العنف ضد المرأة والفتاة ظاهرة عالمية تشكّل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، وتؤثر على حياة المرأة بكافة جوانبها وعلى المجتمع ككل. والعنف ضد المرأة منتشرٌ على نطاق واسع ، وزدادت حالات العنف ضد المرأة على مر السنين، وتعرضت الكثير من النساء العربيات اللواتي كنّ أو لا زلن متزوّجات لشكل من أشكال العنف خلال حياتهن رغم زيادة التزام البلدان العربية بإجراء إصلاحات قانونية تراعي احتياجات الجنسين

من اجل ذلك شاركت وحدة مناهضة العنف بجامعة الإسكندرية كممثل رسمي في الاجتماع الإقليمي لليونسكو حول «مجابهة العنف ضد النساء والفتيات في الجامعات العربية»، وذلك في الفترة من ٢٢- ٢٤ أغسطس ٢٠٢٣.

وقالت الدكتورة منال فودة، المدير التنفيذي للوحدة،  إن الاجتماع يهدف إلى استعراض الجهود بشأن التصدي للعنف ضد النساء والفتيات في الجامعات العربية، فضلًا عن تسليط الضوء على أهمية توافر خدمات عالية الجودة، وضمان جودة دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، وتحديد الأولويات الإقليمية في مجال الوقاية من العنف ضد النساء والفتيات في الجامعات العربية.

وأوضحت أن الاجتماع في إطار خطة العمل الملحقة بالاستراتيجية العربية بالتشاور بين الجهات المعنية للدول الأعضاء والجهات الفاعلة في مجال الوقاية من العنف ضد النساء والفتيات.

وتعمل على تقييم الخدمات المتاحة للنساء اللواتي تعرضن للعنف لتحديد التدخلات المناسبة ومساعدة الجهات المعنية على تطوير خدمات تتماشى مع المعايير الدولية؛كما يتم دعم الدول الأعضاء في جهودها الرامية إلى وضع استراتيجيات وطنية لمكافحة العنف ضد المرأة، ومراجعة التشريعات والأنظمة ذات الصلة؛   

دعم الدول الأعضاء في جهودها الرامية إلى تقدير الكلفة الاقتصادية للعنف ضد المرأة، ووضع أدوات تبيّن أوجه أخرى للتمييز ضد المرأة؛  تقديم توصيات قائمة على أدلة لمواءمة جهود الحكومات مع الالتزامات الدولية بمكافحة العنف ضد المرأة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية العنف المرأة حقوق الإنسان اليونسكو العنف ضد المرأة

إقرأ أيضاً:

قاعة المؤسسات بمعرض الكتاب تناقش "حقوق المرأة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الوضعية"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب عددًا من الفعاليات الثقافية والفكرية المهمة التي تناولت قضايا متنوعة، من بينها ندوة نظمتها رابطة العالم الإسلامي بعنوان "حقوق المرأة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الوضعية: بين التكريم الإلهي والتحديات الواقعية".


عُقدت الندوة في قاعة "المؤسسات" في المعرض، وحضرها مجموعة من القامات الفكرية والقانونية والإعلامية التي ساهمت في إثراء النقاش حول حقوق المرأة ودورها في المجتمع من منظور إسلامي ووفقًا للتشريعات الوضعية.


افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية من د. نورهان الشيخ، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، التي أشارت إلى أهمية النقاش حول حقوق المرأة في ظل التحديات التي تواجهها في العديد من المجتمعات، خاصة في ظل العادات والتقاليد الخاطئة التي تُفسر الشريعة الإسلامية لصالح بعض الآراء المجتمعية.
أكدت الشيخ على أن الإسلام كرّم المرأة ومنحها حقوقها الإنسانية كاملة، وهو ما يجب أن يتم التأكيد عليه باستمرار من خلال الفهم الصحيح للشريعة.
وبدأ النقاش في الندوة بتناول مكانة المرأة في الإسلام، حيث أشار الدكتور عبد الحي عزب، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إلى أن وضع المرأة قبل الإسلام كان مأساويًا، إذ كانت تُعامل كمتاع لا حقوق لها.
واستشهد الدكتور عزب بآية "وإذا الموءودة سُئلت" من القرآن الكريم ليؤكد على مدى الظلم الذي كان يُمارس ضد المرأة في الجاهلية. كما أضاف أن الإسلام جاء ليعيد للمرأة كرامتها ويعطيها مكانتها الحقيقية من خلال المساواة في الحقوق والواجبات.
وتحدث المستشار عدلي حسين عن دور الدولة المصرية في حماية حقوق المرأة، مشيرًا إلى أن هناك نصوصًا دستورية تكفل حقوق المرأة، وأبرزها المادة 11 التي تنص على المساواة بين الرجل والمرأة وحمايتها من التمييز.
كما سلط الضوء على الإنجازات التي حققتها المرأة المصرية في مجالات القضاء والحياة السياسية، مشيرًا إلى أن النساء قد تمكنّ من تحقيق العديد من النجاحات بالرغم من التحديات التي تواجههن، ومن أبرز هذه التحديات المعوقات التي تتعلق بالنساء المعيلات.

وفيما يتعلق بدور الإعلام والثقافة، شددت الدكتورة منى الحديدي، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، على أهمية دور الإعلام في تصحيح صورة المرأة في المجتمع. 
وأكدت الحديدي أن الإعلام يجب أن يعمل على تقديم محتوى يعزز من وعي المرأة بحقوقها ويبرز النماذج الإيجابية في مختلف المجالات. كما طالبت بتطوير البرامج الموجهة للمرأة لكي تتجاوز القوالب التقليدية وتساهم في توعية الأجيال الجديدة بحقوق المرأة وأهمية مشاركتها في الحياة العامة.
وعند الحديث عن التحديات العملية التي تواجه المرأة، سلطت الدكتورة سوزان القليني، عضو المجلس القومي للمرأة، الضوء على معاناة النساء في سوق العمل بسبب التمييز وعدم تنفيذ القوانين التي تكفل حقوقهن.
وأشارت القليني إلى ضرورة توعية النساء بحقوقهن الاقتصادية وتعزيز قدرتهن على تحقيق استقلالية مالية، مؤكدة على أن هذا يعد خطوة أساسية نحو تمكين المرأة في المجتمع.
واختتمت الندوة بتوصيات هامة كانت من أبرزها تعزيز دور المؤسسات الإعلامية والثقافية في نشر الوعي بحقوق المرأة، والعمل على إزالة العوائق المجتمعية التي تحول دون تمكينها.
كما تمت دعوة المجتمع إلى ضرورة مشاركة الرجال في الدفاع عن حقوق النساء لضمان تحقيق مجتمع متوازن، مؤكدين على أن الدفاع عن حقوق المرأة هو مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع.
وفي نهاية الندوة، وجهت الدكتورة منى الحديدي الشكر لوزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، والدكتور أحمد بهي الدين، على اختيارهما لشخصيتي المعرض لهذا العام، وهما "الدكتور أحمد مستجير" و"الكاتبة الإعلامية القديرة فاطمة المعدول".
وأكدت الحديدي أن من المهم إبراز النماذج الإيجابية في المجتمع وتشجيع النساء على أن يكنّ مثالًا يحتذى به في جميع المجالات، مشيرة إلى أن تكريم المرأة لا ينبغي أن يقتصر فقط على الحالات التقليدية مثل الأرملة أو الفقيرة، بل يجب أن يشمل النساء اللاتي نجحن في مختلف ميادين الحياة.

كما قام أيمن عدلي بتوجيه تحية كبيرة إلى الدكتور سامي الشريف، رئيس رابطة العالم الإسلامي، والأستاذ عاطف مصطفى، المستشار الإعلامي للرابطة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الإعلامية المتميزة التي ساهمت في نجاح الندوة، مثل عامل القرشي، نهى مصطفى، وليد شتا، رمضان جاد، ومروة سلامة.
وأثناء الندوة، طرح أحد الحضور سؤالًا عن ظاهرة خروج المرأة لسوق العمل، مؤكدًا أن بعض الرجال يتوقعون أن تأتي النساء لتحقيق متطلباتهن. في هذا السياق، أكدت الكاتبة سيدة فاروق، عضو اتحاد كتاب مصر، على ضرورة أن يتبنى الإعلام المصري حملات توعية من خلال كبسولات تلفزيونية موجهة لتغيير هذه العقليات المتخلفة في المجتمع.
من جهتها، أوضحت الإعلامية القديرة أنس الوجود، بعد تحيتها للمنصة، أن مشكلة صورة المرأة في الدراما تشكل أزمة كبيرة في المجتمع، وأكدت أن ما جرى من نقاش في الندوة كان مهمًا للغاية، لا سيما أن شباب الجيل الجديد، بما فيهم حفيدها، قد استفادوا كثيرًا من الحوار الذي تناول جوانب عديدة كانت غائبة عن الكثير من الأجيال.
كما شارك الكاتب هيثم فاروق في النقاش، مشيرًا إلى أن اتفاقية "سيداو" قد أساءت إلى المرأة في بعض جوانبها، في حين أن الإسلام قد منح المرأة حقوقًا لا تجعلها سلعة في يد أي شخص. وقدم جزءًا من قصيدته التي تعكس كيف يعامل الإسلام المرأة برؤية محترمة وكريمة.
وفي ختام الندوة، أشارت د. سمية عودة، الحاصلة على دكتوراه في "صورة المرأة في الأدب"، إلى أن هناك حالات قليلة فقط تم تناولها في الأدب حول المرأة المعيلة، مؤكدة أن هناك العديد من الحالات الأخرى التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، وخاصة فيما يتعلق بقضايا التحرش والعنف والتحقيق الاقتصادي.
واختتم أيمن عدلي حواره بتوجيه رسالة مفادها أن "العلم ليس بما تعلم، ولكن بما تنقع"، مشيرًا إلى أن العالم المصري الكبير مجدي يعقوب قد عاد إلى مصر بهدف ترك إرث علمي يمكن أن يساهم في تغيير الواقع، قائلاً: "عندما سُئل مجدي يعقوب عن سبب عودته إلى مصر، أجاب: "لكي أترك في مصر مئات من مجدي يعقوب".
وفي النهاية، طالبت جيهان فاروق بضرورة توجيه الرجال والشباب وتعريفهم بحقوق المرأة لتكوين مجتمع أكثر توازنًا وعدلاً.

مقالات مشابهة

  • قاعة المؤسسات بمعرض الكتاب تناقش "حقوق المرأة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الوضعية"
  • رئيس القومي للمرأة: مصر شهدت تقدمًا ملحوظًا في تعزيز حقوق النساء
  • رئيس المجلس القومي تستعرض الرؤية المستقبلية لملف تمكين المرأة أمام الأمم المتحدة
  • رئيس جامعة كفر الشيخ يشارك فى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بأسوان
  • رئيس جامعة المنوفية يشارك فى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بجامعة أسوان
  • مجموعة مناصرة دارفور تكشف عن انتهاكات الدعم السريع ضد النساء في مدينتي الفاشر وزالنجي
  • انطلاق المؤتمر الدولي لأورام الثدي والنساء والعلاج المناعي
  • الأحد .. مكتبة الإسكندرية تنظم ندوة عن حاضر المدينة العربية ومستقبلها
  • محاولات لإشراكها في الحكومة... كيف يكتمل المشهد السياسي من دون المرأة؟
  • «التوطين»: 27.5 % نمواً في شركات «الخاص»