CNN Arabic:
2025-04-25@22:06:52 GMT

تداعيات كورونا طالت الكعب العالي.. كيف تُرجِم ذلك في عالم الموضة؟

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عالم الأزياء المتغيّر باستمرار، تتبدل صيحات الموضة مع تغيّر الفصول.. بيد أنّ تغيّرًا واحد بعينه لفت انتباه الخبراء في الآونة الأخيرة: التراجع التدريجي في شعبية الكعب العالي. 

ففيما كان الكعب العالي مرادفا للأناقة والرقي، بدأ رمز "الأنوثة" يعلن انسحابه بهدوء من الضوء، مفسحًا المجال لموجة جديدة من الخيارات التي تعتمد الراحة.

والسؤال الذي يطرح نفسه يتمثّل بالتالي: هل كانت جائحة كورونا الضرية القاضية التي حسمت زوال الكعب العالي؟ إذ لا شك في أن المسار المتغير لحياتنا لعب دورًا بتراجع الصيحة السائدة.

وقبل أن يتوقف العالم، كانت الكعوب العالية في القمة بالمعنى الحرفي، إذا أنها لا ترفع مكانة المرأة التي تنتعلها فحسب، بل أثارت أيضًا إحساسًا بالأناقة يتجاوز مجرد كونها لباسًا للقدمين بل كانت بمثابة بوابة للثقة والجاذبية ولمسة من السحر الجامح.

من جهتها، قالت الدكتورة كارولين ماير، عالمة النفس المعرفي ومستشارة الأزياء، ومؤلفة كتاب "سيكولوجية الموضة"، لـCNN: "إنّ الكعب العالي يغيّر وضع الجسم فيصبح ممشوقًا ويخلق أسلوبًا مميزًا بالمشي، ويضفي جاذبية ملموسة، ويثير إعجاب الآخرين". 

وتابعت: "يمكن أن يساهم ذلك بتعزيز مشاعر الثقة بالنفس والشعور بالاهتمام والتقدير على اعتبارك أنثوية أو محترفة".

أولويات جديدة لأسلوب حياة جديد اعتبر الكعب العالي بمثابة بوابة للثقة والجاذبية والأناقة الجامحةCredit: Harry Wenger/FPG/Hulton Archive/Getty Images

ومع ذلك، عندما اشتدت الجائحة، ترجّلت الأحذية ذات الكعب العالي عن مكانتها بشكل ملحوظ، إذ انخفضت مبيعاتها بنسبة 65% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من عام 2020، وفقًا لبيانات من شركة أبحاث السوق NPD Group.

أما السبب، فيعزى إلى التحوّل الصارخ بالأولويات الناجم عن طريقة جديدة للعيش، متمثلة بتفضيل الراحة والعملية على جاذبية الكعب العالي.

وأدت الزيادة الكبيرة في العمل عن بعد إلى عدم وضوح الحدود بين ملابس العمل والترفيه؛ وتقلّص عدد الفعاليات الكبرى، وحل محلها صعود الاتجاه الرياضي.

وأوضحت ماير لCNN: "نتيجة للجائحة، أعطى الكثير منا الأولوية للراحة والعملية. وأدى انخفاض فرص الاختلاط وحضور المناسبات الرسمية والاعتماد الواسع النطاق للعمل عن بعد إلى التحول نحو الملابس غير الرسمية".

ويبقى السؤال رغم ذلك. هل تسببت الجائحة بالفعل في مثل هذا التغيير الهائل في شعبية الكعب العالي أم أن هذا التراجع يعد جزءًا من اتجاه أكبر؟

وأوضحت ماير لـCNN: "مع اتجاه المجتمع نحو مُثُل أكثر مساواة، هناك رفض للأنوثة المحددة بشكل صارم التي تربط الكعب العالي كعنصر أساسي للأنوثة".

وأضافت: "يشجعنا هذا التحوّل على احتضان الفردية، ورفض الأحذية التي قد تحد من الحركة والراحة".

وفي تلك الأثناء، تظهر الطليعة الجديدة للأحذية التي تجمع بين الأناقة والراحة من دون التخلي عن أي منهما. وأدى انتشار الأحذية الرياضية والأحذية من دون كعب والأحذية ذات الكعب العريض إلى إعادة تشكيل مشهد خيارات الأحذية النسائية.

تعكس الحداثة الجديدة لم تعد صيحات الموضة تعتمد على الأحذية ذات الكعب العالي للحصول على مظهر أنيق.Credit: Edward Berthelot/Getty Images

وينعكس هذا على ارتفاع شعبية أنماط مختلفة من الأحذية في السنوات الأخيرة.

وفي عام 2023، زادت عمليات البحث عن "أحذية رياضية مكتنزة" و"أحذية باليه سوداء" بنسبة 70% و71% على التوالي، وفقًا لمحللة صناعة الأزياء، مادي لابويرتا.

بعد الجائحة، لم تنتعش الرغبة بالأحذية ذات الكعب العالي بشكل كامل. ورغم العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، وزيادة الاهتمام بالبحث بنسبة 177% مقارنة مع عام 2020، في الربع الثالث من عام 2021 (وفقًا لمنصة تسوق الأزياء العالمية Lyst)، ظلت عمليات البحث عنها بشكل عام أقل بشكل ملحوظ مقارنة مع مستويات ما قبل الجائحة، وبدلاً من ذلك، اتجه الاهتمام نحو الكعب المنخفض المريح والكعب العريض.

وقال متحدث باسم كريستيان لوبوتان لـCNN: "ظلت شعبية الأحذية ذات الكعب العالي كبيرة أثناء فترة الإغلاق وبعدها، وكانت واحدة من أقوى الفئات".

وتابع: "ومع ذلك، فقد أدت الجائحة إلى ظهور اهتمام بمجموعة كبيرة من أنماط الكعب التي تعكس التغيير في نمط الحياة والاتجاهات، بما في ذلك الأحذية ذات الكعب المنخفض والمكتنز".

وفي أماكن أخرى، ترتفع مبيعات الأحذية المسطحة والأحذية الرياضية.

كانت الأحذية المسطحة ذات الأصابع المدببة رائجة خلال عرض أزياء علامة "برادا" لخريف وشتاء 2023-2024 في ميلانو في فبراير/ شباط الماضي.Credit: Victor Virgile/Gamma-Rapho/Getty Images

وكان موضوع الأحذية المسطحة حاضرًا على منصات عروض أزياء خريف وشتاء 2023 أيضاً؛ سادت أحذية الباليه المدببة بين علامتي "برادا" و"بالمان".

وفيما نودع الكعب العالي مؤقتًا، تظل الأسئلة قائمة حول مصيره المستقبلي. هل سيشهد عودة لإثبات مكانته كمثال للجاذبية؟

وأشارت ماير إلى أنه من المرجح أن يظل الكعب العالي خيارًا شائعًا للمناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف".

ضيفة أسبوع الموضة في باريس تنتعل حذاء رياضي لإطلالتها برداء جلد أسود مع جينز أزرق خارج عرض أزياء علامة الأزياء البلجيكية Dries van Noten لخريف وشتاء 2023-2024 في شهر مارس/ آذار الماضي Credit: Daniel Zuchnik/Getty Images

ومع ذلك، أضافت: "شجع التصور المجتمعي المتطور للجمال والأنوثة على قبول أوسع لأنواع الجسم المتنوعة، وإعطاء الأولوية للراحة والعملية، وتعزيز التعبير عن الذات والتفرد، وتحدي المعايير الجنسانية التقليدية".

لا شك أن الجائحة أعادت كتابة قواعد الموضة، إيذانا ببدء عصر تتشابك فيه الراحة مع الأناقة بسلاسة، لكن الوقت وحده سيكشف مصير الكعب العالي. في الوقت الحالي، لم يعد يُنظر إلى هذا الأسلوب باعتباره علامة أساسية للأنوثة.

أزياءفيروس كوروناموضةنشر الجمعة، 25 اغسطس / آب 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أزياء فيروس كورونا موضة

إقرأ أيضاً:

ما تداعيات قرار الجنائية الدولية برفض تعليق مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت؟

رفضت المحكمة الجنائية الدولية أمس الخميس طلبا تقدمت به إسرائيل لتعليق تنفيذ مذكرتي توقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، المطلوبَيْن للعدالة لارتكابهما جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وكانت إسرائيل تقدمت بطلب لتعليق تنفيذ مذكرتي التوقيف الصادرتين ضد نتنياهو وغالانت، على خلفية الطعن في اختصاص المحكمة، إلا أن غرفة الاستئناف بالمحكمة اعتبرت أن هذا الطلب لا جدوى منه، لانتفاء الأساس القانوني لتقديمه، وبالتالي رفضته، وفق بيان نشرته المحكمة على موقعها الإلكتروني.

وقالت المحكمة -في بيان لها- "رفضت غرفة الاستئناف، لانتفاء الجدوى، طلب إسرائيل تعليق تنفيذ مذكرتي التوقيف وأي إجراءات قانونية أخرى اتخذتها المحكمة بناءً على ذلك".

وأضافت أن "غرفة الاستئناف قررت إلغاء القرار المطعون فيه وأعادت القضية إلى الدائرة التمهيدية لإصدار حكم جديد بشأن اعتراض إسرائيل على الاختصاص".

خطوة مهمة

ويُعدّ قرار الرفض خطوة مهمة في مسار القضية، حيث يسلط الضوء على إصرار المحكمة على المضي قدما في الإجراءات القانونية المرتبطة بالقضية رغم الطعون التي رفعتها إسرائيل.

إعلان

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بحق الفلسطينيين في غزة.

واعتبر قانونيان فلسطينيان أنه لا يمكن إلغاء مذكرتي الاعتقال، لأن الجريمة لا تزال مستمرة، والأدلة لم تسقط.

وقال باسل منصور، أستاذ القانون الدولي في جامعة النجاح بنابلس شمالي الضفة الغربية، إن الجنائية الدولية قامت بإجراءاتها لتؤكد على سير إجراءات العدالة الدولية، لكن طلب مذكرة الإحضار لا يمكن إلغاؤه.

وأضاف منصور أن "إلغاء مذكرة الإحضار لنتنياهو وغالانت غير جائز من ناحية قانونية، بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

وأردف  أنه "وفقا للمادة 58 من اتفاقية روما، لا يوجد هناك ما يبرر رفع مذكرة الإحضار كون الجريمة مستمرة والأدلة لم تسقط".

وأشار منصور إلى أنه "لا إمكانية لإسرائيل بتقديم طعون في قرار مذكرات الاعتقال، لأنه ليس لديها مسوغات قانونية ترتكز عليها حتى تتراجع المحكمة".

كما شدد على أن قرار الجنائية برفض طلب إسرائيل يضع على عاتق 123 دولة تنفيذ قرار توقيف أي مطلوب يطأ أراضيها.

واعتبر أن امتناع أو ضعف التنفيذ ليس خللا قانونيا، بقدر ما هو متعلق باعتبارات سياسية، ومحاولة بعض الدول استرضاء إسرائيل.

قضية الاختصاص

بدوره، أوضح الخبير القانوني حسن بريجية، أن القرار الجديد لا يلغي أوامر الاعتقال، إلا أنه يفتح بابا قانونيا أمام الدول الموقعة على نظام روما، للاعتماد عليه كمبرر إجرائي لعدم تنفيذ الأوامر على الأقل حتى صدور قرار جديد بشأن مسألة الاختصاص (في إشارة إلى قرار المحكمة إعادة القضية إلى الدائرة التمهيدية لإصدار حكم جديد بشأن اعتراض إسرائيل على الاختصاص).

وقال بريجية إن "المحكمة ما زالت تعتبر أن الجرائم التي وقعت هي ضمن اختصاصها، والخلاف الآن هو ما إذا كانت الظروف القانونية ما تزال تسمح بممارسة هذا الاختصاص، وفي حال أُعيد تأكيد الاختصاص، قد تُفعّل الأوامر مجددًا بقوة أكبر".

إعلان

وأضاف "لا يمكن إلغاء أوامر الاعتقال، لكنها تبقى معلقة التنفيذ سياسيا في بعض الدول إلى حين صدور قرار نهائي".

ويعتقد بريجية أن قرار المحكمة إعادة قضية الاختصاص إلى الدائرة التمهيدية لإصدار حكم جديد بشأن اعتراض إسرائيل عليها، قد يمثل فرصة لإسرائيل لإعادة الطعن من هذه البوابة، رغم أن المحكمة مسبقًا أقرت في 2021 بأن لها ولاية قضائية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولفت الخبير القانوني، إلى أن الخطوة اللاحقة للمحكمة تكمن في أن المحكمة الابتدائية ستُجري جلسات لإعادة النظر في مسألة الاختصاص، وإسرائيل قد تُشارك بشكل غير رسمي أو عبر أطراف ثالثة لتقديم مذكرات قانونية، لكن إذا أكدت المحكمة اختصاصها، يُتوقع استئناف القرار مجددًا أمام الدائرة الاستئنافية.

كما توقع "تصعيدا سياسيا ودبلوماسيا" من قبل إسرائيل للضغط على الدول الأعضاء بعدم التعاون.

مقالات مشابهة

  • الموضة البطيئة.. كيف تستفيد من الحرب التجارية بين أميركا والصين؟
  • ما تداعيات قرار الجنائية الدولية برفض تعليق مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت؟
  • هند صبري تتألق بإطلالة جريئة وعصرية من الدنيم بأسلوب “جينز مع جينز” – صورة
  • نانسي عجرم تضج أنوثةً بفستان ترتر من توقيع طوني ورد
  • اجتماعات صندوق النقد الدولي تبحث تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي
  • «الحرب الكبرى».. ماذ1 لو تم ضرب إيران؟ «مصطفى بكري» يحذر من تداعيات خطيرة
  • ترامب لنتنياهو: الحرب طالت زيادة على حدها
  • صندوق النقد الدولي يحذّر: الرسوم الجمركية تهدد بتجاوز الدين العالمي لمستويات كورونا
  • طالت أكثر من 26 مواطنا فلسطينيا .. العدو الصهيوني يشن حملة اعتقالات واسعة بالضفة الغربية
  • أخبار التوك شو: وكيل الأوقاف يُفاجئ أحمد موسى ومحافظ جنوب سيناء بهذا الطلب.. وهذه أسباب عدم وجود إصابات بكورونا في سانت كاترين وقت الجائحة