كشفت تقارير صحفية وعسكرية عن نشر دولة الإمارات العربية المتحدة نظام رادار متطور صنعته شركة ELTA التابعة لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية في منطقة بونتلاند شمال شرق الصومال، المجاور لقاعدة بوساسو الجوية التي تديرها الإمارات.

 

وتؤكد معلومات استخباراتية مفتوحة المصدر، ومعلومات رصدها ناشطون في بونتلاند، وصور جوية أن الرادار متعدد المهام، وتم تركيبه بالقرب من مطار بوساسو، المجاور لقاعدة بوساسو الجوية التي تديرها الإمارات العربية المتحدة، ويطل على الجهة الأخرى من سواحل اليمن.

 

الرادار المُدمج في منظومة القبة الحديدية لإسرائيل قادر على رصد الصواريخ والطائرات المُسيّرة والتهديدات المدفعية. وتشير مصادر إلى أن الإمارات تستخدم المنظومة لرصد إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة اليمنية نحو أهداف إسرائيلية وطرق الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

 

وينقل موقع ميدل إيست مونيتور عن مراقبين تحذيرهم من أن هذه الخطوة تُحاكي أساليب حقبة الحرب الباردة، حيث دعمت القوى الأجنبية فصائل محلية لتأمين الوصول إلى الممرات المائية الاستراتيجية. وقد أصبح خليج عدن والبحر الأحمر بؤرتين للتوتر في ظل حرب إسرائيل المستمرة على غزة، وهجمات التضامن الانتقامية التي تشنها القوات المسلحة اليمنية المتحالفة مع الحوثيين.

 

وقال موقع الجيش البلغاري في دراسة موسعة ترجمها الموقع بوست إن النظام الإسرائيلي يعد قطعة متطورة من التكنولوجيا مصممة لمراقبة الجو والمدفعية، بالإضافة إلى تتبع الصواريخ والطائرات بدون طيار، ويثير التساؤلات حول النوايا الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة القرن الأفريقي المضطربة.

 

ويأتي نشر الرادار في بونتلاند، وهي منطقة شبه مستقلة في الصومال، في وقتٍ تشهد فيه المنطقة مناورات جيوسياسية متصاعدة، حيث تتنافس القوى العالمية على النفوذ على الطرق البحرية الحيوية، وبينما لا يزال الهدف الدقيق من النشر غير واضح، فإنه يشير إلى ترسيخ الوجود العسكري والاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة بالغة الأهمية للتجارة والأمن العالميين.


 

 

ما هو الرادار؟

 

ويعتبر رادار ELM-2084، من إنتاج شركة ELTA Systems، التابعة لصناعات الفضاء الإسرائيلية، وهو رادار متنقل يعمل على النطاق S، يتميز بتعدد استخداماته ودقته، ويمكنه اكتشاف وتتبع ما يصل إلى 1100 هدف في آنٍ واحد على مسافات تصل إلى حوالي 470 كيلومترًا، مما يوفر وعيًا لحظيًا ثلاثي الأبعاد بالوضع.

 

ويتيح نظام التوجيه الإلكتروني النشط للنظام تجميع صورة جوية شاملة دون دوران ميكانيكي، والتكيف ديناميكيًا مع التهديدات الواردة، ويتفوق النظام في أدوار متعددة منها كشف الطائرات، وتتبع الصواريخ الباليستية، وتحديد موقع نيران المدفعية، وتوفير توجيهات التحكم في إطلاق النار لأنظمة الدفاع الجوي مثل القبة الحديدية الإسرائيلية ومقلاع داوود.

 

ويتضمن سجله القتالي المُثبت نجاحاً بنسبة 90% في اعتراض القبة الحديدية لأكثر من 1000 صاروخ، كما هو مُبين في البيانات التشغيلية لجيش الدفاع الإسرائيلي، وتُمكّن قابلية نقل الرادار - الذي يتألف من وحدة رادار، ووحدة تحكم، ونظام تبريد، ومولد طاقة - من نشره على منصات مُختلفة، مما يجعله مثالياً للبيئات الديناميكية مثل بونتلاند.


 

 

الموقع وخليج عدن

 

إن الموقع الاستراتيجي لبونتلاند بالقرب من خليج عدن، الذي يُعدّ معبرًا رئيسيًا للشحن العالمي عبر قناة السويس، يجعل نشر الرادار ذا أهمية خاصة، إذ يُدير الخليج حوالي 12% من التجارة العالمية و30% من حركة الحاويات، وفقًا للمنظمة البحرية الدولية.

 

ويشير الموقع البلغاري إلى منطقة القرن الأفريقي أصبحت ساحةً جيوسياسيةً تنافسية، حيث تتنافس الإمارات العربية المتحدة مع تركيا وقطر والصين ودول غربية على النفوذ. وتعكس استثمارات الإمارات في موانئ مثل بربرة في أرض الصومال، ووجودها العسكري المزعوم في اليمن، استراتيجيةً تهدف إلى ضمان الهيمنة البحرية.

 

ويُضفي اختيار رادار إسرائيلي الصنع أهميةً إضافية، فقد رسّخت الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل علاقاتهما من خلال اتفاقيات إبراهيم عام 2020، مما عزز التعاون في مجالي الدفاع والتكنولوجيا، ويُعدّ نشر نظام ELM-2084 رمزًا لهذه الشراكة، إذ يُظهر قدرة الإمارات العربية المتحدة على الوصول إلى أحدث الأنظمة الإسرائيلية.

 

يشير الموقع البلغاري إلى أن المعنى الاقتصادي لهذا يؤكد تجاوز أنشطة الإمارات العربية المتحدة في بونتلاند الجانب الأمني، فقد استثمرت شركة موانئ دبي العالمية التابعة للإمارة بكثافة في ميناء بوساسو، بهدف تحويله إلى مركز تجاري إقليمي. ويمكن للرادار حماية هذه الاستثمارات من خلال رصد التهديدات التي تواجه الشحن أو البنية التحتية، بما يتماشى مع رؤية الإمارات العربية المتحدة في دمج الهيمنة العسكرية والتجارية.


 

 

ويعتبر هذا يُحاكي سوابق تاريخية، مثل سيطرة بريطانيا على عدن في القرن التاسع عشر لتأمين طرق التجارة إلى الهند، ومع ذلك قد يشمل دور الرادار أيضًا تدريب قوات بونتلاند، وربما نقل الخبرة الفنية.

 

التأثير الإقليمي

 

إقليميًا، قد يمتد تأثير هذا الانتشار إلى الدول المجاورة للصومال. فجيبوتي، التي تستضيف قواعد أمريكية وصينية وفرنسية، تعتمد على استقرار خليج عدن في اقتصادها المعتمد على الموانئ، أما إثيوبيا، التي تعاني من توترات على مستوى الوصول إلى البحر الأحمر، فقد ترى في خطوة الإمارات العربية المتحدة تعقيدًا لحساباتها الاستراتيجية.

 

وعن اليمن المتورط في صراع مع الحوثيين – وفق الموقع - فيقع على الجانب الآخر من الخليج، لكن مدى الرادار يحد من تأثيره المباشر هناك، ومع ذلك، يُمكن للنظام أن يُزوّد ​​الإمارات العربية المتحدة أو حلفائها في اليمن بمعلومات استخباراتية، مع أن هذه الادعاءات تفتقر إلى التحقق، وفقا للموقع.


 

 

التأثيرات المتوقعة

 

وفيما يتعلق بالتأثيرات يشير الموقع البلغاري إلى أن وجود الرادار قد يدفع تركيا أو قطر إلى تعميق تدخلاتهما في الصومال، مما يُفاقم التنافس بالوكالة. تاريخيًا، ساهمت التدخلات الأجنبية في القرن الأفريقي - مثل الغزو الإثيوبي للصومال بدعم أمريكي عام 2006 - في تأجيج عدم الاستقرار، وهو درسٌ يُلقي بظلاله على هذا الانتشار.

 

ويشير إلى أن توقيت نشر القوات يدعو إلى التدقيق، فقد شهد القرن الأفريقي توترات متصاعدة، حيث أدى اتفاق الموانئ بين إثيوبيا وأرض الصومال إلى توتر العلاقات مع الصومال. في غضون ذلك، أدت هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، والتي أدانها مجلس الأمن الدولي في يناير 2025، إلى تعطيل التجارة العالمية.

 

ويرى الموقع أن الإمارات العربية المتحدة، العضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة هذه الهجمات، ترى في الرادار إجراءً احترازيًا، وإن كان دوره الدقيق لا يزال غامضًا، مرجحا أن وضع النظام في بونتلاند، بدلًا من قاعدة إماراتية مثل الظفرة يشير إلى موقف استباقي، ربما لجمع معلومات استخباراتية آنية أو ردع الجهات الفاعلة الإقليمية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: إسرائيل والإمارات قاعدة بونتلاند سواحل اليمن أسلحة الإمارات باب المندب الإمارات العربیة المتحدة فی القرن الأفریقی فی بونتلاند إلى أن

إقرأ أيضاً:

توقيع كتاب «مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة في القرن الحادي والعشرين»

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «أبوظبي للإعلام».. مشاركة فاعلة ومتميزة في «أبوظبي للكتاب» جناح «تريندز» في «أبوظبي للكتاب» يناقش الثقافة والذكاء الاصطناعي ويطلق كتابين معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

أقيمت، أمس الثلاثاء، فعالية توقيع النسخة الرابعة والأحدث من كتاب «مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة في القرن الحادي والعشرين.. قضايا وتحديات في عالم متغير»، لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وذلك في جناح مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والثلاثين.
حضر التوقيع سعادة الدكتور سلطان النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ونخبة كبيرة من المفكرين والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، وأبدى الجميع إعجابهم بالكتاب، وحرصوا على اقتناء نسخ منه بتوقيع معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي.
في بداية الفعالية، قدم الدكتور سليمان الهتلان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «هتلان ميديا»، نبذة مختصرة عن الكتاب، متناولاً محاوره الرئيسية التي تشمل المبادرات المجتمعية الهادفة التي تعزز الوحدة والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، كما أشار إلى الدور الكبير الذي تلعبه هذه المبادرات في بناء مجتمع مستدام ومترابط، يسهم في تحقيق رؤية وطنية واحدة للخير العام والتطور المستدام.
وقال السويدي، إن الكتاب يتناول جميع القضايا، التي تهم دولة الإمارات العربية المتحدة ويتحدث عن الجوانب السبعة المطلوبة لإحداث التنمية السياسية فيها، كما يتحدث عن النهج الذي تبنته دولة الإمارات العربية المتحدة، في التنمية السياسية، ويؤكد أنه يتّسم بالشمولية، والتدرج المحسوب، والخصوصية، والاستمرارية والتمحور حول المواطن.
وأضاف معاليه إلى أن كتابه يسعى إلى استشراف مستقبل مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل بيئة عالمية متغيرة، ويبرز تداعيات العولمة والمتغيرات الدولية الكبرى على الهوية الوطنية وسيادة الدولة وحقوق الإنسان ودورة المرأة والمجتمع المدني، مضيفاً أن الكتاب يستعرض الخطوات والبرامج، التي انتهجتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز قيمة المواطنة، ويبرز القيم الجديدة والإيجابية التي صنعتها تجربة الوحدة.
وقدم السويدي الشكر لمنظمي الحفل والحضور، مشيداً بحُسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، وأكد أهمية دور هذه الفعاليات في تعزيز الثقافة والوعي المجتمعي، مشيراً إلى أن الكتاب يمثل خطوة أولية نحو فهم أعمق لتطور المجتمع الإماراتي ورؤيته للمستقبل.
كما عبر عن سعادته بالتفاعل الإيجابي من قبل الحضور، متطلعاً إلى أن يساهم الكتاب في إثراء النقاشات حول تطور المجتمع في القرن الحادي والعشرين.

مقالات مشابهة

  • أسطول الحرية لغزة: سفينة أطلقت نداء استغاثة بعد هجوم مزعوم بـدرون قبالة سواحل مالطا
  • ذكر مراسل “العربية” أنه تم رصد إطلاق صاروخ باليستي من اليمن باتجاه إسرائيل. وأضاف أن دوي صفارات الإنذار سمعت في عدة مناطق إسرائيلية إثر إطلاق الصاروخ. وقبل أسبوع تبنى الحوثيون في اليمن إطلاق صاروخ، تم اعتراضه قبل دخوله أراضي إسرائيل ومسيّرة آت
  • بيان مشترك.. زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية إلى الإمارات العربية المتحدة
  • الحرب على تنظيم الدولة بالصومال.. هل ينجو من مصير الموصل؟
  • توقيع كتاب «مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة في القرن الحادي والعشرين»
  • عندما تغفو العدالة.. الحرب المنسية على المدنيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • الجارديان: وعد ترامب بالسلام في اليمن لكنه جلب معه زيادة سريعة في عدد الضحايا المدنيين (ترجمة خاصة)
  • تقرير أمريكي: الحوثيون يقاومون الحملة الأمريكية بعناد رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بهم (ترجمة خاصة)
  • نيويورك تايمز: فشل حملة ترامب باليمن يضع أمريكا أمام امتحان صعب.. كيف يمكنها مواجهة الصين؟ (ترجمة خاصة)
  • أمريكا تكشف عن خسائرها في اليمن