الجانب المظلم للبيتكوين وتأثيراتها الخطيرة على المناخ
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
مع التحولات التكنولوجية والأزمات الاقتصادية، يهرب المستثمرون إلى ملاذات مالية آمنة باتت توفرها العملات المشفرة التي تحظى أيضا باهتمام القوى الاقتصادية الكبرى، كالصين والولايات المتحدة، ورغم أنها نظريا توفر الأوراق والمعادن المستخدمة في العملات النقدية والورقية فإن تأثيراتها المناخية والبيئية كبيرة، ولا تحظى بالاهتمام أيضا.
وخلصت دراسة حديثة إلى أن البيتكوين (Bitcoin) -العملة المشفرة الأكثر شعبية في العالم- لها تأثيرات مثيرة للقلق على المناخ والمياه والأرض بحكم بصمتها الكربونية العالية، التي يتم غالبا تجاهلها لما يوفره قطاع العملات المشفرة من فرص وفوائد مالية واقتصادية قيمة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل أصبح أباطرة "الكريبتو" هم من يختار ساكن البيت الأبيض؟list 2 of 4البتكوين يتخطى حاجز 100 ألف دولار للمرة الأولىlist 3 of 4في عهد ترامب.. هل يمكن لأي شخص بناء عملات رقمية؟list 4 of 4تراجع ملحوظ للعملات المشفرة وبتكوين عند أدنى مستوى لها في 3 أشهرend of listودرس علماء من جامعة الأمم المتحدة بطوكيو الآثار البيئية للبيتكوين من خلال دراسة أنشطة 76 دولة تقوم بتعدين هذه العملة المشفرة بين عامي 2020 و2021، وتبين أن أنشطة تعدين بيتكوين العالمية تخلّف تأثيرات مثيرة للقلق على المناخ والمياه والأرض، بحكم اعتمادها بشكل كبير على الوقود الأحفوري.
ويقصد بعملية تعدين العملة المشفرة التحقق والمصادقة على المعاملة المالية من خلال سلسلة من الوحدات أو الكتل، التي تعرف باسم "بلوكتشين" (Blockchain)، ويكون ذلك عبر إنشاء كتلة أو إضافتها وإرسالها من خلال رموز ومسائل رياضية معقدة وباستخدام أجهزة حاسوب مُتخصِّصة وقوية وقاعدة بيانات ضخمة تستهلك كثيرا من الطاقة.
وفقا لنتائج الدراسة التي نشرتها كل من جامعة الأمم المتحدة ومجلة "مستقبل الأرض"، استهلكت شبكة تعدين البيتكوين العالمية 173.42 تيراواط ساعة من الكهرباء خلال الفترة 2020-2021. وإذا كانت البيتكوين دولة، لاحتلت المرتبة 27 عالميا من حيث استهلاك الطاقة، متقدمة على دولة مثل باكستان، التي يزيد عدد سكانها على 230 مليون نسمة.
إعلانوتعادل تلك البصمة الكربونية تشغيل 190 محطة طاقة تعمل بالغاز الطبيعي، أو نحو 41 مليون طن من الفحم، وينبغي لتعويضها زراعة 3.9 مليارات شجرة، أو مساحة تعادل تقريبا مساحة هولندا أو سويسرا أو الدانمارك، أو 7% من غابات الأمازون المطيرة.
وخلال فترة البحث (2020-2021)، انبعث من تعدين البيتكوين أكثر من 85.89 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري، وهي انبعاثات قد تكون كافية لوحدها -حسب الدراسة- لدفع ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي إلى ما هو أبعد من هدف اتفاقية باريس المتمثل في إبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن الأنشطة البشرية أقل من درجتين مئويتين.
ووفقا للدراسة، يعتمد تعدين البيتكوين بصورة كبيرة على مصادر الطاقة غير المتجددة، إذ يُمثل الفحم نحو 45% من مزيج إمدادات الطاقة المستهلكة لعملية التعدين، يليه الغاز الطبيعي بنسبة 21%. كما تستهلك أيضا مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الكهرومائية بنسبة 16%، والطاقة النووية بنسبة 9%، والطاقة الشمسية بنسبة 2%، وطاقة الرياح بنسبة 5%.
وبين عامي 2021 و2022، أدى ارتفاع سعر البيتكوين بنسبة 400% إلى زيادة استهلاك الطاقة في شبكة تعدين البيتكوين العالمية بنسبة 140%.
كما قدر الباحثون أن البصمة المائية للعملية تعدين البيتكوين (إجمالي المياه المستخدمة في تطويرها وإنتاجها واستهلاكها) خلال فترة الدراسة بحوالي 1.65 كيلومتر مكعب، وكانت كافية لتلبية الاحتياجات المائية لأكثر من 300 مليون شخص، وهي مماثلة لكمية المياه اللازمة لملء أكثر من 660 ألف مسبح أولمبي.
واستهلكت أنشطة تعدين البيتكوين أيضا، حسب الدراسة، بصمة أرضية (وهي المساحة الفعلية من الأرض اللازمة لإنتاج منتج معين أو المستخدمة من قبل منظمة أو دولة) تعادل 1.4 مساحة مدينة لوس أنجلوس مرة ونصف، أي نحو 1870 كيلومترا مربعا.
وتُعدّ الصين أكبر دولة في مجال تعدين البيتكوين وتعتمد غالبا على الفحم. ولتعويض انبعاثات الكربون الناتجة عن ذلك خلال الفترة نفسها (2021-2022)، قررت الصين زراعة نحو ملياري شجرة، تغطي مساحة تُعادل مجموع مساحة البرتغال وأيرلندا.
إعلانوإلى جانب الصين، شملت قائمة أكبر 10 دول في تعدين البيتكوين في العالم خلال الفترة 2020-2021 -حسب الدراسة- كلا من الولايات المتحدة، وكازاخستان، وروسيا، وماليزيا، وكندا، وألمانيا، وإيران، وأيرلندا، وسنغافورة.
كما تُعدّ النرويج والسويد وتايلند والمملكة المتحدة من بين الدول العشر الأولى في قائمة الدول الأكثر تلويثًا للأرض والمياه عبر أنشطة تعدين البيتكوين. وتُعدّ هذه الدول مسؤولة عما بين 92% و94% من البصمة الكربونية والمائية والبرية العالمية للبيتكوين.
وفي المقابل، تعد البلدان ذات أسعار الكهرباء المنخفضة، مثل كازاخستان -حيث سعر الكهرباء أرخص بـ3 مرات من سعره في الولايات المتحدة- جنات تعدين البيتكوين التي توفر حوافز مالية كبيرة لعملية التعدين، التي تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة غير المتجددة.
وقال البروفسور كافي ماداني أحد المؤلفين الرئيسين للدراسة: "عندما نلاحظ الفئات المستفيدة حاليًا من تعدين البيتكوين، والدول والأجيال التي ستعاني أكثر من غيرها من آثاره البيئية، لا يسعنا إلا التفكير في آثار عدم المساواة والظلم الناجمة عن قطاع العملات الرقمية غير المنظم".
وترصد الدراسة انخفاض حصة الصين في تعدين البيتكوين من 73% عام2020 إلى 21% عام 2022 بسبب السياسات الحكومية وزيادة حصص كل من الولايات المتحدة وكازاخستان بنسبة 34% و10% على التوالي.
وفي هذا السياق، يقدم علماء الأمم المتحدة مجموعة من التوصيات بشأن التدخلات التنظيمية المحتملة للحكومات لرصد الآثار البيئية للعملات المشفرة والتخفيف من تأثيراتها على المناخ.
وتقترح الدراسة الاستثمار في أنواع أخرى من العملات الرقمية الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة والأقل ضررا بالبيئة، والاهتمام بالآثار العابرة للحدود والأجيال الناجمة عن تعدين العملات المشفرة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بيئي تعدین البیتکوین العملات المشفرة على المناخ
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف: كل قضمة من الأطعمة فائقة المعالجة تزيد من خطر الوفاة المبكرة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أنه كلما زادت كمية الأطعمة فائقة المعالجة في نظامك الغذائي، تسبب ذلك بارتفاع خطر الوفاة المبكرة.
وقال كارلوس أوغوستو مونتيرو، وهو المؤلف المشارك في الدراسة التي شملت أكثر من 240 ألف شخص والأستاذ الفخري للتغذية والصحة العامة في كلية الصحة العامة بجامعة ساو باولو البرازيلية: "درسنا خطر وفاة شخص نتيجة تناوله المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة بين سن الـ30 والـ69 عامًا، وهي الفترة التي يكون فيها الموت مبكرًا".
وأضاف مونتيرو الذي صاغ مصطلح "فائقة المعالجة" في عام 2009 عندما طور نظام NOVA، وهو نظام لتصنيف الأطعمة إلى أربع مجموعات بحسب مستوى معالجتها: "لقد وجدنا أنه مقابل كل زيادة بنسبة 10% في إجمالي السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، ارتفع خطر الوفاة المبكرة بنحو 3%".
تتمثل المجموعة الأولى من نظام "NOVA" في الأطعمة غير المصنّعة أو المعالجة بشكل طفيف في حالتها الطبيعية، مثل الفاكهة، والخضار، واللحوم، والحليب، والبيض.
تشمل المجموعة الثانية مكونات الطهي مثل الملح، والأعشاب، والزيوت، بينما تتكون المجموعة الثالثة من الأطعمة المصنّعة التي تجمع بين المجموعتين الأولى والثانية - مثل الأطعمة المعلّبة والخضار المجمّدة.
أما المجموعة الرابعة فتشمل الأطعمة فائقة المعالجة، والتي تحتوي بحسب تعريف مونتيرو، على القليل جدًا أو لا تحتوي أبدًا على أي مكونات غذائية كاملة. وبدلاً من ذلك، تصنّع من "مكونات رخيصة خضعت لمعالجة كيميائية، وغالبًا ما تُستخدم فيها مواد مضافة صناعية لجعلها صالحة للأكل، وشهية، ومسببة للإدمان.
وقد كتب مونتيرو في مقال افتتاحي نُشر في عام 2024 بالمجلة الطبية البريطانية أنه "لا يوجد سبب يدعو للاعتقاد بأن الإنسان يمكنه التكيف بشكل كامل مع هذه المنتجات. وقد يتعامل الجسم معها باعتبارها عديمة الفائدة أو ضارة، ما قد يؤدي إلى إضعاف أو تلف أنظمة الجسم، اعتمادًا على درجة قابلية الشخص للتأثر والكمية المستهلكة من الأطعمة فائقة المعالجة".
لكن قالت سارة غالو، وهي نائب الرئيس الأولى لسياسة المنتجات في جمعية العلامات التجارية الاستهلاكية، التي تمثّل صناعة الأغذية، إن الدراسة الجديدة مضللة، وستؤدي إلى إرباك المستهلكين.
وأضافت غالو في رسالة عبر البريد الإلكتروني أن تشويه سمعة منتجات الأغذية والمشروبات سهلة الاستخدام وبأسعار معقولة وجاهزة للاستخدام قد يحد من الوصول إلى الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، ويؤدي إلى تجنبها، ما يتسبب بانخفاض جودة النظام الغذائي، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء، وتفاقم التفاوتات الصحية".
تناول حصة واحدة يوميًا يصنع فارقًاهذه الدراسة ليست الأولى التي تجد علاقة بين الآثار الصحية السلبية وزيادة بسيطة في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.
وقد وجدت دراسة نُشرت في فبراير/ شباط عام 2024 أدلة "قوية" على أن الأشخاص الذين تناولوا المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة كانوا أكثر تعرضَا للوفاة بنسبة 50% بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، والإصابة باضطرابات نفسية شائعة.
يتسبب تناول كميات أكبر من هذه الأطعمة أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالقلق بنسبة تصل إلى 53%، والسمنة بنسبة 55%، واضطرابات النوم بنسبة 41%، وتطور مرض السكري من النوع الثاني بنسبة 40%، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، أو الوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 20%.
عرّف الباحثون في دراسة أُجريت في فبراير/ شباط الزيادة في الاستهلاك بأنها حصة واحدة إضافية أو ما يعادل زيادة بنسبة 10% يوميًا من الأطعمة فائقة المعالجة.
أظهرت دراسة أجريت في مايو/ أيار عام 2024 أن إضافة 10% فقط من الأطعمة فائقة المعالجة إلى نظام غذائي صحي قد يزيد أيضًا من خطر التدهور المعرفي، والسكتات الدماغية، بينما حددت أبحاث أجريت في عام 2023 أن زيادة تناول الأطعمة فائقة المعالجة بنسبة 10% ترتبط بارتفاع احتمال الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي العلوي.
يُقدّر أن ما يصل إلى 70% من الإمدادات الغذائية في الولايات المتحدة تتكون من أطعمة فائقة المعالجة.
وقالت فانغ فانغ زانغ، وهي أستاذة مشاركة ورئيسة قسم علم الأوبئة الغذائية وعلوم البيانات في جامعة تافتس ببوسطن، في مقابلة سابقة مع CNN: "يستهلك الأطفال في الولايات المتحدة ثلثي عدد سعراتهم الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، بينما تشكّل هذه الأطعمة حوالي 60% من الأنظمة الغذائية للبالغين".
تقدير عالمي للوفيات القابلة للوقايةاتخذت الدراسة الأحدث، التي نُشرت يوم الإثنين في المجلة الأمريكية للطب الوقائي، خطوة إضافية من خلال تقدير عدد الوفيات التي يمكن الوقاية منها في ثماني دول ذات معدلات استهلاك منخفضة، ومتوسطة، وعالية للأطعمة فائقة المعالجة.
أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، إدواردو أوغوستو فرنانديز نيلسون، وهو الباحث بمؤسسة أوزوالدو كروز في ريو دي جانيرو، في بيان:"يمكن أن تتراوح نسبة الوفيات المبكرة القابلة للوقاية بسبب استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة بين 4% في الدول ذات الاستهلاك المنخفض و14% في الدول ذات الاستهلاك المرتفع".
مع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن الدراسة لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت الوفيات "ناتجة عن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة".
من جهتها، أشارت العالمة نيريس أستبري، وهي أستاذة مشاركة في مجال التغذية والسمنة بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، في بيان إلى أن "وسائل هذه الدراسة ببساطة لا تستطيع تحديد ذلك".
ذكرت الدراسة أن الولايات المتحدة تُعد الدولة صاحبة أعلى نسبة استهلاك للأطعمة فائقة المعالجة في العالم، إذ يشكل هذا النوع من الطعام نحو 55% من النظام الغذائي الأمريكي المتوسط.
وقدّر الباحثون أنه لو تم تقليل استهلاك هذه الأطعمة إلى الصفر، لكان من الممكن منع أكثر من 124 ألف حالة وفاة بالولايات المتحدة في عام 2017.
أما في الدول ذات الاستهلاك المنخفض للأطعمة فائقة المعالجة، مثل كولومبيا (15% من النظام الغذائي) والبرازيل (17.4%)، فقد قدّر الباحثون أن تقليل الاستهلاك إلى الصفر كان يمكن أن يمنع نحو 3,000 حالة وفاة بكولومبيا في عام 2015، و25 ألف حالة وفاة بالبرازيل في عام 2017.
وأوضحت زانغ: "حدد المؤلفون الحد الأدنى النظري لمستوى الخطر بأنه صفر. هذا يعني سيناريو يتم فيه القضاء التام على جميع الأطعمة فائقة المعالجة، وهو أمر غير واقعي إلى حد بعيد بل يكاد يكون مستحيلاً في مجتمعنا الحالي".
وأضافت: "نتيجة لذلك، قد تكون تقديرات عبء الوفيات المبكرة بسبب استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة مبالغًا فيها".
نشر الثلاثاء، 29 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.