البيئة الريفية بوادي دربات تشهد إقبالا من الزوار للتعرف على طبيعة الحياة التراثية
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
تشهد البيئة الريفية التي أُقيمت على ضفاف نهر وادي دربات بولاية طاقة إقبالا كبيرا من قبل السياح الزائرين للوادي وذلك للتعرف على مكونات هذه البيئة التي تتميز بطرازها المعماري التراثي القديم وبأخشابها المحلية من الأشجار المحلية بمختلف أشكالها وأحجامها وبتركيباتها البسيطة والتي يصنعها عادة أناس متخصصون من البيئة نفسها.
والبيئة الريفية تمثل معْلما تراثيا عظيما في المحافظة حيث يرمز هذا الطراز إلى المكانة والعظمة من ناحية والبساطة من ناحية أخرى، لذلك يندهش المرء عند رؤية هذا التراث المعماري القديم الذي لا يزال مستخدما في أرياف محافظة ظفار إلى الآن لصلابته وقوته وجودته في البقاء لسنوات طويلة دون أن تؤثر فيه البيئة بفصولها المختلفة.
وحول فكرة إقامة مشروع البيئة الريفية بوادي دربات تحدث لجريدة (عمان) الشاب سالم بن مسعود قطن المكنى (أبو بندر) فقال بأن فكرة مشروع البيئية الريفية تهدف إلى تجسيد حياة المجتمع الريفي سابقا من المأكل والمشرب والملبس وطبيعة حياتهم اليومية، موضحا أن المشروع يتكون من معرض حرفيات ومطعم ريفي واستوديو تصوير باللبس الريفي بالإضافة إلى أربع غرف كبيرة للنوم تُسمى محليا (أستريت) وجلسات خارجية مطلة على البحيرة وبئر ماء.
ويضيف أبو بندر: تهدف هذه الأنشطة إلى نقل هذه العادات والتقاليد إلى أجيالنا القادمة ونتمنى من الجهات المختصة دعم مثل هذه المشاريع الشبابية.
ويشير سالم قطن إلى أن هناك إقبالا من الزوار بصفة لا تتصور لأخذ فكرة عن عادات وتقاليد المجتمع الريفي بالإضافة إلى أخذ صورة تذكارية باللبس الريفي، لافتا إلى أن الكل يشيد بفكرة المشروع والمطالبة بالاستمرارية طوال السنة.
ويتابع: إن الزائر للبيئة الريفية في وادي دربات يشد مسامعه صوت فن النانا وفن الدبرارت الريفي الذي يغرّد به الشعراء باللهجة المحلية الجبّالية والعديد من الأغاني والفنون الأخرى الخاصة بأهل الريف وهذه الأصوات الشجية تلامس شغاف القلب مباشرة دون استئذان على الرغم من أن الكثير منهم لا يفهم اللغة فإنها تحرك فيهم الشعور بالإحساس الجميل وتشعرك تلك الأصوات بالانسجام.
ويستطرد قطن: تُجسد في البيئة الريفية عادات أهل الريف حينما يجتمعون مساءً على موقد النار وهم يتبادلون الحديث حول نشاطهم اليومي وسرد الحكايات والقصص المختلفة مع تناول الحليب الساخن المسمى محليا (معذاب) بالإضافة إلى السمن المحلي الذي يسمى محليا (قطميم خرفي) الذي يُنتج في فصل الخريف حيث يكون له مذاق مختلف لتوفر المراعي في موسم الخريف، مما ينعكس ذلك على طعم حليب الأبقار ثم على الزبد الذي يُستخرج من الحليب من خلال خض الحليب لفترة طويلة في قِربة مصنوعة من جلد الغنم.
الجدير بالذكر أن النمط السائد في إنشاء هذه المساكن هو اعتماد بناء معروف يقوم مقام "المهندس" في إدارة عملية البناء وضبط الموازين والأثقال. وتتم عملية البناء بصورة جماعية تتخللها عادة الأغاني الريفية الحماسية التي تشد من همة الرجال. فالمسكن الثاني الملازم للمسكن العائلي هو الحظيرة وتسمى عند أهل الريف "الدقف” وهو عبارة عن حظيرة مسقوفة بالأخشاب مثل السكن الآدمي ولكن أوسع منه وبارتفاع أقل وبه فتحات للتهوية وتراعى فيه مسألة الدفء والبرودة مثل مسكن الأهالي وبجانبه تقام حظائر العجول تسمى "حذور” وهو أقل حجما ولكنها مبنية بعناية فائقة وتراعى فيها مسألة التعليف حيث تصنع بداخلها حظيرة بطول الجدار أو في جانب منه تقدم فيه الحشائش الطازجة يوميا وتبنى من ذات المواد المستخدمة في البناء السابق.
ومن المكونات البيئة الريفية المزرعة الموسمية التي تسمى محليا "اشنو” وقد تكون هذه المزرعة في مكان قريب وفي أي مكان آخر متعارف عليه وتعتمد الزراعات في هذا الموسم -خريف ظفار- على الذرة والدجر والخيار وغيرها من المحاصيل الموسمية وتسور هذه المزارع لحمايتها من الحيوانات وعادة ما تكون في المزارع البعيدة أماكن إيواء كتلك التي تسكنها الأسرة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مشروع «الهوية البيئيّة» يستهدف التوسع محلياً وإقليمياً ودولياً
بشراكة استراتيجية بين وزارة التغير المناخي والبيئة وبرنامج خبراء الإمارات؛ يشهد المشروع الإماراتي «الهوية البيئية» مراحل جديدة كمساهمة مبتكرة لتحقيق الأهداف الوطنية في مجال الاستدامة البيئية من جهة، ومواجهة تحديات التغير المناخي من جهة أخرى.
وأوضح المهندس الإماراتي عبدالله الرميثي، خبير بيئي من برنامج خبراء الإمارات ومدير إدارة السياسات والتشريعات البيئية والتغير المناخي في هيئة البيئة أبوظبي، أن المشروع يتألف من خمس مراحل رئيسية بدأت في 2023 وتنتهي في 2027، حيث ركزت المرحلة الأولى على تطوير المُنتج الأولي مُتضمناً الموقع الإلكتروني وتطبيق الهاتف المحمول، مع إدماج التحقق من الهوية بواسطة تطبيق الـUAE PASS، بينما تركز المرحلة الثانية على تطوير خصائص النظام، وإجراء الاختبارات، وبناء الشراكات الاستراتيجية مع مزودي الخدمات والمكافآت؛ مثل التعاون مع شركة «إي آند» للاتصالات عبر خدمة (Etisalat Smiles).
وأضاف أن المرحلة الثالثة من المشروع تشتمل على تجهيزات الإطلاق العام والترويج وتنفيذ حملات توعية مجتمعية وجمع تقييمات وملاحظات المستخدمين لغايات الجودة والتحسين، بينما تتضمن المرحلة الرابعة الإطلاق الرسمي للمشروع، والوصول إلى 10% من الجمهور المستهدف في بداية الإطلاق، والعمل على ضمان توفر كافة خصائص نظام البصمة البيئية بنسبة 99.9%، في حين سيكون هدف المرحلة الخامسة والأخيرة هو التوسع محلياً وإقليمياً ودولياً، من خلال تلبية احتياجات القطاعين العام والخاص، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية وتحديد مُقدمي الخدمات الجُدد.