شبكة انباء العراق:
2025-05-01@07:44:14 GMT

الفرق بين السوداني وخصومه

تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ظل طوال السنتين الماضيتين وأكثر (شوية) يؤكد حضوره وتأثيره بطريقة مختلفة عن بقية الزعامات السياسية الشيعية. وبقدر تعلق الأمر كون السوداني واحدا من القادة السياسيين الشيعة، ومن منظومة سياسية تتمثل فيها القوميات والطوائف الرئيسية في البلاد، وقد برزت زعامات سياسية عدة ممثلة للمكونات الأساسية.

بعضها فشل في إثبات الحضور، وبعضها حقق نجاحات محدودة، وهناك من يحاول فعل شيء يعوض الخسارات الماضية.. وهنا يكمن الفرق، ففي هذه المرحلة يتنافس السوداني مع الخصوم الشيعة بطريقة غريبة لأن الرجل يعمل، وهناك من يحاول التقليل من شأنه، ووقفه عن مسيرته السياسية التي تسببت بتراجعهم. فهم يحاربونه بنجاحه، وليس بفشله حيث جرت العادة على إستخدام الفشل في الأداء كوسيلة لتحجيم الخصوم بالرغم من أهمية التأكيد على إن الأمور ليست مثالية، وماتزال هناك مشاكل موروثة لايتحملها السوداني، ولكنه يتحمل مسؤولية بذل كل ممكن للتخلص منها، أو تقليل آثارها، وربما يكون ذلك مفهوما لإعتبارات منها إن الناس لاتجد من ( تفش غلها فيه) سوى الحكومة، وهي السلطة العليا على الأرض، وبيدها إتخاذ تدابير توفر ضمانات تغيير الواقع من خلال أدوات المال والقرار وصلاحية التوقيع والتنفيذ.
الجميع فشل في صناعة نظام سياسي متوازن، والجميع تعرض لإحباطات متتالية في بلد محتل من قوات أجنبية، وتدخلات خارجية ترى في العراق ساحة لتحقيق مكاسب، وضمان مصالح حيوية، ومكانا لتصفية الحسابات مع الخصوم والدول الكبرى، وكان الضحك على العراقيين يتعالى، والقهقهات تتوالى. فمجموعات بشرية سحبت الى ميدان الطائفة، وجماعات سحبت الى ميدان المال والفساد والتحزب والتعصب القومي والعشائري، والبعض صار ممثلا للخارج، وهناك من عمل للخارج على حساب الداخل، وهناك من قدس الخارج، ومن عشق الخارج، وصار قراره من الخارج، فصارت كلمة الخارج تستهويه، ولايرغب في سماع كلمة الداخل، وصار يبعث أمواله الى الخارج، ويسافر الى الخارج ويتزوج في الخارج، ويستثمر في الخارج، ويقضي معظم وقته في الخارج، ويشتري البيوت والسيارات والفلل والفنادق والمطاعم في الخارج، ويأكل ويشرب في الخارج، ويقضي عطلة نهاية الأسبوع في الخارج، وتسيل دموعه حين يسمع كلام وهمسات وهمهمات الخارج، وتحول الى وحش في الداخل يرغم الناس على ان يذوبوا في الخارج، ويصلوا ويصوموا لإرضاء الخارج، لا الخالق، وكان همه النظر الى الخارج، وإغماض عينيه عن كل مايجري في الداخل البغيض والكريه والبشع، ونسي إنه مسؤول، وعليه واجبات تجاه الداخل، لا أن يسرق، ويفسد، ويرضي الخارج.
السوداني رشحته المنظومة السياسية الحالية ليكون رئيسا للوزراء، وليكون مطواعا لها، وخادما لمصالحها كأي رئيس وزراء، وكأي وزير، وكأي مسؤول مرتبط بحزب وطائفة وقومية ليمثل مصالحها، ويجب أن يعمل لها، فإذا خرج عن المسار عوقب بالنار، وعلى قاعدة..ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم.. الرجل أخطأ كثيرا في حساباته فهو لم يكن مطلوبا منه العمل على تطوير العلاقات الخارجية مع الدول، وليس مطلوبا منه تسهيل دخول الإستثمارات، ولا بناء عشرات المجسرات والجسور، والمستشفيات، وتعبيد الشوارع، ومحاولة بناء مدن جديدة، وفسح المجال للمستثمرين والشركات للعمل في الداخل، أو محاولة تطوير الزراعة وإعادة تأهيل المصانع وتوقيع عقود ومذكرات تفاهم في قطاع الكهرباء والصحة، وكل ذلك يحتاج الى وقت، فعقليتنا نحن تركز على المنفعة الآنية، وكسب المال، وضمان المصالح، والرجل ليس قديسا، ففي النهاية هو سياسي، ومسؤول، وعرضة للنقد والرفض، وكان عليه أن يلبي مصالح القوى الفاعلة التي تضع عينها على ثروات العراق، وعلى المناصب والوزارات واللجان والهيئات، وبالتالي يصبح خائنا لأنه إنحاز لنفسه ولفئات إجتماعية، ولم يبق على إنحيازه للزعامات..
العراقيون يتغنون بالماضي كثيرا رغم إنهم كانوا يعيشونه بطريقة سيئة، وربما كانوا يفضلون أي شيء على الإنفلات، وهناك من يبجل صدام حسين نكاية بالحاضر لأسباب سياسية في الغالب.. ربما سيشعر السوداني بعد عشر سنين، أو عشرين منها بشيء من الراحة أن هناك شيء مختلف وحيوي حصل في عهده، مع أنه ليس بدكتاتور…

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی الخارج وهناک من

إقرأ أيضاً:

حديث الروابدة .. قنبلة دخانية قبيل معركة سياسية

#سواليف

حديث الروابدة .. قنبلة دخانية قبيل معركة سياسية

كتب .. المحامي #محمد_الصبيحي

يتميز دولة ابو عصام بفصاحة التعبير ترافقها حركة اليد وتقاطيع الوجه وخفة الظل فيأخذك ذلك في السياق الذي يرمي اليه بعيدا عن الغوص أو التفكير في الجانب الاخر من الصورة او الرواية وهو بهذا يطوي تحت جناحيه حتى السياسي المتمرس او الكاتب المفكر مثل الدكتور محمد أبو رمان الذي تحول بسهولة من مفكر ينظر ويرى جانبي المشهد الى مدير لحوار بين سياسي موهوب وجمهور مسحور .

مقالات ذات صلة سرايا القدس تنشر مشاهد من استهداف منزل تحصن فيه جنود العدو في حي التفاح 2025/04/29

ليس ما سبق انتقادا أو إنتقاصا من الرئيس #الروابدة لا سمح الله وانما للدلالة على ابداع الرجل وموهبته السياسية المتميزة .

لم يكن لقاء الروابدة مع اصدقاء منتدى الحموري حوارا فكريا ولا سياسيا وانما هو اقرب الى #محاضرة_تثقيفية تاريخية لم تكتمل بعد ، منه الى الحوار الذي يكون فيه الرأي الأخر حاضرا وهو ما لم يكن في ذلك اللقاء ، ولكن ذلك لا ينفي أن مضمون ما قاله الروابدة من الناحية السردية التاريخية كان صحيحا ودقيقا ومنقوصا في ذات الوقت اذ اغفل جانبا لم يشأ أن يمسه لحسابات سياسية حساسة ولو كان الرأي الأخر أو الرأي المكمل حاضرا لوقع الروابدة في حرج شديد ، واعتقد ان الدكتور محمد ابو رمان يدرك ما أشرت اليه ويعرفه ولكنه ايضا تجاهله عامدا متعمدا .

ثم ان الرئيس أو ( الزعيم ) الروابدة في القراءة السياسية لم يكن دقيقا إذ اخذ جانبا سياسيا واحدا من المشهد ولم يتناول الجانب الاخر، بمعنى ان نواياك واهدافك السياسية لك وحدك (كعربي قائد ) في الاعوام من ١٩١٦ الى ١٩٢١ ، ولكنها في الجانب الأخر الذي يقود المشهد تختلف تماما عن اهدافك ونواياك ، وغالبا ما تكون النوايا الطيبة والثقة الزائدة طريقا معبدا نحو كارثة ما .

كثيرون يعرفون السردية التاريخية الاردنية ولا يتحدثون بها ، ويعرفون بدقة أن ملك العرب الحسين بن علي ، وابنه الامير عبد الله انما ارادا بناء الدولة العربية القومية وربما اعادة الخلافة الى آل البيت ولكن تكملة السردية أو الاحاطة بجوانبها التي تحاشاها الروابدة هي المشكلة .

وإذ يسألني صديق : ما مناسبة عودة الروابدة الى موضوع ( #الهوية_الاردنية_الجامعة ) وما يسمى ( السردية الاردنية ) في هذا الوقت بالذات ؟؟، فإن جوابي له كان كالتالي ، إذا أنا احسنت النية ونظرت الى الموضوع ببساطة سأقول ان فتح هذا الموضوع بعد الاحداث الاخيرة مجرد صدفة ، اما اذا تشككت في التوقيت فسأقول أن الامر #قنبلة_دخانية للتغطية على #أحداث_سياسية محلية مقبلة وستتبعها قنابل دخانية اخرى من اطراف متعددة ، وما مقال د محمد ابو رمان بعنوان ( هكذا تكلم الروابدة ) المنشور على ( الدستور ، و عمون ) إلا دفعة استمرارية لاعطاء زخم للموضوع أو مزيدا من الدخان.

مقالات مشابهة

  • السوداني والمشهداني يؤكدان على تحقيق تطلعات أحزاب العملية السياسية
  • بملعب”نيلسون مانديلا”.. داربي بلوزداد والعميد يوم الـ 12 ماي الداخل
  • الاعتداءات على الـيونيفيل:رسائل سياسية تربك مساعي الاستقرار
  • جولة مشاورات سياسية بين مصر والسويد بالقاهرة
  • أبواب الخارج تُفتح أمام وسام أبو علي.. والأهلي يحسم الأمر
  • ترامب .. 100 يوم من سحق الداخل وإشعال الخارج
  • حديث الروابدة .. قنبلة دخانية قبيل معركة سياسية
  • 100 يوم من حكمه.. هل يغيّر ترامب أميركا من الداخل؟
  • من الجعفري إلى الكاظمي: توافقات سياسية تحدد مصير الحكومات
  • للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود.. إلغاء مسيرة العودة السنوية بالداخل الفلسطيني المحتل (شاهد)