في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، دعا مئات الجنود والضباط، في عريضتين جديدتين، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وقف الحرب على غزة، والعمل فورا على إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، في تصعيد غير مسبوق للضغط الداخلي على الحكومة من داخل صفوف جيش الاحتلال.

دعم واسع لتحركات الجنود

ويأتي هذا التحرك في وقت يتزايد فيه التأييد الشعبي والسياسي لهذه الدعوات، حيث أعلنت عائلات الأسرى، إلى جانب وزراء وقادة عسكريين سابقين، وأكاديميين، ونشطاء، وقادة من المعارضة، دعمهم الكامل للجنود الذين يطالبون بإنهاء الحرب، معتبرين أن استمرار العمليات العسكرية يعرض حياة الأسرى للخطر.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الورقة الوحيدة التي تملكها المقاومة في غزة هي الأسرى الإسرائيليون، مشددا على أنه في حال تم تسليمهم دون التوصل إلى اتفاق واضح يشمل وقف الحرب، فلن يتبقى لدى المقاومة أي ورقة يمكنها التفاوض من خلالها.  

وأضاف الرقب_ خلال تصريحات لـ "صدى البلد":   "إذا استعاد الإسرائيليون أسراهم دون مقابل، فلن يكون هناك ما يمكن لغزة أن تفاوض عليه مستقبلا".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدعم استمرار السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة، ولا تؤيد فكرة الانسحاب منه.

واختتم:  "استعادة الأسرى من قبل إسرائيل دون وقف الحرب قد يمهد لعودة حرب طاحنة جديدة، ما سيخلق أزمة كبيرة وخانقة للفلسطينيين".

اتهامات لنتنياهو بالتحريض

ونقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي أن الجنود الموقعين على العريضتين اتهموا نتنياهو بالتحريض ضد سلطات إنفاذ القانون، وتعريض أمن المسؤولين فيها للخطر، ومحاولة عرقلة التحقيقات في قضايا فساد يشتبه بتورطه هو ومقربون منه فيها.

كما كشف الموقع أن المئات من جنود الاحتياط في وحدة السايبر الهجومي ومنظومة العمليات الخاصة قد انضموا إلى هذه الدعوات لوقف الحرب، ما يزيد من الحرج داخل القيادة العسكرية والسياسية.

تحرك جماعي من القوات الخاصة ووحدات النخبة

 وأوضحت  يديعوت أحرونوت صحيفة إسرائيلية، أن أكثر من 200 جندي ومحارب قديم في سلاح البحرية قدموا عريضة جديدة تطالب بإعادة الأسرى، ولو كان ذلك مقابل وقف فوري للعمليات العسكرية. كما وقع نحو 150 جنديا من لواء "غولاني"، أحد ألوية النخبة القتالية في الجيش الإسرائيلي، على عريضة مماثلة تطالب بإعادة الأسرى بأي ثمن، بما في ذلك وقف الحرب.

وفي الساعات الـ 48 الأخيرة، انضم آلاف من جنود الاحتياط في مختلف الأسلحة، ومن ضمنهم طيارون في سلاح الجو، إلى رسالة جماعية تدعو لوقف الحرب من أجل إطلاق سراح الأسرى.

حالة استنفار في قيادة الجيش

ردا على هذا التصعيد، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الأركان، إيال زامير، عقد جلسة طارئة لاحتواء أزمة رسائل الاحتجاج داخل الجيش. 

وأكدت القناة أن القيادة العسكرية تدرك خطورة هذه الظاهرة، وتسعى لتجنب تسييس المؤسسة العسكرية أو استخدام رموزها في صراعات سياسية.

من جانبها، ذكرت يديعوت أحرونوت أن الجيش قرر تخصيص الأيام المقبلة لإجراء محادثات مع الجنود الموقعين على العرائض، في محاولة لاحتواء الغضب المتصاعد وتقليل الأضرار المحتملة على تماسك الجيش.

مصادر إسرائيلية: حرب غزة مستمرة في إشعال الغضب داخل الجيشالخارجية الأمريكية: بحث مشترك بين واشنطن والأردن بشأن غزة والضفةتضامن شعبي مع مطالب الجنود

وفي تطور يعكس اتساع رقعة التأييد لتحركات الجنود، أعلن نحو 200 من عائلات الأسرى الإسرائيليين ونشطاء، دعمهم الكامل للطيارين والجنود الذين دعوا لوقف الحرب.

وجاء في بيانهم، الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن العمليات العسكرية "تهدد حياة الأسرى، وتسببت سابقا في مقتل 41 منهم".

كما اتهم البيان رئيس الوزراء نتنياهو بتعطيل مقترح أمريكي تقدم به الرئيس الأسبق دونالد ترامب، والتضحية بحياة 59 أسيرا لأهداف سياسية داخلية، مؤكدين أن التنازل الجزئي على شكل دفعات هو "نهج خطير يهدد الجميع".

وفي خطوة رمزية، انضم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، إلى قائمة الموقعين على عرائض الاحتجاج، دعما لمطالب الطيارين والجنود بوقف الحرب. ووقع باراك، وهو أحد أبرز القيادات العسكرية والسياسية في تاريخ إسرائيل، على عريضة تؤكد أن وقف الحرب أصبح ضرورة لاستعادة الأسرى وإنقاذ حياتهم.

موقف الحكومة والرد الرسمي

من جهتها، أكدت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى أن "مفاوضات مكثفة" تجري حاليا لإعادتهم، دون تقديم تفاصيل إضافية، وفي المقابل، وصفت الحكومة هذه التحركات بأنها "تمرد ورفض للخدمة العسكرية"، ولوحت بفصل الجنود الموقعين على العرائض، متهمة إياهم بتقوية الأعداء في وقت الحرب.

ومن ناحية أخرى، أوضحت القناة 13 الإسرائيلية أن هناك استعدادا لدى الحكومة لتقديم تنازلات في سبيل التوصل إلى اتفاق، لكن دون المساس بما تسميه "الهدف الاستراتيجي" المتمثل في تدمير حركة حماس.

 والجدير بالذكر، أن هذه التحركات تكشف عن أزمة داخلية غير مسبوقة في الجيش الإسرائيلي، وتدل على انقسام حاد حول جدوى استمرار الحرب في غزة، لا سيما في ظل استمرار احتجاز الجنود والأسرى. 

وبينما تسعى الحكومة لتبرير عملياتها، تتصاعد الأصوات داخل الجيش وخارجه مطالبة بوقف الحرب، حرصا على أرواح المحتجزين، وتفاديا لمزيد من الانقسام الداخلي.

وزير الخارجية: نؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وحماية حرية الملاحة بالبحر الأحمربرلماني أردني: العالم يقف متفرجًا على تدمير غزة بدعم أمريكي مفتوح لإسرائيل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة الاحتلال قطاع غزة فلسطين إسرائيل حماس حركة حماس حرب غزة نتنياهو المزيد الموقعین على وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

ببندقية الغول.. قنص 4 من جنود الاحتلال شرق بيت حانون (شاهد)

بثت "كتائب القسام" مشاهد لقنص عدد من جنود وضباط الاحتلال، ببندقية "الغول" محلية الصنع، شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع.

وقالت "القسام"، إنه استكمالاً لكمين "كسر السيف"، فقد تمكن مقاتلوها من قنص عدد من جنود وضباط العدو ببندقية "الغول" القسامية على شارع العودة شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع.

ويظهر في التسجيل إصابة 4 من جنود الاحتلال برصاص قناص القسام، وطرحهم أرضا، قبل أن تعلن قوات الاحتلال عن مقتل أحدهم، وهو قائد لدبابة .
من بيت حانون

القسام ينشر مشاهد جديدة لقنص جنود إسرائيليين في شرق بيت حانون قبل يومين.

باستخدام الغوول pic.twitter.com/td8yga1mKv — Hanzala (@Hanzpal2) April 26, 2025
اعترف جيش الاحتلال الخميس، بمقتل أحد عسكرييه وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة في معارك بشمال غزة.

وقالت قناة كان الرسمية قالت،  إن الجندي القتيل هو سائق دبابة من الكتيبة 79 في اللواء 14، و قتل ظهرا بنيران قناص في بيت حانون داخل المنطقة العازلة.

وأضافت القناة أنه بعد عملية القنص، أطلق مسلحون صاروخًا مضادًا للدروع على الجنود ما أدى إلى إصابة ضابط من وحدة الهندسة "يهلوم" وجندي احتياط من الكتيبة 79 في اللواء 14 بجروح خطيرة وإصابة جندي احتياط من الكتيبة 8239 في اللواء الشمالي بجروح متوسطة.


واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام بمقتل أحد جنوده خلال معارك في قطاع غزة، وهو أول قتيل يتكبده منذ استئناف حرب الإبادة وإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 18 آذار/ مارس الماضي.

وذكر جيش الاحتلال في بيان، أن "الرقيب أول غالب سليمان النصاصرة (35 عاما) قُتل خلال الاشتباكات في شمال قطاع غزة"، مضيفا أن ثلاثة جنود آخرين أُصيبوا في المواجهات نفسها، فيما تبنت كتائب القسام العملية وأسمتها كمين "حد السيف".

مقالات مشابهة

  • عاجل - وفد من حركة حماس يصل القاهرة لبحث إنهاء الحرب وتبادل الأسرى
  • ببندقية الغول.. قنص 4 من جنود الاحتلال شرق بيت حانون (شاهد)
  • تراجع أسعار الذهب بسبب الحرب التجارية.. وخبير يكشف التوقيت الأنسب للشراء والبيع
  • القسام: قنص 4 جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • "القسام" تعلن قنص 4 من جنود وضباط جيش الاحتلال
  • القسام: تمكنا من قنص 4 من جنود وضباط جيش الاحتلال
  • "بسم الله الله أكبر".. أعمال فنية مصرية جسدت حرب أكتوبر وتحرير سيناء
  • خبير عسكري إسرائيلي: الجيش فقد الاحترافية ويتحول إلى مليشيا قتل بلا أخلاق
  • كَسَبة سوق في السليمانية يحتجون على منع نقل بضائعهم نحو الوسط والجنوب (صور)
  • محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدات