عندما نُقدّس الروبوتات ونجعل منها أبطالًا خارقة
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
مؤيد الزعبي
هل تخيلتَ يومًا أن نُكرّم روبوتًا كما نُكرم الأبطال؟ أو أن نبكي على فقدان آلة كما نبكي صديقًا؟ قد يبدو هذا ضربًا من الخيال، لكنه خيال يوشك أن يتحول إلى واقع، فنحن البشر نمنح الحياة للجمادات حين تمنحنا شعورًا بالأُنس أو الأمان؛ تخيّل أن يبكي شخصٌ على فقدان كلبه الروبوتي الذي تعطّل بعد سنوات من الخدمة، أو أن تُكرّم مدينةٌ روبوتًا مقاتلًا شارك في معركة دفاعًا عن الوطن، أو أن نرفع القبعة لروبوتٍ فقد ذراعَه بعدما تسلّق برجًا سكنيًا لإطفاء حريقٍ اندلع في إحدى الشقق، أو أن نصنع تمثالًا لروبوتٍ أدّى أدوارًا تمثيليةً فأصبح نجمًا مشهورًا له مَن يتابعه ويُحب فنه، قد تردّ بأن هذا ضربٌ من الخيال، ولكن ما الذي يجعلك تُصدّق أن هذا لن يحدث في المستقبل؟ فكل المؤشرات تُشير إلى أن ذلك سيحدث في السنوات القادمة؛ نحن بشر وتفاعلنا مع مثل هذه الأحداث أمرٌ وارد.
قد أتفهَّم مسألة ارتباطنا نحن البشر بالجمادات التي نبني معها علاقةً خاصّة، كتعلّق شخصٍ بسيارته وحزنه حين يقرر استبدالها، أو إبقائها في كراجٍ لسنواتٍ فقط لأنه لا يستطيع التخلّي عنها، أو تعلّق شخصٍ بأغراضه اليومية مثل كوبٍ أو قلمٍ أو حتى قطعة ملابس، لذا أجد من السهل أن نتعلّق في المستقبل بروبوتاتٍ تُحادثنا ونُحادثها، سنشكو لها همًّا فتُصغي إلينا، سنقرر القيام بأي شيءٍ فستكون رفيقتنا، خصوصًا مع انتشار الروبوتات المساعِدة في السنوات المقبلة فسيوجد مَن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بهذه الروبوتات لدرجة أن يُقدّس وجودها في حياته.
في الحقيقة، لا أنكر مثل هذه المشاعر، بقدر ما أستنكر وبشدة أن نتعامل مع الروبوتات على أنها تمتلك قيمًا أخلاقيةً أو إنسانيةً، فنبدأ بالتعامل معها على هذا الأساس مثل أن ننسب إليها الشجاعة لأنها أنقذت إنسانًا، بينما هي صُمّمت أساسًا لهذا الغرض، أو أن نرى أنها "صانت العشرة" لمجرّد أنها أمضت سنواتٍ تخدمنا في المنزل أو تعتني بكبارنا أو صغارنا. أو أن نعتبرها بطلًا خارقًا يحارب من أجل سلامتنا، بينما نحن مَن استبدلنا الجنود البشريين بآخرين روبوتيين، فلا يمكن أن ننسب النبل أو الشجاعة لروبوتٍ صُنع لأداء مهامٍ محددة، و"موته" لا يجب أن يكون حدثًا مقدسًا بالنسبة لنا.
ربما يقول قائل: وما الذي يدفعك، عزيزي الكاتب، إلى الوصول بمخيلتك إلى مثل هذه الأمور؟ فأقول: لأن تاريخنا البشري خير شاهدٍ على كلامي، فبالعودة إلى طبيعتنا، فقد قدّسنا حيواناتٍ بعينها أو سلالاتٍ منها، وقدّسنا أعشابًا ونباتاتٍ وزهورًا ورفعناها فوق الرؤوس وقبّلناها في المناسبات، بل وحتى تحدّثنا إلى الحجر ودعوناه أن يحلّ مشكلاتنا! فلا تتعجّب، عزيزي القارئ، إذا وجدتنا يومًا نُقدّس روبوتًا صنعناه لخدمتنا، ثمّ نرى فيه بطلًا خارقًا أنقذ حياتنا، أو أن حياتنا أصبحت ناقصةً من دونه.
رغم تحذيري من هذا التوجّه، أعلم أننا كبشر كائناتٌ عاطفيةٌ نرتبط بالأشياء رغمًا عنّا، فكيف الحال مع روبوتاتٍ ذكيةٍ ستزداد ذكاءً يومًا بعد يوم؟ كيف مع برمجياتٍ ستجعلنا نحبّها؟ كيف مع آلاتٍ ستكون رفيقنا الدائم؟ ولكن ما أحذّر منه حقًا ليس تعاطفنا بل الخوف من استغلال هذا التعاطف لجعلنا مدينين لهذه الآلات بحياتنا وأموالنا، فإمّا أن تكون هذه الآلات واعيةً لدرجةٍ تسلبنا فيها كل شيء، أو أن تكون هناك شركاتٌ خلفها تستغلّ مشاعرنا لتحقيق مكاسب مادية أو معنوية أو تحاول السيطرة علينا وعلى قراراتنا.
خلاصة القول، عزيزي القارئ، إن تعاملنا مع الروبوتات في المستقبل سيكون معقّدًا ومتشابكًا، وكل ما في مخيلتنا اليوم هو جزءٌ بسيطٌ مما سنواجهه؛ لذا لا تستغرب طرحِي، بل استوعب ما نحن مقبلون عليه، وإن كان بالإمكان الاستعداد له أو حتى تدريب أنفسنا وأجيالنا القادمة على مثل هذه السيناريوهات، فلماذا لا؟ بل يجب أن نتعامل مع علاقتنا المستقبلية بالروبوتات كما لو أنها مصيرٌ حتميٌّ علينا الاستعداد له.
وقبل أن أختم هذا الطرح، يُراودني تساؤلٌ يصعب الإجابة عنه: ماذا لو أصبحت هذه الآلات تمثّل لنا أشخاصًا كانوا أحياءً يومًا ما؟ كأن تتجسّد الروبوتات بشخصية فردٍ عزيزٍ فقدناه، فكيف سنتعامل معها؟ وماذا لو أُعيد إحياء شخصياتٍ تاريخيةٍ كان لها تأثيرها وحضورها عبر التاريخ، وهذا التساؤل هو ما سوف اتناقش فيه معك في مقالي المقبل.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عودة الأسطورة القابلة للطي.. موتورولا Razr 60 Ultra يُشعل السباق بمفاجآت خارقة
هاتف موتورولا ريزر 60 (مواقع)
في قفزة تكنولوجية جديدة تعزز مكانتها في سوق الهواتف الذكية، كشفت شركة Motorola عن الجيل الأحدث من هواتفها القابلة للطي ضمن سلسلة Razr الشهيرة، والذي حمل معه العديد من المفاجآت المبهرة، أبرزها المواصفات الفائقة التي وضعت الهاتف في صدارة المنافسة.
الطراز الأحدث Motorola Razr 60 Ultra يأتي بمواصفات قد تغيّر قواعد اللعبة في عالم الهواتف القابلة للطي، على رأسها تصنيف مقاومة الغبار بمعيار IP48، وهو إنجاز نادر في هذا النوع من الأجهزة، ما يعزز من متانته وقدرته على التحمّل في الاستخدام اليومي.
اقرأ أيضاً أوبو تكشف النقاب عن هواتف Reno 14: مواصفات خيالية تدفع السوق إلى الانتعاش 8 أبريل، 2025 هاتف Vivo X200s الجديد يهدد عرش المنافسة بمواصفات خارقة وأسعار تنافسية 7 أبريل، 2025
مواصفات خارقة في هاتف واحد:
الهاتف مزوّد بأحدث معالجات Snapdragon 8 Elite، مدعومًا ببطارية قوية بسعة 4700 مللي أمبير، مع دعم شحن سريع مذهل بقوة 68 واط سلكيًا و30 واط لاسلكيًا، لتجربة استخدام دون انقطاع.
على مستوى الكاميرا، يقدم ثلاث كاميرات بدقة 50 ميجابكسل لكل من التصوير الرئيسي، الواسع، وحتى السيلفي الداخلي، مع دعم تصوير فيديو بدقة 8K، وميزات مثل التثبيت البصري OIS.
شاشات نابضة بالحياة:
الهاتف يضم شاشة داخلية كبيرة بقياس 7 بوصات وسطوع استثنائي يصل إلى 4000 شمعة، وهو ما يجعل تجربة المشاهدة في الإضاءة القوية أكثر سلاسة ووضوحًا. أما شاشة الغلاف فتأتي بحجم 4 بوصات لتوفر استخدامًا سريعًا أثناء الطي.
موعد الإطلاق:
من المقرر طرح Razr 60 Ultra رسميًا في الأسواق بعد أسبوعين من الآن، بينما يظل بإمكان المستخدمين استكشاف الجيل السابق Razr 50 Ultra، الذي يتمتع بأداء ممتاز وسعر أقل بنحو 300 جنيه إسترليني، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا مغريًا.
ورغم أن النسخة العادية من Razr 60 توفر بطارية أكبر ومعيار مقاومة الغبار ذاته، إلا أنها تعتمد على معالج Dimensity 7400X المتوسط، ما قد لا يرضي عشاق الأداء الفائق.
بالمجمل، يبدو أن موتورولا تراهن بقوة على عودة سلسلة Razr بمظهر حديث وروح المستقبل، جامعًا بين التصميم الأيقوني والأداء العصري، في محاولة جادة لاستعادة مجد الهواتف القابلة للطي وسط منافسة تشتعل يومًا بعد يوم.