تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في حياة كل إنسان لحظة فارقة، لحظة يجد نفسه فيها واقفًا أمام مرآة الحقيقة، يرى ذاته كما لم يرها من قبل. يرى ضعفه، خوفه، وربما خيانته. لكن الأهم من ذلك، يرى احتمالية "القيامة"، أي النهوض مجددًا بعد السقوط. قصة بطرس ويهوذا في الأيام الأخيرة من حياة السيد المسيح، ليست مجرد أحداث تاريخية نرويها كل عام في ذكرى القيامة، بل هي مرآة عاكسة لما نعيشه نحن، كل يوم.


كلاهما، بطرس ويهوذا، كانا قريبين من يسوع، شاهدا معجزاته، سمعا كلماته، ولمسا حنانه وقبوله. رأوه يشفي الأبرص، ويفتح أعين العميان، ويقيم الموتى. شاركاه الطريق، والخدمة، والمائدة. لم يروا منه إلا محبة خالصة وتضحية نقية. ورغم هذا كله، في لحظة الحسم، خانه أحدهما، وأنكره الآخر. في سؤال مباشر: لماذا فعلتما ذلك؟ هل أساء إليكما؟ هل كذب أو خدع؟ كلا، بل أحب وأعطى حتى النهاية.
لكن الفارق بين الرجلين لم يكن في حجم الخطأ، بل في طريقة مواجهته. يهوذا، حين شعر بثقل ذنبه، ذهب وشنق نفسه، لم يصبر ليشهد القيامة، لم يؤمن بأن هناك فرصة للنهوض بعد السقوط. أما بطرس، فرغم ألمه وبكائه المرّ، عاد. قام من سقطته، ادرك ان ما يحدث أمامه هو فرصة للتوبة فغفر له المسيح، وأصبح أحد أعمدة الكنيسة الأولى. لأن القيامة، كما نؤمن بها، ليست مجرد حدث وقع وانتهى، بل هي حالة مستمرة من التجدد الداخلي.
القيامة ليست قصة نرويها، بل حياة نعيشها. كل موقف نتعرض فيه للضعف، للخيانة، للإنكار، هو دعوة لقيامة جديدة. ربما نخطئ، نضعف، نخذل من نحب، وربما نخون مبادئنا. لكن كل ذلك لا يعني النهاية، ما دامت هناك فرصة للرجوع، للتوبة، وللبداية من جديد.
عندما نمر بأزمة، ضيق، أو خطأ نرتكبه عن وعي أو عن جهل، فطريقة خروجنا من هذه اللحظة هي القيامة بمفهومها لدينا. هي ولادة جديدة من الألم. لقد قام المسيح، وهذه القيامة تُعاش اليوم في قلوبنا، عندما نرفض الموت الروحي، ونختار الحياة.
الفارق الكبير هو أن بطرس قبل الغفران وأكمل المسيرة، بينما يهوذا استسلم لليأس. وهنا السؤال الحقيقي الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: أي الطريقين نسلك عندما نسقط؟ هل نستسلم ونشنق أنفسنا باليأس؟ أم ننهض ونبدأ من جديد بقوة القيامة؟
لذلك، لا تجعل من عيد القيامة مجرد طقس موسمي. اجعل منه أسلوب حياة. عش القيامة يوميًا، وكن شاهداً على قوة الله القادرة أن تخرج الحياة من القبر. فكما تحوّل الصليب إلى رمز خلاص، يمكن لسقوطك أن يتحول إلى بداية جديدة، شرط ألا تهرب من المواجهة، وألا تفقد الإيمان في فرصة الغفران.
في النهاية، دعنا نتعلم من بطرس، لا من يهوذا. فالأول سقط، لكنه قام. والثاني سقط، لكنه قرر أن يبقى في القاع. والخيار دائمًا بأيدينا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القيامة السيد المسيح بطرس يهوذا هناء ثروت

إقرأ أيضاً:

هايدي هشام تكتب: مسلسل "لام شمسية "أثبت أنه صوت من لا صوت له

نري دائمًا أن الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على ظاهرة بعينها بكافة تفاصيلها تتعرض لبعض الإنتقادات اللاذعة ويبدأ الجميع يقول إن هذا ليس موجودًا بالواقع وأنه لمجرد احتلال التريند.

 

لكن بالواقع يوجد العديد من تلك الظواهر التي تناقشها الأعمال الفنية، وهذا ما حدث تحديدًا مع مسلسل "لام شمسية" عندما طرحت فكرته بدأ الجمهور يتسأل هل يوجد هذا بالفعل في الواقع؟ هل يوجد شخص ما يمكن أن يفعل ذلك؟ وكل تلك الأسئلة وأيضًا قد تعرض للعديد من الإنتقادات لجرأة فكرته.

مسلسل لام شمسية 

والحقيقة أنه بسبب المسلسل هذا جعل حالة من الشجاعة عند جميع من تعرضوا لظاهرة الإعتداء أن يتحدثوا ويأخذوا حقهم من جميع من فعلوا بهم هذا، وهذا ما رأيناه في الساعات القليلة الماضية عبر مواقع التواصل الإجتماعي أن بسبب مسلسل "لام شمسية" خلق حالة من الشجاعة لطفل مدرسة البحيرة الذي تعرض للإعتداء لأكثر من عام من أحد العاملين بالمدرسة وجعله يتحدث ويحاول أن يشرح كل ما بداخله لكي يزيل الخوف الذي يسكن بداخله من ذلك المُعتدي.

 

وهذا جعل الجمهور يشيد بالمسلسل وفكرته مرة أخرى بعد انتقاد البعض له وبدأوا يحثوا جميع الصناع على عمل أعمال فنية تسلط الضوء على تلك الظواهر المنتشرة في المجتمع لكي يجعل الجميع يطمئن.

 

وتصدر مسلسل "لام شمسية" التريند مرة أخرى في الساعات القليلة الماضية وجعل الجمهور يعلق على المسلسل أنه "أكبر من مجرد عمل درامي" وأيضًا أنه "صوت من لا صوت له".

مقالات مشابهة

  • جودة التعليم تعتمد 683 مدرسة وتستعد لإطلاق مبادرة بداية جديدة 5 مايو
  • مسؤول أممي: الوضع في غزة يشبه أهوال يوم القيامة
  • هايدي هشام تكتب: مسلسل "لام شمسية "أثبت أنه صوت من لا صوت له
  • ترامب في وداع فرانسيس: أريد أن أصبح البابا
  • البرهان: ماضون في المعركة والجيش سينتصر في النهاية
  • البرهان في القاهرة| زيارة مفصلية في ظل أزمة السودان.. فهل تكون بداية لنهايتها؟
  • عاجل:- مجلس الوزراء يقر زيادات جديدة في الأجور والعلاوات والحوافز بداية من يوليو 2025
  • عندما تكون أقصي الطموحات هي إيقاف الحرب !!..
  • وزير الثقافة: مسابقة آدم حنين فرصة حقيقية لإلقاء الضوء على تجارب فنية جديدة تثري الحركة التشكيلية
  • ثروة للتأمين ونادي الزمالك: بداية جديدة تحمي فرسان القلعة البيضاء