أكد رئيس مجموعة V Group اليونانية “فيرون فاسيليادس”، أن إطلاق الخدمة الجديدة لجمع وإزالة مخلفات السفن في منطقة قناة السويس يمثل بداية فصل جديد يتميز بالابتكار والاستدامة والتعاون.

وأشار “فيرون فاسيليادس” على هامش حضوره حفل "يوم التفوق" الذي عقد في هيئة قناة السويس بالإسماعيلية، إلى أن هذه الخطوة تضع الأساس لتحويل قناة السويس إلى أول قناة خضراء في العالم، وتؤكد ريادة القناة للمرات الملاحية وتعزز دورها الهام في خدمة التجارة العالمية.

وأكد "فيرون" التزام الشركة بمساندة المجتمع المصري في مكافحة التلوث، وعدم اقتصار دور الشركة على تقديم الخدمة فقط، بل تسعى V Group لأن تكون مركزا للتعاون يهدف إلى تحقيق فوائد اقتصادية وبيئية واجتماعية طويلة الأجل.

وذلك من خلال الاستثمار في أسطول بيئي حديث وفق أكثر التقنيات تطوراً، وهو ما يعكس التزام الشركة بتلبية المعايير الدولية وتطبيق مبادئ الاقتصاد الأخضر في إدارة النفايات، وصولًا إلى تحقيق مستقبل خالٍ من النفايات والكربون لقناة السويس والمناطق المحيطة بها.

وشهدت الاحتفالية توقيع مذكرة تفاهم بين شركة قناة السويس للاستزراع المائي إحدى شركات هيئة قناة السويس، وبين مجموعة "تيخيدور لازارو جروب"، في مجالات: الثروة السمكية والاستزراع السمكي، وإدارة وتشغيل مزارع الأسماك والجمبري، وصناعة الأعلاف.

كما تضمنت الاحتفالية افتتاح مصنع البنتونات الخرسانية العائمة بشركة القناة للموانئ والمشروعات الكبرى، إحدى الشركات التابعة للهيئة، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وتم التنويه إلى أن هذا المصنع متخصص في إنتاج البنتونات الخرسانية العائمة المستخدمة في إنشاء مراين اليخوت ومراسي الوحدات العائمة الصغيرة بتكلفة تقل حوالي ٤٠٪ عن الاستيراد.

وشملت الأعمال الإنشائية للمصنع إنشاء مصنع صب وإنتاج بطاقة إنتاجية تصل إلى ١٦ بنتون شهر، بالإضافة إلى تجهيز ساحة لعرض منتجات المصنع ومبنى إداري مجهز بقاعة اجتماعات ومكاتب إدارية وشاشات عرض.

كما شهدت الاحتفالية افتتاح مركز الإبداع والتميز، الذي يضم 6 قاعات تدريب تشمل قاعتين لدورات اللغات والتكنولوجيا و٣ قاعات للتدريب العملي والإداري، وقاعة للتدريب بالتعاون مع "سيمنز"، بالإضافة إلى قاعة اجتماعات تنفيذية واستديو للتسجيل الصوتي والمرئي وكافيتريا، ويبدأ المركز أول برامجه التدريبية المتقدمة بالتعاون مع شركة MAERSK للتدريب لتقديم برامج متقدمة في إعداد القادة وإدارة الأزمات.

وفي ختام فعاليات احتفالية "يوم التفوق"، قام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، بمشاهدة انضمام 23 وحدة بحرية لأسطول هيئة قناة السويس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قناة السويس الإسماعيلية التجارة العالمية المزيد قناة السویس

إقرأ أيضاً:

قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية

صرّح الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، مؤخرًا بأن السفن الأمريكية، سواء التجارية أو العسكرية، يجب أن تمر مجانًا من قناة السويس وقناة بنما. هذا التصريح لا ينبغي قراءته كتهديد مباشر لمصر أو انتهاك فوري للقانون الدولي، بل يعكس رؤية استراتيجية أعمق ضمن صراع عالمي محتدم على الممرات الحيوية. إنه دليل على اضطراب في موازين القوى الاقتصادية ومحاولة أمريكية للتمسك بمفاتيح النفوذ، في مواجهة صعود قوى أخرى.

قناة السويس، منذ افتتاحها منتصف القرن التاسع عشر، تُعدّ أحد أهم الشرايين التجارية التي تربط آسيا بأوروبا. وقد نصّت اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 على بقاء القناة مفتوحة للجميع دون تمييز، مع تأكيد سيادة مصر الكاملة عليها، وفقًا للقانون الدولي.

التصريح الأمريكي جاء متزامنًا مع تعاظم النفوذ الصيني من خلال مشروع «الحزام والطريق»، الذي يهدف لربط الصين بالعالم عبر مسارات برية وبحرية. وتُعدّ قناة السويس نقطة ارتكاز مركزية في المسار البحري لهذا المشروع، حيث تختصر آلاف الكيلومترات من طرق الشحن، ما يجعلها لا غنى عنها لنجاح المبادرة الصينية. ولهذا ضخّت بكين استثمارات كبرى في المنطقة الاقتصادية المحيطة بالقناة، لضمان نفوذ دائم وفعّال.

في ذات الاتجاه، أعلنت إيطاليا مؤخرًا عن مبادرة «طريق القطن» الأوروبية، التي تسعى للربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا خارج النفوذ الصيني، وقد اعتبرت مصر محورًا لا يمكن تجاوزه في هذه الخطة. وهو ما يعكس حجم التنافس الدولي على الموقع الجغرافي المصري، واعتراف الغرب بأهمية القاهرة في صياغة خريطة التجارة العالمية الجديدة.

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بمرور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس دعمًا للعمليات العسكرية في البحر الأحمر، لكن مصر رفضت الطلب، مؤكدة أن أي تحرك يبدأ بوقف الحرب على غزة لا بتجاوز السيادة المصرية. هذا الموقف يعكس صلابة الدولة المصرية وقدرتها على حماية مصالحها دون الدخول في مواجهة مباشرة.

وفي سياق آخر، دعمت الولايات المتحدة وإسرائيل مشروع «قناة بن غوريون» عبر قطاع غزة، الذي سعى لخلق بديل استراتيجي لقناة السويس. المشروع بُني على مخطط لتهجير سكان القطاع قسرًا لشق ممر مائي من البحر الأحمر إلى المتوسط، يُمكّن تل أبيب من التحكم في ممر تجاري عالمي. إلا أن صمود الدولة المصرية أفشل هذا المخطط، وحافظ على مكانة قناة السويس كمسار لا بديل عنه في حركة التجارة بين الشرق والغرب.

اليوم، تفرض الجغرافيا من جديد كلمتها: لا ممر تجاري آمن ومستدام بين آسيا وأوروبا دون قناة السويس. سواء عبر مشروع الحزام والطريق الصيني أو طريق القطن الأوروبي، ظلت القناة نقطة الربط الحاسمة، وهو ما أعاد لمصر زخمها الدولي ورسّخ دورها كقوة جيوسياسية فاعلة.

القوانين الدولية تكفل لمصر إدارة القناة بسيادتها، مع التزامها بحرية الملاحة. كما تؤكد اجتهادات محكمة العدل الدولية أن السيادة على الممرات الدولية تُمارس وفقًا لمبادئ العدل والإنصاف.

وما صرّح به ترامب قد يدخل ضمن مظاهر اليأس الأمريكي، بعد أن استطاعت مصر، بحكمة وهدوء، حصار وتركيع قلب مشروع الشرق الأوسط الجديد دون صدام مباشر. وها هي، رويدًا رويدًا، تكشف عن قوتها الحقيقية، وخصوصًا العسكرية، التي أربكت واضعي المخطط وأدخلتهم في ارتباك جنوني أمام صعود مصري متزن يعيد رسم معادلات النفوذ في المنطقة.

اقرأ أيضاً«وكيل دفاع النواب»: تصريحات ترامب حول قناة السويس عدوان على السيادة المصرية

بكري: قناة السويس ليست إرثا لأجداد ترامب.. ومصر دولة عفية لا تفرط في سيادتها

خبيرا قانون: مطالب ترامب عودة للعقلية الاستعمارية.. والسيادة المصرية على قناة السويس لا تقبل المساومة

مقالات مشابهة

  • روان أبو العينين: قناة السويس رمزًا للسيادة المصرية ومن أهم ممرات التجارة بالعالم
  • هل صارت السويس من ممتلكات ترامب ؟
  • موكب النصر.. عندما عُزفت "عايدة" في قلب قناة السويس
  • قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية
  • بماذا علق الإعلام المصري على تصريحات ترامب حول قناة السويس؟
  • محافظ بورسعيد يعلن تصديق الرئيس على تحويل مبنى هيئة قناة السويس إلى متحف
  • محافظ بورسعيد يشهد المؤتمر السنوي لجمعية بورسعيد التاريخية ويعلن تحويل مبنى هيئة قناة السويس إلى متحف
  • رد ناري من رئيس الكلية البحرية الأسبق على تصريحات ترامب لقناة السويس
  • رئيس اقتصادية قناة السويس يشهد وضع حجر الأساس للمجمع المتكامل للصناعات المعدنية بالسخنة
  • لماذا يجب ألا يمر تصريح ترامب عن حق أمريكا في عبور قناة السويس مجانا مرور الكرام؟