«محفوظ في القلب» فعالية ثقافية للاحتفاء بأديب نوبل بالمنوفية
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
شارك مركز ومدينة الشهداء برئاسة وليد سالم بفعالية ثقافية حول الأديب المصري نجيب محفوظ تتناول سيرته الذاتية ورحلته الإبداعية العالمية.
وحضر الفعالية الدكتور عبد الله حمدي مدير فرع مكتبة مصر العامة بدنشواي والدكتور محمود رضوان بالإدارة التعليمية، ومحمود المزين أحد الأدباء الناشئين، ومحمد الشيخ رئيس الوحدة القروية بدنشواي، وأماني يونس مدير شئون المرأة بالوحدة المحلية، وعدد من مديري المدارس بالمركز والمدينة، وممثلي التضامن الاجتماعي وعدد من طلاب المدارس.
وشملت الفعالية مجموعة من الأنشطة استهدفت الفئات العمرية المختلفة وتناولت أعمال الأديب المصري العالمي وجوائزه وإبداعاته التي تعد نافذة تطل على ملامح المجتمع المصري بعاداته وتقاليده وموروثاته الفكرية والثقافية والسياسية.
الجدير بالذكر أن وزارة الثقافة كانت قد خصصت اليوم الأربعاء للاحتفاء بالأديب العالمي نجيب محفوظ، كرمز ثقافي مصري وعربي وعالمي، وتخليداً لذكرى أديب نوبل، وتأكيداً على تأثيره العميق في الأدب والثقافة المصرية والعربية والعالمية.
وخصصت الوزارة أكثر من ٢٠٠ فعالية في القاهرة والمحافظات للاحتفاء بالأديب الراحل، ضمن برنامج متنوع يتناسب مع مختلف الفئات المجتمعية والعمرية.
جاء ذلك في إطار حرص الدولة المصرية على تكريم رموزها من الأدباء والمبدعين والمفكرين الذين أثْروا الحياة المصرية بإبداعاتهم ومساهماتهم الفكرية الخالدة ورفعوا اسم مصر عاليًا، في مختلف المحافل الأدبية والفكرية العالمية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المنوفية نجيب محفوظ أديب نوبل فعاليات ثقافية
إقرأ أيضاً:
في ذكراه.. كارل شبيتلر شاعر التمرد الهادئ وفيلسوف الروح الأوروبية
يعتبر الشاعر السويسري كارل شبيتلر، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، أحد أكثر الأصوات الشعرية تعقيدًا وتفردًا في الأدب السويسري الحديث، لم يكن شبيتلر مجرد شاعرٍ رمزي، بل كان مفكرًا وجوديًا مبكرًا، ينحت في اللغة مفاهيمه الخاصة عن الإنسان، القدر، والهوية.
ولد في بازل عام 1845، في زمنٍ كانت فيه أوروبا تموج بالتحولات الفكرية والسياسية، وكانت سويسرا في مفترق طرق بين هويتها الثقافية المتعددة وصراعاتها الداخلية الهادئة، في هذا السياق، نشأ شبيتلر كشاعر يبحث عن المعنى، لا في الأحداث السياسية، بل في أعماق النفس البشرية.
فلسفة شبيتلر في عصر الصخب الجماهيري
بينما كان معاصروه من الكتاب يتجهون نحو الواقعية والانخراط في القضايا الاجتماعية والسياسية، كان شبيتلر يبتعد عن كل ذلك بخطى ثابتة، آمن بأن وظيفة الشعر ليست في الانخراط اللحظي، بل في كشف جوهر الإنسان عبر الرمز والأسطورة.
في رائعته "ربيع أوليمبي" (Olympischer Frühling)، التي استغرق في كتابتها ما يقارب عشرين عامًا، استخدم الأساطير اليونانية ليتحدث عن قضايا إنسانية معاصرة، مثل الصراع بين الإبداع والتقاليد، وبين الحرية الفردية والإرادة الجمعية.
ليس من قبيل الصدفة أن يُلقّب بـ"شاعر الفردية"، إذ رأى أن الإنسان الحقيقي لا يُقاس بحضوره الجماهيري بل بقدرته على مقاومة الانصهار في المجموع، وعلى بناء نفسه ككائن مستقل.
ملحمة ضد التيار
في زمن كانت أوروبا فيه تتأرجح بين الحروب العالمية والصراعات الفكرية، وقف شبيتلر موقفًا معقدًا، لم يكن عدائيًا تجاه التغيير، لكنه رفض أن يُجرّ وراء العواطف الجماعية.
أعماله، خاصةً "كونراد الراعي" (Conrad the Shepherd)، عبّرت عن تشكيكه العميق في مفاهيم الانتماء الوطني عندما تتحول إلى عبادة جماهيرية، هذا الموقف وضعه أحيانًا في خانة "المنعزل"، لكنه هو نفسه كان يرى في ذلك نوعًا من الوفاء للصدق الإبداعي.
نوبل 1919.. تكريم لصوت داخلي
في عام 1919، حصل شبيتلر على جائزة نوبل في الأدب، بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة، في وقت كان فيه العالم يلهث خلف أصوات تصالحية وروح نقدية، كانت لجنة نوبل قد أدركت أن في صوته المنعزل حكمة تحتاجها الإنسانية المدمّرة بالحرب: صوت الإنسان العاقل، المتأمل، الذي لا تذوب روحه في الجماهيرية.
مؤلفات شبيتلر
كان أول عمل شعري لشبيتلر هو الملحمة الأسطورية "بروميثيوس وإبيميثيوس 1881" أما ثاني أعماله هو الملحمة الشعرية "الربيع الأولمبي 1900-1905" وهو العمل الذي نال عنه جائزة نوبل في الأداب عام 1919، تم مراجعته مرة أخرى عام 1910، حيث وجد مجالاً كاملاً للاختراع الجريء والقوة التعبيرية الواضحة، وقد كرس السنوات الأخيرة من حياته لإعادة كتابة عمله الأول، وكان أكثر إحكامًا في التكوين من النسخة المبكرة، ومثل الربيع الأولمبي، في أبيات مقفاة، ظهر في عام 1924 تحت عنوان “بروميثيوس طويل المعاناة”
تنتمي الأعمال الهامشية المتنوعة على نطاق واسع إلى الفترة الوسطى من حياة شبيتلر، فقد أنتج في الشعر: "إكستراموندانا 1883" (سبع أساطير كونية من اختراعه)، 1896، الأمثال الأدبية 1892، ودورتين من كلمات الأغاني، و"الفراشات 1889"، أغاني العشب والجرس 1906، كما كتب قصتين "اثنان من كارهي النساء الصغار 1907"، وهي قصيدة طفولة مستوحاة من تجربته الخاصة؛ و"كونراد دير ليوتنانت 1898"، رواية قصيرة مكتملة درامية تناول فيها المذهب الطبيعي الذي كان يكرهه في السابق، وقد عكست رواية "إماجو 1906" الصراع الداخلي بين موهبته الإبداعية الرؤيوية وقيم الطبقة المتوسطة بشكل حاد لدرجة أنها أثرت على تطور التحليل النفسي، فقد نشر مجلداً من المقالات المحفزة بعنوان "أجراس الإنذار 1898 - 1909" بالإضافة إلى عمل آخر بعنوان "الحقائق الضاحكة"، والأعمال السيرية الساحرة، بما في ذلك "تجاربي الأولى 1914"، وفي عام 1914 نشر مقالاً مؤثراً سياسياً بعنوان: "موقفنا السويسري"، وهو كتاب موجه ضد وجهة نظر أحادية الجانب مؤيدة لألمانيا بشأن الحرب العالمية الأولى، ظهرت ترجمة إنجليزية لقصائده المختارة في عام 1928.