رغم مقتل قائد مجموعة المرتزقة الروسية، يفغيني بريغوجين، ترى موسكو أن مصلحتها تقتضي مواصلة فاغنر أنشطتها في إفريقيا، وفق ما أكده خبراء لوكالة "فرانس برس" التي أضافت أن موسكو "توكل أنشطتها في إفريقيا" إلى فاغنر منذ العام 2014.

على الصعيد الأمني، تم نشر مقاتلي فاغنر إلى جانب قوات الجيوش الوطنية في كل من جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي.

مادة اعلانية

على الصعيد السياسي، تتهم المجموعة بتنفيذ حملات تضليل وأخرى لزعزعة الاستقرار. أما تجارياً، فتتهم فاغنر باستغلال الموارد الطبيعية في عدة بلدان إفريقية.

يشير محللون إلى أن "لا مصلحة للكرملين في وضع حد لهذه الأنشطة".

وكان آخر ظهور لبريغوجين أمام عدسات الكاميرات في تسجيل مصوّر بُثّ الاثنين بدا فيه مرتدياً بزّة مموّهة ويحمل بندقية هجومية فيما قال إنه في إفريقيا حيث ينشط "في سبيل عظمة روسيا".

آخر ظهور لبريغوجين في إفريقيا

وكان ذلك أول ظهور مصوّر بالفيديو له منذ قاد تمرّداً سرعان ما انتهي ضد الكرملين في يونيو الماضي.

وحتى قبل التقارير عن وفاته، كان المحللون ينظرون في التداعيات المحتملة للتمرّد.

خلافة "دقيقة"

وتؤكد المسؤولة عن إفريقيا لدى "المجلس الأطلسي" للأبحاث راما ياد لوكالة "فرانس برس" أنه بفاغنر أو بدونها "ترغب روسيا في المحافظة على مصالحها التجارية والأمنية في إفريقيا.. إنه هدف أساسي".

ويملك الكرملين أدوات نفوذ أخرى في القارة الإفريقية التي تعد في قلب معركة استراتيجية تخوضها قوى العالم. وتشمل هذه الأدوات سفارات واستثمارات خاصة وشركات مملوكة لروسيا، من قنوات تلفزيونية وصولاً إلى كنائس أرثوذكسية.

ساعد ذلك في دعم نجاحات فاغنر في إفريقيا، بحسب الخبيرة في فاغنر ومؤلفة كتاب مرتقب عن مجموعة المرتزقة لو أوزبورن.

بدوره، قال السياسي المعارض من جمهورية إفريقيا الوسطى جوزيف بندونغا إن "فاغنر أداة للاستعمار الجديد الروسي ولا يوجد سبب يدفعها للتوقف".

شاحنة لفاغنر في إحدى قرى افريقيا الوسطى

لكن مهمة السيطرة على منظمة بريغوجين المعقّدة لن تكون سهلة.

وقال المحلل في "معهد هادسن" بيتر راف إن "لا نية لدى الكرملين بالتخلي عن مواقع بريغوجين في إفريقيا.. لكن نقل هذه العمليات من بريغوجين إلى خليفة له سيكون مسألة دقيقة".

صعوبة استبداله

هذا وأشار "مركز صوفان" للأبحاث الذي يتّخذ من نيويورك مقرا له إلى أنه "كما أقرّ الرئيس فلاديمير بوتين بنفسه مؤخراً، فإن حتى الكرملين لا يمكنه حقّاً فهم النظام المعقّد الذي أداره يفغيني بريغوجين".

وأشار الباحث المستقل جون لينشر الذي يؤلّف كتاباً عن المجموعة إلى نقطة مشابهة. وقال إن "استبدال عناصر فاغنر في إفريقيا سيتطلب إيجاد عناصر جدد لديهم شبكات الاتصال والخبرة اللازمة لمواصلة العمليات.. إنه أمر غير مرجّح".

على سبيل المثال، ازداد نفوذ فاغنر في جمهورية إفريقيا الوسطى بشكل ثابت منذ وصلت إليها عام 2017، إلى حد أنّها نظّمت استفتاء في يوليو على إعادة صياغة دستور البلاد.

وقال ليشنر: "يمكن أن تبقى بعض الشخصيات الرئيسية التي تمثّل فاغنر.. في مواقعها، لأسباب لعل أبرزها شبكة اتصالاتها والمعرفة المؤسساتية التي تؤدي إلى تواصل العمليات في جمهورية إفريقيا الوسطى".

لكن مقتل بريغوجين يترك منصباً رئيسياً شاغراً من الصعب ملؤه، بحسب محللين.

وقال الصحافي الاستقصائي الروسي دينس كوروتكوف: "ستكون هناك بالتأكيد العديد من الشخصيات التي ستحاول التعبير عن رغبتها بتولي هذه الأنشطة الصعبة، شرط تلقيها التمويل المناسب". وتابع: "لكنهم سيكونون بالتأكيد أقل شأناً من بريغوجين".

فاغنر "الخيار الوحيد"

وتعد المخاطر كبيرة بالنسبة لبعض شركاء فاغنر.

ويتّهم بعض معارضي تواجد القوة في إفريقيا، مثل فرنسا والولايات المتحدة، فاغنر بالتصرّف كـ"تأمين على حياة" أنظمة مثل قادة مالي العسكريين.

عناصر من فاغنر في مالي العرب والعالم روسيا و بوتين بريطانيا: مقتل قائد فاغنر مرجح جداً.. لكن لا يوجد دليل قاطع حتى الآن!

وقال ليشنر إن "فاغنر نتاج افتقار الدولة للإمكانيات والاهتمام باستعراض قوة عسكرية رسمية في إفريقيا".

وما زالت هذه المشكلة قائمة ولا توجد أي جيوش خاصة أخرى يمكنها تولي هذا الدور، على حد قوله.

وأوضح ليشنر أن لا بديل بالنسبة للحكومات الإفريقية التي لا ترغب بالتعاون مع الغرب، مضيفاً: "ما زالت فاغنر الخيار الوحيد".

لكن فيديل غواندجيكا، المستشار الخاص لرئيس إفريقيا الوسطى فوستين أركانج تواديرا، بدا غير مكترث بالتطورات الأخيرة.

وقال: "لن يغيّر الأمر شيئاً على أرض الواقع.. لدينا اتفاق دفاعي مع روسيا الاتحادية التي تعاقدت مع عناصر فاغنر شبه العسكريين في إطار هذا الاتفاق".

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News بريغوجين إفريقيا فاغنر

المصدر: العربية

كلمات دلالية: بريغوجين إفريقيا فاغنر جمهوریة إفریقیا الوسطى فی إفریقیا فاغنر فی

إقرأ أيضاً:

«الكرملين» ردا على محاولة اغتيال ترامب الثانية: اللعب بالنار له عواقب

قال «الكرملين»، ردًا على ارتباط المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب المزعومة أثناء لعب الجولف بفلوريدا، إن «اللعب بالنار له عواقب»، بحسب وكالة «رويترز».

وردًا على سؤال حول ما وصفه مكتب التحقيقات الفيدرالي بمحاولة اغتيال «ترامب»، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «ليس من حقنا أن نفكر، بل ينبغي لأجهزة الاستخبارات الأميركية أن تفكر، وفي كل الأحوال فإن اللعب بالنار له عواقبه»، وذلك في إشارة إلى المشتبه به.

مطلق النار كان مؤيدًا لأوكرانيا

وكانت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، قالت إن المشتبه به اسمه ريان ويسلي روث، وعمره 58 عامًا، وهو من هاواي. وأشارت 3 حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تحمل اسم «روث» إلى أنه كان مؤيدًا متحمسًا لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنها أجرت مقابلة مع المشتبه به عام 2023 من أجل مقال عن الأمريكيين الذين تطوعوا للمساعدة في جهود الحرب في أوكرانيا، وكان «روث» واحدًا ممن دعوا إلى التطوع للمشاركة في الحرب الروسية الأوكرانية.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: ابتزاز طالبي اللجوء للقتال بغزة يُمهد لتشكيل فاغنر إسرائيلية
  • الكرملين يعلق على محاولة اغتيال ترامب الثانية
  • الكرملين: وجود صلات بين مطلق النار على ترمب بأوكرانيا له تبعات وعواقب
  • «الكرملين» ردا على محاولة اغتيال ترامب الثانية: اللعب بالنار له عواقب
  • الكرملين: لم ولن نتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
  • الكرملين: بوتين دائما يتأنى بشكل كبير فيما يتعلق بالرد على تصرفات الغرب
  • تحقيق يكشف استخدام الإمارات لـفاغنر في تهريب أسلحة لقوات الدعم السريع
  • بتقديم أدلة جديدة.. جنوب إفريقيا تصر على إدانة “إسرائيل” في قضية “الإبادة الجماعية” التي رفعتها
  • الآلاف يتظاهرون في تل ابيب مطالبين برحيل نتنياهو
  • جنوب إفريقيا تؤكد تصميمها على متابعة قضية “الإبادة الجماعية” التي رفعتها ضد “إسرائيل”