جنود العدو يصرخون: أوقفوا الحرب… وصمت العرب فضيحة تتجدّد
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
يمانيون../
بينما يغرق العرب والمسلمون في صمتٍ مريب لا يخلو من التواطؤ، تتزايد داخل جيش العدو الصهيوني الأصوات المطالِبة بوقف العدوان على غزة، وكأن هذا الجيش المتورط في أبشع المجازر خلال عامٍ ونصف، بدأ يتعب من سفك الدماء وتهديم الحجر والبشر.
يوماً بعد يوم، تتوالى العرائض التي يوقّعها آلاف الجنود من وحدات عسكرية وأمنية مختلفة تطالب بوقف الحرب، ليس بدافع إنساني ولا توبة من إثم، بل لأنهم لم يعودوا يجدون ما يُقتل أو ما يُدمَّر.
هذه العرائض لا تدل على صحوة ضمير، فالكيان الصهيوني لا يعرف الرحمة. بل هي تعبير عن تآكل داخلي ينخر جيشاً وُصِف بأكثر الجيوش إرهاباً في تاريخ البشرية، جيش اغتصب وقتل ودمّر، وها هو اليوم يعاني من التشظي والإنهاك وغياب الهدف.
أما في كواليس السياسة داخل الكيان، فقد تحولت غزة إلى ورقة للمزايدة بين المتنافسين على السلطة، بعضهم يطالب بالمزيد من القتل والدمار، وبعضهم يئن من سُكر الدم ويقول: كفى. وفي كل الأحوال، غزة تدفع الثمن، وأمّتنا تتفرج.
لكن الصمت العربي ـ الإسلامي هو القصة الأشد مرارة في هذه الحكاية. صمت الأنظمة، وخذلان الشعوب، وغياب النخب، كلها تشكّل مشهدًا مظلمًا تتكرّر فيه الخيانة بأشكال متعددة، من التطبيع إلى التبرير، ومن التخاذل إلى التواطؤ المفضوح.
هل رفعت النخب في مصر أو السعودية أو الجزائر عرائض تطالب بوقف المجازر؟ هل خرج الملايين يهتفون للدم الفلسطيني؟ الجواب واضح: نحن أمة استُبيحت، لا لعجزٍ في السلاح، بل لعجزٍ في الضمير.
الخذلان الذي يتكرّر منذ أكثر من سبعين عامًا، لم يعد مجرد تخلف عن نصرة مظلوم، بل صار اعترافًا جماعيًا بالهزيمة الروحية والحضارية. لقد خذلنا أنفسنا قبل أن نخذل فلسطين.
ومع كل هذا الظلام، يبقى الموقف اليمني ـ رغم الحصار والحرب ـ شعلة في هذا الليل المدلهم. مواقف اليمنيين كشفت حجم التخاذل العربي، وأثبتت أن الوقوف مع فلسطين لا يحتاج إلى ثروات ولا إلى جيوش جرّارة، بل إلى شرف، وإيمان، وإرادة.
إننا أمة مستباحة، ليس لأن العدو أقوى، بل لأننا اخترنا الصمت في زمن الدم. اخترنا الفرجة في زمن المجازر. ومع ذلك، لا تزال غزة تقاتل، ولا يزال اليمني يصرخ: “نحن هنا، ولن نخون”.
الثورة / عباس السيد
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ريتشارد غير يُناشد العالم بقصيدة لمحمود درويش: أوقفوا إطلاق النار في غزة
أعرب الممثل الأميركي "ريتشارد غير" عن دعمه للشعب الفلسطيني من خلال مشاركته الصوتية في أداء قصيدة "فكّر بغيرك" للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وذلك ضمن حملة أطلقتها مجموعة "فنانون من أجل وقف إطلاق النار" عبر منصة إنستغرام.
وظهر "غير" وهو يلقي القصيدة، مستحضرا لقاء جمعه بدرويش قبل أعوام طويلة. وقد لاقت المبادرة تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وُصف الممثل الأميركي بأنه "صوت ضمير إنساني" و"مدافع بارز عن حقوق الإنسان"، خصوصًا في ظل دعوته الواضحة لوقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء معاناة المدنيين.
View this post on InstagramA post shared by @artists4ceasefire
وبوسم "وقف إطلاق النار الدائم الآن" نشرت مجموعة "فنانون من أجل وقف إطلاق النار" الفيديو مع رسالة جاء فيها: "نُكرّم اليوم جميع من يسعون لإنهاء المعاناة والظلم في فلسطين وفي جميع أنحاء العالم، وندعو أولئك الذين لم يرفعوا أصواتهم بعد للانضمام إلى هذه القضية الإنسانية. في هذا السياق، نشارككم قصيدة "فكّر بغيرك" للشاعر محمود درويش، بصوت الممثل وناشط حقوق الإنسان ريتشارد غير، أحد أعضاء مجموعة (فنانون من أجل وقف إطلاق النار)".
إعلانوأضافت "فنانون من أجل وقف إطلاق النار" أنه في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المدنيون في غزة ندعو إلى ضرورة وضع المحبة والتعاطف في صميم جهودنا الجماعية لحماية إنسانيتنا. نحن نلتزم بالعمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، وإنهاء الحصار على المساعدات الإنسانية التي تسهم في إنقاذ الأرواح.
وتقول قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش: و"أنت تعدّ فطورك، فكّر بغيرك"
(لا تنسَ قوت الحمام)
وأَنت تخوض حروبك، فكّر بغيرك
(لا تنسَ من يطلبون السلام)
وأنت تعود إلى البيت، بيتك، فكّر بغيرك
(لا تنسَ شعب الخيام)
وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكّر بغيرك
(من فقدوا حقّهم بالكلام)
وأنت تفكّر بالآخرين البعيدين، فكّر بنفسك
(قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلام)"
ولا يخفي النجم الأميركي، البالغ من العمر 75 عاما، تأييده لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي تصريحات سابقة له اعتبر أن الوضع في الأراضي الفلسطينية يعد مستحيلا ولابد إنهاء الاحتلال.
ففي عام 2017 انتقد "غير" المستوطنات التي يقيمها الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية، واعتبر أنها تمثل شيئا استفزازيا منافيا للعقل.
وفي عام 2021 كان من بين مجموعة من المشاهير الموقعين على رسالة ترفض تصنيف مجموعات فلسطينية تعمل في مجال حقوق الإنسان كمنظمات إرهابية، ومن بين الموقعين على الرسالة كل من سوينتون وسوزان ساراندون، والمخرج كين لوتش.
وقال في تصريحات له وقتها إن للشعب الفلسطيني مكانة في قلبه، بسبب محنته في ظل الاحتلال الإسرائيلي، كما تحدث عن أمل الفلسطينيين وقدرتهم على الصمود.
وكان مكتب وكالة "الأونروا" في الولايات المتحدة قد أعاد نشر تصريحات الفنان الأميركي الداعمة لفلسطين عبر منصة "تويتر"، في وقت تعاني فيه الوكالة من ضغوط مالية متزايدة، وسط محاولات ممنهجة من جانب الاحتلال لتعطيل تمويلها والحد من قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للاجئين، بالإضافة إلى استهداف منشآتها التعليمية في قطاع غزة بالقصف المباشر.
“I have a special place in my heart for Palestinians, and what you’re going through right now is unimaginable.” – Richard Gere speaks about the hope + resilience of Palestinians and the importance of @UNRWA in supporting their well being at the #Gaza5K pic.twitter.com/nFpdq7ul2P
— UNRWA USA (@unrwausa) June 12, 2021
إعلانوزار الممثل الأميركي مدينة رام الله الفلسطينية عام 2003 وحرص على زيارة عدد من الفنانين والمثقفين الفلسطينيين في إطار جولة قام بها للتقريب بين الشعوب، خاصة أنه من نجوم هوليود الحريصين على المشاركة في العمل السياسي التطوعي.