جلالة السلطان يؤكد على الروابط التاريخية العريقة بين سلطنة عُمان وهولندا
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
العاهل المفدى:
- ندرك مسؤوليتنا المشتركة في صياغة مستقبل أفضل تتجاوز حدود بلديْنا
- تعاوننا سيسهم في تعزيز السلام والاستقرار في أوروبا والشرق الأوسط
- ملك هولندا: نحرص على تنويع مجالات الشراكة والاستثماربين بلدينا
أمستردام العُمانية: تكريمًا لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظهُ اللهُ ورعاهُ - أقام جلالةُ الملك وليام ألكسندر ملك هولندا وقرينتُه جلالة الملكة مكسيما مأدبة عشاء رسميّة على شرف جلالةِ السُّلطان المعظم بالقصر الملكي.
وقُبيل مأدبة العشاء صافح جلالتُه كبار المدعوين للمأدبة. بعد ذلك ألقى جلالةُ السُّلطان المعظّم كلمة فيما يأتي نصها:
"جلالة الملك..
جلالة الملكة..
إنه لشرفٌ عظيمٌ أن نكون هنا في هولندا للاحتفال بالصّداقة الراسخة بين بلديْنا. ونتقدّم بخالص امتناننا لكرم الضيافة الذي حظينا به، وللإسهامات القيّمة التي عزّزت شراكتنا على مرّ السنين. إن حفاوة الترحيب التي حظينا بها تعكس التعاون المتجذّر بين شعبيْنا، والذي ازدهر على مدى قرون من خلال التجارة البحرية والاستكشاف والسعي المشترك وراء المعرفة.
إنّ هذه الزيارة تعكس الروابط التاريخيّة العريقة بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا. فقد مدّ التجار والرحالة الهولنديون الأوائل جسور الصداقة منذ القرن السابع عشر، مشكّلين الأساس للتعاون المثمر الذي نراه اليوم.
ويتجسد هذا الإرث اليوم في ميناء صحار، وهو ثمرة مشروع مشترك بين مجموعة "أسياد" وميناء روتردام لإدارة وتشغيل ميناء صحار والمنطقة الحرة. إن هذا الميناء يرمز إلى إرثنا البحري المشترك، وإلى التزامنا الجماعي بالابتكار والتعاون والرؤية المستقبلية. لقد أصبح الميناءُ مركزًا نابضًا للتجارة والاستثمار العالميين، الأمر الذي يُمثل دليلًا على ما يمكن تحقيقه عندما تعمل الأمم معًا بروح الانفتاح والعزيمة.
إن الخبرة الهولندية في مجال الطاقة النظيفة وإدارة المياه تحظى باعتراف وتقدير عالمي، ونحن ممتنّون لأن هذه الزيارة قد أتاحت فرصةً لمناقشة سبل التعاون بيننا والنجاحات الأولية التي حقّقناها، لاسيما في إنتاج الهيدروجين الأخضر والحلول المائية المبتكرة.
وإلى جانب التعاون الاقتصادي، يواصل بلدَانَا تعزيز أواصر العلاقات من خلال المشاورات السياسية والتبادل الأكاديمي والحوار الثقافي. إن التفاهم المتبادل بين شعبيْنا قد وصل اليوم إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وبينما نواصل التمسك بقيمنا المشتركة المتمثلة في العدالة والتعدّدية وسيادة القانون، فإننا واثقون من أن تعاوننا سيُسهم في تعزيز السلام والاستقرار في أوروبا والشرق الأوسط.
وبناءً على ما حقّقناه معًا من إنجازات في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والتجارة والطاقة، يتعين علينا الآن توسيع نطاق تعاوننا لمعالجة التحدّيات العالميّة الملحّة، لا سيما في دعم القانون الدولي وضمان الأمن للجميع. وفي هذه المساعي، يجب أن نتحلى بالحكمة في رؤانا وبالإقدام والجسارة في أفعالنا، وإدراك أن مسؤوليتنا المشتركة في صياغة مستقبل أفضل تتجاوز حدود بلديْنا.
جلالة الملك..
جلالة الملكة..
وبينما نمضي قُدمًا نحو تحقيق هذه الرؤية المشتركة، اسمحوا لنا في ختام كلمتنا أن نُعبّر مجدّدًا عن بالغ تقديرنا للصداقة المتجذّرة بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا. ونتطلع إلى شرف استقبالكم، جلالة الملك وجلالة الملكة، في مسقط قريبًا. كما نتطلع إلى مواصلة جهودنا المشتركة في الأشهر والسنوات المقبلة.
شكرًا لكم".
كما ألقى جلالة الملك كلمة بهذه المناسبة، جدّد فيها الترحيب بجلالة السُّلطان المعظم ووفده الرسمي المرافق، مؤكدًا حرص بلاده على تنويع مجالات الشراكة والاستثمار بين بلدينا بما يسهم في إثراء النمو الاقتصادي لدى سلطنة عُمان ومملكة هولندا على مختلف الصعد.
حضر مأدبة العشاء الوفد الرسمي المرافق لجلالتِه، فيما حضرها من الجانب الهولندي عددٌ من كبار المسؤولين بمملكة هولندا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جلالة الملکة جلالة الملک
إقرأ أيضاً:
منتدى القطاع البحري والموانئ يؤكد على دور سلطنة عُمان كمركز إقليمي للربط اللوجستي والطاقة
ناقش المنتدى العُماني للقطاع البحري والموانئ والطاقة، الذي انطلقت أعماله اليوم، آفاق الطاقة في الشرق الأوسط، وتطور البنية الأساسية للموانئ، والتغيرات في سوق الوقود البحري، إلى جانب أهمية الابتكار والنمو، وتعزيز الشراكات، وبناء قدرات الكوادر الوطنية.
جاء افتتاح المنتدى تحت رعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وبمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب نخبة من الخبراء وممثلي المؤسسات الدولية والإقليمية المتخصصة في مجالات الشحن والطاقة والخدمات اللوجستية البحرية.
وأشار معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي: أن موقع سلطنة عُمان القريب من مضيقي هرمز وباب المندب يوفّر فرصًا استثنائية لتقديم خدمات متكاملة لنحو 37 ألف سفينة سنويًا، تشمل خدمات الوقود، والصيانة، والإصلاح، وتبديل الأطقم، وتزويد السفن بالمواد الغذائية. وأشار إلى توفر البنية الفندقية المناسبة في المحافظات لخدمة أطقم السفن، مؤكدًا أن هذه الإمكانيات تدعم جهود الترويج لقدرات سلطنة عُمان في قطاعي الموانئ والخدمات البحرية، وتسهم في تمكين هذا القطاع الحيوي.
منظومة الموانئ والطاقة
ويهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي متكامل يربط بين منظومات الموانئ والطاقة والخدمات البحرية العالمية، واستعراض أبرز التجارب والتقنيات الحديثة في مواجهة التحديات واستثمار التحولات الجارية في حركة التجارة والتكنولوجيا.
ويحظى المنتدى بمشاركة أكثر من 200 شخصية تمثل حوالي 70 مؤسسة عالمية رائدة في قطاعات الموانئ والطاقة والشحن، مما يعكس أهميته كمنصة دولية مرموقة لتبادل الرؤى والخبرات.
ويتضمن برنامج المنتدى تقديم 7 أوراق عمل متخصصة تسلط الضوء على الابتكارات والتحديات في قطاعي الطاقة والموانئ، مع مناقشات حول التحول الرقمي، والاستثمار في الكفاءات الوطنية، والحلول المستدامة.
حلول متقدمة في قطاع الموانئ
وتشارك مجموعة أسياد، الشريك الاستراتيجي للمنتدى، بفعالية من خلال استعراض حلولها المتقدمة في مجالات الموانئ، والنقل البحري، والطاقة النظيفة، والخدمات اللوجستية الذكية، بما يعزز مكانة السلطنة كمزوّد عالمي للخدمات اللوجستية المتكاملة. كما تسلط المجموعة الضوء على شراكاتها الاستراتيجية في مجال الاستدامة، من خلال مشاريع رائدة في توليد الطاقة باستخدام طاقة الأمواج في صحار والدقم، إلى جانب استثمارات واعدة في الهيدروجين الأخضر دعمًا للتحول نحو مستقبل مستدام للطاقة.
ويأتي انعقاد المنتدى في وقت تواصل فيه مجموعة أسياد ترسيخ حضورها الدولي كمزوّد رائد للحلول اللوجستية، عبر إنجازات ملموسة خلال عام 2024 في مناولة البضائع والحاويات، وتسجيل أداء تشغيلي متميز في النقل البحري وأعمال الحوض الجاف، إلى جانب جهودها في خفض الانبعاثات الكربونية لأسطولها، بما يتماشى مع مستهدفات الحياد الكربوني بحلول 2050.
جوائز وتصنيفات عالمية
وقد حصدت المجموعة عدة جوائز وتصنيفات عالمية، حيث حازت المجموعة على المركز الرابع كأكبر شركة نقل ولوجستيات مستدامة في المنطقة وفق قائمة قادة الاستدامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مجلة "فوربس" الشرق الأوسط. كما صُنّف ميناء صلالة خلال السنوات الثلاث الأخيرة كثاني أفضل ميناء عالمي من حيث كفاءة مناولة الحاويات. في حين جاءت في المرتبة 18 عالميًا في امتلاك سفن نقل النفط الخام، والمرتبة 21 عالميًا في نقل الغاز الطبيعي المسال والنفط، والمرتبة 51 عالميًا في نقل الحاويات، ما يؤكد جهودها وسعيها نحو التميز وتبني التقنيات والممارسات العالمية عبر وحدات أعمالها.
تطوير المنظومة البحرية واللوجستية
وأكد عمر بن محمود المحرزي، الرئيس التنفيذي لموانئ أسياد والمناطق الحرة، أن الشراكة الاستراتيجية لمجموعة أسياد للمنتدى تُجسّد التزامها بتحقيق رؤية سلطنة عُمان لتطوير المنظومة البحرية واللوجستية، مشيرًا إلى أن المنتدى يشكل منصة ذات أهمية لتبادل الخبرات ومناقشة أبرز التحديات والفرص المستقبلية في ظل التحولات العالمية المتسارعة.
وقالت ليزلي بانكس هيوز، المديرة العامة لمنصة (ship.energy): "نفخر بالثقة التي حظينا بها لتنظيم هذا الحدث المهم، الذي يُبرِز ريادة سلطنة عُمان في القطاع البحري والطاقة. ونأمل أن يكون للحوارات والمناقشات التي سيتناولها المنتدى أثر بعيد المدى، وأن تقود إلى شراكات جديدة ومثمرة بين الشركات العُمانية والدولية. كما نود أن نعرب عن خالص تقديرنا للدعم الكبير الذي قدّمته مجموعة أسياد بصفتها الشريك الاستراتيجي، ولكل الجهات الراعية التي أسهمت في نجاح تنظيم هذا المؤتمر".
ويتضمن برنامج المنتدى سلسلة من الجلسات الحوارية التي تناول آفاق الطاقة في الشرق الأوسط، وتطور البنية الأساسية للموانئ، والتغيرات في سوق الوقود البحري، إضافة إلى محاور حول الابتكار والنمو والشراكات، وبناء قدرات الكوادر الوطنية. وقد أُقيمت اليوم، على هامش المنتدى، ورشة عمل متخصصة حول تقنيات قياس الوقود البحري، ودور الحلول الرقمية في تحسين الكفاءة التشغيلية والتجارية في سلاسل التزود بالوقود.
فعاليات المنتدى
وسوف يختتم المنتدى فعالياته بزيارة ميدانية لسفينة التزود بالوقود "Margherita Cosulich" المزوّدة بتقنية عدادات التدفق الكتلي، ليحظى المشاركون بتجربة عملية وتفاعلية، تدمج بين تبادل المعرفة والاطلاع على أحدث الابتكارات التقنية في القطاع البحري.
ويعكس هذا الحضور الدولي الواسع والتعاون الوثيق بين الجهة المنظمة (ship.energy) ومجموعة أسياد، أهمية المنتدى كمنصة تسلط الضوء على دور سلطنة عُمان المحوري في مستقبل قطاعي الطاقة والشحن، وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والشراكة، بما يعزز من تنافسيتها على الخارطة الاقتصادية العالمية.