الثورة نت:
2025-05-01@07:52:17 GMT

“اشترِ الآن”.. زلزال يهز “وول ستريت”

تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT

“اشترِ الآن”.. زلزال يهز “وول ستريت”

 

الثورة / يحيى الربيعي
في تطور دراماتيكي هز أروقة المال والأعمال، لم يحتج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى مؤتمرات صحفية مطولة أو بيانات اقتصادية معقدة ليهز الأسواق العالمية. كل ما تطلبه الأمر هو ثلاث كلمات مقتضبة، منشورة على منصته “تروث سوشيال”: “اشترِ الآن!!! DJT». هذه التغريدة القصيرة، التي بدت وكأنها نصيحة عابرة من صديق، سرعان ما تحولت إلى زلزال مالي حقيقي.


لم تتوقف ارتدادات زلزال تغريدة “اشترِ الآن!” عند حدود “وول ستريت”، بل امتدت لتلقي بظلالها على الواجهة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية أمام العالم. فكيف يمكن لهذه المهزلة المالية، التي تلفها شبهات التلاعب والاستغلال، أن تنعكس على صورة القوة العظمى التي تستعرض عضلاتها بفجاجة في “الشرق الأوسط” بل والعالم أجمع؟
صفعة قوية على وجه ثور هائج
إن مشهد رئيس أمريكي، يتمتع بنفوذ هائل، يطلق تغريدات مشبوهة تؤدي إلى قفزات جنونية في الأسواق، ثم يتبعها بقرارات سياسية مفاجئة، لا يرسم صورة للدولة الأكثر استقرارًا أو شفافية في العالم. بل يظهر الولايات المتحدة كأنها ساحة لعب بيد شخصية متقلبة، قادرة على تحريك الاقتصاد العالمي بنقرة زر على هاتفها. هذا يثير تساؤلات عميقة لدى الحلفاء والخصوم على حد سواء حول مصداقية السياسة الأمريكية واستقرارها، خاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات اقتصادية مصيرية تؤثر على الجميع.
تخيلوا المشهد: في أي من الصباحات الهادئة في “وول ستريت”، المستثمرون يحتسون قهوتهم ويتصفحون الأخبار الاقتصادية الرتيبة. فجأة، يظهر إشعار على هواتفهم: تغريدة من “الريس تي”. “اشترِ الآن!”. يا لها من نصيحة مفاجئة! هل تحول الرئيس إلى مُنَجِّم اقتصادي؟ أم أن هناك شيئًا أكثر خبثًا يحدث خلف الستار؟
الغريب في الأمر أن هذه النصيحة “العفوية” جاءت قبل ساعات فقط من إعلان مفاجئ بتعليق مؤقت للرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يومًا. هذا التزامن المريب أثار على الفور تساؤلات حول ما إذا كانت مجرد صدفة سعيدة للمحظوظين، أم أنها كانت جزءًا من لعبة أكبر وأكثر قتامة. فهل كانت مجرد صدفة؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك نحو شبهات تلاعب متعمّد؟ سؤال يتردد صداه في أروقة البورصة كما يتردد صدى صفعة قوية على وجه ثور هائج.
الرئيس “تي” بعصا سحرية
الأسواق، التي غالبًا ما تتصرف كقطيع مذعور، استجابت للتغريدة وكأنها أمر إلهي. مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” قفز بنسبة 9%، بينما حلق مؤشر “ناسداك” التقني بنسبة 12%. وحتى الأسواق العالمية، من “نيكاي 225 الياباني” الذي ارتفع بنسبة 9% إلى “فوتسي 100 البريطاني” الذي صعد بنسبة 4% في تعاملات الخميس المبكرة، بدت وكأنها ترقص على أنغام تغريدة واحدة. يا له من تأثير! يبدو أن “الرئيس تي” يمتلك عصا سحرية… أو ربما مجرد حساب على منصة تواصل اجتماعي والكثير من المتابعين الذين يطيعون أوامره كما يطيع الجنّي مصباح علاء الدين.
الأكثر إثارة للدهشة (والشبهات) هو توقيع التغريدة بالأحرف الأولى “DJT»، وهو أمر غير معتاد في منشوراته. لكن هذه الأحرف تحديدًا هي رمز سهم “شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا”، المالكة لمنصة “تروث سوشيال”. تقرير “غارديان” لم يتأخر في الإشارة إلى أن سهم الشركة قفز بنسبة 22% في نفس اليوم. هل كانت مجرد صدفة أخرى؟ أم أنها كانت “رسالة خفية” للمطلعين؟ همسة في أذن المقربين: “اشتروا سهمي، فالأخبار السعيدة قادمة!”.
الكونجرس بسخرية: يبدو أن رائحة الفساد بدأت تزكم الأنوف في واشنطن
الشكوك سرعان ما تحولت إلى عاصفة سياسية. مشرعون ديمقراطيون وخبراء في الأخلاقيات طالبوا بتحقيق رسمي. السيناتوران آدم شيف وروبن جاليجو أرسلا رسالة مشتركة إلى البيت الأبيض تطالب بـ”تحقيق عاجل حول احتمال استخدام معلومات داخلية”. السيناتور كريس مورفي وصف الأمر بأنه “فضيحة تداول داخلي تلوح في الأفق”، بينما وصفت إليزابيث وارن ما حدث بأنه “فساد واضح”. حتى ألكساندريا أوكاسيو كورتيز دعت إلى الكشف عن جميع الأسهم التي اشتراها أعضاء الكونغرس في الـ 24 ساعة الأخيرة، معلقة بسخرية: “سمعت أحاديث مثيرة في الكونغرس. سنكتشف بعض الأمور قريبا. حان الوقت لحظر التداول الداخلي”. يبدو أن رائحة الفساد بدأت تزكم الأنوف في واشنطن.
الرئيس متهم بالتورط في التلاعب بالسوق
لم تقتصر الانتقادات على الخصوم السياسيين. ريتشارد بينتر، المستشار الأخلاقي السابق في إدارة جورج بوش الابن، صرح بوضوح لـ”إن بي آر”: “لا يمكن السماح للرؤساء أو كبار المسؤولين بالتعليق على السوق والتأثير عليها أثناء اتخاذهم قرارات سياسية حاسمة”. وأضاف محذرًا: “لو قام أي شخص من إدارة بوش بنشر منشور مماثل، لتم فصله في اليوم ذاته”. وقال بينتر بصرامة: “هذا السيناريو قد يعرض الرئيس لاتهامات بالتورط في التلاعب بالسوق”. وأوضح أن الحادث قد يؤدي إلى إجراء تحقيقات “حول من كان يعرف ماذا ومتى قبل أن يعلن (ترامب) أنه سيؤجل الرسوم الجمركية على جميع الدول باستثناء الصين”.
ترامب يبرر لاحتواء الأزمة
عندما سُئل مساء الأربعاء عن توقيت التغريدة، أجاب ترامب ببساطة: “كنت أفكر في الأمر خلال الأيام القليلة الماضية”. يا له من تبرير مقنع! يبدو أن قرارات السوق تُتخذ بناءً على “تفكير عابر” للرئيس السابق. أما البيت الأبيض، فقد حاول احتواء الأزمة بوصف قرار تعليق الرسوم بأنه جزء من “إستراتيجية مدروسة مسبقًا”، وأكدت المتحدثة كارولين ليفيت أن ما جرى يندرج تحت مظلة “فن الصفقة”. يا له من فن! فن يحول تغريدة عابرة إلى قفزة هائلة في الأسواق، ويجعل الجميع يتساءل: هل نحن أمام عبقرية اقتصادية أم مجرد فوضى منظمة؟
الحاسة السادسة لدى مارغوري تايلور
وسط هذا الجدل المحتدم، كشفت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين عن قيامها بشراء أسهم في “آبل” و”أمازون” يومي الثالث والرابع من أبريل الحالي، أي بعد إعلان ترامب تعريفاته الجمركية. ارتفاع أسهم الشركتين بنسبة 12% و 15% على التوالي بعد تعليق الرسوم أثار تساؤلات مشروعة حول ما إذا كانت عمليات الشراء تلك قد تزامنت مع “معلومات مسبقة”. يبدو أن “فن الصفقة” قد يكون معديًا، وأن بعض أعضاء الكونغرس لديهم حاسة سادسة (أو ربما مصدر معلومات خاص جدًا) فيما يتعلق بتحركات السوق المستقبلية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الشرع يحذر من دعوات “قسد” التي تهدد وحدة البلاد وسلامة التراب السوري

آخر تحديث: 28 أبريل 2025 - 11:54 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- حذر الرئيس السوري أحمد الشرع من «فرض واقع تقسيمي» في البلاد، موجهاً حديثه إلى قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي أكد قائدها تمسكها بوحدة سوريا.وقال الشرع في بيان صادر عن الرئاسة السورية، أمس، إن «الاتفاق الأخير شكل خطوة إيجابية نحو التهدئة والانفتاح على حل وطني شامل، غير أن التحركات والتصريحات الصادرة مؤخراً عن قيادة قسد، التي تدعو إلى الفيدرالية وتكرس واقعاً منفصلاً على الأرض، تتعارض بشكل صريح مع مضمون الاتفاق، وتهدد وحدة البلاد وسلامة ترابها». وأكد البيان «رفض أي محاولات لفرض واقع تقسيمي أو إنشاء كيانات منفصلة تحت مسميات الفيدرالية أو الإدارة الذاتية من دون توافق وطني شامل».وعبر الشرع عن «بالغ القلق من الممارسات التي تشير إلى توجهات خطيرة نحو تغيير ديموغرافي في بعض المناطق، بما يهدد النسيج الاجتماعي السوري ويضعف فرص الحل الوطني الشامل»، كما حذر من «تعطيل عمل مؤسسات الدولة السورية في المناطق التي تسيطر عليها قسد، وتقييد وصول المواطنين إلى خدماتها، واحتكار الموارد الوطنية وتسخيرها خارج إطار الدولة، بما يسهم في تعميق الانقسام وتهديد السيادة الوطنية».وأضاف البيان: «لا يمكن لقيادة قسد أن تستأثر بالقرار في منطقة شمال شرقي سوريا، إذ تتعايش مكونات أصيلة كالعرب والكرد والمسيحيين وغيرهم، فمصادرة قرار أي مكون واحتكار تمثيله أمر مرفوض، فلا استقرار ولا مستقبل من دون شراكة حقيقية وتمثيل عادل لجميع الأطراف».وكان الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي وقعا اتفاقاً في 11 مارس، قضى بدمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الأمريكي يتوقع “اتفاقا قريبا” مع الصين بشأن الرسوم الجمركية
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • عن الرئاسي.. شرادة: إصدار مرسوم من جسم حدوده الجغرافية محدودة مجرد “هدرزة ليل”
  • زلزال بقوة 4.8 درجات يضرب ولاية “سوكري” بفنزويلا
  • زلزال بقوة 4.8 درجة يضرب ولاية “سوكري” الفنزويلية
  • كانت معدّة للتهريب.. شاهدوا كميات البنزين الكبيرة التي تم ضبطها في عكار (صورة)
  • مراسلة شبكة “CNN”: اضطرار “ترومان” للقيام بهذا الأمر يؤكد قدرات التوجيه والاستهداف للجيش اليمني
  • ارتفاع الأسواق الأوروبية والآسيوية وتراجع وول ستريت وسط ترقب أرباح الشركات الكبرى
  • عدد الشركات الهندية في “دبي للسلع المتعددة” ينمو بنسبة 7%
  • الشرع يحذر من دعوات “قسد” التي تهدد وحدة البلاد وسلامة التراب السوري