ليبيا – اتهم تقرير تحليلي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإبراز نفوذ بلاده في إفريقيا عبر اللعب على وتر الحاجة إلى بقاء ليبيا غير مستقرة.

التقرير الذي نشره موقع أخبار “غريك ستي تايمز” اليوناني الناطق بالإنجليزية وتابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد إن حلف شمال الأطلسي “ناتو” فتح المجال عبر إطاحته بنظام العقيد الراحل القذافي لجعل ليبيا مسرحا للحرب وصراع المصالح الجيوسياسية.

وأضاف التقرير إن الصراع الجيوسياسي هذا لم يعد يقتصر على نطاق محلي بل اكتسب بعدا جديدا بسبب العدد الكبير من المشاركين بما في ذلك قوى إقليمية ودولية كبرى مثل تركيا وروسيا وفرنسا وإيطاليا ما يعني تهديدا للنظام الأمني برمته في جنوب أوروبا.

وتابع التقرير أن ليبيا ظلت لأكثر من عقد من الزمن مفتقرة إلى النجاح في الخروج من طريق سياسي مسدود ولم تتعافى من صراعها الداخلي وانقسامها التنفيذي والتشريعي فيما يتدخل العديد من اللاعبين العالميين الرئيسيين في الأزمة نيابة عن الجانبين المنقسمين.

وبحسب التقرير تحاول تركيا الاستفادة من هذا عبر دعمها الموجودين في العاصمة طرابلس بتأجيج الصراع لمصلحتها الخاصة بالاستناد إلى عوامل تاريخية تعود لكون عاصمة ليبيا كانت معقلا بحرية عسكرية للدولة العثمانية وأردوغان راغب باستعادة هذا المجد.

وبين التقرير إن الوجود العسكري التركي قائم منذ أعوام لدعم رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة ومن قبله رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج وعبر استمرار إرسال السلاح والطائرات من دون طيار والمستشارين العسكريين.

وأوضح التقرير إن هذا كله يتم انتهاكا لحظر أممي مفروض في وقت لا يقتصر فيه طموح تركيا على الجانب العسكري بل تطلعات اقتصادية وجيوسياسية في ليبيا تتطلب وجودا لها في برقة ولتحقيق ذلك اختارت مغازلة زعماء محليين ورفض العنف المسلح.

وبحسب التقرير فازت أنقرة بعدة عقود لبناء محطات كهرباء ومنشآت أخرى معظمها في منطقة طرابلس لكنها تعتزم المضي أبعد من ذلك وتوقيع عقود بمليارات الدولارات مع الطرفين المنقسمين في الشرق والغرب.

وأضاف التقرير إن شركة النفط التركية الحكومية ساعية للحصول على إذن للتنقيب عن احتياطيات الغاز تحت الماء في المياه الليبية قبالة مدينة درنة الشرقية فيما تسعى شركات تركيا للطاقة البرية للحصول على حصص في منشآت نفطية كبرى بما في ذلك في جنوب برقة.

وتحدث التقرير عن سوق أخرى مرغوبة بدأت بالفعل بشكل جدي لإعادة إعمار مدينة بنغازي بعد الحرب ما يعني أن على تركيا كل هذه الطموحات لتحقيق التحوط في رهاناتها والإبقاء على المسارين الغربي والشرقي مفتوحين.

ووفقا للتقرير تواصل تركيا إصرارها على أن هدفها هو دعم حكومة تصريف الأعمال بوصفها معترف بها دوليا إلا أن تصرفات أردوغان قد يكون لها أيضا أهداف إستراتيجية أوسع لأن تركيا تعتبر ليبيا جزءا من دائرة نفوذها في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وتابع التقرير إن أنقرة تنظر إلى ليبيا على أنها شريك اقتصادي مهم في أفريقيا ما يعني حاجة أردوغان لجعلها غير مستقرة للضغط من أجل مصالحه في شمال إفريقيا فبلاده ساعية لأن تكون قوة في القارة السمراء عبر جهودها الاقتصادية والعسكرية والإنسانية.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الإرث العثماني في شمال إفريقيا لتشكيل يمكن أن يكون بمثابة أساس تحالفات متين لحماية مصالح تركيا ومنحها فرصة لتوظيف أصولها العسكرية والسياسية إلى جانب أفكارها الإسلامية ما حتم وجود محمية بالمنطقة للانطلاق منها وهي ليبيا.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: التقریر إن

إقرأ أيضاً:

مرصد الأزهر: هدم الأسوار أحد استراتيجيات تنظيم داعش لاستعادة النفوذ والتوسع الجغرافي

قال مرصد الأزهر  أنه رغم حالة الضعف التي يمر بها تنظيم داعش الإرهابي في وقتنا الحالي بسبب الهزائم التي تعرض لها وفقدانه كثيرًا من قادته بفاصل زمني قصير والملاحقات الأمنية لأفراده، فإن عملية تهريب نزلاء ينتمون للتنظيم من سجن "كوتوكالي" الذي يبعد 40 كيلومترًا من العاصمة "نيامي" بالنيجر، في يوليو المنصرم وما تلاها من عمليات مشابهة، يدل على قدرة التنظيم على القيام بعمليات نوعية ضمن إستراتيجية "هدم الأسوار"، والتي تعني "اقتحام السجون وتهريب عناصر التنظيم المحتجزة فيها" وهي واحدة من الأمور المهمة التي يعوّل عليها التنظيم.

وجاء هذا في إطار سلسة مقالات وحدة رصد اللغة التركية والتي تنشرها بعنوان "ما يعول عليه داعش مستقبلاً". 

وتابع المرصد أنه بنظرة تاريخية فإن اقتحام داعش للسجون وتحرير عناصره الإرهابية ليست إستراتيجية جديدة عليه، بل قديمة أطلق عليها في خطابه الإعلامي اسم "هدم الأسوار". وقد ورث داعش هذه الإستراتيجية عن سلفه تنظيم القاعدة في العراق، إذ كان "الزرقاوي" يولي اهتمامًا كبيرًا لتحرير السجناء. وقد استمر هذا الاهتمام متصاعدًا عبر مراحل تطور مختلفة، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من خطط التنظيم. ولا تكاد تخلو كلمة من كلمات متحدثيه الإعلاميين من الإشارة إلى أهمية اقتحام السجون. ويعود أول تطبيق عملي لإستراتيجية "هدم الأسوار" إلى عام 2004 بمحاولة "أبو أنس الشامي" استهداف سجن أبو غريب. ورغم أن هذه المحاولة لم تكلل بالنجاح المرجو للتنظيم، إلا أنها شكلت نقطة تحول في توجهاته.

وبالنظر إلى دوافع هدم الأسوار عند داعش فتتلخص في استعادة النفوذ وتعزيز المكانة، وذلك من خلال التعويل على الاقتحامات السابقة استلهام التنظيم من قدرته على تحرير أعداد كبيرة من عناصره القابعة في السجون، حيث يسعى التنظيم إلى تعويض الخسائر البشرية التي لحقت به في المعارك عن طريق تحرير العناصر المسجونة وضمها مرة أخرى. بناء القوة القتالية وإعادة الهيكلة.

كما يسعى التنظيم إلى تعزيز الصورة القتالية كقوة قادرة على حماية عناصره وتحرير المعتقل منهم، كما يهدف التنظيم بعلميات الاقتحام إلى إحراج التنظيمات المتطرفة الأخرى التي تتبع أساليب تفاوضية، وإظهار تفوقه عليها وتجنيد المزيد من الأنصارحيث يستخدم التنظيم قدرته على تحرير أتباعه من السجون والمعتقلات كأداة للترويج لأفكاره وجذب المزيد من الأنصار، لا سيما من عناصر التنظيمات الأخرى التي لا تسعى إلى تهريب عناصرها المسجونة.

ويستند داعش في إستراتيجية هدم الأسوار على جملة من الآليات، أهمها التنقيب عن نقاط الضعف وتكوين خلايا نائمة داخل السجون واستغلال التكنولوجيا الحديثة والتحريض وخطابات الكراهية حيث يستخدم داعش وسائل الإعلام غير التقليدي لنشر الدعاية وتوجيه رسائل تحريضية لعناصره داخل السجون، بهدف تشجيعهم على الهروب.

وتأسيسًا على ما سبق، تطرح هذه الإستراتيجية الداعشية كثيرًا من التحديات أمام الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب منها تعقيد المشهد الأمني، حيث تزيد عمليات اقتحام السجون من تعقيد المشهد الأمني، وتصعّب تتبع تحركات عناصر التنظيم وتوقيفهم. وزيادة خطر الهجمات الإرهابية حيث يزيد نجاح عمليات تهريب المسجونين من خطر تعرض الدول والمجتمعات لهجمات إرهابية جديدة وصعوبة إعادة تأهيل السجناء المحررين

وختامًا يؤكد المرصد أن اقتحام السجون بالنسبة لداعش ليس مجرد عملية إنقاذ أو تحرير لبعض عناصره، بل هو جزء من إستراتيجية تهدف لاستعادة النفوذ والتوسع الجغرافي وتعزيز مكانة التنظيم على الخريطة الأمنية في العالم. وتتسم هذه الإستراتيجية بارتفاع درجة خطورتها، نظرًا لارتباطها بعناصر إرهابية مدربة، وتخطيط مسبق، ووجود دوافع انتقامية، ما قد يشكل تهديدًا مستقبليًّا للأمن والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • التقرير الطبي يكشف حقيقة احتياج سعد الصغير للترامادول أمام المحكمة.. غدًا
  • تركيا تؤيد مذكرة الاعتقال بحق نتياهو وغالانت
  • تركيا تتحدى اللوبي الصهيوني
  • يشتبه في وفاته جنائيا.. مفاجأة في التقرير الطبي لوفاة الملحن محمد رحيم
  • تركيا تنشئ قاعدة فضائية في الصومال
  • أردوغان: نمضي بخطى ثابتة نحو استقلال تركيا في قطاع الطاقة
  • «الباعور» يُؤكد على مشاركة دولة ليبيا في منتدى حوار المتوسط
  • لو ضاع منك .. 3 خطوات لاستعادة اشتراك المترو
  • إيطاليا تبحث عن أمجاد البحار في دبي
  • مرصد الأزهر: هدم الأسوار أحد استراتيجيات تنظيم داعش لاستعادة النفوذ والتوسع الجغرافي