ترامب ونتنياهو من يقود الآخر؟
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
يسود الاعتقاد لدى الكثير بأن القرار الأمريكي يصدر من تل أبيب عاصمة الكيان الصهيوني، كما يسود الاعتقاد لدى الكثير بالمقابل بأن الكيان الصهيوني قاعدة متقدمة واستثمار استراتيجي أمريكي في قلب الأمة العربية، للانطلاق منها للهيمنة على ما يسمى بالشرق الأوسط، ثم الدول الأخرى المارقة وفق البورد السياسي الأمريكي وعلى رأسها روسيا والصين.
لهذا يدلل البعض على توصيف العلاقة التشابكية بين الكيان الصهيوني وأمريكا بالقول بأن ما تسمى بـ"إسرائيل" هي بمثابة أمريكا الصغرى، وأن أمريكا هي إسرائيل الكبرى. وفي جميع الأحوال لا يمكن الفصل بين مصالح الكيانين الأمريكي والصهيوني فيما يتعلق بالنظرة الاستراتيجية للوطن العربي وتقرير شكله ومصيره النهائي، والدور الوظيفي للكيان إقليميًا. ولكن يبقى السؤال هو: من يقود من؟
من المُسلَّم به ومن واقع الأحداث أن كلًا منهما يقود الآخر في لحظة تاريخية ما، والتجربة التراكمية للعلاقات بينهما تقول كذلك إن للأمريكي أجندة خاصة في بعض الأحيان للحفاظ على مصالحه العليا، تتضاد مع طموح ورغبات قادة الكيان ومنها التفاوض مع إيران كمثال.
ومن الظاهر كذلك في علاقات الطرفين وما طفح من خلال طوفان الأقصى، أن دعاة الحفاظ على مصالح أمريكا في المنطقة وعدم الانجرار خلف الصلف والقمار الصهيوني لهم حضورهم القوي والمؤثر في دفة القرار الأمريكي، كما إن اللوبي اليهودي الأمريكي لا يتفق في كل شيء مع اللوبي الصهيوني في أمريكا.
المفاوضات الأمريكية الإيرانية اليوم خفضت كثيرًا من منسوب السعار الصهيوني وصدمته حين أعلنت الإدارة الأمريكية بأن المفاوضات ستكون تحت سقف وعنوان منع إيران من إنتاج القنبلة النووية، وليس التخلي عن برنامجها النووي.
وهذا يعني عدم التطرق إلى الأسلحة النوعية التي تمتلكها إيران اليوم مثل الصواريخ البالستية والمسيرات بأنواعها وسلاح البلازما المُرعب.
إدارة ترامب أدركت أنها تهورت كثيرًا حين فتحت عشرات الجبهات المُعادية لها حول العالم وفي المنطقة بالتحديد دفعة واحدة، وأنَّ الحل يكمُن في تسريع إغلاق الملفات المُكلفة أولًا، وعلى رأسها ما يُسمُّونه بـ"الخطر الإيراني"، وبعد ذلك يمكنها استعراض بقية الملفات وإغلاقها تدريجيًا، على اعتبار أن الملف المفتوح في السياسة يعني المزيد من الأوراق والتعقيدات، وهذا ما مثله ملف النووي الإيراني، والذي تعرض للمزيد من الأوراق والتعقيدات المُكلفة منذ انسحاب ترامب منه عام 2016؛ حيث صعد منسوب التخصيب من 5% إلى 60%، وتمكنت إيران من تطوير قدراتها التسليحية من صواريخ ومسيرات وغواصات وبلازما بصورة لا فتة.
تاريخيًا هدد الرئيس جون كينيدي الكيان الصهيوني بضرورة التفتيش على مفاعله النووي "ديمونا"، وهذا لا يمكن وصفه بالقرار الفردي للرئيس كينيدي- وإن تسبب في مقتله- بمعزلٍ عن سياسة أمريكا ومصالحها في المنطقة، كما هدد الرئيس ريتشارد نيكسون جولدا مائير رئيسة وزراء العدو، حين رفضت قرار وقف إطلاق النار في حرب أكتوبر عام 1973، لهول خسائرهم في الحرب، وفي المقابل كان نيكسون وفريقه وعلى رأسهم وزير خارجيته هنري كيسنجر يرون بأن سيناريو حرب أكتوبر بإخراج أمريكي لتحريك الوضع في المنطقة ورهانهم على قبول العرب بما يسمى بالسلام مع كيان العدو.
اليوم يأتي دور الرئيس ترامب ليُعلن للعالم بأن مصالح أمريكا فوق كل اعتبار وتتجاوز مصالح الحلفاء في بعض الأحيان، مهما بلغت درجة تصنيفهم، لهذا أقدم على التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن ملف أوكرانيا دون رغبة أو مشاورة أوروبا، وأقدم على التفاوض مع إيران تحت سقف منخفض جدًا عنوانه ضمان "عدم" امتلاك إيران لسلاح نووي.
قبل اللقاء: يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الرئيس الأمريكي يتوقع “اتفاقا قريبا” مع الصين بشأن الرسوم الجمركية
واشنطن : وكالات
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتقاده بأن بلاده ستوقع قريبا اتفاقا مع الصين بشأن الرسوم الجمركية.
وقال ترامب خلال خطاب له من ولاية ميشيغان، بمناسبة مرور 100 يوم من ولايته الثانية : ” الآن، نحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم. يأتون من جميع أنحاء العالم لعقد صفقة. يريدون عقد صفقة. وكما تعلمون، سنعقد صفقات، لكننا لسنا مضطرين لذلك ،وسنبرم اتفاقا تجارياً قريبا مع الصين”.
وكان ترامب قد فرض رسوما جمركية على الواردات الصينية بنسبة 34%، وأضيفت الرسوم الجديدة إلى رسوم بنسبة 20% كانت قد فرضت سابقا، مما دفع ذلك الصين للرد بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية بالنسبة نفسها وهي 34%، لترد الولايات المتحدة بفرض رسوم بنسبة 50% أخرى (الإجمالي أصبح 104%) على السلع الصينية.
وقابلت الصين الخطوة بزيادة الرسوم من 34% إلى 84% على السلع الأمريكية المستوردة، لتعاود الولايات المتحدة رفع الرسوم إلى 125% على البضائع الصينية.
وعقب ذلك أعلن البيت الأبيض أن إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة على الصين بلغ 145% عند تضمين الرسوم المفروضة تعريفة جمركية أخرى بنسبة 20%. وأعلن الرئيس الأمريكي في وقت سابق أن بلاده ستخفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية، لكنها لن تصل إلى الصفر بأي حال من الأحوال.
واعتبر الرئيس الأمريكي قراره بتخفيف الرسوم الجمركية على السيارات، سيخلق المزيد من فرص العمل في بلاده.
ووقع ترامب قبيل إلقائه خطابه بولاية ميشيغان، أمرا تنفيذيا يسمح بتعويضات لمنتجي السيارات المحليين الذين يستوردون قطع غيار السيارات، والتي ستخضع لرسوم جمركية بنسبة 25% ابتداء من الأسبوع المقبل./انتهى11