بوينج تتلقى ضربة قوية من الصين وسط تصاعد التوتر التجاري
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
واشنطن – وكالات
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الصين ألغت صفقة كبيرة مع شركة بوينغ الأميركية، في خطوة اعتبرها نكثًا لالتزام تجاري كامل، وذلك وسط تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشال": "من اللافت أنهم نكثوا بصفقة كبيرة مع بوينغ الكبرى، قائلين إنهم لن يتسلموا الطائرات التي التزموا بها بالكامل".
وجاءت تصريحات ترامب عقب تقرير أفاد بأن السلطات الصينية أمرت شركات الطيران المحلية بوقف استلام الطائرات الجديدة من بوينغ، وتعليق شراء المعدات وقطع الغيار من الشركات الأميركية.
القرار الصيني جاء ردًا على فرض واشنطن رسوما جمركية وصلت إلى 145% على واردات صينية، ضمن سلسلة من الإجراءات التجارية التي اتخذتها إدارة ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض.
وتسببت هذه التطورات في تراجع أسهم بوينغ بنسبة 2% في تعاملات ما قبل السوق، بينما يواجه عملاق صناعة الطيران الأميركي انتكاسة جديدة في سوق كانت تمثل نحو 20% من طلباته العالمية المتوقعة خلال العقدين المقبلين.
ورغم أن بعض طائرات بوينغ من طراز 737 ماكس جاهزة للتسليم، إلا أن مستقبل تسليمها إلى الصين بات رهنًا بقرارات سياسية وحكومية، في وقت تواجه فيه الشركة أزمات داخلية حادة ومنافسة شرسة من إيرباص والطائرة الصينية "كوماك C919".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر بين الهند وباكستان بعد مجزرة دامية في كشمير.. التفاصيل
شهدت العلاقات الهندية الباكستانية تصعيدًا خطيرًا عقب مجزرة مروعة وقعت في منطقة باهالغام السياحية بإقليم جامو وكشمير المتنازع عليه، راح ضحيتها 26 سائحًا – معظمهم من المواطنين الهنود – في هجوم مسلح أعاد شبح العنف إلى واحدة من أكثر مناطق العالم توترًا.
اتهامات متبادلة وإجراءات عقابية
الهجوم، الذي وقع الثلاثاء الماضي، وأودى بحياة 25 هنديًا وسائح نيبالي، نفذته جماعة مسلحة تُعرف باسم "جبهة المقاومة"، التي أعلنت مسؤوليتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دون تقديم أدلة ملموسة. واتهمت الهند باكستان بدعم الجماعات المسلحة الناشطة في كشمير، وهي تهمة سارعت إسلام آباد إلى نفيها، مطالبةً بالأدلة.
رد نيودلهي جاء سريعًا وحازمًا، حيث أعلنت سلسلة من الإجراءات العقابية أبرزها تخفيض التمثيل الدبلوماسي، إغلاق معبر حدودي رئيسي، وتعليق مشاركتها في معاهدة تقاسم مياه نهر السند – وهي خطوة تُعد غير مسبوقة منذ توقيع المعاهدة عام 1960.
باكستان بدورها ردت بإجراءات مماثلة، شملت تعليق التجارة مع الهند، طرد دبلوماسيين هنود، إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات القادمة من نيودلهي، واعتبرت أن التعليق الهندي للمعاهدة بمثابة "إعلان حرب مائي".
مخاوف من التصعيد العسكريوفيما حذر خبراء من مخاطر الانزلاق نحو مواجهة عسكرية مفتوحة بين الجارتين النوويتين، قال الباحث في جامعة ستانفورد، أرزان تارابور، إن مودي يواجه "إغراءً سياسيًا قويًا للرد"، مشيرًا إلى احتمال استهداف الهند لمواقع يُشتبه بارتباطها بالمسلحين داخل الأراضي الباكستانية.
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة تافتس، فهد همايون، فأعرب عن قلقه من تدهور الأوضاع، قائلًا: "تعليق معاهدة مياه نهر السند لا يُنذر بخير، وقد يُفسر في باكستان كعمل عدائي يستدعي الرد".
المشهد في كشمير: دموع وخوف وركود سياحيوفي كشمير، عمّ الحزن والقلق المنطقة، حيث تحدث شهود عيان عن لحظات رعب عاشها السياح قبل إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة. وانتشرت عبر الإنترنت مقاطع فيديو تُظهر جثث الضحايا ومن نجا منهم وهم في حالة صدمة.
السلطات الهندية عززت تواجدها الأمني في الإقليم، فيما أُغلقت المدارس ليوم واحد قبل أن تُستأنف الدراسة، وسط أجواء من الحداد الشعبي. وقال محسن، صاحب شركة سياحية في باهالغام: "85% من حجوزاتنا أُلغيت خلال ساعات. الموسم السياحي انتهى قبل أن يبدأ، ونحن نواجه خسائر مدمرة".
سؤال مفتوح: إلى أين تتجه الأزمة؟بينما تتبادل الهند وباكستان الاتهامات، وتستعرضان أدوات الردع، تتجه الأنظار نحو المجتمع الدولي في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة. وفي ظل غياب أي وساطة أو تدخل خارجي، تبدو الأيام المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان الطرفان سيكتفيان بالردود الدبلوماسية أم أن التصعيد العسكري بات وشيكًا.
المجزرة الأخيرة لم تكن مجرد هجوم إرهابي، بل تحولت إلى شرارة قد تعيد إشعال أحد أخطر الصراعات في العالم، بين قوتين نوويتين لا تزال ذاكرة الحروب السابقة حاضرة بينهما.