الثورة نت:
2025-05-02@12:48:20 GMT

ترامب إلى أين.. وماذا بعد؟!

تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT

 

يقولون إن ترامب هو رجل الصدمات والصفقات، وبالتالي هو رجل الحروب الكلامية الإعلامية الحادة ليمارس بها الصدمات ويسعى من خلالها للوصول إلى صفقات..

ولهذا فتهديده المتطرف الحاد لإيران بالحرب إنما للوصول إلى التفاوض، ولذلك فأغلب المحللين في العالم يرون أو يؤكدون أن قراره المتسرع والأرعن برفع التعرفة الجمركية إنما ليصل إلى التفاوض مع الصين والاتحاد الأوروبي تحديداً.

.

أمريكا تعاني من وضع ومشاكل داخلية متراكمة ومعقّدة وهي لم ترد ولا تزال لا تريد حلحلة واقعية لمشاكلها الداخلية لأن الرأسمالية هي الحاكم الفعلي الأمريكي «الدولة العميقة»، وهذه الرأسمالية لا يعنيها ولا هدف لها غير الربحية وهذا الهدف هو الأولوية والأهم للرأسمالية من الوطن والشعب الأمريكي أصلاً..

ولذلك فكل ما يمارسه «ترامب» في قراراته هو تنفيذ لوصفة و«روشتة» الرأسمالية لمعالجة وتخفيف المشاكل في الداخل الأمريكي على حساب دول وشعوب العالم دون أن تتخلى الرأسمالية الأمريكية حتى عن 1٪ من أرباحها..

على سبيل المثال فالسعودية والإمارات قدمتا لأمريكا قرابة اثنين ونصف تريليون على أنها استثمارات، ولو أن هذه الاستثمارات حقيقية ومربحة لتقدمت لها الرأسمالية الأمريكية أو الشركات الأمريكية ولكن هذا مجرد ابتزاز بمثابة «جزية»، وبالتالي فأمريكا الرأسمالية منشغلة بتفكير الابتزاز و«الجزية»، ولكن بأساليب وطرق كون دول العالم يستحيل أن تقبل بما قبلت به السعودية والإمارات..

ما دامت الرأسمالية هي الحاكمة للدولة أو النظام في أمريكا فإن الدولة الأمريكية ليست مشكلتها في فارق وعجز الميزان التجاري ولكنه في عجزها الدائم المستدام بأن تعالج مشاكلها الداخلية لصالح الوطن والشعب والمجتمع الأمريكي لأن الربحية العالية للرأسمالية الحاكمة المتحكمة باتت الهدف المؤسس المقدس لما تعرف بالدولة والنظام في أمريكا وكل السياسات الأمريكية الخارجية وحتى الداخلية تنطلق من هذه الغائية الرأسمالية «المتوحشة» وتظل حولها تتمحور، فلاحظوا أنه تم إعداد وتهيئة ترامب لأداء هذا الدور وذلك يلتقط بوضوح من خلال ما طرحه ويطرحه عن «الدولة العميقة» وأنه يخالفها أو يختلف معها..

والهدف من كل هذا هو نفي أن ترامب مجرد موظف صغير مع الرأسمالية أو الدولة العميقة ومع ذلك فإن ترامب لم يقدم غير مسمى الدولة العميقة دون حد أدنى من التوضيح لماهية ومن هي الدولة العميقة..

فإذا لم تكن هذه الدولة العميقة هي «الرأسمالية» فمن تكون هذه الدولة العميقة التي يختلف معها ترامب كما يزعم؟..

منظمة التجارة العالمية لم تؤسسها الصين ولم تكن بين المؤسسين بل ظلت بعيدة ومن ثم مستبعدة حتى تم قبولها في الانضمام لعضويتها، وبعد عقود أمريكا هي التي أسست هذه المنظمة وتزعمت التأسيس والتسيس لها، وبالتالي فأمريكا كزعيمة ووارثة للغرب الاستعماري هي التي فرضت أسس وقواعد ومعايير هذه المنظمة وبالتالي فأمريكا هي اخترقت ودمرت كل معايير هذه المنظومة..

ترامب كان هدد بالانسحاب من هذه المنظمة بل ومن منظمة الأمم المتحدة وذلك يعني ببساطة أن أمريكا لا تريد عالماً يستقر وهي ضد أي نظام يحقق استقراراً بأي سقف في العالم سواء في السياسة أو الاقتصاد أو التجارة أو غيرها من الجوانب..

إذاً القضية هي في ديموقراطية وديكتاتورية وفق التوصيف الأمريكي فأكثر ديكتاتورية عرفها التاريخ البشري هي أمريكا، وإذا القضية تقاس بنسبة العدل والعدالة فالنظام في الصين وهو الأكثر تنمية فهو أفضل نظام عادل، ومن يقارن بين عدد السكان في الصين مقابل أمريكا لا يمكنه إلا الإقرار بأفضلية العدالة في الصين التي رفعت كل هذا العدد المهول من السكان فوق خط الفقر وتعملقت في إنشاء أحدث بنية تحتية وإحداث تنمية شاملة وشمولية لتطوير الصين من أرضية اجتماعية وطنية صلبة ومتينة..

ومع ذلك فأمريكا تسعى لتعميم الفوضى العالمية وتدمير العالم بأسره وإن تموضعها العالمي وضعها في الواجهة..

الصين قبلت المنافسة الاقتصادية التجارية بمعايير وأدوات أمريكا والرأسمالية وعلى أساس «التنافس الشريف» وأمريكا هي فشلت وانهزمت أمام التنافس الشريف فقررت الانتقام من كل شرف ومن كل شريف في هذا العالم وهذا يختزله «ترامب» في تصريحاته السوقية الأخيرة وغير الشريفة حين قال إن كل العالم بات يسعي لتقبيله في «مؤخرته»..

هل مثل هذا يقال أو يطرح من رئيس دولة عظمى، وهل مثل هذا يقبل أو يعقل في هذا العالم؟..

هذا هو طرح ومنطق الاستعمار والاستعمال كمنطق استحمار وفي منطقتنا أنظمة أسسها الاستعمار وقابلة لكل أشكال وأنواع الاستعمال بل وتتلذذ بالاستحمار ما دام يبقيها في الحكم، والشاهد ترامب حين أشار إلى نظام هو بقرة حلوب سيستعمل حتى يجف الحليب وحينذاك يمارس ذبحه وهذه هي أنظمة الاستعمار والاستعمال وحتى الاستحمار وهي تتمنى تقبيل “مؤخرة” ترامب كما يريد وكما يطلب!!.

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الصين تتعهد بعدم الرضوخ لضغوط ترامب التجارية وتصفه بالمتنمر

انتقدت الصين الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضدها، مؤكدة أنها لن ترضخ، ودعت المجتمع الدولي للوقوف في وجه التنمر الأميركي وفق تعبيرها.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في فيديو نشرته باللغة الإنجليزية مع ترجمة للصينية، إن "الانحناء أمام المتنمر أشبه بتجرع السم لإرواء العطش، ويُفاقم الأزمة".

ووصفت الصين الولايات المتحدة بأنها "نمر من ورق"، وأشارت إلى أن الواردات والصادرات الأميركية تُشكل أقل من خُمس التجارة العالمية، وأن الولايات المتحدة "لا تُمثل العالم بأسره".

وأضافت "لقد أثبت التاريخ أن الرضوخ لا يُؤدي إلا إلى مزيد من التنمر، والصين لن ترضخ".

كما دعت الخارجية الصينية في الفيديو دول العالم إلى كسر الهيمنة الأميركية، وتعهدت بأن بكين "ستصمد مهما هبت الرياح، وعلى أحدهم أن يتقدم، حاملاً مشعلاً في يده، ليبدد الضباب وينير الطريق".

تذبذب وتشدد

وقالت الصين في الفيديو "عندما يتضامن باقي العالم تصبح الولايات المتحدة مجرد قارب صغير جانح، ولا شك أن الولايات المتحدة ستواصل التذبذب في مواقفها وممارسة سياسة التشدد".

وكان البيت الأبيض أكد في 10 أبريل/نيسان الجاري أن الزيادة الكبيرة في الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السلع الصينية، ودخلت حيز التنفيذ في اليوم ذاته، ترفع التعريفات الإضافية التي تفرضها واشنطن على بكين إلى مستوى 145%.

إعلان

وأعلن ترامب قبل أسابيع فرض رسوم جمركية، جاء بعضها مربكا في كثير من الأحيان، على دول عديدة منها كندا والمكسيك والصين، مما أثار تقلبات غير مسبوقة في الأسواق وأثر سلبا على ثقة المستثمرين في الأصول الأميركية.

وردت الصين بفرض رسوم على السلع الأميركية بنسبة 34%، ثم أعلنت لاحقا زيادة تلك الرسوم الانتقامية لتصل 125%.

وأبدى ترامب مؤخرا استعدادا للتفاوض مع الصين بشأن الرسوم الجمركية، وأشارت إدارته الأسبوع الماضي إلى انفتاحها على تهدئة الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم التي أثارت مخاوف من حدوث ركود.

مقالات مشابهة

  • الصين تحشد العالم ضد واشنطن بينما يوسع ترامب صفقاته التجارية
  • ترامب: أمريكا لا تحتاج إلى سلع الصين.. وأطفالنا قد لا يحصلون على العدد الكافي من الدمى
  • الصين لترامب: أمريكا «نمر من ورق» ولن نرضخ لـ «مُتنمر»
  • الصين تسخر من ترامب: نمر على الورق فقط
  • الصين تهاجم ترامب بفيديو جديد
  • الصين تتعهد بعدم الرضوخ لضغوط ترامب التجارية وتصفه بالمتنمر
  • ترامب: الصين أكثر دولة في العالم تسرق الولايات المتحدة
  • ترامب في خطاب الـ100 يوم: العصر الذهبي لأمريكا بدأ.. سنقضي على الدولة العميقة
  • صراع العمالقة.. خبير اقتصادي: الصين قادرة على معاقبة أمريكا بسنداتها ومعادنها |فيديو
  • نيويورك تايمز: فشل حملة ترامب باليمن يضع أمريكا أمام امتحان صعب.. كيف يمكنها مواجهة الصين؟ (ترجمة خاصة)