بغداد اليوم -  بغداد

حدد الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني، اليوم الجمعة (25 آب 2023)، تحديات تحاصر المناخ الاستثماري في العراق، فيما كشف أن المصارف الـ 14 التي تم ابعادها مؤخرا عن نافذة العملة ترفض اعادة الودائع الى اصحابها.

وقال المشهداني في حديث لـ"بغداد االيوم"، انه" لايمكن خلق استثمار واستقطاب رؤوس اموال داخلية وخارجية دون توفر مناخ امن يعطي الطمائنية للمستثمرين والشركات من أجل الاقبال على الإجازات الاستثمارية بمختلف عناوينها في العراق".

واضاف، ان" المناخ الاستثماري في العراق لايزال غير مناسب وغير مشجع لاسباب عدة كانت الأمنية في البدء، وهو الاعتقاد السائد لكن هناك تحديات لاتقل اهمية عنه ومنها الصراعات السياسية بالاضافة الى القوانين والتشريعات التي تحتاج الى إعادة نظر يرافقها تقلبات سوق صرف الدولار".

وأوضح المشهداني، ان" القاعدة الاستثمارية في العراق ليست صلبة لدرجة قادرة على استقطاب الأموال بالاضافة الى الروتين والفساد في مفاصل الدولة رغم مساعي الحكومة وخطواتها في تشجيع الاستثمار وتسهيل الاجراءات لكن المستثمرين يتعامل مع الرؤية العامة وهي اننا في بلد غارق في الفساد".

واشار الى، ان" هناك اسباباً اخرى تعرقل اليات الاستثمار وعلى سبيل الامثال، بان المصارف الـ14 التي تم ابعادها مؤخرا عن نافذة العملة ترفض اعادة الودائع التي هي بالدولار الى اصحابها وتقدم بديلًا هو الدفع  بالدينار، رغم حاجة الشركات والاشخاص للدولار لدفع التزاماتهم، لافتا الى ان هذه التعقيدات لها سلبياتها على ملف الاستثمار بشكل عام".

تعقيدات

وفي شأن ذي صلة قال عضو لجنة الزراعة البرلمانيّة النائب حسين مردان، اليوم الجمعة (25 آب 2023)، ان هناك خمسة تعقيدات تواجه الاستثمار المالي في العراق.

وذكر مردان في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن" الاستثمار بمعناه العام يحتاج الى بيئة مستقرة، ومع قراءة وضع العراق بعد 2003 التي امتازت بالاضطرابات الأمنية المتكررة يعطينا مؤشرًا على حجم التحديات، خاصة وان أي استثمار يحتاج الى سنوات من اجل توفير بيئته".

واضاف، ان" الفساد يعد من أبرز التعقيدات التي تواجه الاستثمار المالي في العراق، فضلا عن التشريعات والقوانين والمرونة في التعامل مع المصارف، ناهيك عن وجود دول تستغل العملة كسلاح "جيوسياسي" في الازمات مايجعل الأمر أمام تحديات مفتوحة".

واشار مردان الى، ان" موقع العراق وثرواته الطبيعية حوافز مهمة يمكن استثمارها في خلق مناخ ايجابي في جذب التعاملات المالية لكن بالمقابل الأمر يواجه تعقيدات ابرزها الحاجة الى بيئة مصرفية ذات عمق ستراتيجي".

ويعد العراق ثاني أكبر مُنتج للنفط في منظمة "أوبك"، بمتوسط 4.5 مليون برميل يومياً، يُصدِّر منها حوالي 3.4 مليون برميل، حيث تعتمد الحكومة العراقية على إيرادات بيع الخام لتغطية نحو 95 بالمئة من نفقاتها، كما تعتبر احتياطيات النفط في العراق خامس أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم حيث تبلغ 145 مليار برميل.

انعاش الاقتصاد

وفي الشأن ذاته يقول الخبير الاقتصادي، عادل الدلفي، إن الاستثمار الوافد (الأجنبي) للعراق سيكون له دور كبير في إنعاش الاقتصاد، لا سيما وأن الاقتصاد العراقي هو اقتصادي ريعي يعتمد على النفط، وبالتالي من الضرورة بمكان مواجهة التحديات المرتبطة بذلك في سياق هبوط وصعود أسعار النفط، وارتهان الاقتصاد لتلك المؤشرات بشكل مستمر.

ويشير الخبير الاقتصادي إلى خطة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، من أجل تنويع الاقتصاد وتطوير القطاعات غير النفطية، وذلك بهدف فتح مناخ واسع أمام المستثمرين العرب والأجانب وتذليل الصعاب أمامهم، وذلك من خلال عدة إجراءات من بينها تعديل القرار رقم 245 لسنة 2019 والذي كان يحدد إمكانات الهيئة الوطنية للاستثمار، وقد جاء التعديل بما يمنح الهيئة صلاحيات واسعة من الحركة الإدارية والقانونية، بعرض تقليل البيروقراطية في الإجراءات المتخذة.

البنك المركزي

من بين الإجراءات كذلك التي يشير إليها الدلفي، في سياق تشجيع الاستثمار الأجنبي، ما يتعلق بتشجيع البنك المركزي على منح قروض للمستثمرين حال بلغت نسبة الإنجاز في المشاريع القائمة الـ 25 بالمئة.

ويضيف الخبير الاقتصادي العراقي: "تسهم تلك الإجراءات في تشغيل اليد العاملة وبناء العراق الذي لم يفتقد مشاريع حقيقية للتطوير والبناء منذ العام 2003"، موضحاً أن حزمة التعديلات الأخيرة من شأنها أن تغير الكثير من الأمور في العراق. كما يلفت إلى استقطاب بغداد إلى عدد من رجال الأعمال والشركات، وتوفير الإمكانات المختلفة لهم وتسهيل سبل الاستثمارات ضمن تلك الرؤية.

وزار عدد من رجال الأعمال العراق أخيراً، من بينهم رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، والذي أعلن عبر صفحته على تويتر، عن "مشروع عملاق في بغداد"، وذلك ضمن مجموعة من المشاريع التي تستهدف الحكومة جذب الاستثمارات الخارجية إليها.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الخبیر الاقتصادی فی العراق

إقرأ أيضاً:

لعام آخر.. العراق يحتاج الغاز الإيراني ولا بدائل قريبة - عاجل

بغداد اليوم – بغداد

أكد النائب حسين حبيب، اليوم الأحد (9 آذار 2025)، أن العراق بحاجة الغاز الإيراني لمدة عام، حتى يتسنى له إيجاد بدائل مناسبة لرفد منظومة الطاقة العراقية.

وقال حبيب في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "موضوع استيراد الغاز من إيران يكتسب أهمية خاصة، كونه يشكل ضرورة لاستمرار إنتاج الكهرباء، حيث يغذي نسبة ليست قليلة من المحطات الرئيسة، رغم انخفاض هذه النسبة مقارنة بالسنوات الماضية، مع بدء العراق إنتاج الغاز محليا لتغذية محطات توليد الطاقة".

وأضاف أن "بغداد لديها علاقات دبلوماسية وسياسية وطيدة مع واشنطن، مبنية على مصالح مشتركة منذ سنوات، ومن الضروري استثمار هذه العلاقات لإبرام اتفاق مع واشنطن يسمح باستيراد الغاز الإيراني لمدة عام، لتجاوز مرحلة صعبة من أزمة الكهرباء".

وأشار حبيب إلى أن "استثمار العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع واشنطن يعد ضرورة لتمديد الاستثناء على استيراد الغاز الإيراني، مما يمنح الحكومة فترة زمنية كافية لتوفير البدائل"، مبينا أن "عدم التوصل إلى اتفاق سيدفع الحكومة إلى البحث عن خيارات أخرى، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه دون حلول ليس منطقيًا، خصوصًا مع اقتراب العراق من ذروة الاستهلاك في صيف 2025".

وفي الشأن ذاته، شدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الأحد، على ضرورة أن تتوقف حكومة العراق عن الاعتماد على مصادر الطاقة الإيرانية. 

وأكد الوزير في تصريحات حصرية عبر قناة العربية وتابعتها "بغداد اليوم"، أن "الضغوط القصوى التي تمارسها الولايات المتحدة على طهران تأتي بهدف إنهاء التهديد النووي الإيراني"، مشيرًا إلى أن "إيران تعد موردًا غير موثوق للطاقة". 

وأضاف أن "التحول في قطاع الطاقة بالعراق يوفر فرصًا كبيرة للشركات الأمريكية" ، مؤكدًا "استعداد واشنطن لدعم هذا التحول بما يخدم مصالح العراق ويعزز أمن الطاقة في المنطقة".

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في شباط الماضي عقوبات جديدة على شبكة دولية تُتهم بتهريب النفط الإيراني إلى الصين، وهي أولى الإجراءات الجديدة في إطار سياسة ما يُعرف بـ"الضغط الأقصى" التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن هذه الشبكة قامت بنقل ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني، مما وفر مئات الملايين من الدولارات لتمويل القوات المسلحة الإيرانية وحلفاء طهران في المنطقة.

وانتهى يوم الخميس الماضي "الإعفاء" الأمريكي لتصدير الغاز الإيراني للعراق.

مقالات مشابهة

  • عاجل - العراق بين واشنطن وطهران المتصارعتين.. وسيط مع وقف التنفيذ
  • العراق بين واشنطن وطهران المتصارعتين.. وسيط مع وقف التنفيذ - عاجل
  • العراق بين القوتين المتصارعتين.. وسيط مع وقف التنفيذ- عاجل
  • مستشار حكومي:ربط الاقتصاد الدولي بالاقتصاد العراقي يساهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام
  • العقوبات الأمريكية على الفصائل العراقية .. المواطن في مأمن- عاجل
  • ارتفاع الحرارة في العراق الى 30 درجة الأسبوع المقبل - عاجل
  • لعام آخر.. العراق يحتاج الغاز الإيراني ولا بدائل قريبة - عاجل
  • الفصائل العراقية.. أسباب المتحولات والأولويات الجديدة - عاجل
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام الأحد بسبب الأمطار - عاجل
  • ما حقيقة الحديث عن وجود ماهر الأسد في العراق؟ - عاجل