قال فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن “العلماء قد اجتهدوا في تفسير القرآن، وبيان معانيه واستنباط أحكامه، وتوقفوا عند كل لفظة فيه، يستخرجون أسرارها، ولكن هذا المؤتمر يأخذنا إلى أمر أدق من الوقوف عند جزئيات اللفظ الظاهر أو التركيب الباهر، وهي المقاصد العالية لهذا الكتاب الكريم المستفادة من اجتماع جزئياته أو الكامنة في جمله وكلماته”.

وأكد وكيل الأزهر، خلال كلمته التي ألقاها اليوم، الخميس، بمؤتمر «مقاصد القرآن الكريم بين التأصيل والتفعيل» الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة بالإمارات؛ أن العلماء القدامى وقفوا عند مقاصد القرآن، ويجد القارئ فيما كتبوه تباينًا بين وجهات النظر، ففريق منهم يقف بمقاصد القرآن عند أساليبه وأقسامه، وفريق يربط بين مقاصد القرآن ومقاصد الشريعة، وكلا الرأيين بعيد، والأقرب أن تكون مقاصد القرآن هي القضايا الكبرى والموضوعات العامة التي عالجتها آيات القرآن، والأصوب أن تكون المقاصد هي ما وراء هذه الموضوعات من غايات وأهداف نزل القرآن لأجلها.

كيف تدعم من يعاني من ضيق نفسي؟.. الأزهر يكشف الخطواتالبحوث الإسلامية يطلق قافلة توعوية إلى الواحات البحرية ضمن جهود الأزهر في خدمة المجتمعللمرة الثانية على التوالى جامعة الأزهر تناقش رسالة ماجستير لباحثة متوفيةملتقى الجامع الأزهر: الرسول اعتمد في بناء الأمن الداخلي للمدينة على مبادئ قرآنية

وأضاف فضيلته، أنَّ القرآن الكريم يدعو إلى كثير من الغايات والمقاصد التي تشتد حاجة البشرية إليها، في ظل عالم يموج بالتدافع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتكنولوجي، واختصار هذه الغايات قد لا يتفق مع ما في القرآن من عطاء، مصرحا: "لو كان لي كلمة في تأصيل المقاصد القرآنية فسأردها إلى مقصد واحد رئيس، يمكن أن تتفرع عنه مقاصد كثيرة، ذلكم المقصد الرئيس هو تحقيق العبودية لرب البرية، ولأن العبودية ليست ركعات تؤدى في المساجد بالأبدان فحسب، ولأن العبودية ليست دراهم تطرح بين أيدي المحتاجين فقط، ولأن العبودية ليست طوافا بالبيت العتيق ولا وقوفا بعرفة، ولأن معرفة الله من العبودية، ولأن تزكية النفس من العبودية، ولأن تطهير المال من العبودية، ولأن إصلاح الفكر والعقل من العبودية، ولأن إصلاح القلب والمشاعر والأحاسيس من العبودية، ولأن توجيه العلاقات بين الناس أفرادا وشعوبا من العبودية، ولأن حسن سياسة أمور الناس من حكامهم وملوكهم وأمرائهم من العبودية، ولأن الحرب والسلام من العبودية، ولأن العبودية تخاطب بها الأفراد والمجتمعات والشعوب، وتزكية النفس من العبودية، وتعارف المجتمعات من العبودية، وتقرير كرامة الإنسان من العبودية، لأجل كل هذا وغيره كان تحقيق العبودية لرب البرية المقصد الرئيس من مقاصد القرآن، وكل هذا ينادي به القرآن، وخاصة أننا في زمان غريب ينادي بالتفلت من العبودية مطلقا إما بالإلحاد الصارخ، أو جزئيا بتشويه العبودية وتزيين الشهوات وتهوين معاصٍ.

وأوضح وكيل الأزهر: “إننا إذ نؤمن بأن القرآن هو الرسالة الإلهية الأخيرة للبشرية؛ فمن الواجب أن نفهم أن هذا الكتاب المعجز قد وضع الحلول الناجعة لمشكلات الواقع، ووصف الأدوية الشافية لأدواء النفوس والعقول، وأن تواتر القرآن ليذكرنا بأننا أمة لها تاريخ، ولها هوية راسخة كالجبل الأشم، وأن آياته لتذكرنا بالأخلاق التي يجب أن تكون عليها، وإن أوامره لتذكرنا بأننا أمة العلم والعمل، وإذا كان الواقع يشهد تشويها لكل جميل، ظهرت آثاره عجمة في اللسان، وانحرافا في السلوك، وقتلا لأصحاب الحق في فلسطين الأبية من عصابة مجرمة أثمة يأبى التاريخ أن يقبلها، ونسأل الله أن يأذن بالفرج، وأن يقر أعيننا بنصرة إخوتنا في غزة، وإنه لقريب إن شاء الله”.

واختتم وكيل الأزهر كلمته، أنه في ظل هذه الأجواء المشحونة بالآلام يأتي القرآن الكريم كتابًا للقيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية، ومنبعا للآداب والكمالات، وفيضا للجمال والحسن والبهاء، وشارحًا لأسباب العز والنصر والسيادة؛ فعسى أن يفتح لنا هذا المؤتمر أبوابًا من التعلق بكتاب الله؛ ليكون فينا كما أراد الله حبلا متينًا تعتصم به الأمة من الفرقة والشتات، وصراطًا مستقيمًا لا تعوج فيه الخطوات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وكيل الأزهر الشريف القرآن دعم أهل غزة المزيد القرآن الکریم مقاصد القرآن وکیل الأزهر من العبودیة

إقرأ أيضاً:

تخريج الدّفعة الأولى من طلّاب سنة الامتياز بكلية العلوم الصحية في جامعة حمص

حمص-سانا

تم اليوم في جامعة حمص تخريج الدّفعة الأولى من طلّاب سنة الامتياز بكلية العلوم الصحية اختصاص العلاج الفيزيائي، ضمن حفل تكريم أقيم في قاعة السيمنار بكلية الصيدلة.

وتُعدُّ سنة الامتياز لطلّاب كليّة العلوم الصحيّة بجامعة حمص الأولى من نوعها في الجامعات السورية، حيث بدأت في نيسان العام الماضي بتدريب دفعة من خريجي كلية العلوم الصحية لمدة عام في مجال العلاج الفيزيائي.

وفي تصريح لمراسلة سانا بيّن عميد كلية العلوم الصحيّة بجامعة حمص الدّكتور حازم دهمان، أن سنة الامتياز تعتبر فرصة مهمة لتعميق مهارات الطلاب السريريّة والنّظرية، وتزويدهم بجميع المهارات اللازمة للبدء بعملهم على أرض الواقع، حيث يتم خلالها تأهيل خريجين على مستوى عال من الخبرة، وقادرين على رفد سوق العمل.

بدوره أشار نائب عميد كلية العلوم الصحيّة بجامعة حمص ومدير برنامج تأهيل الخريجين الدّكتور صلاح غازي، إلى أنه تمّ قبول 25 طالباً ضمن الدفعة الأولى بناء على معايير وامتحانات نظرية وعمليّة، حيث تم اختيار الأكثر كفاءة من ناحية الخبرة العلميّة والمعدّلات الجامعيٌة.

وأضاف: إن الدفعة الثانية من طلاب سنة الامتياز بكلية العلوم الصحية انطلقت مؤخراً في مجالي العلاج الفيزيائي وقسم التغذية أيضا، مما يضمن تدريب عدد جيد من الخريجين.

بدورها أشارت الخرّيجة لين عبد الله إلى أن سنة الامتياز مكنتها من استخدام مهارات متطورة في مجالات العلاج الفيزيائي، وكيفية التعامل مع المريض، وكسر نمطية العلاج المعتادة.

تابعوا أخبار سانا على

مقالات مشابهة

  • تكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم بمدرسة جعلان الخاصة
  • بدء التقييم السنوي لمسابقة القرآن الكريم في الظاهرة
  • وكيل الأوقاف للمساجد يشارك في مؤتمر الإسلام بآسيا الوسطى وكازاخستان
  • الفضالي يكرم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم بجمعية الشبان العالمية بمطروح
  • البحوث الإسلامية ينظم الأسبوع الدعوي السابع بجامعة الإسكندرية السبت المقبل
  • انطلاق الامتحانات.. مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية يلتقي وزير التعليم العالي
  • الدكتور ربيع الغفير يحذر من الناقل للكذب: يُسمى في القرآن صاحب الإفك
  • أستاذ بجامعة الأزهر: قول مليش دعوة أخطر ما يصيب المجتمعات
  • المفتي يحذر من تداول نسخة من القرآن الكريم
  • تخريج الدّفعة الأولى من طلّاب سنة الامتياز بكلية العلوم الصحية في جامعة حمص