جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-01@10:18:23 GMT

جواهر الجمال

تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT

جواهر الجمال

لينا الموسوي

الجمال قيمة مرتبطة بالرضا والشعور الإيجابي، وهو يعطي معنىً للأشياء الحيوية، ليس له وحدة قياس، فكُل منَّا يراه بشكل مختلف، وهناك من يراه في الجسد وهناك من يبحث عنه في الروح؛ حيث يجد أنَّ الجمال الطبيعي هو انعكاس للروح، ولا يكون الشيء جميلاً إلّا بقدر ما يصدر من الروح يتجسد بالأفعال.

إنِّه من الصفات المُميزة التي أنعم بها الله على الإنسان سواء في الشكل أو الخلق أو ما تجسد في المحيط من مخلوقات؛ حيث إنَّ هذا النوع من الجمال، إن أدركه الإنسان يشعر في الراحة والهدوء والسكينة والحيوية والطاقة المتجددة التي تساعده على ممارسة نشاطاته الحياتية وتحمل همومها ومشاكلها.

وإن تفكرنا قليلاً بجمال ما خلق الله في هذا الكون من مخلوقات وتضاريس متنوعة الطبيعة مختلفة الألوان والأشكال وما يحمله الإنسان من جمال متميز متوازن في نسبه وأشكاله وألوانه، ومتفرد بخاصيته ومتفاوت بفكره وعقله، لأدرك أهمية فهم معنى الجمال الحقيقي في بناء حياته وتطور مجتمعه وعدم تشويه مفاهيمه.

في اعتقادي أنه بعد التحولات والتغيرات التي حدثت في العالم، أخذ مفهوم الجمال والشعور به اتجاهًا مختلفًا، وغير واضح المعالم، وقتي ومادي وغير دائم يبحث عنه جالسا بين الجدران في صروح عالية وبنيان، حاملًا بيده جهاز نقال، وراكبًا حديدًا باهظ الأثمان، وساخطًا ناقدًا لما يحمله من شكل وهيئة وهبها له الرحمن، مُغيِّرًا مستنسخًا لشكله ساخطًا على نفسه ليصبح نسخة طبق الأصل من أخيه الإنسان.

الشعور بالجمال الحقيقي في اعتقادي يعتمد على التفكر في الرسالة التي يوصلها لنا الرحمن في ما يحمله الكون من تنوع جميل متغير غير دائم ليستمتع ويطور ويرتقي بالروح والخلق والأفعال، أنه يكمن في تحسس جمال الطبيعة وما خلقه له من ألوان وأجواء في مختلف الأزمان، إنه لحظات حب ودفء اجتماعي ما بين الأحباب واحترام كل ما يختلف في الأشكال والألوان. إنها سعادة تتجدد على مدى طويل عبر الأزمان.

الشعور بالجمال الملموس والمحسوس يختلف من شخص لآخر لكنه النور الذي ينور حياة الإنسان ويشعره بالسعادة والتفاؤل والبهجة والامتنان، أنه لا يقتصر على جهاز أو بناء أو أي مادة متطورة غالية الأثمان يغامر ويصارع ويحارب ويقاتل من أجلها الإنسان ولا مساحيق تجميل أو عمليات معقدة تتغير بها الأوجه والجسام.

إنه إدراك إلى قيمة كل الصفات الإيجابية الجيدة التي تكمن في قلوب من حولنا من أحباب إنه البهاء والنقاء والصفاء لكل نفس ترضى وتقنع وتبحث عن الارتقاء، إنه كلام جميل صادق وشكل بسيط صافي وحياة دافئة مليئة بكل حب وحنان. إنها كلمات تحمل معاني عميقة وحقيقية أصبحت غير مدركة في هذا الزمان.

لذلك أحبتي.. فلنسع دائمًا إلى تحسس ورؤية كل ما هو جميل من حولنا نغذي به أرواحنا وانصرنا ونعلمه إلى أحبابنا وأولادنا؛ حيث كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام "إن الله جميل ويحب الجمال".

 

 

 

 

 

   

 

 

 

 

١

 

فما أود قوله من خلال حديثي عن الجمال بأن ما خلقه الله إلى الإنسان منوع متناسق مدروس ومحسوس لمعرفته بطبيعة البشر وما علينا إلا أن نتفكر به ونستفيد من وجود الطبيعة من حولنا فنستمتع بها وبألوانها وتضاريسها ونحافظ على نظافتها وأشكالها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الدكتور عمرو الورداني: المصريون القدماء اعتبروا العمل عبادة فبنوا حضارة

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الشرع الشريف وسّع من مفهوم العبادة ليشمل كل فعل يقوم به الإنسان إذا قصد به وجه الله، موضحًا أن العمل حينها يتحوّل إلى عبادة حقيقية.

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن المصريين القدماء عندما كانوا يقولون "العمل عبادة"، لم يكونوا يرددون مجرد شعار، بل كانوا يعيشونه واقعًا يوميًا، فهم فهموا أن النية هي أساس تحويل العمل إلى عبادة، سواء كان الفلاح في أرضه، أو النجار في ورشته، أو المعلّم في فصله.

الورداني: اختزال العمل في المكسب فقط أضاع قيمته وأضفى خللا في الوعيكيف أتعلم القناعة والرضا بقضاء الله؟.. عمرو الورداني يوضحعمرو الورداني: الحجاب فريضة وخلعه ليس معناه أن المرأة بلا أخلاق وليس نهاية دينهاحكم أداء الحج والعُمرة عن الغير بمقابل مادي .. عمرو الورداني يجيب | فيديو

وأشار الورداني إلى أن هذا الفهم العميق لدى المصريين ظهر جليًا في احترامهم لفكرة الواجب الموسع، فكانوا يؤدون أعمالهم بإتقان دون تقصير في عباداتهم، إيمانًا منهم بأن أداء الإنسان لعمله بإخلاص وإتقان هو في حد ذاته عبادة تقربه إلى الله.

وانتقد ما وصفه بمحاولات "التدين الكمي" التي تختزل العبادة في الشعائر فقط، مؤكدًا أن هذا الفهم الناقص أفرز مشكلات عديدة، مثل الفهلوة وعدم إتقان العمل. 

وشدد على أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" لا يُفهم بمعزل عن العبادة، بل هو جزء منها.

وأضاف أن الشرع جعل من العمل بابًا للترقي والاستمرار في التنمية، مشيرًا إلى أن مفهوم "التنمية المستدامة" هو في حقيقته كاشف عن وسع كرم الله في الحياة.

وقال إن الله أمرنا بالعمل في قوله تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، لافتًا إلى أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، لأن الاستمرارية في العمل تكشف عن نية الإنسان في تعمير الأرض والارتقاء بالحياة.

ودعا لإعادة الاعتبار لمفهوم العمل باعتباره عبادة تُبنى بها الحضارات، وتُحفظ بها الكرامة الإنسانية، وتُواجه بها آفات الفقر والجوع.

طباعة شارك الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى دار الإفتاء الإفتاء الفتوى

مقالات مشابهة

  • المنارات التي شيدها أول مايو: النقابة وإنسانيتنا الإسلاموعروبية
  • الدكتور عمرو الورداني: المصريون القدماء اعتبروا العمل عبادة فبنوا حضارة
  • الشارقة تكرم المبدعات الخليجيات في الدورة السابعة لجائزتها
  • أمين الإفتاء إلى الآباء: هذه الأعمال سبب في حفظ الله للأبناء وأموالهم
  • البيت الأبيض: ترامب يركز على تراجع معدلات التضخم التي خلفتها إدارة بايدن
  • عزّام أحمد.. تجربة سينمائية أولى تفتح له أبواب العالمية: الجمال لا يأتي بلا تعب
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • هل تكرار الذنب يحرم الإنسان من استجابة الدعاء؟.. اعرف رأي الشرع
  • هل دورات المياه مسكن للشياطين؟.. خالد الجندى يوضح
  • شحن جواهر فري فاير 2025 وأحدث الأكواد المجانية