منعت الصين مشغلي إنتاج الأغذية من شراء أو استخدام المأكولات البحرية من اليابان وذلك بعد يوم من تعليق جميع واردات المنتجات البحرية من الدولة المجاورة.

وتم الإعلان عن الإجراء الجديد ردًا على قيام اليابان بتصريف المياه المعالجة في المحيط الهادئ من محطة فوكوشيما رقم 1 للطاقة النووية المنكوبة بالكارثة، والذي بدأ بعد ظهر الخميس.

قرار اليابان جاء ضمن خطة أثارت جدلًا وانتقادات واسعة، إذ أبدت مجموعات نقابية خاصة بالصيادين اليابانيين مخاوفها من إضرار القرار بسمعة منتجاتها، في حين أبدت كل من الصين وكوريا الجنوبية مخاوفهما من تأثير القرار على الكائنات الحية التي تعيش بالقرب من سواحلهما.

السلطات الصينية قالت إن قرارها بحظر الاستيراد من اليابان فوري ويطال كافة الواردات من ”المنتجات البحرية“ بما فيها المأكولات البحرية. وأضافت أنها ”ستعدل الإجراءات المتصلة بصورة ديناميكية وبالشكل الأنسب من أجل تجنب مخاطر المياه الملوثة نوويًا التي بدأ تصريفها، على الصحة وسلامة الغذاء في بلادنا“.

قررت الصين وقف استيراد المنتجات السمكية من جميع محافظات اليابان الـ 47، مما أدى إلى توسيع نطاق الحظر الذي فرضته على المنتجات من 10 محافظات، بما في ذلك ميياغي وفوكوشيما.

وقالت السلطات إن الحظر الموسع هو إجراء مقبول بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية، مؤكدة أن الصين تشعر بقلق بالغ إزاء خطر التلوث الإشعاعي للمنتجات الغذائية اليابانية.

وتصف الصين، التي عارضت مرارًا وتكرارًا خطة إطلاق المياه، المياه من محطة شمال شرق اليابان، والتي تمت معالجتها من خلال معدات لإزالة معظم المواد المشعة، بأنها ”مياه ملوثة نوويًا“.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مياه ملوثة نوويا اليابان الصين المأكولات البحرية حظر الاستيراد

إقرأ أيضاً:

فوكوزاوا يوكيتشي.. رائدُ الحداثة اليابانية

 

 

 

أحمد الرحبي

 

شكَّل العصر الحديث بمفهومه الحضاري والعلمي وبما حققه من نقله في المجتمعات في العالم من النشاط الزراعي إلى النشاط الصناعي والمعتمد على العلم، وما شكَّله بعد ذلك من انقطاع ما بين هذا العصر والعصور السابقة في فهم الحياة وكُنه مفاهيمها وأسرارها والتصدي للأسئلة وصياغة الاستنتاجات حول المسائل الجدلية للحياة، فهمًا وكُنهًا نابعًا من منطلق العلم وخاصة العلم التجريبي، لا الخرافة.

هذا الأمر وسَّع مدارك الإنسان في العصر الحديث، مُعزِّزًا ثقته بالمنهج العلمي، الذي أتاح له فك مغاليق الطبيعة وأسرارها، مما قاده إلى تحقيق فتوحاته العلمية وتسجيل براءة اختراعاته واكتشافاته التي سهلت حياة الملايين في العالم، وحققت رفاهة العيش لإنسان العصر الحديث، لقد شكل العصر الحديث بالنقلة العلمية والحضارية التي استطاع أن يحققها العالم الغربي بالمفهوم العلمي المجرد، تحديا لبعض الشعوب في العالم، ومن ضمنهم العرب.

وكان للعرب رائدهم الذي حاول في بدايات ما سمي بالنهضة العربية، المُجهضة في القرن التاسع عشر، التعرف على هذا الغرب وسط الفورة الحضارية والعلمية التي يقودها، وفهم حياته وسبر مفاهيم الحياة وطرق العيش والإنجاز والعطاء فيها، مثل المهمة التي أنجزها رفاعة الطهطاوي، وهو الأزهري المُغرق في مفاهيمه التقليدية، لكن أُتيحت له فرصة الذهاب إلى فرنسا والعيش والانغماس في المجتمع الباريسي، مُسجلًا بذكاء ملاحظاته التي لا تخلو من إعجاب بهذا المجتمع في طرق عيشه وأسلوب الحياة المنفتح، وهي ما عُدت- هذه الانطباعات التي سجلها الطهطاوي- في حينه تجاوزًا للصدمة الحضارية التي عاشها المشرق العربي، على وقع المدافع الفرنسية التي دكَّت مدينة القاهرة وثلمت أنف أبو الهول، ضمن النتائج الجانبية، أثناء غزو نابليون بونابرت لمصر الذي جاء بقضه وقضيضه من جنود وعلماء؛ جنود يحاولون أن يُخضِعوا الحياة المصرية، وعلماء يدرسون كل تفاصيل هذه الحياة.

ومثل ما كان للعرب رائدهم، فإن للشعوب والأمم الأخرى روادها أيضًا، وحتى صدماتها من الحداثة، لكن ربما الفرق بينهم وبين العرب، أن بعض هذه الشعوب والأمم، تجاوزت المنعطف الصعب للصدمة الحضارية، إلى النجاح في اعتناق المفهوم العلمي والحضاري، الذي جعلهم ينخرطون في ركب الحداثة، ويحققون مساهمات وإضافات علمية، بعكس العرب الذين توقف بهم الحال بعد فشل نهضتهم العلمية وعدم تجاوزهم للصدمة الحضارية، مما جعلهم مجرد مستهلكين بدون إضافة يقدمونها.

ويعد فوكوزاوا يوكيتشي المُعلِّم الياباني الذي دعا الى المعرفة المستمدة من الحضارة الغربية خلال عهد ميجي (1868- 1912) والمؤسس لمدرسة كايو جيجوكو (جامعة كايو الآن)، من ضمن هؤلاء الروَّاد الأفذاذ، الذين أفادوا شعوبهم وأثروها بالعلم والمعرفة المعاصرين، والذي يمكن القول عن سيرته إنها ترجمة لتجربة التحديث اليابانية ونجاحها على الرغم من المعوقات التي واجهتها. لقد قام فوكوزاوا يوكيتشي، وفي فترة كان اليابانيون خلالها يجهلون العالم تقريبًا مثلما يجهلهم العالم بتعليمهم أولًا الوضع العام للعالم، ثم أدى دور رائدهم الأكثر بروزا في دراسة الفنون والعلوم الغربية وبدأ في تعليمهم الخطوط العامة لتاريخ العالم وجغرافيته والمبادي الأولية للفيزياء والكيمياء وعلم الفلك وأساليب مسك الدفاتر وعلم التكتيك العسكري في الحروب الميدانية وحصار القلاع وصنع بندقيات المشاة واستخدامها وقد جمعت كتاباته في سبعة عشر مجلدا من القطع الصغير، تعكس تنوع المجالات التي تناولها واتساع نطاقها وتملكه لناصيتها.

ويعبر هذا الرائد العظيم عن فخره، في مذكراته، بما تقوم به اليابان من سعي حثيث لمعانقة حداثة العصر، والثمار التي جنتها في مجال النقل البحري، على سبيل المثال، والذي كان في ذلك الوقت يقوم اعتماده على الطاقة البخارية، يقول فوكوزاوا يوكيتشي: "فيما أتأمل كل شعوب الشرق الأخرى، على نحو ما هي عليه اليوم، يساورني الشعور بالاقتناع بأنه ليست هناك أمة أخرى لديها المقدرة أو الشجاعة على الإبحار بسفينة بخارية عبر المحيط الهادئ بعد فترة خمس سنوات من الخبرة في الإبحار والهندسة. ولا يقتصر على الشرق بروز هذا الإنجاز كعمل لم يسبق له مثيل من أعمال المهارة والجرأة".

وحتى إمبراطور روسيا بطرس الأكبر، الذي مضى إلى هولندا لدراسة الملاحة، لم يستطع بكل إنجازاته أن يصل إلى ما يعادل هذا الإنجاز الذي حققه اليابانيون في هذه المغامرة الكبرى.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • إجلاء قسري أم تهديد نووي.. لغز إشعاع قرية الدولاب في بابل مستمر (صور)
  • ارتفاع مؤشرات الأسهم اليابانية
  • خبراء: "الدورتان السنويتان" ملتقى صنع القرار لصياغة مستقبل الصين
  • خبراء: "الدورتان السنويتان" في الصين نقطة الارتكاز وملتقى صنع القرار لصياغة المستقبل المزدهر
  • ترامب يواجه الصين: منشآت لمعالجة المعادن داخل القواعد العسكرية الأمريكية
  • النمسا تحظر استخدام الهواتف في المدارس
  • سوق الجملة للأسماك في الأشخرة.. نقلة نوعية في تسويق المنتجات البحرية
  • روسيا تحظر تيليجرام في داغستان والشيشان لمواجهة تهديدات أمنية
  • فوكوزاوا يوكيتشي.. رائدُ الحداثة اليابانية
  • بعد دعوته للتفاوض على اتفاق نووي.. خامنئي يردّ على ترامب