بين وهم الإنجازات وواقع المعاناة: الحكومة أمام امتحان المحاسبة السياسية.
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
بعد صمت طويل، خرج علينا رئيس الحكومة أخيرًا خلال اجتماع داخلي مع فريقه البرلماني، في إطار التحضير للدخول السياسي. لقاء بدا أنه يهدف أساسًا إلى تقديم “توجيهات” لنوابه ومستشاريه، والتي تمحورت بشكل لافت حول دعوته لهم إلى “الدفاع عن الأغلبية الحكومية”. وهنا يحق لنا أن نتساءل: وأين المواطن من كل هذا؟
فالبرلمانيون، قبل أن يكونوا مدافعين عن الأغلبية، هم ممثلو الأمة، يحملون صوت من انتخبهم ووضع ثقته فيهم للدفاع عن مصالحه، لا عن تماسك سياسي هش بات عنواناً لحكومة تتصارع مكوناتها حول من سيقود حكومة « المونديال »،والتي تكاد لا يجمعها سوى الرغبة في الاستمرار في تدبير شؤون البلاد، لا أكثر.
حديث رئيس الحكومة لم يكن مفاجئًا. فمنذ توليه المنصب، دأب على تجاهل تقارير مؤسسات وطنية رسمية، تحذر بوضوح من التدهور الاقتصادي والاجتماعي. أما البرلمان، فقد اختُزل دوره في مناسبات استعراضية، يعتلي خلالها رئيس الحكومة المنصة ليُطرب مسامع برلمانييه بـ”إنجازات” لا يشعر المواطن بأي أثر لها في معيشه اليومي.
التشديد الأخير لرئيس الحكومة على ضرورة تماسك الأغلبية لا يعكس حرصًا على التنسيق في خدمة المواطن، بل يعكس قلقًا سياسيًا حقيقيًا، خاصة وأن الدخول البرلماني تزامن مع فضيحة سياسية كبرى، تمثلت في صرف دعم بقيمة 13 مليار درهم لاستيراد المواشي، دون أن يكون لذلك أي أثر على أسعار اللحوم الحمراء، ودون مساءلة أو محاسبة.
في دول تحترم ديمقراطيتها ومواطنيها، كانت هذه الفضيحة لتدفع الحكومة إلى تقديم استقالتها. لكن في مغربنا، لا نستغرب اعتراف بعض أعضاء الحكومة أنفسهم بهدر المال العام، بل والأدهى من ذلك، الالتفاف على مطالب المعارضة بتشكيل لجنة تقصي الحقائق، من خلال إحداث مهمة استطلاعية لا ترقى إلى مستوى التحقيق والمساءلة.
تشكيل لجنة تقصي الحقائق هو حق دستوري تمارسه المعارضة عندما تستشعر غياب الشفافية، وضعف التواصل الحكومي، وانعدام الأجوبة المقنعة حول ملفات تمس الأمن الغذائي للمغاربة، بل السيادة الغذائية ذاتها. كيف يُعقل صرف دعم ضخم دون أي انعكاس على الأسعار؟ ولماذا يُمنح لفلاحين أجانب في حين يُهمش الفلاح المغربي؟
لجنة تقصي الحقائق ليست أداة للمزايدات أو البوز السياسي كما يروج رئيس الحكومة، بل وسيلة دستورية لجمع المعطيات، تحديد المسؤوليات السياسية والإدارية، وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، كما ينص عليه الفصل الأول من الدستور. وقد يفضي تقريرها إلى محاسبة سياسية، وربما إحالة الملف على القضاء إن وُجد ما يبرر ذلك.
لكن رئيس الحكومة يبدو غير مكترث بكل ذلك. فبدل الانفتاح على آلية رقابية دستورية، اختار توجيه تحذير مبطن لبرلمانيي الأغلبية، يحثهم على عدم الانخراط أو التوقيع مع فرق المعارضة لتشكيل لجنة تقصي الحقائق. وهو بذلك يضع نفسه فوق كل مساءلة، متجاهلاً حق المواطنين في معرفة الحقيقة.
من حقنا أن نتساءل: لماذا انهارت القدرة الشرائية؟ لماذا لم تنخفض أسعار اللحوم رغم الدعم؟ من المستفيد الحقيقي من هذا الدعم؟ لماذا أسعار المحروقات مرتفعة رغم تراجعها عالميًا؟ ولماذا هذا الإصرار على إنهاك المواطن والضغط على جيبه؟ لماذا يُستصغر المواطن إلى هذا الحد، ويُعتبر غير أهل لمعرفة الحقيقة؟
إن إضعاف المؤسسات، والتهرب من المحاسبة، والتضييق على الرقابة، لا يعكس فقط استخفافًا بالدستور، بل يُغذي مشاعر اليأس و”الحُگرة” لدى المواطن، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى مصالحة حقيقية بين المجتمع ومؤسساته، أساسها الشفافية، والعدالة، والمساءلة.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: لجنة تقصی الحقائق رئیس الحکومة
إقرأ أيضاً:
118 عامًا من الإنجازات| الأهلي.. العالم شاهد على أمجاده
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحتفل النادي الأهلي، اليوم الخميس، بعيد ميلاده الـ118؛ حيث يعتبر النادي الأهلي أحد المؤسسات الوطنية المصرية العريقة؛ إذ نشأ لخدمة الوطن، وأصبح حصنا للبطولات المحلية والقارية والعالمية ونادي القرن الإفريقي ويمتلك شعبية جماهيرية طاغية في كل أنحاء العالم .
تأسيس النادي الأهليكانت بداية تأسيس النادي الأهلي مجرد فكرة جاء بها عمر لطفى بك رئيس نادى طلبة المدارس العليا، وهو نادٍ وطنى تم تأسيسه عام 1905 بغرض توحيد المثقفين من شباب مصر المقاوم للاحتلال البريطاني وبعدها اقترح فكرة إنشاء نادٍ رياضى يضم مجموعة من كبار الشخصيات المصرية الوطنية، على رأسهم صديق عمره الزعيم مصطفى كامل وتم اختيار اسم الأهلي لما تشير إليه الكلمة من صفة الوطنية والقومية.
أول اجتماع واختيار الرئيسعقد أول اجتماع لمجلس إدارة النادي الأهلي فى 24 أبريل 1907، واجتمعت اللجنة بمنزل لصالح الإنجليزى ميتشل إنس في الجيزة برئاسته وعضوية كل من إدريس راغب بك وإسماعيل سرى باشا وأمين سامي باشا وعمر لطفي بك ومحمد أفندي شريف سكرتيرًا.
وتنازل عمر لطفي بك عن شرف المنصب التاريخى لرئيس النادي الأهلي الأول لصالح ميتشل إنس الذى كان مستشارا بوزارة المالية وذلك لتيسير عملية الدعم المالى للنادى.
تمت الموافقة على تأسيس النادى وطرح إسماعيل سرى باشا تصميما للمبنى الرئيسي للنادي، وفي نفس الجلسة عرض عمر لطفي بك عقد شركة النادي الأهلي للألعاب الرياضية وطرحت أسهم الشركة بقيمة 5 جنيهات للسهم.
فى 19 يونيو 1907 تسلم الجيل الأول من أبناء النادي الأهلي الأرض، من مصلحة أملاك الدولة ومساحتها أربعة أفدنة وثمانية قراريط وسبعة عشر سهمًا حصل عليها المؤسسون بإيجار رمزي قدره قرش صاغ واحد سنويًا ولمدة عشر سنوات.
وقررت الجمعية العمومية للنادي الأهلي التي كان رئيسها الأول شرفيا هو الزعيم سعد زغلول بصفته وزيرا للمعارف لأول مرة اختيار اسم النادي الأهلي للرياضة البدنية بدلا من الألعاب الرياضية، بناءً على اقتراح من المؤرخ المصري أمين سامي باشا، وفى يوم 2 إبريل 1908، تنحي ميتشل إنس عن منصب رئيس النادي وتم تعيين عزيز عزت باشا رئيسا، ليصبح بذلك أول رئيس مصري لمجلس إدارة النادي الأهلي.
وأقيم حفل الافتتاح الرسمي للنادي للأهلي في المبنى الرئيسي للنادي يوم 26 فبراير 1909 وحضره الإنجليزي إنس رغم استقالته وعودته لبلاده.
إنجازات كرة القدم في الأهليتعد كرة القدم هي القاطرة التي قادت النادي الأهلي إلى القمة وجعلت منه ليس مجرد نادٍ مثل باقي الأندية ولكنه بات "تميمة السعادة" لملايين المصريين ووصل إلى العالمية حين توج بلقب أكثر الأندية تتويجا بالبطولات القارية متفوقا على برشلونة الإسباني.
وكانت اللحظة التاريخية عندما تأسس أول فريق كرة قدم رسمي يمثل النادي الأهلي في عام 1911، وتكون الفريق من بين لاعبى المدارس الابتدائية والثانوية الذين كانوا يلعبون الكرة في “الحوش” الترابي الذى أنشئ عام 1909 فى أرض النادى.
ونال شرف ارتداء الفانلة الحمراء لأول مرة كل من حسين فوزى، إبراهيم عثمان، محمد بكرى، سليمان فائق، حسن محمد، أحمد أنور، حسين حجازى، عبد الفتاح طاهر، فؤاد درويش، حسين منصور، وإبراهيم فهمى.
وكان نجم هذا الفريق المهاجم حسين حجازي، والذي يعتبر أسطورة زمانه وأحد العمالقة فى تاريخ الكرة المصرية، ولعب دورا بارزا فى بناء اللعبة وإنشاء الاتحاد المصرى لكرة القدم عام 1921.
بطولات الأهليوعلى مدار 118 عاما في تاريخ النادي الأهلي توج بـ154 بطولة في كرة القدم فقط على جميع الأصعدة المحلية والقارية والعربية والعالمية، هي 44 لقبا للدورى المصري، و39 لقب كأس مصر، 15 كأس السوبر المحلى، 7 ألقاب بطولة السلطان حسين، 16 لقب دورى منطقة القاهرة، لقب واحد كأس الجمهورية العربية المتحدة، لقب واحد من كأس الاتحاد المصرى.
ونجح الأهلى في التتويج بـ12 لقبا لدورى الأبطال الأفريقى وكأس الكؤوس الأفريقية 4 والكونفدرالية مرة واحدة عام 2014، والسوبر الأفريقى 8 مرات وحقق لقب كاس الأفرو آسيوية مرة واحدة
وعلى الصعيد العربي فاز الأهلي بالبطولة العربية لأبطال الدوري مرة وبالبطولة العربية لأبطال الكئوس مرة، وكأس النخبة العربية مرتين، وتوج الأهلي بكأس أفريقيا وأسيا والمحيط الهادى مرة في تاريخه بالإضافة للفوز بـ4 ميداليات برونزية في بطولة كأس العالم للأندية.
رؤساء النادي الأهليميشيل إنس من 24 إبريل 1907 إلى 01 أبريل 1908
عزيز عزت باشا من 02 إبريل 1908 إلى 09 فبراير 1916
عبدالخالق ثروت باشا من 09 فبراير 1916 إلى 14 فبراير 1922
جعفر والي باشا من 14 فبراير 1922 إلى 07 يوليو 1940
أحمد فؤاد أنور "قائم بأعمال الرئيس" من 07 يونيو 1940 إلى 02 نوفمبر 1941
جعفر والي باشا من 03 نوفمبر 1941 إلى 02 يناير 1944
أحمد حسنين من 03 يناير 1944 إلى 19 فبراير 1947
أحمد عبود باشا من 19 فبراير 1947 إلى 19 ديسمبر 1961
صلاح الدين الدسوقي من 03 ديسمبر 1962 إلى 15 ديسمبر 1965
الفريق عبدالمحسن مرتجي من 15 ديسمبر 1965 إلى 13 يوليو 1967
دكتور إبراهيم كامل الوكيل من 18 يوليو 1967 إلى 8 يوليو 1971
الفريق عبد المحسن مرتجي من 08 يوليو 1971 إلى 12 ديسمبر 1980
صالح سليم من 12 ديسمبر 1980 إلى 16 ديسمبر 1988
محمد عبده صالح الوحش من 16 ديسمبر 1988 إلى 06 فبراير 1992
صالح سليم من 06 فبراير 1992 إلى 06 مايو 2002
حسن حمدي من 06 مايو 2002 إلى 29 مارس 2014
المهندس محمود طاهر من 29 مارس 2014 إلى 30 نوفمبر 2017
محمود الخطيب من 1 ديسمبر 2017 إلى الآن