الأسواق العالمية بين صعود اليابان وهبوط موسكو .. مفاوضات تجارية وتذبذب عملات
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
"وكالات": هبطت الأسهم الروسية في بداية تداولات بورصة موسكو اليوم، وفقا لبيانات التداول. وتراجع مؤشر "إم أو اي إكس" بنسبة 0.11% ليصل إلى 77ر2858 نقطة، كما تراجع مؤشر "آر تي إس" بنسبة 0.11% ليصل إلى 43ر1090 نقطة، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء. وتراجع مؤشر "إم أو اي إكس" بنسبة 0.29% ليصل إلى 62ر2853 نقطة، كما تراجع مؤشر "آر تي إس" بنسبة 0.
على صعيد متصل تعافى المؤشر الياباني اليوم من خسائر الجلسة السابقة مدعوما بتراجع الين بعد إشادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالجولة الأولى من مفاوضات تجارية بين طوكيو وواشنطن جرت متابعتها عن كثب. وشهد المؤشر أيضا دفعة صعودية متأخرة بدعم من قطاع التكنولوجيا في الساعة الأخيرة للتداول بعد إعلان شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات تسجيل أرباح في الربع الأول تتجاوز تقديرات المحللين. وارتفع المؤشر المؤشر الياباني 1.35 بالمائة ليغلق عند 34377.60 نقطة اليوم دون أعلى مستوى مسجل في الجلسة بفارق طفيف، وذلك وسط تعافيه من خسائر الأربعاء التي بلغت واحدا بالمائة. وتقدم أيضا المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.29 بالمائة.
واجتمع كبير المفاوضين اليابانيين وزير الاقتصاد ريوسي أكازاوا مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري جاميسون جرير الأربعاء، وشارك الرئيس ترامب كذلك بشكل مفاجئ. وفي حديثه مع الصحفيين بعد المناقشات التي أشاد بها ترامب على منصات التواصل الاجتماعي باعتبارها "تقدما كبيرا"، قال أكازاوا إن واشنطن تريد التوصل إلى اتفاق مع طوكيو باعتباره "أولوية قصوى". وكشف أيضا أن العملات لم تكن ضمن الاعتبارات في الجولة الأولى من المفاوضات، وهو ما أدى إلى انتعاش سعر صرف الدولار مقابل الين بعد انخفاضه في وقت سابق إلى أدنى مستوياته منذ سبتمبر أيلول.
ويمنح تراجع الين بشكل عام دعما للأسهم اليابانية، لأنه يزيد من قيمة الإيرادات الخارجية للمصدرين. وفي الشهر الماضي، اتهم ترامب طوكيو باتباع سياسة تهدف إلى خفض قيمة الين، مما يمنح اليابان ميزة تجارية غير عادلة. وقفز سهما شركتي مازدا موتور وسوبارو اللتين تعتمدان بشكل كبير على السوق الأمريكية 2.72 بالمائة و1.84 بالمائة على الترتيب. لكن شركة تويوتا، على النقيض، بددت مكاسب متواضعة حققتها في وقت سابق لتغلق دون تغيير. وأُعيد شراء الأسهم التي عانت من موجات بيع الأربعاء، بما في ذلك أسهم قطاع الرقائق التي حصلت على دفعة إضافية من النتائج المالية القوية لشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات. وصعد سهم شركة أدفانتست لتصنيع معدات اختبار الرقائق، والموردة لشركة إنفيديا، 3.5 بالمائة عقب تعثره 6.6 بالمائة في الجلسة السابقة.
وسجل قطاع إنتاج النفط والفحم أفضل أداء بين 33 قطاعا في بورصة طوكيو، وتقدم القطاع 3.6 بالمائة على خلفية ارتفاع أسعار النفط الخام. ومع ذلك، حذر محللو جيفريز من أن الأسهم اليابانية ستواجه صعوبة في تحقيق مزيد من المكاسب وسط حروب ترامب التجارية العالمية، لا سيما مع استهداف تسجيل المؤشر الياباني 35500 نقطة في غضون 12 شهرا. وقال المحللون في تقرير "نتوقع أن تؤدي الرسائل المختلطة إلى تقلبات حادة في الأمد القريب وزيادة حالة الضبابية على المدى المتوسط والطويل". وأضافوا "قد تلحق اضطرابات سلسلة التوريد وتأخيرات الإنفاق الرأسمالي ضررا بالنمو العالمي على المدى القريب، وربما يكون لها تأثير غير متناسب على أرباح اليابان، نظرا لارتفاع رسوم العمليات".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مناورات ترامب تخلط أوراق الأسواق: وول ستريت تحتفل والذهب ينزف والدولار يتنفس مجددًا
يمانيون../
في حلقة جديدة من مسلسل التأثيرات المباشرة لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شهدت الأسواق المالية العالمية يوم الأربعاء تقلبات حادة، كانت كفيلة بإعادة تشكيل مشهد التداول خلال ساعات قليلة، حيث قفزت مؤشرات الأسهم بقوة، وتهاوت أسعار الذهب، بينما التقط الدولار أنفاسه وسط ترقب مشوب بالحذر من المستثمرين.
الحدث المفصلي تمثل في تصريحات مفاجئة لترامب خفف فيها من حدة هجومه المعتاد على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مؤكدًا أنه لا يعتزم إقالته، رغم تكرار انتقاداته السابقة له ووصفه بـ”الخاسر الكبير”. هذه التصريحات اعتبرها مراقبون بمثابة تهدئة للأسواق التي كانت تئن تحت ضغوط الشكوك حول استقلالية السياسة النقدية الأمريكية.
قفزات وول ستريت
مباشرة بعد تصريحات ترامب، حلّق مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 3%، وقفز مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1000 نقطة (2.5%)، بينما قاد مؤشر ناسداك المكاسب بصعود بلغ 4.2%، مدفوعًا بعودة التفاؤل بشأن إمكانية تقليص الرسوم الجمركية المفروضة على الصين.
تقارير إعلامية أمريكية، وعلى رأسها “وول ستريت جورنال”، نقلت عن مصادر مطلعة نية البيت الأبيض خفض معدل الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من 145% إلى ما بين 50% و65%، ما عزز شهية المستثمرين للمخاطرة وأعاد الثقة لأسواق المال.
الذهب يتهاوى
في المقابل، لم يكن الذهب بمنأى عن هذه التحولات. فمع تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين وتراجع القلق بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية، تراجع الذهب بنسبة 3.14% ليصل إلى 3275 دولاراً للأونصة، بعد أن لامس رقماً قياسياً في جلسة الثلاثاء. كما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 3.8% لتسجل 3288 دولاراً.
الدولار يتنفس.. والنفط يخسر
في ظل هذه الأجواء، شهد الدولار الأمريكي انتعاشاً حذراً أمام سلة العملات الرئيسية، مستفيداً من تراجع التوترات حول مصير رئيس الاحتياطي الفيدرالي، ومن التفاؤل بشأن مفاوضات التجارة مع الصين والهند، بحسب تصريحات نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخزانة سكوت بيسينت.
أما النفط، فرغم استمرار العقوبات الأمريكية على إيران، فقد تراجع بنحو 1%، متأثراً بموقف كازاخستان المتحدي بشأن رفع إنتاجها النفطي، وهو ما ضغط على الأسعار وأفقد السوق جزءاً من مكاسبه السابقة. وهبط خام برنت إلى 66.33 دولاراً للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط 62.47 دولاراً.
هشاشة السوق في قبضة ترامب
تجدد هذه التحركات التساؤلات حول مدى هشاشة الأسواق أمام مزاج الرئيس الأمريكي، إذ بات واضحًا أن أي تصريح من ترامب، سواء كان تهدئة أو تصعيدًا، كفيل بإعادة تشكيل اتجاه الأسواق، وهو ما يزيد من حالة التوتر والغموض التي تسيطر على المتعاملين وصناع القرار المالي حول العالم.
ووسط هذه الديناميكية السريعة، يرى مراقبون أن الأسواق لم تعد فقط رهينة الأرقام الاقتصادية أو تقارير الأرباح، بل أصبحت ساحة تتأرجح مع كل إشارة أو تغريدة من البيت الأبيض، في ظل تصاعد القلق من تدخل السياسة في مسار الاقتصاد العالمي.