أطفال «اضطراب طيف التوحد».. أنتم أقوياء
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
إنهم فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض، وهم أيضًا أصحاب الأنامل النقية والحضن الدافئ النابض بجمال الحياة، والممتلئ بكل حب ونقاء.
هم إشراقات للمستقبل الواعد، وشمس الحياة التي لا تغيب، وعطر ينثر شذاه فـي كل مكان، فما أجمل الصباح الذي يبدأ برؤية أطفال رائعين تحدّوا الحياة ليكونوا أقوى من أي شيء آخر، تحدّوا أنفسهم ليصبحوا جزءًا من المجتمع الذي يعيشون فـيه رغم كل ما بهم من تعب ونَصَب.
عندما نبدأ صباحاتنا فـي أماكن تواجدهم، قد يتسرّب إلينا أحيانًا بعض الحزن، لكن عندما نرى أحدهم يعدو إلينا ليأخذنا بين أحضانه لا نتمالك أنفسنا من السعادة، وكأن هذا اللقاء يداوي جُرحًا عميقًا ترسّخ فـي سويداء القلب، وعندما نرى آخر يُقبّلنا مثلما يُقبّل أمه فـي كل صباح نشعر بالسعادة تهزّ أركان أرواحنا.
وعندما يُمسك طفل آخر بطرف ثيابنا نرى فـي عينه بأننا صمّام الأمان الذي لا يستطيع تركه، وآخر يسحب أيدينا ليقول لنا «لا تتخلّوا عنا»، إذن هي تلك الرحلة اليومية التي نعجز عن وصفها، هذه هي رحلتنا التي تبدأ فـيها صباحاتنا فـي العمل مع أطفال «اضطراب طيف التوحد».
هي الصباحات التي نعشق بدايتها كعاملين فـي هذا المجال، حتى لو لم ينطق أحدهم بأسمائنا، إلا أننا بتلقائية متفرّدة نشعر بأنه نطق الاسم كاملًا بقلبه ونادانا بعينه، إنها رحلة «الصبر والتحمّل والقوة» التي لن نتخلى عنها أبدًا كواجب إنساني وعمل ميداني، هؤلاء الأطفال هم دائمًا بحاجة لك ولي ولكافة فئات المجتمع، لذا يجب أن نكون جميعًا أقوياء بما فـيه الكفاية لنظل إلى جانبهم ونُبراسًا مضيئًا فـي حياتهم.
قد يدور فـي ذهنك سؤال: من هم «أطفال اضطراب طيف التوحد»؟ كيف أكتشف ذلك الاضطراب؟ والعديد من الأسئلة التي تقفز إلى ذهنك حول هذه الفئة المهمة من أبناء المجتمع.
يعرف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية «اضطراب طيف التوحد» بأنه عبارة عن اضطراب نمائي عصبي يتميز بقصور فـي التواصل والتفاعل الاجتماعي وأنماط سلوكية مقيّدة ومتكررة. لو تطرّقنا إلى الأعراض التي تظهر على أطفال اضطراب طيف التوحد، سنجد بأنها عديدة، ولكن سوف نُعرّج إلى بعض منها باختصار: أولها هو القصور فـي التفاعل الاجتماعي، حيث تُعتبر مشكلتهم الأساسية والأكثر شيوعًا مقارنة بالمشكلات الأخرى المتعلقة بالجانب اللغوي، وثانيًا المشكلات السلوكية، والقصور فـي التواصل، ولذا يكون التطور اللغوي لدى «أطفال اضطراب طيف التوحد» بطيئًا وقد لا يتطور بتاتًا، وأيضًا هناك السلوكيات النمطية المتكررة مثل استخدام الأصابع أو اليدين، كما يصدر أطفال اضطراب طيف التوحد أصواتًا بسيطة أو يكرّرون الكلام.
أما المشكلات الحسيّة التي تميز الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، فهي تتمثل فـي الإفراط أو النقص فـي الحاسة السمعية أو اللمسية أو البصرية أو التذوق والشم، أيضًا هناك قصور فـي مهارات اللعب لدى طفل اضطراب طيف التوحد، فهو لا يلعب بطريقة تخيلية مثل الأطفال العاديين.
ويُعتبر العلاج الناجح اليوم، المثبت علميًا ومن أنجح العلاجات والمستخدم كذلك فـي المركز الوطني للتوحد، هو «تحليل السلوك التطبيقي لعلاج اضطراب طيف التوحد»، وتُعتبر استراتيجيات التدخل التي اعتمدت مبادئ وأُسس تحليل السلوك التطبيقي هي الأكثر نجاحًا، وتكاد تكون الوحيدة التي أثبتت علميًا فـي علاج اضطراب طيف التوحد.
كما ورد فـي المشروع الوطني لمعايير علاج التوحد، وصُنّفت النتائج والتدخلات والأساليب العلاجية المستندة إلى تحليل السلوك التطبيقي بأنها المثبتة والمؤكدة علميًا لعلاج اضطراب طيف التوحد.
والفكرة العامة حول فعالية تحليل السلوك التطبيقي لعلاج اضطراب طيف التوحد تكمن فـي مساعدة الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد على تحقيق أكبر فائدة لهم من خلال تعليم المهارات المهمة اجتماعيًا، والتي تتضمن مهارات التفاعل الاجتماعي والتواصل فـي الحياة اليومية والمهارات الأكاديمية، بالإضافة إلى خفض السلوكيات غير المرغوب فـيها مثل السلوكيات العدوانية والسلوكيات النمطية المتكررة، وتعليم السلوكيات البديلة المرغوب فـيها، من خلال فهم العلاقة الوظيفـية بين البيئة والسلوك الظاهر القابل للملاحظة والقياس اعتمادًا على الرصد والتسجيل وتحليل البيانات.
ولأهمية هذه الفئة من الأطفال، يحتفل العالم فـي الثاني من أبريل من كل عام باليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد. أخيرًا، نلفت انتباه كل الآباء والأمهات إلى نقطة مهمة: «أنتم تملكون أعظم هدية فـي الحياة، فحافظوا عليها وادفعوها قدمًا لتندمج مع المجتمع بكل قوة، ودائمًا ابحثوا عن العلاج الصحيح لهم، ولا تنساقوا وراء العلاجات الضالة، كونوا دائمًا أقوياء لتهدوا تلك القوة لأبنائكم. أدركوا تمامًا أنكم أعظم الآباء والأمهات».
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
علامات مبكرة تشير إلى إصابة طفلك باضطراب فرط الحركة
الكثير من الناس يجدون أطفالهم لا يتوقفون عن الحركة وأدمغتهم نشطة بشكل مستمر، ولكنهم لا يعرفون طبيعة هذا الأمر وربما بسبب انزعاجهم منه تصدر عنهم أفعال زجر تؤثر بشكل سلبي على الطفل، ولكن كيف لهم أن يعرفوا أن أطفالهم يعانون من اضطراب فرط الحركة.
إن اضطراب فرط الحركة هو أحد اضطرابات النمو العصبية الناتجة عن نقص في كمية الموصلات الكيميائية -الـ«دوبامين»، الـ«نور أدرينالين»- في قشرة الجزء الأمامي «الفص الجبهي» والتي تسهل للخلايا تنفيذ عملها والتواصل بين أطراف الدماغ، ويحدث هذا الأمر في مرحلة الطفولة، ويستمر حتى مرحلة البلوغ ومرحلة الرشد بأشكال وأعراض مختلفة.
وقد تزيد بعض أعراض اضطراب فرط الحركة في شخص على غيره، ولكن هذا لا يعني بالضرورة انعدام الأعراض الأخرى، وقد تتغير نسبة ظهور الأعراض في المراحل العمرية المختلفة، كأن يظهر فرط الحركة والاندفاعية قبل عمر المدرسة وبمجرد دخوله المدرسة يبدأ تشتت الانتباه في الظهور بشكل أوضح، مع التأكيد على أن نسبته لدى الإناث أعلى من الذكور، ولكن بالنسبة لـ فرط الحركة والاندفاعية، فنسبته لدى الذكور أعلى من الإناث.
- صعوبات التعلم، حيث إن هذه الأعراض تزيد من صعوبة الحفاظ على الترتيب، والاستيعاب، والاستجابة للأوامر أو الطلبات، ويُعَد عسر القراءة وعسر الحساب أكثر صعوبات التعلم انتشارًا بين ذوي الاضطراب.
- العناد الشارد أو اضطراب التحدي الاعتراضية، والذي يتصف المصابون به بكثرة الجدال، سرعة الغضب وفقدان الأعصاب، ورفض اتباع القواعد، إلقاء اللوم على الآخرين، وإزعاج الآخرين عمدًا.
- الاكتئاب، والهوس، واضطراب ثنائي القطب، وتتصف هذه الاضطرابات بتغير شديد في المزاج، فقد يستمر الطفل بالبكاء أو القلق لأوقات طويلة قد تستمر لأيام دون أي سبب.
- اضطرابات القلق، يعاني المصابون بهذه الاضطرابات من قلق مفرط تجاه الشؤون العائلية والمدرسية أو حتى المهنية، ويبدأ في الإحساس بالضغط ثم الأرق، وفي الحالات الشديدة قد يتعرض البعض لنوبات ذعر.
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه قد يظهر لدى: «طيف التوحد، متلازمة توريت».
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- عدم الاهتمام بالتفاصيل، والوقوع في الكثير من الأخطاء بسبب الإهمال.
- صعوبة كبيرة في الحفاظ على التركيز والانتباه.
- لا يبدو وكأنه يستمع لمَن يتحدث معه.
- سهولة التشتت بأي مؤثرات خارجية.
- صعوبة في اتباع التعليمات والتوجيهات خاصة المعقد منها أو المتسلسلة.
- صعوبة في الترتيب والتنظيم أو الحفاظ عليهما.
- الثرثرة والتحدث كثيرًا.
- العبث باليدين والقدمين كالتأرجح أثناء الجلوس على الكرسي.
- صعوبة المشاركة في الأنشطة بهدوء.
- الملل بسرعة.
- كُره وتجنُّب المهام التي تتطلب جهدًا عقليًّا وتركيزًا مستمرَّين.
- فقدان الأدوات بسهولة.
- نسيان الأنشطة والمهام اليومية.
- التنقل من نشاط أو مهمة إلى أخرى دون إنجاز أي منهما.
- الصعوبة في البقاء جالسًا لمدة طويلة.
- الركض والتسلق كثيرًا وفي أي مكان «في الأطفال».
اقرأ أيضًا«أستاذ طب نفسي» يوضح أسباب الإصابة بضعف الانتباه وفرط الحركة |فيديو
"عافر" حملة للتوعية باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال بالمنيا
فرط التفكير والعزلة.. أعراض وأسباب الهشاشة النفسية «فيديو»