمية المتوقعة في أسعار الأغذية.
سجل معدل التضخم السنوي في المناطق الحضرية ارتفاعًا محدودًا، حيث بلغ 13.6% في مارس مقارنة بـ12.8% في فبراير من نفس العام. ووفقًا للتقرير، فإن هذا الارتفاع كان مدفوعًا بشكل رئيسي بالزيادة المؤقتة في أسعار الفواكه الطازجة التي تجاوزت نمطها الموسمي. وعلى الرغم من هذا، تبقى معدلات التضخم مستقرة بفضل تأثير سنة الأساس وتباطؤ وتيرة الزيادات الشهرية.
أما على المستوى الشهري، فقد سجل التضخم العام 1.6% في مارس، مرتفعًا عن 1.4% في فبراير، لكنه يظل بعيدًا عن القفزات الكبيرة التي شهدها نفس الشهر العام الماضي، والتي بلغت آنذاك 10%.
التضخم الأساسي يسجل تحوّلًا نوعيًافي مفاجأة إيجابية، كشف البنك المركزي عن تسجيل التضخم الأساسي لمعدل أحادي لأول مرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، حيث بلغ 9.4% في مارس، مقارنة بـ10% في فبراير. ويعكس هذا التحول استقرارًا نسبيًا في الأسعار عند استبعاد المكونات المتقلبة مثل الخضروات والفواكه.
وسجّل التضخم الأساسي الشهري بدوره تراجعًا واضحًا، حيث بلغ 0.9% فقط في مارس مقارنة بـ1.6% في فبراير، مما يؤكد على التباطؤ في وتيرة الزيادات السعرية للسلع غير الغذائية.
ارتفاعات طفيفة على مستوى الجمهوريةلم تكن المناطق الريفية بمنأى عن تحركات الأسعار، إذ ارتفع معدل التضخم السنوي فيها إلى 12.5% في مارس مقابل 12.2% في فبراير. وبالمثل، ارتفع معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية إلى 13.1%، مقارنة بـ12.5% في الشهر السابق.
ويرجع هذا الارتفاع، وفقًا للتقرير، إلى زيادات كبيرة في أسعار الفواكه الطازجة التي قفزت بنسبة 37.7%، وكذلك الخضروات الطازجة التي ارتفعت بنسبة 3.8%، ليساهما معًا بنحو 1.01 نقطة مئوية من مجمل التضخم المسجل في مارس، أي ما يعادل 60% من مجمل التضخم الشهري.
رمضان وأثره الموسمي على أسعار الغذاءشهر رمضان ترك بصمته على سلة أسعار الغذاء، حيث استمرت أسعار الدواجن في الارتفاع للشهر الثالث على التوالي بنسبة 4.5%، وأسهمت بـ0.26 نقطة مئوية في معدل التضخم الشهري. كما شهدت أسعار الأرز الحر، اللحوم الحمراء، الأسماك، السكر، البقوليات، الحلوى، والشاي الحر زيادات إضافية تراوحت مساهمتها مجتمعة بـ0.07 و0.06 نقطة مئوية على التوالي.
الخدمات والسلع الاستهلاكية في دائرة الزيادةلم تقتصر التحركات السعرية على الأغذية فقط، بل امتدت إلى قطاع الخدمات الذي سجل ارتفاعًا نسبته 0.6%، وأسهم بمقدار 0.16 نقطة مئوية في التضخم الشهري، مدفوعًا بارتفاع تكاليف المطاعم والمقاهي والإيجارات.
وبالمثل، ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية، ومنها الملابس والأحذية والعناية الشخصية ومنتجات التنظيف، بنسبة 0.6%، لتسهم بـ0.09 نقطة مئوية.
اللافت في تقرير البنك المركزي هو استقرار أسعار السلع والخدمات المحددة إداريًا خلال شهر مارس، إذ لم تشهد أي تغييرات نتيجة غياب إجراءات جديدة لضبط المالية العامة. وبالتالي، لم تسجل هذه الفئة أي تأثير يُذكر على معدلات التضخم للشهر محل التقرير.
إشارات استقرارفي النهاية، يُظهر تقرير البنك المركزي أن الاقتصاد المصري يشهد حالة من الاستقرار في معدلات التضخم، رغم التحديات الموسمية المرتبطة بالغذاء. ويُعد تسجيل التضخم الأساسي لمعدل أحادي بمثابة إشارة إيجابية على نجاح جهود التحكم في الأسعار، إلا أن استمرار الضغوط في بعض السلع يدعو إلى ضرورة اليقظة والمتابعة الدقيقة، خاصة في ظل الظروف العالمية المتغيرة والتقلبات المحلية.
التحدي القادم سيكمن في الحفاظ على هذا التوازن، والعمل على خفض الضغوط التضخمية دون التأثير على النشاط الاقتصادي، وهي معادلة دقيقة تتطلب سياسات نقدية ومالية متوازنة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البنك المركزي التضخم أسعار الفواكه الأسعار السلع الاستهلاكية المزيد
إقرأ أيضاً:
تراجع الدولار يعيد تشكيل خريطة الاستثمار العالمية... الذهب والأسهم الأجنبية في صعود
يشهد الدولار الأمريكي تراجعاً ملحوظاً أمام العملات الرئيسية، ما دفع المستثمرين حول العالم إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم الاستثمارية، وسط توقعات بتحولات عميقة في موازين الأسواق العالمية. ومع ضعف العملة الأمريكية أمام كل من اليورو والين والذهب، تتزايد شهية المستثمرين نحو الأصول الأجنبية والسلع الأساسية، بحثاً عن عوائد جديدة في بيئة مليئة بالتقلبات.
وقالت لالي أكونر، محللة الأسواق العالمية فى "إيتورو": "تراجع الدولار يفتح الباب أمام فرص واعدة للمحافظ المتنوعة عالمياً، بينما يفرض تحديات أمام الاستثمارات المرتكزة بشكل كبير على السوق الأمريكي. الأسواق المعتمدة على التصدير، مثل ألمانيا واليابان وكوريا، تستفيد حالياً من تنافسية صادراتها، ما ينعكس إيجاباً على أرباح الشركات." وتشير أكونر إلى أن الأسواق الناشئة بدأت تجني ثمار هذه التحولات، حيث شهدت تدفقات مالية قوية نحو صناديق الأسهم في الصين وكوريا الجنوبية خلال الربع الأول من العام الجاري.
وسط هذا المشهد، يبرز الذهب مجدداً كملاذ آمن، بعدما فقد الدولار نحو 25% من قيمته أمام المعدن النفيس، مما عزز جاذبيته كأداة تحوط ضد التضخم والتقلبات الجيوسياسية. كما يشهد التعرض للسلع الأساسية، مثل الطاقة والمعادن والزراعة، ارتفاعاً ملحوظاً بفضل طبيعة هذه الأصول التي تستفيد عادة من تراجع الدولار.
في الوقت ذاته، يتزايد اهتمام المستثمرين بتنويع تعرضهم للعملات، من خلال الاحتفاظ بأصول مقومة باليورو أو الين أو الفرنك السويسري، أو عبر صناديق دولية تستخدم أدوات التحوط من تقلبات العملات. وتوضح أكونر أن التنسيق في إدارة المخاطر أصبح ضرورياً، مشيرة إلى أن المستثمرين الأمريكيين غير المحوطين يستفيدون من المكاسب الأجنبية، بينما يفضل الأوروبيون والبريطانيون التحوط عند الاستثمار في أصول أمريكية لتقليل التقلبات.
ومع استمرار ضعف الدولار، تتجه الأنظار نحو أدوات الدخل الثابت البديلة. ويعيد المستثمرون النظر في سندات الخزانة الأمريكية، التي قد تفقد بعضاً من جاذبيتها، مقابل السندات قصيرة الأجل أو تلك المحمية من التضخم، إضافة إلى الديون الدولية ذات الجودة الائتمانية العالية، التي تتيح فرصاً لحماية العوائد وتعزيز مرونة المحافظ.
ورغم أن تراجع الدولار لا يفرض إعادة هيكلة جذرية للمحافظ، يرى الخبراء أن الجمود الاستثماري قد يكون مكلفاً. وتختتم أكونر بقولها: "الريادة الاقتصادية تتغير، وينبغي أن تتغير معها المحافظ الاستثمارية. إن التوجه المدروس نحو الأصول الدولية، وأدوات التحوط من التضخم، وتنويع العملات يمكن أن يساعد المستثمرين على التكيف مع ديناميكيات السوق المتغيرة واكتشاف مصادر جديدة للعائد."