غريك ستي تايمز: أردوغان ساع لاستعادة أمجاد العثمانيين في طرابلس
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
ليبيا – اتهم تقرير تحليلي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإبراز نفوذ بلاده في إفريقيا عبر اللعب على وتر الحاجة إلى بقاء ليبيا غير مستقرة.
التقرير الذي نشره موقع أخبار “غريك ستي تايمز” اليوناني الناطق بالإنجليزية وتابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد إن حلف شمال الأطلسي “ناتو” فتح المجال عبر إطاحته بنظام العقيد الراحل القذافي لجعل ليبيا مسرحا للحرب وصراع المصالح الجيوسياسية.
وأضاف التقرير إن الصراع الجيوسياسي هذا لم يعد يقتصر على نطاق محلي بل اكتسب بعدا جديدا بسبب العدد الكبير من المشاركين بما في ذلك قوى إقليمية ودولية كبرى مثل تركيا وروسيا وفرنسا وإيطاليا ما يعني تهديدا للنظام الأمني برمته في جنوب أوروبا.
وتابع التقرير أن ليبيا ظلت لأكثر من عقد من الزمن مفتقرة إلى النجاح في الخروج من طريق سياسي مسدود ولم تتعافى من صراعها الداخلي وانقسامها التنفيذي والتشريعي فيما يتدخل العديد من اللاعبين العالميين الرئيسيين في الأزمة نيابة عن الجانبين المنقسمين.
وبحسب التقرير تحاول تركيا الاستفادة من هذا عبر دعمها الموجودين في العاصمة طرابلس بتأجيج الصراع لمصلحتها الخاصة بالاستناد إلى عوامل تاريخية تعود لكون عاصمة ليبيا كانت معقلا بحرية عسكرية للدولة العثمانية وأردوغان راغب باستعادة هذا المجد.
وبين التقرير إن الوجود العسكري التركي قائم منذ أعوام لدعم رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة ومن قبله رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج وعبر استمرار إرسال السلاح والطائرات من دون طيار والمستشارين العسكريين.
وأوضح التقرير إن هذا كله يتم انتهاكا لحظر أممي مفروض في وقت لا يقتصر فيه طموح تركيا على الجانب العسكري بل تطلعات اقتصادية وجيوسياسية في ليبيا تتطلب وجودا لها في برقة ولتحقيق ذلك اختارت مغازلة زعماء محليين ورفض العنف المسلح.
وبحسب التقرير فازت أنقرة بعدة عقود لبناء محطات كهرباء ومنشآت أخرى معظمها في منطقة طرابلس لكنها تعتزم المضي أبعد من ذلك وتوقيع عقود بمليارات الدولارات مع الطرفين المنقسمين في الشرق والغرب.
وأضاف التقرير إن شركة النفط التركية الحكومية ساعية للحصول على إذن للتنقيب عن احتياطيات الغاز تحت الماء في المياه الليبية قبالة مدينة درنة الشرقية فيما تسعى شركات تركيا للطاقة البرية للحصول على حصص في منشآت نفطية كبرى بما في ذلك في جنوب برقة.
وتحدث التقرير عن سوق أخرى مرغوبة بدأت بالفعل بشكل جدي لإعادة إعمار مدينة بنغازي بعد الحرب ما يعني أن على تركيا كل هذه الطموحات لتحقيق التحوط في رهاناتها والإبقاء على المسارين الغربي والشرقي مفتوحين.
ووفقا للتقرير تواصل تركيا إصرارها على أن هدفها هو دعم حكومة تصريف الأعمال بوصفها معترف بها دوليا إلا أن تصرفات أردوغان قد يكون لها أيضا أهداف إستراتيجية أوسع لأن تركيا تعتبر ليبيا جزءا من دائرة نفوذها في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتابع التقرير إن أنقرة تنظر إلى ليبيا على أنها شريك اقتصادي مهم في أفريقيا ما يعني حاجة أردوغان لجعلها غير مستقرة للضغط من أجل مصالحه في شمال إفريقيا فبلاده ساعية لأن تكون قوة في القارة السمراء عبر جهودها الاقتصادية والعسكرية والإنسانية.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الإرث العثماني في شمال إفريقيا لتشكيل يمكن أن يكون بمثابة أساس تحالفات متين لحماية مصالح تركيا ومنحها فرصة لتوظيف أصولها العسكرية والسياسية إلى جانب أفكارها الإسلامية ما حتم وجود محمية بالمنطقة للانطلاق منها وهي ليبيا.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: التقریر إن
إقرأ أيضاً:
«الكيلاني» تستقبل سفير تركيا لدى ليبيا
استقبلت وزيرة الشؤون الاجتماعية في حكومة الوحدة الوطنية “وفاء أبو بكر الكيلاني”، الأحد، سفير جمهورية تركيا، غوفين بيجيتش لدى ليبيا، وذلك في إطار تعزيز الشراكة بين البلدين.
تم خلال اللقاء مناقشة مذكرة التفاهم المبرمة بين البلدين لتعزيز التعاون في المجال الاجتماعي، مع التركيز على تنسيق برامج مشتركة لدعم الطفولة وتطوير الخدمات الاجتماعية.
كما استعرض الجانبان سبل تعزيز الشراكة من خلال تبادل الخبرات وتنفيذ مشاريع تهدف إلى تحسين جودة الخدمات الاجتماعية.
وتناول اللقاء عمق العلاقات التاريخية بين ليبيا وتركيا، وحرص الجانبين على مواصلة التعاون بما يخدم الفئات المستهدفة ويعزز التنمية المستدامة في كلا البلدين.