بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موسيقية عن أم كلثوم
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بدأت التحضيرات للمسرحية الموسيقية "أم كلثوم"، التي تتناول محطات من سيرة المطربة المصرية الراحلة، تمهيدًا لانطلاقة عروضها في سبتمبر/ أيلول المُقبل.
والمسرحية من إنتاج وتأليف وأشعار مدحت العدل، ويصفها صنّاعها بـ"أضخم عمل مسرحي يتناول سيرة كوكب الشرق"، وتروي "قصة صعودها من قرية بمحافظة الدقهلية إلى القاهرة، وتحولها إلى أهم مغنية في مصر والعالم العربي، وذات صيت عالمي".
وبحسب العدل، سيتم "استخدام التكنولوجيا الحديثة في المسرحية لجذب الأجيال الجديدة للاستماع إلى أم كلثوم، ولإضافة أجيال جديدة إلى جمهور فنّها الخالد".
والمسرحية من إخراج أﺣﻣد ﻓؤاد، موسيقى وألحان خالد الكمار، وإيهاب عبد الواحد، وتم الإعلان عن إنتاجها في مؤتمر صحفي مطلع مارس/ آذار الماضي، بمناسبة مرور 50 عامًا على وفاة المطربة الملقبة بـ"كوكب الشرق". وحضر المؤتمر ممثلون عن ورثة الفنّانين الراحلين أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، وبليغ حمدي، والشاعر الراحل أحمد رامي.
وسيُعلن قريبًا عن الطاقم التمثيلي للمسرحية، ومن المقرر عرضها على مسرح "المسرح" بمدينة الإنتاج الإعلامي في مصر.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أم كلثوم أم كلثوم مسرح موسيقى أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يكتب: البابا فرنسيس سيرة قلب أحبّ كلَّ البشر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في لحظات نادرة من التاريخ، يمرّ بنا أشخاص لا تنتهي رسالتهم عند حدود الزمان، ولا تنحصر آثارهم في جغرافيا المكان، بل يمتد عطاؤهم ليصبح ضوءًا هاديًا يُضيء عتمات هذا العالم، ويظل حاضرًا في ضمير الإنسانية طويلًا بعد أن تخبو الأصوات وتفتر العزائم.
من بين هؤلاء الذين خلّدوا أثرهم في الضمائر والوجدان، يبرز قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الراحل، بما حمله من روح متسامية، وعقل نيّر، وقلب يفيض رحمةً وسلامًا.
لقد عرفت في شخصه رمزًا للإنسانية بمعناها الأصيل، وقيمةً رفيعة من قيم السلام العابر للأديان والثقافات، كان رجلًا لا تشغله المناصب عن المبادئ، ولا تُغرِيه الألقاب عن القيم، بل ظل وفيًّا لرسالته، أمينًا على ضمير العالم، نقيّ الصوت في مواجهة صخب المصالح وتقلّب المواقف.
أشهد أنه كان صاحب مشروع عالمي للرحمة، يسير في دربه بخطى ثابتة، ومدّ يدًا ممدودة إلى الآخر أيًّا كانت ديانته أو ثقافته، مؤمنًا بأنّ ما يجمع الناس أعظم بكثير مما يُفرّقهم، وأنّ أبواب الخير لا تُغلق أمام القلوب الصادقة مهما تعددت الانتماءات.
وأشهد أن رسالته لم تكن حبيسة الخطابات أو المؤتمرات، بل كانت حاضرة في كل موقف يتطلب نصرة المظلوم، أو مساندة المهمّش، أو تثبيت قيمة إنسانية في عالم مضطرب، كان يرى في كل إنسان أخًا في الخلق، وشريكًا في المصير، ومهما اشتدت العواصف أو تعالت أصوات الانقسام، ظل ثابتًا على مبدأه، أن السلام حقّ للجميع، وأن الكرامة لا تُمنح لفئة دون أخرى، بل هي عطية إلهية تشمل البشر كافة.
لقد شرفت بلقاءٍ جمعني به في مقر إقامته بالفاتيكان، فوجدت فيه روحًا كبيرة، وتواضعًا كريمًا، وحكمة صافية، ودارت بيننا أحاديث وديّة عميقة حول مسارات تعزيز التفاهم والتلاقي بين أتباع الديانات، وكنت ممتنًّا لتلك الحفاوة النبيلة التي أحاطني بها، ولرفقة كريمة من المونسينيور يوأنس لحظي جيد، الذي كان شاهدًا على عمق التقدير المتبادل، وحرارة اللقاء الإنساني الصادق.
ولم يكن ذلك اللقاء إلا امتدادًا لخطٍ طويل من المواقف النبيلة التي جمعته بعدد من القيادات الدينية، وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث تكلّلت لقاءاتهما برسائل واضحة إلى العالم، تُعلن أن السلام ممكن، وأن الحوار ليس ترفًا فكريًّا بل ضرورة أخلاقية، وأنّ الرسالات السماوية ما جاءت إلا لتكون سندًا للضعيف، وعدلًا للمظلوم، وسلامًا للعالمين.
وسيظل التاريخ يسجل لهذا الرجل مواقفه النبيلة في وجه الحروب والنزاعات، ووقوفه الصريح مع المظلومين والمشردين، وحرصه الصادق على كرامة الإنسان، كائنًا من كان، حيث لم تكن إنسانيته طارئة ولا رد فعل، بل كانت مشروع حياةٍ آمن به، ودعا إليه، وسار فيه بثبات وإخلاص.
إن القيم التي حملها قداسته ستظل نبراسًا لكل صاحب ضمير حي، ومصدر إلهام لمن يسعى إلى صناعة عالم أكثر عدلًا ورحمة، وأدعو الله أن يُبقي ذكراه حيّة في ضمائر الأجيال، منارةً للسلام، وعنوانًا للتسامح، وصوتًا خالدًا للعقل والحكمة.