صفقة تبادل السجناء.. هل ترسخ بناء الثقة لاتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة؟
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
سلط موقع "المونيتور" الضوء على الصفقة المحتملة لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرا إلى أن المؤشرات تصب في اتجاه إبقاء إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الغطاء على البرنامج النووي الإيراني من خلال "تفاهم غير مكتوب".
وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الولايات المتحدة وإيران تبادلا، في مثل هذا الوقت من العام الماضي، ردود الفعل حول ما اعتبر "نصًا نهائيًا" لإحياء الاتفاق النووي، وهو ما لم يعد قائما اليوم عن عمد.
فمع اقتراب عام 2024، تهدف إدارة بايدن إلى إبرام اتفاق غير مكتوب مع إيران بدلاً من محاولة التفاوض على اتفاق جديد يتضمن تخفيف كبير للعقوبات على طهران خلال عام الانتخابات الأمريكية.
وفي السياق، قال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "إن المشاركة في الحوار هي الهدف، وليس الصفقة (..) لكن قرب موعد الانتخابات الأمريكية يجعل هذا التواصل الدبلوماسي غير مثمر للغاية."
وتتعرض الإدارة الأمريكية (الديمقراطية) بالفعل لانتقادات من الجمهوريين بسبب الاتفاق الذي أبرمته لإعادة 5 محتجزين أمريكيين من إيران إلى الولايات المتحدة، والذي تسهل واشنطن لطهران بموجبه الوصول إلى نحو 6 مليارات دولار من الأموال المجمدة، والتي يمكن أن تستخدمها في المشتريات الإنسانية تحت رقابة دولية مشددة.
ودافع المسؤولون الأمريكيون عن هذا الترتيب باعتباره يضمن لواشنطن إشرافا كبيرا، فيما يشير منتقدوه إلى أن الأصول المالية الإيرانية قابلة للاستبدال.
وأكدت إدارة بايدن منذ فترة طويلة أن جهودها لإطلاق سراح السجناء كانت منفصلة عن الدبلوماسية التي تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي الأصلي مع إيران، والذي تم إبرامه عام 2015 وانسحب منه الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، بشكل أحادي عام 2018.
لكن محللين يقولون إن صفقة تبادل السجناء المحتملة يمكن أن تعزز آفاق التعاون في البرنامج النووي، الذي توسعه إيران بشكل مطرد منذ انسحاب ترامب من اتفاق عام 2015.
وفي السياق، قال فايز: "من مصلحة كلا الجانبين محاولة استغلال الوقت لمناقشة عناصر الاتفاقية اللاحقة، حتى يتمكنا من الانتهاء منها بسرعة وتنفيذها إذا أعيد انتخاب الرئيس بايدن".
اقرأ أيضاً
إيران: عملية تبادل السجناء مع أمريكا تستغرق شهرين
وتأتي أنباء إطلاق سراح السجناء المزمع بعد محادثات غير مباشرة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في عمان في شهر مايو/أيار الماضي. وفي الأشهر التي تلت ذلك، اتخذ كلا الجانبين خطوات متبادلة لخفض التوترات.
وقال مارك فيتزباتريك، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون منع الانتشار النووي والخبير بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "بينما تظل التفاصيل سراً رسمياً، يبدو من الواضح أن إيران والولايات المتحدة انخرطتا في دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى تفاهمات"، مضيفا: "إذا نجح كل هذا، فسيثبت أنه كان عرضًا للبراعة الدبلوماسية".
فبعد يوم واحد من نقل إيران 4 من الأمريكيين المحتجزين إلى الإقامة الجبرية في منازلهم، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن طهران أبطأت وتيرة تجميع اليورانيوم الذي يقترب من مستوى صنع الأسلحة، وخففت جزءاً من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%
وفي علامات أخرى على تراجع التصعيد، ثمة هدوء في وتيرة الهجمات على القوات الأمريكية من قبل الجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، تزامنا مع نشر تقارير مفادها أن الولايات المتحدة دفعت إيران إلى وقف مبيعاتها من الطائرات المسلحة المسيرة إلى روسيا.
وفي الوقت نفسه، لم يمض البنتاجون قدماً في اقتراح بوضع قوات مشاة البحرية الأمريكية على متن ناقلات تجارية في مضيق هرمز، وتوقف قرع طبول العقوبات المتعلقة بإيران من وزارتي الخزانة والخارجية الأمريكيتين.
وقال بهنام بن تابلو، الزميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "بدأت سلسلة من الأحداث تتحرك في اتجاه يمكن للإدارة (الأمريكية) أن تسميه لاحقًا وقفا للتصعيد".
وأعلنت الإدارة الأمريكية مرارا وتكرارا أنه لا يوجد "اتفاق" نووي مطروح على الطاولة، ما اعتبره بعض النقاد محاولة لتجنب التصويت في الكونجرس، حيث لا توجد شهية تذكر للتوصل إلى اتفاق مع دولة تزود روسيا بأسلحة فتاكة، وتقمع الاحتجاجات في شوارعها بعنف.
يشار إلى أن الإيرانيين المعارضين يستعدون لإحياء الذكرى السنوية الأولى لوفاة الناشطة الشابة، مهسا أميني، في محتجز للشرطة بعد قبض شرطة الأخلاق عليها بتهمة عدم ارتداء ملابس لائقة، ما قد يطلق العنان لحملة احتجاج أخرى قبل أيام فقط من وصول المفاوضين الرئيسيين لإيران والولايات المتحدة إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
اتفاق تبادل السجناء بين إيران وأمريكا.. ماذا يعني؟
المصدر | المونيتور/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران الولايات المتحدة تبادل السجناء البرنامج النووي الإيراني الولایات المتحدة تبادل السجناء
إقرأ أيضاً:
ترامب: بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة
شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، هجومًا لاذعًا على الرئيس السابق جو بايدن، واصفًا إياه بأنه "أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة".
وخلال خطابه أمام الكونجرس، أكد ترامب أنه ورث من إدارة بايدن كارثة اقتصادية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تعاني من أسوأ موجة تضخم في تاريخها نتيجة سياسات بايدن.
وأضاف ترامب أنه انسحب من منظمة الصحة العالمية، التي وصفها بـ"الفاسدة"، وأوقف العمل بالخطة الخضراء التي كانت تُكلف البلاد تريليونات الدولارات، فضلًا عن إنهاء عمليات الرقابة الحكومية لضمان حرية التعبير.
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، أوضح ترامب أن واشنطن أرسلت مئات المليارات من الدولارات لدعم كييف، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه يسعى إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا.
كما أشار ترامب إلى أنه سيكمل أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، مؤكدًا تحقيق أقل عدد من المهاجرين غير الشرعيين على الإطلاق خلال فترة إدارته.
ولفت إلى أن إدارته أطلقت أوسع حملة لضبط الحدود، مع وعود بخلق فرص عمل غير مسبوقة في تاريخ البلاد.
وتابع قائلًا: "الحلم الأمريكي لا يمكن إيقافه. لقد بدأنا أعظم وأنجح عصر في تاريخ الولايات المتحدة"، مضيفًا أن ما تم إنجازه خلال 43 يومًا فقط يفوق ما حققته إدارات سابقة خلال أربع أو ثماني سنوات، واصفًا الشهر الأول من ولايته بأنه "الأكثر نجاحًا".
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة على وشك العودة إلى مرحلة لم يشهدها العالم من قبل، معلنًا عن اتخاذه إجراءً تاريخيًا لتوسيع إنتاج المعادن الأساسية بشكل كبير.
جدير بالذكر أن خطاب ترامب جاء أمام جلسة مشتركة للكونجرس لعرض رؤيته حول مستقبل الولايات المتحدة والعالم، فيما أشارت وكالة "رويترز" إلى أن ترامب نسب الفضل لنفسه في الإجراءات السريعة المتعلقة بالهجرة والاقتصاد والأمن.