مذبحة دير ياسين.. 77 عاما من الدم المستباح في فلسطين
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
عبدالله علي صبري
اعتمد الكيان الصهيوني في مشروعه السرطاني الذي استهدف الأراضي العربية في فلسطين وجوارها على منظومة متكاملة من الرؤى والأساليب النظرية والعملية الدينية والسياسية والاقتصادية، إلا أن دعم بريطانيا والقوى الإمبريالية وتبنيها للدولة الصهيونية، كان العامل الأساس في الانتقال إلى الخطوات الميدانية لاستيطان عدد من القرى والبلدات الفلسطينية وتهجير سكانها بقوة السلاح، بتشجيع من بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين وعدد من الدول العربية وأهمها مصر والعراق والأردن.
غير أنه وبهدف التسريع من وتيرة بسط اليهود الصهاينة على فلسطين، تولت العصابات الصهيونية المسلحة الدور الأكبر في تنفيذ المشروع الصهيوني وارتكاب عشرات المذابح والمجازر الدموية بحق الشعب الفلسطيني، الذي كان يفتقر حينها لأبسط مقومات الدفاع عن النفس، بينما كان اليه-ود في تسليح منظم ومتصاعد، مع دعم مباشر من قوات الاحتلال البريطاني، الذي كان قوامه لا يقل عن مائة ألف جندي، والآلاف من المعدات والأسلحة الثقيلة المتطورة.
كان المخطط الصهيوني ولا يزال قائما على التهجير القسري لأهل فلسطين، وتحويلها إلى ديموغرافيا يه-ودية أرضا وسكانا، وفي سبيل ذلك باشرت العصابات الصهيونية وعلى رأسها ” الهاجاناة ” إلى ارتكاب عشرات المذابح والمجازر الدموية، ومن أبرز وأبشع هذه الجرائم مذبحة دير ياسين.
في مثل هذا الشهر وقبل 77 عاما، تحديدا في 9 إبريل 1948م، اقتحمت العصابات الصهيwنية بقيادة مناحم بيجن ( الذي سيكون رئيسا لوزراء دولة الكيان بعد 30 عاما على هذه المذبحة ) قرية دير ياسين غربي القدس، وارتكبوا فيها مجزرة مروعة، حيث قتلوا المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال. وإمعانا في التوحش والترويع، بقروا بطون النساء وقطعوا آذان الرجال وألقوا بالأطفال في الأفران المشتعلة، وأسروا العشرات من الأحياء واستعرضوا بهم في الشوارع، ثم قاموا بإعدامهم رميا بالرصاص، وفجروا العشرات من البيوت.
كان وقع المذبحة كبيرا، خاصة أنها لم تكن الوحيدة وإن كانت الأكثر بشاعة، ما اضطر الناس في عشرات القرى المجاورة للهرب والنزوح إلى الأراضي العربية المجاورة، فيما كانت الجيوش العربية تستعد للمواجهة وإنقاذ الموقف، خاصة وقد أعلنت العصابات الصهيونية عن قيام دولة إsرائيل، وسارعت الدول الكبرى للاعتراف بها.
وحسب المصادر التاريخية، فإن اليه-ود احتفلوا بالمذبحة بعد عام من احتلال فلسطين ودير ياسين، واعترف بعض قادتهم بمدى النتائج غير المتوقعة لمذبحة دير ياسين وغيرها، حين خلقت الرعب في أوساط الفلسطينيين والعرب، وساعدت على سقوط عشرات المدن والقرى الأخرى بدون قتال.
ومما لا شك فيه أن سيناريو استباحة الدم والقتل الجماعي لا يزال دأب اليه_ود المغتصبين، وما يزالون يرتكبون جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني منذ مذبحة دير ياسين، وحتى مئات المجازر التي يتعرض لها أهلنا في غ-زة ولم تتوقف منذ 7 أكتوبر 2023، وما يزال الهدف الرئيس هو التهجير القسري للسكان، وما تزال الدول الكبرى وبالذات أمريكا وبريطانيا ترعى هذا الإجرام، وتدعم المذابح الدموية وتشجع اليه_ود على سياسة التهجير القسري واحتلال المزيد من الأراضي العربية..
بعد 77 عاما ما زالت المأساة ماثلة مع فارق أن مذبحة دير ياسين لم يعرف بها العرب إلا بعد فوات الأوان، ومع ذلك تحركت الجيوش العربية وحاولت أن تعمل شيئا لكنها فشلت، أما اليوم فشلال الدم في غ_زة وفلسطين المحتلة على مرأى ومسمع من العالم، ولكن لا حياة لمن تنادي، أما الجيوش العربية فكأنما ابتلعها الطوفان، وهو ما يشجع اليه ود المجرمين على التمادي وارتكاب المزيد من جرائم الإبادة والتطهير العرقي في غزة والضفة الغربية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: مذبحة دیر یاسین
إقرأ أيضاً:
غزة.. عشرات القتلى والجرحى بقصف إسرائيلي
غزة – أكدت مصادر طبية باستهداف القوات الإسرائيلية مناطق متفرقة في قطاع غزة بالقصف الجوي والمدفعي منذ فجر اليوم الاثنين، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وأفادت مصادر طبية بأن 70 شخصا لقوا حتفهم نتيجة غارات جوية استهدفت عدة مواقع منذ فجر اليوم، مشيرة إلى أن من بين الضحايا طفلة فارقت الحياة إثر قصف استهدف مدينة دير البلح وسط القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة القتلى إلى 23 شخصا منذ صباح الاثنين نتيجة استمرار الغارات الجوية.
وفي مخيم المغازي وسط قطاع غزة، أدى قصف استهدف خيمة للنازحين قرب دوار أبو قطوش إلى وقوع إصابات، إضافة إلى إصابات أخرى جراء قصف منزل لعائلة الخطيب في المخيم ذاته.
كما أفادت تقارير محلية بمقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف استهدف خيمة للنازحين في مخيم الشافعي غربي خان يونس جنوب القطاع.
وفي شمال غرب مدينة غزة، أسفرت غارة جوية على منزل عن مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين.
وفي مخيم جباليا شمال القطاع، أسفر قصف على منزل عن مقتل شخصين وإصابة آخرين، بينما أدى استهداف منزل آخر بمنطقة السودانية شمال غرب غزة إلى مقتل 7 أشخاص.
وفي وقت لاحق، أعلنت مصادر طبية عن سقوط عشرة قتلى جراء قصف منزل لعائلة أبو مهادي قرب صالة الطيب غرب مخيم جباليا، كما أفيد عن سقوط ضحايا آخرين في مناطق متفرقة بجباليا والفاخورة.
وفي سياق متصل، استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي مواقع في جنوب خان يونس وشرق مدينة غزة، بما في ذلك أحياء التفاح والشجاعية، بينما أفادت تقارير محلية بتعرض مناطق في رفح لقصف جوي وتدمير مبان سكنية.
وأفادت تقارير طبية بوفاة رضيعة متأثرة بجراح أصيبت بها في قصف استهدف خيمة للنازحين غرب خان يونس، إلى جانب وفاة فتاة أخرى، نتيجة إصابتها في قصف خيمة قرب مخيم الأرض الطيبة غربي المدينة.
على صعيد آخر، خرجت مظاهرة شارك فيها نساء وأطفال في بيت لاهيا شمال القطاع، للمطالبة بإنهاء الأعمال القتالية وتحسين الوضع الإنساني.
وفي ذات الإطار أشار مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، إلى تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، محذرا من تفاقم أزمة الغذاء ونفاد الطحين من مخازن وكالة الأونروا، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسب كبيرة وانخفاض القدرة الشرائية للسكان. كما ذكر أن عشرات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية.
المصدر: RT