هل تنجح ألمانيا في إسعاف اقتصادها المريض؟
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
تهيمن المخاوف من حصول انكماش اقتصادي، على أكبر اقتصاد أوروبي ما يعرض حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس لضغوط جمة، فهل أصبحت ألمانيا "الرجل المريض" الجديد في أوروبا؟
فقد توقع صندوق النقد الدولي أن تكون المانيا محرك الاتحاد الأوروبي سابقا، الدولة الصناعية الكبيرة الوحيدة التي ستشهد انكماشا في 2023.
إلا أن العلاجات المقترحة لا تحظى بالاجماع في صفوف الائتلاف الحكومي الراهن.
ما هي المشاكل؟
يمر الاقتصاد الألماني بصعوبات. فقد كان نمو إجمالي الناتج المحلي معدوما بين أبريل ويونيو بعد ربعين متتاليين من التراجع وفق أرقام نهائية نشرت الجمعة.
فعندما تعاني الصادرات والصناعة من مشاكل، تؤثر سلبا على الاقتصاد الألماني برمته. فهذان القطاعان الأساسيان في الاقتصاد الألماني يتأثران كثيرا بارتفاع الأسعار ونسب الفائدة وصعوبات الاقتصاد الصيني.
وأوضح وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك لصحيفة "دي تسايت"، "50 بالمئة تقريبا من إجمالي الناتج المحلي الألماني يتأتى من الصادرات. الصادرات مصدر ثروتنا ... عندما يضعف الاقتصاد العالمي، تتضرر ألمانيا أكثر من غيرها".
وتشكل الصين التي يواجه انتعاشها الاقتصادي صعوبات، شريك ألمانيا التجاري الأكبر.
يضاف إلى ذلك أزمة الطاقة التي عانت منها الشركات الألمانية التي كانت تحصل على الغاز الروسي بأسعار منخفضة وباتت تشتريه من مزودين يفرضون أسعارا أعلى.
ماذا تناقش الحكومة ؟
وتظهر إلى العلن الانقسامات داخل الائتلاف الحكومي المؤلف بشكل غير مسبوق من الاشتراكيين-الديموقراطيين المتحالفين مع الخضر الذين يتولون حقيبة الاقتصاد، والليبراليين المكلفين وزارة المال.
فروبرت هابيك يؤيد أن تثبت حتى العام 2030 أسعار الكهرباء لأكثر الصناعات استهلاكا للطاقة من خلال دعم نفقاتها.
ويقدر الوزير كلفة هذا الإجراء بعشرين مليار يورو وهو يهدف إلى المحافظة على قدرة قطاعات معينة على المنافسة مثل الكيمياء والتعدين بانتظار تطوير قطاعي إنتاج الطاقة من الشمس والرياح.
ورد وزير المال الليبرالي كريستيان ليندنر قائلا "يستحيل التدخل مباشرة في السوق من خلال توزيع الدعم". أما أولاف شولتس فهو يعارض أيضا أي آلية تعطي امتيازا لقطاعات معينة، خلافا للكثير من نواب حزبه.
ويعول كريستيان ليندنر على تخفيضات ضريبية للشركات.
إلا أن اعتراض وزيرة مدافعة عن البيئة حال دون أن يقر مجلس الوزراء حزمة تخفيضات ضريبية تزيد عن ستة مليارات يورو الأسبوع الماضي.
وكتبت صحيفة "بيلد" الشعبية "الائتلاف مجددا على شفير الانهيار. يا لها من انطلاقة سيئة بعد عطلة الصيف!"
ما هي نصائح خبراء الاقتصاد؟
رأى الخبير مارسل فراتشكير مدير معهد DIW Berlin الاقتصادي أن "مشكلة ألمانيا ليست ظرفية بل بنيوية".
وأوضح في تحليل صدر هذا الصيف ان ألمانيا بحاجة "إلى برنامج تحول على المدى الطويل مع ضخ كمية كبيرة من الاستثمارات وتخفيف الإجراءات البيروقراطية وتعزيز الأنظمة الاجتماعية".
وثمة اجماع واسع على تشخيص المشكلات التي تتمثل في عدم القدرة على توقع كلفة الطاقة على المدى المتوسط وعبء الضوابط والقواعد المعتمدة ونقص اليد العاملة المؤهلة والرقمنة البطيئة جدا التي تكبح الشركات في أكبر اقتصاد أوروبي.
ويتفق الجميع أيضا على أن "خفض الضرائب وبرنامج الانعاش الاقتصادي التقليدية ليست الإجراءات المناسبة في ظل الوضع الراهن" على ما أكد خبير الاقتصد سيبستيان دوليين.
هل الوضع خطر؟
إزاء الكلام عن وضع الاقتصاد المقلق، يحاول خبراء التخفيف من المخاوف. ويقلو كليمنز فويوست من معهد ايفو الاقتصادي "المانيا أشبه بشخص أربعيني حقق نجاحا لفترة طويلة لكن بات عليه تغيير مساره المهني الآن".
ويرى هولغر شميدينغ الخبير الاقتصادي لدى برينبرغ أن ذلك صعب لكنه غير مستحيل. فخلافا لمرحلة 1995-2002 التي صنفت ألمانيا خلالها بأنها رجل أوروبا المريض "الكثير من الأطراف الفاعلين في الحكومة والمعارضة يتفقون الآن لا سيما بشكل عام، على ضرورة إحداث تغييرات كبيرة".
وخلافا لمطلع الألفية، فالبطالة شبه معدومة في البلاد.
ويرفض ألاوف شولتس الكلام المتشائم. وقال أخيرا "يجب ألا نرسم صورة قاتمة وأن نصطنع أزمة" مشيرا إلى أن شركة "إنتل" الأميركية العملاقة في صناعة شبه الموصلات اختارت ألمانيا لاستثمار مبالغ كبيرة فيها.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات صندوق النقد الدولي الاقتصاد الألماني الاقتصاد الفائدة الاقتصاد الصيني الصادرات الصين الاقتصاد الاستثمارات البيروقراطية الطاقة ألمانيا ألمانيا الاقتصاد الألماني صندوق النقد الدولي الاقتصاد الألماني الاقتصاد الفائدة الاقتصاد الصيني الصادرات الصين الاقتصاد الاستثمارات البيروقراطية الطاقة ألمانيا أخبار ألمانيا الاقتصاد الألمانی
إقرأ أيضاً:
البرلمان الألماني يصوت اليوم على منح الثقة لشولتس وحكومته: هل سيفشل؟
يستعد البرلمان الألماني اليوم الإثنين للتصويت على منح الثقة للمستشار أولاف شولتس وحكومته. ومن المتوقع أن يواجه شولتس صعوبة في الحصول على الثقة، مما يثير تساؤلات حول الخطوات التالية.
اعلانفي ألمانيا، عادة ما يصوّت البرلمان على منح الثقة للمستشار والحكومة لإعطائه الشرعية. وهي سنة قانونية أُقرت بعد الحرب العالمية الثانية وفقًا للمادة 68. وقد أجرت برلين هذه العملية خمس مرات في تاريخها، وكانت المرة الأخيرة قبل 20 عامًا.
ومن المتوقع أن لا يتم منح شولتس الثقة، لأنه أضحى بعد انهيار ائتلافه، أقلية في البرلمان، خاصة في ظل امتناع بعض نواب حزب الخضر عن التصويت.
Relatedما الذي يخبئه القدر للحكومة الألمانية؟ شولتس أمام اختبار لمنح ثقة البرلمان يوم الاثنين المقبلفي خطوة غير متوقعة.. شولتس يترشح مجددًا لمنصب المستشار رغم المعارضة الداخليةانهيار حكومة الائتلاف في ألمانيا.. المستشار شولتس يقيل وزير المالية ليندنر من منصبهماذا سيحدث إذا خسر شولتس الثقة؟إذا خسر شولتس التصويت على الثقة كما هو متوقع، فسيتجه الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير إلى حل البرلمان الألماني كما وعد. لكن الدستور يحتم عليه تنفيذ هذا الإجراء في غضون 21 يومًا.
وخلال 60 يومًا، يجب أن تُجرى انتخابات جديدة وفقًا للمادة 39 من الدستور.
وفي هذا السياق، تتوقع وسائل الإعلام الألمانية أن يقوم شتاينماير بحل البرلمان بعد عطلة عيد الميلاد في 27 ديسمبر/كانون أول.
وقد تهيأت الأحزاب بالفعل لإجراء انتخابات جديدة، حيث أصبحت مسودات البرامج الانتخابية للأحزاب متاحة. إذ يعتزم الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر والحزب الديمقراطي المسيحي اعتماد ونشر برامجهم يوم الثلاثاء.
وتشير استطلاعات الرأي الحالية إلى تقدم الحزب الديمقراطي المسيحي بفارق كبير عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أولاف شولتس.
ووفقًا لأستاذ السياسة الدكتور هاجو فونكه، فإن الحملة الانتخابية للأحزاب "ستهيمن عليها ثلاث قضايا أساسية: "إدارة الأزمة الاقتصادية، العدالة الاجتماعية، والحرب والسلام".
المصادر الإضافية • Anne Frieda Müller
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الحرب بيومها الـ436: إسرائيل تصل إلى المرحلة الأخيرة في قطاع غزة وتنفذ أعنف حملة جوية في سوريا أكراد سوريا.. توجّس من تركيا وخوف من المستقبل بعد استيلاء المعارضة الإسلامية المسلحة على السلطة بعد سقوط الأسد.. شولتس وماكرون يبديان استعدادهما للتعاون مع المعارضة السورية المسلحة الحزب الاشتراكي الديموقراطيألمانياتصويتأولاف شولتسبوندستاغاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ436: إسرائيل تصل إلى المرحلة الأخيرة في قطاع غزة وتنفذ أعنف حملة جوية في سوريا يعرض الآن Next أجسام طائرة مجهولة في سماء أمريكا تثير الجدل وترامب يطالب بإسقاطها فورًا.. ماذا نعرف حتى الآن؟ يعرض الآن Next دول في الصدارة وأخرى في ذيل القائمة.. أين تزداد فرص النجاة من السرطان في أوروبا؟ يعرض الآن Next أكراد سوريا.. توجّس من تركيا وخوف من المستقبل بعد استيلاء المعارضة الإسلامية المسلحة على السلطة يعرض الآن Next سلام دونه تحديات أم هدوء ما قبل العاصفة؟ كيف بدت دمشق في الأسبوع الأول على سقوط الأسد؟ اعلانالاكثر قراءة ما الذي يخبئه فروٌ على كتفي سيدة؟ كاميرا خفية تدخل مزارع تربية الثعالب في فنلندا فماذا وجدت؟ عزل رئيس كوريا الجنوبية.. احتجاجات حاشدة في سيول تطالب بسحب القرار مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق سوريا ما بعد الأسد.. تصريحات أردوغان تثير البلبلة فهل تتحول البلاد إلى محمية تركية؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياإسرائيلهيئة تحرير الشام بشار الأسدروسياإيرانالحرب في سوريادمشقغزةدونالد ترامبإعصارفيضانات - سيولالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024