مع تصاعد التوترات التجارية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، بات الحديث عن "فك الارتباط" بين أكبر اقتصادين في العالم أكثر من مجرد تخمينات سياسية؛ بل أصبح واقعًا يلوح في الأفق، وفق تحليل نشرته شبكة CNN، ويكشف عن أن الانفصال سيكون مكلفًا وفوضويًا لكلا الطرفين وللاقتصاد العالمي بأسره.

فمنذ سنوات، وعلى الرغم من الخلافات السياسية والإيديولوجية، حافظت بكين وواشنطن على علاقة تجارية وثيقة، انطلاقًا من قناعة بأن التعاون أفضل من الصدام.

إلا أن هذه العلاقة وصلت الآن إلى مرحلة حرجة، حيث تراكمت الأضرار الجانبية بالفعل، وتراجع الأمل في أي مفاوضات جدية.

وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـCNN، فإن الصين أعربت عن استعدادها للحوار، لكن فقط إذا توفرت شروط "الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل"، وهو ما لم يتحقق في ظل السياسات التصعيدية التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


وفقًا لتحليلات منظمة التجارة العالمية، قد تنخفض التجارة بين البلدين بنسبة تفوق 80 بالمئة، وهو ما يعادل "فك ارتباط فعلي"، بحسب المديرة العامة للمنظمة نغوزي أوكونجو إيويالا، قبل فرض الرسوم الجمركية، كان من المتوقع أن تنمو التجارة العالمية بنسبة 2.7 بالمئة، أما الآن، فالاتجاه يسير نحو انكماش بنسبة 0.2 بالمئة.

وبات الأثر على الاقتصاد الأمريكي ملموسًا، حيث ارتفعت مبيعات التجزئة نتيجة سعي المستهلكين لتخزين السلع قبل ارتفاع الأسعار، كما منعت شركة بوينغ من تسليم طائراتها إلى الصين، بينما أعلنت شركة إنفيديا الأمريكية عن خسارة متوقعة قدرها 5.5 مليار دولار بسبب وقف مبيعاتها لبكين، أما الصين، فبدأت بالرد بذكاء، حيث فرضت قيودًا على تصدير معادن نادرة تدخل في صناعة الإلكترونيات والسيارات.

ويرى محللون بحسب لـCNN أن ما يجري لا يندرج فقط في إطار الصراع التجاري، بل هو جزء من مواجهة جيوسياسية شاملة، حيث تسعى واشنطن للضغط على حلفائها لخفض تعاملاتهم مع الصين، وربما فرض عقوبات اقتصادية عليهم إن خالفوا التوجه الأمريكي.


ومن جانبها الصين، وبفضل قبضتها الصارمة على اقتصادها، أظهرت استعدادًا لمواجهة هذه الحرب التجارية بمزيج من الواقعية والرد الذكي، حيث قالت الخبيرة الاقتصادية ماري لوفلي من معهد بيترسون، إن بكين لم تعد تتصرف بردود فعل عشوائية كما حدث في 2017، بل طورت أدواتها للرد بطريقة أكثر فاعلية.

وفي حين يُظهر ترامب حماسًا للتصعيد، يبدو أن بكين تريد إرسال رسالة مزدوجة للعالم: "نحن منفتحون للتعاون، لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الضغوط".

وفي النهاية، يبدو أن فك الارتباط بين أمريكا والصين لن يكون طلاقًا وديًا بل أقرب إلى فوضى اقتصادية عالمية، قد تدفع ثمنها أسواق المال، وسلاسل التوريد، والمستهلك العادي في كل مكان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الصين الرسوم الجمركية امريكا الصين الرسوم الجمركية المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

رقم صادم.. إدارة ترامب ضاعفت الاعتقالات المتعلقة بالإرهاب بنسبة 655 بالمئة

نشرت صحيفة "نيويورك بوست" تقريرًا كشفت فيه عن رقم صادم لعدد المعتقلين بتهم الإرهاب في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة إن وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) ألقت القبض على 219 متهما أو مشتبه به بالإرهاب منذ تنصيب ترامب مطلع العام 2025.

ويشكل هذا الرقم ارتفاعا ضخما تصل نسبته إلى 655 بالمئة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي إبان حقبة الرئيس السابق جو بايدن.

وقالت الصحيفة إن من بين المعتقلين البارزين هاربريت سينغ، وهو مواطن هندي  (من السيخ) دخل الولايات المتحدة بشكل غير قانوني عبر الحدود الجنوبية في كانون ثاني/ يناير 2022.


ويُعتبر سينغ أحد المطلوبين البارزين في الهند، واتُهم سابقا بالتخطيط لهجوم بقنبلة يدوية على ضابط شرطة متقاعد في البنجاب، وتقديم تمويل لأطاف "إرهابية".

ويُزعم أن لسينغ صلات بمنظمة "بابار خالصة الدولية"، وهي جماعة "سيخية" مصنفة على لوائح الإرهاب في عدة دول، ومقرها باكستان.

واتهمت تريشيا ماكلولين، مساعدة وزير الأمن الداخلي، إدارة بايدن بالسماح لسينغ بالتجول في الولايات المتحدة لأكثر من ثلاث سنوات بعد إطلاق سراحه من قبل دوريات الحدود في 2022.

وقالت "نيويورك بوست" إن الارتفاع الكبير في أعداد المعتقلين يعود إلى أن سياسة الترحيل التي اتخذتها إدارة ترامب ضد المهاجرين غير الشرعيين، تستهدف المصنفين كمهاجرين "خطيرين"، وبالتالي يسهل ملاحقتهم.

ولم يكشف التقرير أي معلومات أخرى عن بقية المعتقلين الـ218 وخلفياتهم، أو جنسياتهم. إلا أن تقريرا سابقا للبيت الأبيض بعد أيام من تنصيب ترامب، كشف عن اعتقال أشخاص بينهم أردني يشتبه بانتمائه لتنظيم الدولة "داعش".



مقالات مشابهة

  • انخفاض حجم التجارة العالمية بسبب «الرسوم الأميركية»
  • السفيرة الأمريكية: اتفاقية التجارة الحرة مع عُمان "أصل استراتيجي".. وأمريكا ثاني أكبر مستثمر بـ16 مليار دولار
  • تغيّر لهجة ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الصين وسط ضغوط اقتصادية
  • ترامب بشأن الرسوم الجمركية: لن نتعامل بحزم مع الصين
  • تراجع أسعار الذهب عالميا
  • أسعار الذهب تستقر وسط آمال في اتفاق أميركي صيني بشأن التجارة
  • رقم صادم.. إدارة ترامب ضاعفت الاعتقالات بمزاعم الإرهاب بنسبة 655 بالمئة
  • رقم صادم.. إدارة ترامب ضاعفت الاعتقالات المتعلقة بالإرهاب بنسبة 655 بالمئة
  • استقرار أسعار النفط وارتفاع الذهب وسط تغيرات اقتصادية كبرى
  • انكماش غير متوقع لاقتصاد كوريا الجنوبية بالربع الأول