مقال بواشنطن بوست: بريغوجين رحل لكن شبحه سيظل يطارد بوتين
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
أكد الكاتب الأميركي ديفيد إغناسيوس، بصحيفة واشنطن بوست الأميركية أن شبح زعيم "فاغنر" يفغيني بريغوجين سيظل يلاحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحًا أن وفاته تحذير لبوتين أولًا، وليس لخصومه فقط.
وأوضح إغناسيوس أن التفاصيل المحيطة بـ "عملية اغتيال" بريغوجين تقوي مشاعر الروس، بأن البلاد عادت إلى حالة من عدم الاستقرار والإجراءات الوحشية التي كانت سائدة في زمن الرئيس السوفياتي السابق جوزيف ستالين.
ونقل عن المحللة الروسية في مؤسسة كارينيغي للسلام الدولي تاتيانا ستانوفايا، قولها إن النخبة الروسية ستنظر إلى ما جرى على أنه عمل انتقامي، مبرزة أن الكرملين سيعزز الشعور بأن بوتين انتقم من زعيم فاغنر، مهما كانت نتائج التحقيقات.
الصورة خُدشت
وذكر الكاتب أن مقتل بريغوجين، ونجاح القوات الروسية في الصمود ضد هجمات الجيش الأوكراني، يعطي الإحساس بأن بوتين عزز موقفه ومكانته داخل روسيا، بشكل أقوى مما كان عليه الأمر قبل شهرين، عندما حدث تمرد فاغنر.
لكن إغناسيوس يشدد على أن هذه الهالة من التفوق السياسي تلطخت بشكل لا يمكن إصلاحه، إذ أن تمرد فاغنر بقيادة بريغوجين أضر بكليهما، علمًا أن بعض المقربين من بوتين يتبنون كثيرًا من مواقف بريغوجين في انتقاداته لتفاصيل الحرب على أوكرانيا.
ويوضح الكاتب أن تصفية بريغوجين قد تؤدي إلى تغذية القلق داخل صفوف السياسيين والمسؤولين بدلًا من اجتثاثه، مبرزًا أن المراقبين يلحظون اتساع دائرة الشكوك وسط النخبة الروسية، بشأن آلية اتخاذ القرار التي يتبانها بوتين "المتردد"، التي يقولون، إنها تتسم بالبطء وبضعف الفعالية.
وضرب على ذلك مثالًا بقرار غزو أوكرانيا، وبتأخير تعبئة الشعب الروسي للحرب، وبالتردد في سحب القوات الروسية من حصار خيرسون في الخريف الماضي، وبالتأخر في الرد على تمرد بريغوجين يومًا كاملًا.
رسالة بريغوجين
وحسب الكاتب، فإن الصين تبقى العامل الحاسم بالنسبة لمستقبل بوتين السياسي والعسكري، فبالنسبة لبكين فإن وفاة بريغوجين ستعزز الثقة أكثر مع موسكو، وقد أخبر الصينيون مسؤولين أميركيين خلال الأشهر الأخيرة أنهم قلقون بشأن بقاء روسيا في أوكرانيا، وبأنهم أعدوا مقترح خطة سلام.
بقاء لن يكون مضمونًا بشكل كامل؛ لأن القوات الأوكرانية تكافح لاختراق جبهات القوات الروسية وقد تنجح في ذلك، كما أن كييف قد تنجح في نقل المعركة إلى الداخل الروسي من خلال المسيّرات، ما قد يزيد من اتساع الرقعة التي يكافح بوتين لترقيعها.
علمًا -يوضح إغناسيوس- أن رسالة بريغوجين إلى الروس كانت أن الحرب لا تستحق كل هذه التكلفة الفادحة بشريًا وماديًا.
ولتأكيد موقفه شكّك في قدرة بوتين وفريقه على قيادة الحرب، وأكد في 23 يونيو/حزيران الماضي -قبل يوم من قيادته التمرد- أن حرب أوكرانيا استندت إلى كذبة، منتقدًا بشدة كون "العشيرة الأوليغارشية الحاكمة" دفعت بأبناء روسيا إلى طاحونة الحرب لتحقيق أهدافها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تقصف مستودع طائرات مسيرة في أوريول الروسية
موسكو"رويترز":
قالت أوكرانيا اليوم إنها استهدفت مستودعا لتخزين وصيانة طائرات مسيرة بعيدة المدى من طراز شاهد في منطقة أوريول الروسية، مضيفة أن هذا "قلل بشكل كبير" من قدرة روسيا على شن هجمات بطائرات مسيرة على أوكرانيا.
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في بيان على تيليجرام إن الهجوم وقع يوم الخميس ونفذته القوات الجوية الأوكرانية.وأضافت "نتيجة للهجوم، جرى تدمير مستودع مصنوع من عدة هياكل خرسانية محصنة لتخزين وصيانة وإصلاح طائرات مسيرة انتحارية من طراز شاهد".
وتابعت "قللت هذه العملية العسكرية بشكل كبير من قدرات العدو من حيث شن غارات جوية بطائرات مسيرة على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا".ولم تصدر روسيا تعليقا على الهجوم.
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، أطلقت موسكو وابلا بشكل شبه يومي من عشرات الطائرات المسيرة على أوكرانيا، بهدف إلحاق الضرر ببنيتها التحتية وإضعاف دفاعاتها الجوية مما يجعلها أقل قدرة على إسقاط الصواريخ.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية في وقت سابق من اليوم إنها أسقطت 15 من أصل 16 طائرة مسيرةأطلقتها روسيا الليلة الماضية، بينما فقدت أثر الطائرة المتبقية على شاشات الرادرار
من جهته قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي اليوم إنه أحبط مؤامرة من أوكرانيا لقتل ضابط روسي كبير ومدون عسكري موال لروسيا بقنبلة مخبأة في سماعة محمولة.
وقال جهاز الأمن الاتحادي، البديل الأساسي لجهاز المخابرات السوفيتي (كي.جي.بي)، إن مواطنا روسيا تواصل مع ضابط من وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (جي.يو.آر) من خلال تطبيق تيليجرام.
وأضاف أنه بناء على تعليمات ضابط الاستخبارات الأوكراني، حصل المواطن الروسي على قنبلة من مخبأ في موسكو.
وأوضح جهاز الأمن الروسي أن القنبلة، التي تعادل 1.5 كيلوجرام من مادة تي.إن.تي ومحشوة بكرات معدنية، كانت مخبأة في سماعة محمولة لتشغيل الموسيقى.
ولم يذكر جهاز الأمن الاتحادي اسم الضابط أو المدون اللذين كانا هدف المؤامرة. ولم يتسن الوصول إلى وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية للتعليق بعد.
وتقول أوكرانيا إن حرب روسيا ضدها تشكل تهديدا وجوديا للدولة وأوضحت أنها تعتبر عمليات "القتل المستهدف"، التي تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية ومعاقبة أولئك الذين تعتبرهم كييف مذنبين بارتكاب جرائم حرب، مشروعة.
وتقول روسيا إن عمليات الاغتيال تصل إلى "أعمال إرهابية" غير قانونية وتتهم كييف باغتيال مدنيين مثل داريا دوجينا، ابنة أحد النشطاء القوميين في عام 2022.
وفي 17 ديسمبر ، قتلت المخابرات الأوكرانية اللفتنانت جنرال إيجور كيريلوف قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية في موسكو خارج المبنى الذي يضم شقته بتفجير قنبلة مثبتة في دراجة كهربائية.
وكانت كييف قد اتهمته بالترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية المحظورة، وهو ما تنفيه موسكو.
وقال اللفتنانت جنرال المتقاعد كيث كيلوج، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المعين إلى أوكرانيا، لشبكة فوكس نيوز في 18 ديسمبر إن عمليات القتل تلك "ليست ذكية حقا" وتتمادى "إلى أبعد مما ينبغي".وقالت روسيا إنها ستنتقم لمقتل كيريلوف.