تناغم ساحر في فيلا بالاديو بين الحضارتين الإيطالية والهندية.. عمّا أسفر؟
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانوتا، راجستان، قرية صغيرة تغمرها الغبار هذه الأيام.
لكنّها ذات مرة، شكّلت صلة الوصل بين مملكتي الهند القديمتين: البلاط المغولي في أغرا والبلاط الملكي في جايبور. على هذا الطريق، يقع فندق بوتيك ومنتجع "فيلا بالاديو" (Villa Palladio).
تاريخ ملوّن Credit: Atul Pratap Chauhanتلقّب جايبور باسم "المدينة الوردية" تيمّنًا بألوان مبانيها الهادئة.
فيلا بالاديو ليست ورديّة اللون. كما أنها غير مزينة بالأنماط الزهرية أو الهندسية التي تشتهر بها جايبور.
عوض ذلك، يطبع جدران البناء ألوان قرمزية مستعارة من كرادلة الروم الكاثوليك، ورمّان مستوحى من لوحات بوتيتشيلي، وأشجار النخيل التي ترمز إلى المكانة الرومانية.
كانت الفيلا سابقًا، مكان إقامة عائلة كانوتا الملكية، ثم حوّلتها كل من رائدة الأعمال الإيطالية باربرا ميوليني والمصممة الهولندية ماري آن أودييانز إلى فندق بوتيكي.
Credit: Atul Pratap Chauhanكلاهما تُقيمان الآن في جايبور.
نشأت ميوليني في سويسرا، وقصدت جايبور لقضاء إجازتها عام 2005، فانتهى بها المطاف بالبقاء هناك.
أمضت السنوات الأولى من حياتها المهنية في ريف البندقية، متأثّرة بالمراجع التاريخية والمعمارية لأحد أعظم المهندسين المعماريين الإيطاليين في القرن السادس عشر، أندريا بالاديو.
اشتهر بالاديو بدمج عناصر عصر النهضة والأساليب الفرنسية المعاصرة، وابتكر أسلوبًا فريدًا تمامًا يُعرف باسم الأنغلو-بالادية.
أرادت ميوليني بناء عمارة مماثلة، تمزج بين طِرازي عمارتَي مغول الهند والروكوكو الإيطالية لإنشاء مبنى فريد.
وقالت ميوليني لـCNN: "كانت محكمة جايبور مركزًا للإنتاج الهندي الفاخر لنحو 300 عام، فيما كانت البندقية عاصمة الرفاهية الأوروبية لقرون عدّة".
وتابعت: "هناك تطور مذهل وحضور للتاريخ في جماليات المدينتَين، وعند تحاور الحضارتين، ألّفا مزيجًا رائع الجمال".
كسب دعم السكان المحليين Credit: Atul Pratap Chauhanوللمبنى الذي أصبح فيلا بالاديو قصة قصيرة، لكنّها رائعة.
بناه أحد نبلاء كانوتا أبهاي سينغ عام 1960، وفق طراز عمارة راجاستان، مع أجنحة مفتوحة، وأقواس صدفيّة، وساحات، وأبراج، وجدران شبيهة بالحصون.
ولفتت ميوليني إلى أنّ الهيكل كان يتمتع بحالة جيّدة وتمّ الاعتناء به جيدًا. وأعربت عن أنّه ينتابك "في هذا المكان شعور بالحنين الإيطالي عندما يمر المرء على منازل وقلاع مهجورة على طرق تاريخية. كنت أرغب بإجراء الحد الأدنى من التدخّلات الهيكلية".
تضيف ماري آن أودييانز، المصمّمة الهولندية التي تتّخذ من جايبور مقراً لها، والتي تعاونت مع ميوليني: "لقد أعطاني الريف الإلهام البصري: النساء في الحقول، والأميرات الملكيات في أزيائهن وخُمُرهنّ يغطّين رؤوسهنّ. لقد مزجتها مع وفرة الذوق الإيطالي".
هكذا.. بدأت الفيلا تتشكّل.
Credit: Atul Pratap Chauhanتم تحويل أبراج المراقبة المصقولة إلى غرف ضيوف مطلية بخطوط وردية. وتوزّعت مظلات شمسية إيطالية وكراسي استرخاء حول حوض سباحة مبني وفق طراز عمارة المغول.
وأتى العمل الجاد والاهتمام بالتفاصيل ثماره في مكان قد يكون أحيانًا غير مرحّب فيه بالتصاميم الجديدة.
وقال الدكتور فيبور موكول سينغ، الذي أنجز مشاريع معمارية في كل من إيطاليا وراجستان إن "لجايبور أسلوبها المميّز الخاص بها". وتابع: "من الصعب حقًا الحصول على قبول لبعض العمارة الأجنبية هنا. المفتاح هو أنّ ظاهر فيلا بالاديو إيطالي وفي الوقت عينه متجذرة بعمق في الأرض".
Credit: Atul Pratap Chauhanكانت إحدى طرق المحافظة على تراث الفيلا إشراك الحرفيين المحليين قدر الإمكان. وأشارت ميوليني إلى أنّ فرش الفندق، والوسائد، والسجاد، والمصابيح، والكراسي، كلها مصنوعة في جايبور.
في العديد من الحالات، لم يسبق للحرفيين المحليين زيارة إيطاليا ولم يعرفوا تقاليدها، لكنهم اتبعوا رسوم أودييانز المصنوعة يدويًا لإنشاء كل شيء.
لم يشكل ذلك مفاجأة للمصممتين.
Credit: Atul Pratap Chauhanوقالت ميوليني: "في مشاريعنا، أدركنا أنّ الحرفيين البسطاء فهموا تصميمنا وحساسيتنا بشكل أفضل".
أما النتيجة النهائية فكانت تعاونًا بين الدول عوض التصادم.
إيطالياالهندهولنداالبندقيةتصاميمعمارةنشر الجمعة، 25 اغسطس / آب 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البندقية تصاميم عمارة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مصنع مخدرات داخل فيلا لماهر الأسد غرب دمشق (شاهد)
بعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، عاد المخدر المسمى "الكبتاغون" والذي كسب منه نظام الأسد مليارات الدولارات، إلى الواجهة مجدداً.
ومؤخرا تم اكتشاف مصنع كبير داخل فيلا في منطقة الديماس، غرب العاصمة دمشق، بحسب وكالة الأناضول التي أكدت أن تلك الفيلا تعود لماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة وشقيق بشار الأسد.
وأظهرت مشاهد ملتقطة وجود عشرات البراميل في غرف الفيلا تحتوي على مواد خام ومعدات تستخدم في إنتاج المخدرات.
#سوريا.. اكتشاف مصنع كبير للمخدرات داخل فيلا لماهر الأسد، شقيق رئيس النظام المخلوع في منطقة الديماس، غربي العاصمة #دمشق https://t.co/9kSN59C24a pic.twitter.com/Zrq53IcVp9
— Anadolu العربية (@aa_arabic) December 15, 2024وأفادت التقارير بأن نظام الأسد، استولى على فلل تعود للمدنيين، وحولها إلى مصانع لإنتاج المخدرات.
وجنى النظام المنهار مليارات الدولارات من تجارة المخدرات، التي تعتبر من أكبر مصادر دخله، وفق العديد من التقديرات.
وتشير المعلومات إلى أن شبكة إنتاج وتهريب المخدرات التي يرأسها ماهر الأسد، كانت تُصدّر المخدرات المصنعة في سوريا بشكل كبير عبر لبنان إلى دول المنطقة والعالم.
وعثرت إدارة العمليات العسكرية منذ سقوط الأسد على عدة مواقع في مختلف أنحاء البلاد تُستخدم لإنتاج المخدرات وتجهيزها للتصدير.
وتؤكد الولايات المتحدة ودول أخرى مسؤولية نظام الأسد عن إنتاج وبيع المنشطات الشبيهة بالأمفيتامين المعروفة باسم الكبتاغون، التي أصبحت متجذرة في أنحاء الشرق الأوسط.
ويُقدّر الخبراء أن التجارة السنوية في الكبتاغون تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وتربط الحكومات الغربية هذه التجارة غير المشروعة بماهر الأسد و”الفرقة الرابعة” التي كان يقودها.
وقالت كارولين روز، مديرة مشروع تجارة الكبتاغون في معهد “نيو لاينز” في نيويورك، إن قيمة التجارة العالمية للكبتاغون تُقدر بنحو 10 مليارات دولار، في حين تُقدر الأرباح السنوية للنظام المخلوع بنحو 2.4 مليار دولار.
وأشارت روز إلى أنه حتى سقوط نظام الأسد، لم تُسجل أي حالة لمصادرة معمل لتصنيع الكبتاغون في الأراضي التي كانت تحت سيطرة النظام.
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.